تسريب بيانات سامسونج ثلاث مرات متتالية، والسبب اعتماد الموظفين في الشركة على استخدام روبوت ChatGPT لحل أخطاء متعلقة بالكود المصدري!

يبدو أن الإنبهار الذي حققه ChatGPT لم يؤثر على المستخدمين وحسب، وإنما وصل إلى الشركات أيضاً. حيث انتشرت تقارير تشير إلى أن عدد من موظفي الشركة الكورية سامسونج اعتمدوا على نموذج الذكاء الاصطناعي من OpenAI لمساعدتهم في تسهيل مهامهم داخل الشركة أكثر من مرة، دون التركيز (أو قراءة) سياسة الخصوصية التي يتبعها روبوت الدردشة والتي تنص على جمع جميع البيانات التي تشاركها معه من أجل تدريب النموذج.

ولعل المضحك في الأمر أن استخدام روبوت ChatGPT جاء بموافقة رسمية من المسؤولين في قطاع أشباه الموصلات في سامسونج، حيث سمحوا لمهندسي الشركة بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحسين الكود المصدري وإصلاح الأخطاء الموجودة فيه، دون الإنتباه إلى أن أي بيانات تشاركها مع بوت الدردشة يحتفظ بنسخة منها من أجل تدريب نموذج الذكاء الإصطناعي، وهذا هو السبب في إضافة جملة تحذيرية داخل دليل استخدام الأداة تطلب من المستخدم عدم مشاركة أي بيانات حساسة.

وحسب تقرير نشرته إحدى المجلات الكورية، فإن سامسونج تمنع بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع أقسامها؛ ولكن نظراً للتطور التقني السريع والثورة التي أحدثتها أنظمة الذكاء الاصطناعي، استثنت الشركة قسم "Device solutions" -وهو المسئول عن صناعة أشباه الموصلات في الشركة- وسمحت لهم فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي، تحديداً ChatGPT.

مصنع أشباه الموصلات في سامسونج

في اليوم الحادي عشر من الشهر الماضي، سمحت سامسونج لقطاع DS باستخدام ChatGPT ليكون مقياس استجابة لحاجة جميع المديرين التنفيذيين والموظفين ليكونوا على دراية بالتغيرات التكنولوجية، وأرسلت إشعارًا إلى مسؤوليها التنفيذيين وموظفيها بـ "توخي الحذر بشأن أمن المعلومات الداخلية وعدم إدخال معلومات خاصة"

وعلى الرغم من أن سامسونج كانت تعلم تماماً أخطار استخدام الذكاء الاصطناعي وحقيقة أن البيانات التي يتم مشاركتها عليه قد تكون عرضة للإطلاع بواسطة الموظفين الأمريكيين في OpenAI، إلا أن هذا لم يمنع وقوع ثلاث حوادث تسريب بيانات في أقل من شهر منذ قرار الإستعانة بالذكاء الاصطناعي.

الحادثة الأولى كانت بواسطة أحد مطوري سامسونج، الذي كان يواجه أخطاءً غير قادر على حلها في الكود المصدري المتعلق برقاقات الشركة، ما جعله يتوجه إلى ChatGPT وينسخ الكود بالكامل في رسالة يسأله فيها عن حل لتلك الأخطاء، ما جعل الكود المصدري لواحدة من أكبر شركات تصنيع الهواتف الذكية في العالم عبارة عن بيانات تغذى عليها الذكاء الاصطناعي وقد يستعين بها عند سؤاله عن مواضيع مشابهة، نهيك أنها الآن مخزنة على سيرفرات شركة OpenAI المملوكة من مايكروسوفت!

أما عن الحادثة الثانية فلا تختلف كثيراً عن الأولى، حيث تضمنت نسخاً لكود مصدري آخر للشركة داخل ChatGPT ولكن هذه المرة من أجل أخذ رأي الذكاء الاصطناعي في طريقة تحسين وضبط الكود، ما حوّله هو الآخر إلى بيانات تدريبية لنموذج الذكاء الاصطناعي. بينما كان الحادث الأخير أقلهم خطورة وأكثرهم استهتاراً في الوقت نفسه، حيث قام بتدوين ملحوظات لأحد الإجتماعات الداخلية، وحولها إلى مستند باستخدام تطبيق كوري، ثم رفع المستند إلى روبوت الدردشة وطلب منه تحويله إلى عرض تقديمي. 

حذرت سامسونج المديرين التنفيذيين والموظفين بهذه الأخطاء، وطلبت منهم توخي الحذر عند استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنه بمجرد إدخال أي محتوى في ChatGPT ، تنقل البيانات وتخزن في خوادم، مما يجعل من المستحيل استردادها.

ومن أجل تجنب مثل هذه الأخطاء في المستقبل، بدأت تعمل سامسونج على نموذجها الخاص من الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون مخصصاً للاستخدام الداخلي بين موظفي الشركة، ولكن قد لا يكون هذا هو الحل الأمثل، حيث يعرض سامسونج لخطر اختراق تلك الأداة وتسريب جميع البيانات الموجودة فيها.