• مولت OpenAI إنتاج مقاطع Sora القصيرة بتكلفة يومية مرتفعة مستخدمة نموذج الفيديو الاصطناعي.
  • تجاوز تطبيق Sora أربعة ملايين تحميل خلال أسابيع مع تدفق ملايين المقاطع يوميًا.
  • بلغت تكلفة المقطع الواحد نحو دولار واحد فاصل ثلاثة اعتمادًا على معالجة رباعية الأبعاد.
  • تمتعت جوجل بقدرة وصول أكبر عبر Veo 3 ما شكل تحديًا مباشرًا لـ OpenAI.

انتشرت في الأسابيع الأخيرة موجة ضخمة من المقاطع القصيرة التي أنتجها مستخدمون عبر تطبيق Sora، حيث اجتاحت هذه المقاطع منصات التواصل بسرعة كبيرة.

وجد كثيرون أنفسهم أمام محتوى ترفيهي سريع، يعكس حجم الاهتمام الشعبي بالنماذج المرئية الجديدة التي طورتها OpenAI خلال العام الجاري، بينما بدأت التجربة تجمع بيانات وتحليلات واسعة حول سلوك المستخدمين.

إنفاق مالي ضخم لتشغيل التجربة

أنفقت OpenAI مبالغ كبيرة لتشغيل تجربة Sora، معتمدة على بنية تحتية مكلفة لمعالجة الفيديو. وأعلنت الشركة أن تقييمها بلغ نحو 500 مليار دولار، وأن إيراداتها السنوية المتكررة سجلت 20 مليار دولار، رغم تسجيل خسائر تجاوزت 12 مليار دولار في الربع السابق.

عكس هذا التفاوت الفجوة بين الطموح التقني والتحديات الاقتصادية التي واجهتها الشركة مع اتساع قاعدة مستخدميها.

OpenAI تمول ملايين مقاطع Sora القصيرة رغم خسائر الشركة الكبيرة

وصول Sora إلى ملايين المستخدمين

انطلق تطبيق Sora بنسخته العامة في الثلاثين من سبتمبر الماضي، ثم تجاوز عدد مرات تحميله أربعة ملايين بحلول فترة الهالوين. وأدى هذا النمو السريع إلى تدفق ملايين المقاطع يوميًا، معظمها صُمم كمواد خفيفة استهدفت الترفيه اللحظي. واتجه المستخدمون إلى ابتكار مشاهد قصيرة وفانتازية، فيما اعتبرت الشركات التقنية هذه الظاهرة مؤشرًا على رغبة الجمهور في المحتوى التفاعلي السريع.

قدرت تحليلات Forbes أن تكلفة إنتاج مقطع واحد عبر Sora بلغت نحو دولار واحد فاصل ثلاثة، ما يرفع الكلفة اليومية إلى ما يقترب من 15 مليون دولار. ورأى محللون أن هذه الأرقام بدت منطقية بسبب اعتماد النموذج على معالجة بيانات رباعية الأبعاد تستنزف وقتًا طويلًا من وحدات GPU. وأبرز هذا الواقع التقنية العالية التي استلزمها نموذج الفيديو الاصطناعي، إضافة إلى الطلب الكبير الذي فاق التوقعات.

رهان OpenAI على خفض التكاليف

سعت OpenAI إلى تحسين كفاءة تشغيل نموذج Sora، واعتمدت على تطوير خوارزميات أكثر توفيرًا للطاقة والوقت. وتوقعت الشركة أن تتراجع تكاليف التشغيل تدريجيًا مع تحسين البنية التحتية خلال العام المقبل.
ركزت الإدارة أيضًا على تحويل الجمهور الواسع إلى مصدر دخل عند بدء تطبيق رسوم الاستخدام، حيث شكل هذا التوجه مرحلة جديدة من نموذج العمل التجاري المرتبط بالفيديو الاصطناعي.

أظهرت مؤشرات السوق أن شركات التقنية الكبرى اتجهت إلى تعزيز استثماراتها في مجال الفيديو الاصطناعي التوليدي. واعتبرت OpenAI أن السيطرة المبكرة على هذا القطاع تمثل خطوة حاسمة في مستقبل المحتوى المرئي. وتوقعت تحليلات الصناعة أن تتحول هذه التقنية إلى ركيزة أساسية في صناعة الإعلام الرقمي، مع توسع استخدامات الفيديو الاصطناعي في مجالات التعليم والإعلان والألعاب.

تابعت OpenAI تمويل موجة المقاطع القصيرة التي أنتجها المستخدمون يوميًا عبر Sora، مدفوعة برغبة واضحة في ترسيخ موقعها داخل سوق الفيديو الاصطناعي. وشهدت الشهور الماضية اتجاهًا متناميًا نحو تبني هذه الأنواع من النماذج في التطبيقات الاستهلاكية، ما عزز قناعة الشركة بأهمية الاستمرار في هذا المسار. وشجع نجاح Sora الأول فريق التطوير على العمل لتقديم قدرات أكبر، تشمل تحسين جودة المشاهد وإقامة بيئة أكثر استقرارًا لإنتاج الفيديوهات.

OpenAI تمول ملايين مقاطع Sora القصيرة رغم خسائر الشركة الكبيرة

بين التكلفة والاعتماد الجماهيري

أكد محللون أن استمرار الشركة في هذا النسق من الإنفاق على Sora سيحتاج إلى خطط أكثر وضوحًا لضبط التكاليف وتعزيز الأرباح. ورغم الضغوط المالية، حافظت OpenAI على رؤية تركز على استثمار الانتشار الجماهيري الواسع، وعلى تطوير نموذج عمل يعتمد على رسوم الاستخدام في مرحلة لاحقة.

توقعت تقارير تقنية أن يتغير المشهد بشكل كبير مع نضوج القطاع، ومع انتقال المستخدمين من مرحلة التجربة الحرة إلى مرحلة الاستخدام المدفوع.

Sora وصناعة الفيديو القصير

قدم Sora مقاربة جديدة لعالم الفيديو القصير، حيث سمح للمستخدمين بإنتاج مشاهد بجودة عالية ومن دون معدات تصوير أو خبرات تقنية معقدة.

أدى هذا التحول إلى زيادة الطلب على المحتوى الاصطناعي، وإلى توسيع نطاق المنتجات التي تستفيد من هذه النماذج. وترافق هذا الانتشار مع نقاشات حول قدرة الشركات على تمويل هذا القطاع مستقبلًا، خصوصًا مع التكاليف العالية التي استلزمتها عمليات المعالجة البصرية.

Sora نحو توسع أكبر

استمرت OpenAI في ضخ موارد مالية وتقنية لدعم توسع Sora، واعتبرت هذا الاستثمار خطوة طويلة المدى في بناء منظومة واسعة ترتكز على الفيديو الاصطناعي. وأظهرت البيانات أن الجمهور العالمي أبدى اهتمامًا متزايدًا بهذه النوعية من المحتوى، ما عزز توقعات الشركة بارتفاع القيمة التجارية للتطبيق. وبدا المشهد مؤهلًا لتحولات جديدة مع دخول شركات أخرى تنافس في هذا المجال، حيث يتوقع أن يزداد التنوع في الأدوات والقدرات خلال الأعوام المقبلة.

رأي شخصي: أرى أن جوجل لا تزال تحتفظ بميزة واضحة في الوصول إلى المستخدمين عبر شبكتها الكبيرة من التطبيقات والخدمات اليومية، بما في ذلك البحث، ويوتيوب، ونظام أندرويد. ويمنح هذا الانتشار الجماهيري Veo 3 قدرة أكبر على الوصول السريع إلى شرائح واسعة دون الحاجة لإنفاق مبالغ ضخمة للترويج، وهو ما يشكل تحديًا لشركة OpenAI التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمار المكثف لجذب المستخدمين إلى Sora.

ومن الممكن أن يتحول هذا الفارق في الوصول إلى عامل تنافسي مهم في المستقبل القريب، ما قد يدفع OpenAI إلى ابتكار استراتيجيات جديدة لتعزيز انتشار Sora وتقليل تكاليف اكتساب المستخدمين.