تراجع سهم شركة إنفيديا، الشركة الأهم في موجة الذكاء الاصطناعي الحالية، يوم الثلاثاء الماضي بمقدار 9.53% والذي أدى لخسارة مهولة في القيمة السوقية تقدر بـ279 مليار دولار، لتصبح بذلك إنفيديا الشركة صاحبة الخسارة الأكبر خلال يوم واحد في البورصة الأمريكية، وذلك بعد خسارة ميتا 232 مليار دولار عام 2022. 

السبب الرئيس في تلك الخسارة هو فشل إنفيديا خلال عرضها التوقعات الربع سنوية في مواكبة توقعات المستثمرين الطموحة جدا حيال المكاسب، والذي أدى بدوره لعمليات بيع واسعة النطاق للأسهم من قبل المستمثرين، ويتزايد قلق المستثمرين من كون الأرباح الناتجة عن تطور الذكاء الاصطناعي تناسب كمية الإنفاق الهائلة.

اقرأ أيضًا: 

وقد وصلت قيمة NVIDIA السوقية لأكثر من 3 تريليون دولار في شهر يونيو الماضي، مما جعلها صاحبة المركز الثاني بعد مايكروسوفت ومتفوقة على آبل، ومنذ ذلك الحين تراجع سهم إنفيديا بحوالي 20%. بالرغم من خسارة الـ 279 مليار دولار، تقدر الزيادة في قيمة إنفيديا السوقية بـ 118% منذ بداية العام وبذلك تصبح قيمتها السوقية حاليًا 2.6 تريليون دولار.

لم تتراجع أسهم إنفيديا وحدها، فقد تراجع معها مؤشر PHLX -وهو مؤشر يقيس أداء أكبر 30 شركة أمريكية في قطاع أشباه الموصلات- بمقدار 7.75%، التراجع الأكبر منذ 2020، وتراجعت أسهم TSMC، الشركة المصنعة لإنفيديا بـ 5%. 
أما إنتل، وبعيدًا عن مشاكلها الخاصة الكثيرة، فقد تراجع سهمها بـ9% أيضًا بعد عرض المدير التنفيذي بات جيلنسجر وكبار مدراء الشركة خطة لمجلس الإدارة لتقليل النفقات لمحاولة تحسين وضع الشركة.

اقرأ أيضًا: فقاعة الذكاء الاصطناعي تنفجر | كيف صبغ اللون الأحمر بورصات العالم؟ 

في جانب آخر وبعيدًا عن مخاوف المستثمرين المستقبلية، استدعت وزارة العدل الأمريكية إنفيديا للتحقيق بشأن قضايا الاحتكار، وذلك حسب تقرير  لبلومبيرج. هذا ليس بالأمر الغريب خصوصًا عند العلم بأن NVIDIA تستحوذ على أكثر من 80% من سوق الرقاقات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وأدى ذلك الخبر لمزيد من تراجع أسهم الشركة في نفس اليوم بمقدار 1.5% إضافية.

نفت إنفيديا التقارير حول استدعائها من وزارة العدل يوم الأربعاء الماضي، وقال ممثل لشركة Nvidia لشبكة CNBC: "لقد استفسرنا من وزارة العدل الأمريكية ولم يتم استدعاءنا. ومع ذلك، يسعدنا الرد على أي أسئلة قد تكون لدى المنظمين بشأن أعمالنا."

وقد أكد جنسن هوانج تأخير بدء تصنيع الرقائق العاملة بمعمارية Blackwell الجديدة المخصصة للذكاء الاصطناعي، إلى الربع الأخير من السنة، ويقول إن الطلب على الرقائق الجديدة يفوق بكثير قدرة التصنيع، مما يشير إلى المزيد من الأرباح المنتظرة. 

بدأت مخاوف المستثمرين من مدى جدوى كل هذه الأموال المنفقة لتطوير الذكاء الاصطناعي، وتحاول الشركات جاهدة تقديم تقنيات أحدث بوتيرة لم يسبق لها مثيل، فهل تعد هذه الخطوة الأولى في هدوء موجة الذكاء الاصطناعي؟ أم أنه هبوط مؤقت وستعود الموجة أقوى مما كانت عليه؟