أصدر قاضي المحكمة العليا البرازيلية، ألكساندر دي مورايس، يوم الأمس الثلاثاء قرارًا يقضي بعودة منصة التواصل الاجتماعي إكس، المعروفة سابقًا بتويتر، في البرازيل، حيث "استوفت الشركة جميع الشروط اللازمة لاستئناف الخدمة" وذلك بعدما استسلمت إكس لأوامر المحكمة.

وقد أُعطيت مهلة لوكالة الاتصالات البرازيلية مدتها 24 ساعة لإزالة الحظر الذي استمر لحوالي خمسة أسابيع، على أن الأمر ربما يطول قليلًا عن ذلك، إذ يجب على كل مقدم خدمة من مقدمي الخدمة العشرين ألفًا المتواجدين في البرازيل إزالة الحظر. وبالطبع يختلف كل مقدم خدمة عن الآخر في الأسلوب المتبع.

وقد أعلن  حساب الشؤون الحكومية العالمية الخاص بمنصة إكس عودة المنصة وقالوا أنهم سيواصلون الدفاع عن حرية التعبير، ضمن حدود القانون، في كل مكان يعملون فيه.

تعتبر هذه الحلقة الأخيرة في صراع طويل بدأ منذ أبريل الماضي وتصاعدت أحداثه في شهري أغسطس وسبتمبر، حيث طُلب من إكس حظر بعض الحسابات لنشرها "معلومات مغلوطة" ورفضت إكس ذلك، وقامت بإغلاق مكاتبها وسحب ممثلها القانوني من البلاد في منتصف أغسطس، مما أدى لحظر المنصة في البرازيل مع نهاية الشهر وفرض غرامة تصل إلى 9000 دولار على من يحاول استخدام VPN لتجاوز الحظر.

وخلال شهر سبتمبر الماضي، قامت إكس بمراوغة عبر تحديث تقني مكن المستخدمين من الوصول لتويتر، لكنها هُدِّدَت سريعا وألغت التحديث، محاولة تجاوز الحظر ليوم واحد هذه كلفت منصة إكس غرامة إضافية بقيمة 2 مليون دولار فوق الغرامة الأولى التي تقدر بـ3 ملايين دولار.

خلال فترة الحظر اتجه ملايين المستخدمين البرازيلين لمنصات بديلة، وكان أهمها بلو سكاي الذي حصل على أكثر من خمسة ملايين مستخدم إضافي خلال فترة الحظر، وكذلك ثريدز، وتعتبر منصة بلو سكاي أحد المنصات اللامركزية التي من المفترض أن تمنع تحكم جهة واحدة في منصات التواصل الاجتماعي.

يمكنك قراءة المزيد من التفاصيل حول المنصات اللامركزية وعلاقة ثريدز التابعة لفيسبوك بها من هنا.

يذكر أن منصة إكس قامت بتعيين محاميين جدد وممثل قانوني لها في البرازيل خلال شهر سبتمبر، وقالوا إنهم سيستجيبون لأوامر المحكمة بحظر الحسابات ودفع الغرامة، ويعد هذا مضادًا تمامًا لما قاله الرئيس التنفيذي لإكس، إيلون ماسك، حيث وصف الحظر بأنه "غير قانوني" وأن الشركة لن تستجيب لأوامر غير قانونية من ديكتاتور مثل دي مورايس وغيرها من التصريحات التي أراها فارغة وبلا معنى.

وأخيرا دفعت إكس منذ أيام الغرامة التي تقدر بـ 28.6 مليون ريال برازيلي أي ما يعادل 5.1 مليون دولار أمريكي ولكن للبنك الخطأ، مما أخر إزالة الحظر لعدة أيام، ويفترض أن يتم إزالة الحظر وتعود المنصة للعمل بشكل طبيعي للعشرين مليون مستخدم المتواجدين في البرازيل.

"لقد أظهرنا للعالم أنه يجب احترام قوانيننا هنا، من قبل كل فرد كائنًا من كان"
 - جوسيلينو فيلهو، وزير الاتصالات البرازيلي في بيان.

بهذا ينتهي الصراع بين رجل الأعمال "المتعجرف" إيلون ماسك، والقضاء البرازيلي، ربما يكون هذا درسًا لإيلون ماسك ليحترم القوانين بعد ذلك، في رأيك، من هو المنتصر الحقيقي في هذه "المعركة"؟