
Gemini يمكنه الآن تذكر محادثاتك وتخصيص الرد بناءً عليها!
تضيف Google إلى Gemini ميزة الذاكرة التلقائية التي تمكنه من تذكر تفاصيل المحادثات وتخصيص الردود بناءً عليها، مع إمكانية تعطيل تلك الخاصية أو استخدام محادثات مؤقتة لحماية الخصوصية، يتم اطلاق التحديث تدريجيًا لمستخدمي Gemini 2.5 Pro و Flash.
تقدم جوجل تحديثًا كبيرًا لنموذج الذكاء الاصطناعي Gemini، حيث أصبح بإمكان النظام تذكر تفاصيل المحادثات السابقة بشكل تلقائي، دون الحاجة لأن يطلب المستخدم منه ذلك صراحة.
ستمكن هذه الميزة الجديدة «جيميناي» من الاحتفاظ بالمعلومات المهمة والتفضيلات الشخصية التي يشاركها المستخدم أثناء المحادثات، ثم استخدامها لاحقًا لتقديم إجابات أكثر دقة وملاءمة. ويهدف هذا التطوير إلى جعل التجربة شخصية أكثر، حيث يشعر المستخدم أن المساعد الرقمي يعرف اهتماماته وأسلوبه من دون إعادة الشرح في كل مرة.
Gemini سيتذكر كل ما قلته له تلقائيًا!
تأتي هذه الخطوة بعد تحديث سابق أطلقته جوجل العام الماضي، يسمح للمستخدم طلب تذكر تفضيلاته واهتماماته بشكل يدوي. أما الآن، فقد أصبح Gemini يحتفظ بهذه المعلومات تلقائيًا، حتى من دون تذكير أو تعليمات خاصة.
على سبيل المثال، إذا طلب المستخدم من جيميناي في وقت سابق اقتراح أفكار لقناة يوتيوب تركز على الثقافة اليابانية، فإن النظام قد يقترح لاحقًا محتوى عن تجربة الأكلات اليابانية عند البحث عن أفكار جديدة للفيديوهات. يرفع هذا التخصيص التلقائي من مستوى التفاعل بين المستخدم والذكاء الاصطناعي، ليقترب من تجربة التعامل مع مساعد شخصي حقيقي يفهم تفضيلاتك ويرى الصورة كاملةً!
مخاطر ودقة الذاكرة
رغم أن هذه الميزة تبدو جذابة، إلا أنها أثارت بعض المخاوف بين المستخدمين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي. فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن إدخال ميزة الذاكرة المستمرة في «شات جي بي تي» في أبريل ارتبط بزيادة التقارير حول المحادثات الوهمية أو غير الدقيقة.
وهو ما دفع «أوبن أيه آي» الأسبوع الماضي للإعلان عن تطوير ضوابط أمان إضافية لرصد حالات الضيق النفسي أو العاطفي التي قد تظهر أثناء التفاعل مع النماذج الذكية. هذا الجدل يسلط الضوء على الحاجة إلى موازنة التخصيص مع الحفاظ على موثوقية المعلومات وسلامة التفاعل.
تحكم كامل بيد المستخدم
يؤكد عملاق البحث أن المستخدم هو صاحب القرار النهائي فيما يتعلق باستخدام هذه الميزة أو إيقافها. إذ يمكن تعطيل الذاكرة التلقائية بسهولة من خلال إعدادات تطبيق جيميناي، وذلك عبر الدخول إلى قسم السياق الشخصي وإيقاف خيار المحادثات السابقة مع Gemini.

ورغم أن الميزة ستكون مفعلة افتراضيًا عند إطلاقها، فإن الشركة وفرت طريقة مباشرة لتعطيلها، بما يمنح المستخدم حرية التحكم في مستوى البيانات التي يشاركها النظام.
خطة الإطلاق
تبدأ جوجل في توفير هذه الميزة لمستخدمي نموذج Gemini 2.5 Pro المدفوع في عدد من "الدول المختارة" التي لم تعلن جوجل عنها، مع خطط لتوسيع الإتاحة تدريجيًا إلى مزيد من المناطق، وكذلك إلى نموذج Gemini 2.5 Flash المجاني.
يتيح هذا التدرج في الإطلاق للشركة اختبار الأداء والاستجابة قبل التعميم، كما يمنحها فرصة لمعالجة أي ملاحظات أو مشاكل تظهر مبكرًا.
يتزامن هذا التحديث مع تعديل في إعدادات الخصوصية حيث، ستسخدم الشركة عينات من الملفات والصور التي يرفعها المستخدم إلى جيميناي للمساعدة في تحسين خدماتها، وذلك اعتبارًا من الثاني من سبتمبر. ولكن ستكون هذه الخاصية معطلة بشكل افتراضي ويمكن للمستخدم تفعيلها يدويًا.
المحادثات المؤقتة لحماية الخصوصية
تضيف جوجل خيارًا جديدًا تحت اسم المحادثات المؤقتة، وهي محادثات لا تظهر في السجل ولا تُحفظ ضمن إعداد الاحتفاظ بالنشاط. لن تُستخدم هذه المحادثات لتخصيص المحادثات المستقبلية، ولن تُدرج في بيانات تدريب نماذج جوجل، وسيتم الاحتفاظ بها فقط لمدة 72 ساعة قبل حذفها نهائيًا. تعد هذه الميزة مثالية لطرح أسئلة حساسة أو لمناقشة مواضيع لا يرغب المستخدم في أن تعود لاحقًا في مقترحات Gemini عبر ميزة الذاكرة التلقائية.

بين التخصيص والخصوصية
تحاول جوجل من خلال هذه التحديثات إيجاد توازن بين تقديم تجربة شخصية متكاملة عبر Gemini، والحفاظ على خصوصية المستخدم وحماية بياناته. فبينما يرى البعض أن الذاكرة التلقائية تجعل التفاعل أكثر ذكاءً وكفاءة، يخشى آخرون من أن تتسبب هذه القدرة في احتفاظ النظام بمعلومات لا يرغبون في تسجيلها. هذا الجدل سيستمر ما دامت الشركات تدفع بحدود الذكاء الاصطناعي نحو مزيد من القرب من حياة المستخدم اليومية.
يمثل تحديث جيميناي الجديد خطوة مهمة في مسيرة تطوير المساعدات الذكية، حيث يجمع بين التخصيص العميق والتفاعل السلس، مع منح المستخدم سيطرة واضحة على خصوصيته.
ومع استمرار المنافسة بين جوجل وغيرها من الشركات الكبرى في هذا المجال، يبدو أننا أمام مرحلة جديدة ستجعل الذكاء الاصطناعي أكثر حضورًا وتأثيرًا في حياتنا اليومية.
?xml>