• تقرير يكشف استغلال عمال فوكسكون بما فيهم الإيغور في ظروف عمل قاسية.
  • أجور منخفضة وساعات عمل قد تتجاوز 75 ساعة أسبوعيًا.
  • تمييز ضد الأقليات العرقية والنساء الحوامل رغم نفي فوكسكون.
  • آبل تواجه ضغوطًا لتقليل اعتمادها على مصانع الصين.

في مدينة تشنغتشو الصينية يقف مصنع فوكسكون العملاق كخلية نحل لا تهدأ حيث تُجمع ملايين هواتف آيفون سنويًا، كشف تقرير جديد من منظمة China Labor Watch عن صورة مقلقة لظروف العمل خلف بريق التكنولوجيا، فبين ضجيج الآلات وصفوف الهواتف اللامعة، يواصل آلاف العمال خوض معركة يومية مع ساعات عمل طويلة، وأجور تتأخر في الوصول، وتمييز يطال الأقليات العِرقية والنساء الحوامل.

اقرأ أيضًا: ملخص مؤتمر أبل الأخير (Awe Droppping) | iPhone 17 والمزيد!

عمال موسميون تحت ضغط دائم

التحقيق -الذي استمر 6 أشهر وشمل أكثر من مائة مُقابلة- وجد أن أكثر من نصف القوة العاملة البالغة نحو 200 ألف عامل هم من فئة "العمال المرسلين" أو الموسميين، رغم أن القانون الصيني يُحدّد نسبتهم بما لا يتجاوز 10⁒.

هؤلاء يُستبعدون من امتيازات أساسية مثل الإجازات المدفوعة والتأمين الاجتماعي، ما يجعلهم في سباق مرهق لتأمين لقمة العيش. هذا الاعتماد المُفرط على العمالة المؤقتة يخلق بيئة غير مُستقرة تدفع كثيرين إلى التنقل بين المصانع كل بضعة أشهر في ظل شعور دائم بعدم الأمان الوظيفي وضغوط معيشية خانقة.

رواتب عند الحد الأدنى ومكافآت مؤجلة

يحصل العمال على رواتب أساسية تعادل الحد الأدنى في مقاطعة خنان، أي نحو 2100 يوان (قرابة 300 دولار شهريًا)، مع إمكانية زيادة الدخل عبر ساعات عمل إضافية قد تصل إلى 60 أو حتى 75 ساعة أسبوعيًا. ورغم وعود بمكافآت قد تصل إلى 9800 يوان، فإن صرفها لا يتم إلا بعد مرور أشهر، في محاولة لضمان استمرارهم خلال فترات الإنتاج الكثيف.

الأسوأ أن الرواتب نفسها تُدفع أحيانًا عبر جداول مُتقطعة، وهو أسلوب يُستخدم لإبقاء العمال مُرتبطين بالمصنع وعدم مُغادرته قبل انتهاء مواسم الذروة.

تمييز صامت ورقابة مُشدّدة

أشار التقرير إلى أن أقليات مثل الإيغور والتبتيين والهوي تواجه رفضًا تلقائيًا لطلبات التوظيف عبر منصة فوكسكون الإلكترونية، من دون إعلان رسمي عن سياسة تمييز.

ورغم نفي الشركة وادعائها بأنها توفر فرصًا مُتكافئة، تؤكّد شهادات العمال أن الواقع يختلف كثيرًا عن البيانات الرسمية، أمّا آبل فقد أعلنت فتح تحقيق عاجل، مؤكدةً التزامها بأعلى معايير العمل وحقوق الإنسان.

أزمة أوسع من مصنع واحد

ما يجري في تشنغتشو ليس حادثة معزولة، بل يعكس خللًا هيكليًا في صناعة الإلكترونيات بالصين، حيث تتسابق الشركات لخفض التكاليف وزيادة الإنتاج ولو على حساب حقوق الإنسان.

ويرى مُحللون أن استمرار هذه الانتهاكات قد يضر بصورة آبل عالميًا، خاصةً في الأسواق الغربية التي تضع المسؤولية الاجتماعية تحت المجهر، لهذا بدأت الشركة بالفعل بتوسيع خطوط تجميع هواتفها في دول مثل الهند وفيتنام ضمن خطة لتقليل اعتمادها على الصين.

في النهاية، وبينما يلمع شعار التفاحة على ملايين الأجهزة حول العالم، يظل السؤال مطروحًا: هل ستتمكّن عملاقة التكنولوجيا من موازنة أرباحها الضخمة مع أبسط حقوق من يصنعون هذه الأجهزة؟