• تكلفة تدريب DeepSeek R1 لم تتجاوز 294 ألف دولار فقط.
  • استخدمت الشركة 512 شريحة Nvidia H800 لمدة 80 ساعة تدريب.
  • اختبارات مُبكرة بشرائح A100 ساعدت في خفض التكاليف دون فقدان القوة.
  • خبراء يشككون بأن الرقم يشمل المرحلة النهائية فقط.

أعلنت شركة DeepSeek الصينية الناشئة عن إنجازٍ أربك خبراء التكنولوجيا وهو أن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي R1 المتطور لم تتجاوز تكلفته 294 ألف دولار فقط، هذا الرقم يبدو صغيرًا إلى حد يثير الدهشة إذا ما قورن بمبالغ بمئات الملايين التي تُنفق عادةً على تدريب نماذج عملاقة مثل GPT-4 أو جيميناي. تكلفة DeepSeek R1 تذكّرنا بمقولة "الحاجة أمّ الاختراع"؛ فحين تشتد المُنافسة تخرج الحلول المُبتكرة.

اقرأ أيضًا: DeepSeek R1 : نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منافس OpenAI

أسرار تكلفة DeepSeek R1 المنخفضة

طبقًا لتقارير تقنية مُتخصصة، اعتمدت الشركة على 512 شريحة Nvidia H800 مُصممّة خصيصًا للسوق الصيني مع جلسة تدريب استمرت نحو 80 ساعة. هذه الشرائح أقل قوة من H100 المحظورة تصديرها إلى الصين، لكن DeepSeek استغلتها بذكاء.

أمّا في المراحل التمهيدية فقد لجأ الفريق إلى شرائح A100 الأقوى لاختبارات أوّلية قبل الانتقال إلى التدريب النهائي، وهذه الخطوات قلّصت النفقات دون التضحية بقدرة النموذج على "الاستدلال" وحل المسائل المُعقدّة، وهو ما يُميز R1 عن مجرد مولّد نصوص.

دهشة الصناعة وأسئلة الخبراء

لم يأتِ الانبهار من تكلفة DeepSeek R1 المُنخفضة وحدها؛ فالتوقيت والسياق يزيدان من حدّة المُفاجأة، فشركات مثل OpenAI وMeta اعتادت إنفاق عشرات الملايين على تدريب نموذج واحد، بينما تكشف DeepSeek عن تكلفة تقلّ بمئات المرات.

تعزز ورقة بحثية منشورة في مجلة Nature المرموقة من مِصداقية الرقم المُعلن، لكنها تثير تساؤلات حول ما إذا كانت القيمة تشمل جميع التكاليف الفعلية أم لا، فبعض المُحللين يرون أن الرقم المُعلن قد يخص مرحلة التدريب النهائية فقط لا كل ما سبقها من أبحاث وجمع بيانات، لكن حتى مع هذا الاحتمال يظل الفارق كبيرًا.

هذه الخطوة تحمل رسائل أبعد من الإنجاز التقني، فهي تُظهر أن سباق الذكاء الاصطناعي لم يَعد حكرًا على وادي السيليكون، وأن الابتكار في الكفاءة قد يكون أهم من شراء أغلى المعدات، كما تذكّرنا بأن المستقبل قد يشهد نماذج قوية تخرج من مختبرات صغيرة بميزانيات محدودة، والذي يفتح الباب لموجة جديدة من المنافسة العالمية.

ما الذي يهم القارئ؟

إذا كنت شغوفًا بالتقنية، فهذه القصة تعني أن العالم يتغيّر بسرعة:

  • لم تعد الضخامة المالية شرطًا للإبداع، فالأفكار الذكية قد تُطيح بحسابات العمالقة.
  • الشفافية في إعلان التكاليف تمنحنا فرصة لفهم حدود النموذج وقدرته بعيدًا عن الضجيج.

ختامًا، يبدو أن DeepSeek لم تُقدّم مجرد نموذج ذكاء اصطناعي رخيص التدريب، بل قدّمت فكرة أوسع: أن السر ليس في قوة الخوادم (السيرفرات) أو ضخامة التمويل، بل في عقل يُفكّر بمرونة وجرأة، وهذه رسالة مُلهمة لكل من يحلم بتغيير العالم من خلف شاشة حاسوب صغير، فالإبداع لا يعرف ميزانية.