تمتلك المملكة العربية السعودية خطة طموحة جدًا لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول فقط كمصدر للدخل القومي، وصناعة الالعاب كانت من بين هذه المصادر الجديدة التي تعتمد عليها المملكة العربية السعودية.

تستثمر المملكة العربية السعودية عبر مجموعة من الشركات الوطنية أهمها شركة Savvy الوطنية، وخلال الأيام الماضية قام Brian Ward المدير التنفيذي للشركة بلقاء مع جريدة بلومبرج تحدث خلاله عن مستقبل الشركة والخطط الطموحة التي تمتلكها المملكة.

في البداية أوضح رئيس شركة Savvy أن المملكة تنوي استثمار مبلغ وقدره 38 مليار دولار كاملة في مجال صناعة الألعاب، وهنا يجب الإشارة إلى أن حجم سوق صناعة الألعاب يبلغ 184 مليار دولار.

لا مزيد من التوسعات في الرياضات الإلكترونية

المملكة العربية السعودية وصناعة الألعاب

تحدث Brian Ward وقال أن المملكة خلال الفترة الماضية توسعت بشكل كبير جدًا في مجال الرياضات الإلكترونية وقامت بشراء شركة ESL إلى جانب منصة Faceit في صفقة بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار، وبعدها قامت المملكة بالاستحواذ على عدد من الشركات الأخرى لتصبح هي العنصر الأهم والأكبر عالميًا في مجال الرياضات الإلكترونية، خصوصًا وأن حجم هذا السوق يقدر بـ 4.5 مليار دولار سنويًا.

لكن خلال العام الماضي الرياضات الإلكترونية شهدت إنكسارًا واضحًا، لعل أبرز أسبابه كان انفتاح الناس مرة أخرى وعودتهم للشارع بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها خلال عام 2020.

هذه الظروف أثرت على الصفقات التي قامت بها المملكة وحتى الآن فإن كل صفقات الرياضات الإلكترونية لم تصل إلى درجة الربحية بعد، لذلك قررت المملكة إيقاف أي استحواذات كبيرة في مجال الرياضات الإلكترونية على الأقل في الفترة الحالية.

في نفس السياق أكد Brian Ward أن المملكة لن تتخلى عن فكرة الرياضات الإلكترونية وقال أنها فكرة واعدة جدًا وتحتاج فقط للمزيد من الوقت حتى تبدأ بتحقيق الربحية المطلوبة منها، ولكن المملكة لن تقوم بالمزيد من الاستحواذات في هذا المجال في الوقت الحالي.

أين ستقوم المملكة العربية السعودية باستثمار الأموال؟

المملكة العربية السعودية وصناعة الألعاب

إذا كانت المملكة لن تقوم بالمزيد من التوسعات في الوقت الحالي فأين تنفق كل هذه الأموال المخصصة للاستثمار في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية؟!

الرد جاء من Brian Ward الي أكد نية المملكة التوسع في تطوير ونشر الألعاب من نوعية AAA، المملكة بالفعل قامت الاستثمار في عدد من أكبر وأهم شركات الألعاب الموجودة على الساحة منها شركة Nintendo التي رفعت السعودية أسهمها داخلها لتصل إلى نسبة 8% وبهذه النسبة تصبح المملكة المساهم الأجنبي الاعلى داخل أروقة الشركة اليابانية العملاقة.

لكن خطة المملكة لا تقصر على المساهمة في الشركات الكبرى فقط، بل تنوي المملكة تطوير ونشر الألعاب بنفسها خصوصًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنوي في سعيها الاعتماد على الشركات الكبيرة مثل EA وActivision Blizzard لإتمام الأمر.

لا ننسى أن المملكة لا تمتلك الخبرات الكافية لتطوير ونشر الألعاب لأن هذا المجال يعتبر جديد تمامًا على منطقتنا العربية وبالتالي كان لابد من الاعتماد على الخبرات الأجنبية لتنافس المملكة في الصناعة خلال الأعوام القليلة القادمة.

آراء المحللين

يرى الكثير أن خطة المملكة منطقية جدًا خصوصًا وأن السعودية تضم حوالي 21 مليون مستخدم للألعاب الالكترونية وهي نسبة 58% من الشعب السعودي، كما أشارت كل التقارير إلى رفع حجم سوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.79 مليار دولار بحلول عام 2026.

المحرر الشهير دانيال أحمد قال أن المملكة ستركز في البداية على تطوير الألعاب الصغيرة وألعاب الهواتف ثم بعد ذلك ستتحول إلى ألعاب المنصات المنزلية حتى تصل إلى ألعاب AAA.

هذه الخطة من المفترض ان يتم تحقيقها بحلول عام 2030 وخلال الرحلة ستقوم المملكة بعدد من الاستحواذات الكبيرة العالمية، لكنه استبعد فكرة أن تكون EA أحد هذه الاستحواذات لأنها كبيرة جدًا على الصناعة السعودية في الوقت الحالي، مع كل التقارير التي تشير إلى وجود 13 مليار دولار جاهزة للاستحواذ على فرق التطوير.

الخلاصة

المملكة العربية السعودية تسابق الوقت، بدأت خطتها الطموحة مُنذ عدة أعوام والآن لديها 7 سنوات على تحقيق الحلم، الأخبار والتقارير كلها تشير إلى مزيد من التوسعات خلال الفترة القادمة لذلك من المتوقع أن تعلن المملكة عن المزيد من صفقات الاستحواذ خلال الفترة القادمة.