أعلنت شركة ميتا الأمريكية عن أنها ستسمح باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي Llama من قبل الهيئات الحكومية الأمريكية بما في ذلك الهيئات العاملة في الدفاع والأمن الوطني، والمقاولين العسكريين -يقصد بهم الشركات التي تتعامل مع وزارة الدفاع وتوفر لهم الخدمات والمنتجات- وأبرز هذه الشركات Lockheed Martin المصنعة لمقاتلات F35، بالإضافة لـ IBM ومايكروسوفت وأمازون وأوراكل.

تنافي هذه الخطوة سياسات استخدام نموذج Llama المصمم من قبل ميتا، ميتا التي تمتلك فيسبوك وانستجرام وواتساب وثريدز. نعم نموذج Llama هو مفتوح المصدر فيمكن لأي شخص استخدامه، لكن تحظر ميتا استخدام Llama في أي نشاط عسكري  حسب تعبير ميتا "الصناعات أو التطبيقات العسكرية أو الحربية أو النووية أو التجسس" لكن ميتا أعطت استثناءً للحكومة الأمريكية وحلفائها العاملين على حماية الأمن القومي كما يزعمون.

"باعتبارها شركة أمريكية، تدين بنجاحها إلى حد كبير لروح المبادرة والقيم الديمقراطية التي تتمسك بها الولايات المتحدة، تريد ميتا أن تلعب دورها لدعم السلامة والأمن والازدهار الاقتصادي لأمريكا - وأقرب حلفائها. أيضاً"

  -Nick Clegg، رئيس الشؤون العالمية بشركة ميتا في منشور على مدونة الشركة.


حسب تصريح لمتحدث باسم ميتا، ستتوفر هذه النماذج بشكل مشابه لكل من دول تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي، هذه الدول هي المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلندا وبالطبع الولايات المتحدة. وعلى عكس المتوقع لم تذكر ميتا دويلة الاحتلال الصهيوني، الذي يعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة، لكن ميتا تدعمهم بأكثر من طريقة وكذا باقي الشركات التقنية الأمريكية.

لمزيد من التفاصيل:

في ماذا قد تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر من ميتا؟

 الإجابة حسب المنشور في مدونتهم:

"ساعدت الأنظمة مفتوحة المصدر في تسريع أبحاث الدفاع والحوسبة المتطورة وتحديد نقاط الضعف الأمنية وتحسين الاتصال بين الأنظمة المختلفة ويمكنها أن تساعد في تبسيط العمليات اللوجستية والتخطيط المعقد، أو تتبع تمويل الإرهاب، أو تعزيز دفاعاتنا السيبرانية"

ويذكر السيد Nick Clegg في المنشور أن اوراكل تعاونت مع لوكهيد مارتن لجلب نموذج Llama واستخدامه في الشركة لكتابة الأكواد وتحليل البيانات كمثال على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات اللوجيستية والتقنية الخ.

من الجدير بالذكر ظهور تقرير من رويترز يقول أن الصين قد طورت نموذج ذكاء اصطناعي مخصص للأعمال العسكرية باستخدام نموذج Llama 2.0، فورًا قالت ميتا أن الصين ليس لديها الحق في استخدام نموذج Llama وأضافت أنه نموذج عفا عليه الزمان وعلى أي حال تنفق الصين تريليونات الدولارات لتطوير ذكاء اصطناعي تتفوق به على الولايات المتحدة.

وقال Nick Clegg في المنشور بشكل صريح أنه يجب الحفاظ على تفوق الولايات المتحدة التكنولوجي على دول مثل الصين، "نعتقد أنه من مصلحة أمريكا والعالم الديمقراطي الأوسع أن تتفوق النماذج الأمريكية مفتوحة المصدر وتنجح على النماذج من الصين وأماكن أخرى"

ليست هذه المرة الأولى التي نرى فيها استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الحرب صراحةً، منذ فترة ظهرت تقارير حول استخدام حكومة الاحتلال الاسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في قتل المدنيين، والشراكات بين جوجل وميتا ومايكروسوفت وأمازون واضحة وكثيرة، ولا تزال تستخدم في العدوان على قطاع غزة حاليًا، العدوان الذي أسفر عن أكثر من 50 ألف شهيدًا و100 ألف مصاب والألوف ممن هم تحت الأنقاض، نسأل الله السلامة لأهلنا في فلسطين.