شهدت منصة Steam انفجارًا في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI ضمن عمليات تطوير الألعاب خلال هذا العام، 2025. وفقًا لبيانات جديدة، فإن واحدة من كل 5 ألعاب (20%) صدرت هذا العام تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكلٍ أو بآخر.

ووفقًا لدراسة أخرى، فإن عدد الألعاب على Steam التي اعترف مطوروها مباشرةً أنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطويرها، قفز من نحو 1000 لعبة فقط في عام 2024، إلى حوالي 7,818 لعبة حاليًا، أي بنسبة زيادة ضخمة تصل إلى 681% خلال عامٍ واحد، أي ما يمثل 7% من مكتبة المنصة العملاقة التي تضم حوالي 114 ألف لعبة!

كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب؟

بدأت Steam منذ يناير 2024 بإلزام المطورين بالإفصاح عن طرق استخدامهم للذكاء الاصطناعي أثناء رفع ألعابهم على المنصة، وذلك من خلال استبيان خاص يتوجب تعبئته.

وفقًا لهذا الاستبيان، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الألعاب يكون لسببين: إما لتوليد المحتوى لحظيًا أثناء اللعب بناءً على تفاعلات اللاعب أو الأحداث داخل اللعبة (مثل إنشاء عوالم مُتغيرة أو جعل الـ NPCs أذكي) فيما يُسمى بالـ "Live Generated"، أو لإعداد محتوى ما مُسبقًا (Pre-generated) سواء كان صورة أو صوت أو أي شيء آخر. وبحسب البيانات، فإن "توليد العناصر البصرية" هو أكثرُ شيء يدخل فيه الذكاء الاصطناعي في الألعاب.

ما مشكلة إدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي في الألعاب؟

مبدأيًا، الذكاء الاصطناعي يُستخدم في الألعاب منذ أن وعينا عليها، لكن قدراته كانت محدودة للغاية ومقتصرة على تحريك الشخصيات، أو إنشاء بيئات أو عوالم جديدة، إلخ. لكننا الآن نتحدث عن نوع متطور من الذكاء الاصطناعي؛ نوعٌ يفرض الكثير من الأسئلة حول الرقابة على المحتوى، والخصوصية، والإبداع.

فالذكاء الاصطناعي التوليدي قد يخرج عن السيطرة ويُنتج حوارات غير لائقة أو عنيفة أو متحيزة مثلما رأينا مؤخرًا من روبوت الدردشات Grok عندما مدح هتلر! كذلك قد يسرق المطورون بيانات اللاعبين ويبيعونها للشركات التي تُدرّب روبوتات الدردشة، ناهيك أن الذكاء الاصطناع عادةً ما يقتل إبداع الإنسان، خاصةً إذا تم الاعتماد عليه بشكلٍ كلي.

كل هذه الأمور تجعلنا نراجع أنفسنا وما فعلناه بأيدينا عندما طورنا التكنولوجيا إلى هذا الحد. أعرف أن الأمر قد يبدو مبالَغًا فيه، لكن صدقني أنه ليس كذلك، وإذا كنت تظن أن الأسوأ قد حدث بالفعل، فما عليك سوى الانتظار!