أعلنت شركة Nvidia، الرائدة عالميًا في مجال تقنيات الرسوميات ومعالجات الذكاء الاصطناعي، عن قرارها بوقف دعم تعريفات الألعاب Game Ready للبطاقات الرسومية التي تعتمد على معمارية Maxwell وPascal وVolta، وذلك اعتبارًا من أكتوبر 2025.

وتعني هذه الخطوة أن بطاقات شهيرة مثل GeForce GTX 960 وGTX 970 وGTX 1060، التي لا تزال حاضرة في عدد كبير من الحواسيب حول العالم، لن تحصل على أي تحديثات خاصة بالأداء أو تحسينات التوافق مع الألعاب الحديثة بعد هذا التاريخ.

يشكل قرار Nvidia لحظة مفصلية في مسيرة المستخدمين الذين اعتمدوا لسنوات على هذه البطاقات القوية، والتي كانت تُعد خيارًا مفضلًا للعديد من اللاعبين والمطورين، بفضل توازنها بين الأداء والسعر. لكن مع تسارع تطور الألعاب وبرمجيات الرسوم، أصبحت تلك المعالجات الرسومية عاجزة تدريجيًا عن مواكبة متطلبات العناوين الحديثة، وهو ما دفع Nvidia إلى التوجه نحو التركيز على الأجيال الأحدث.

تحديثات أمنية فقط حتى عام 2028

رغم أن التحديثات المرتبطة بالأداء والتوافق ستتوقف، إلا أن Nvidia أكدت أنها لن تتخلى كليًا عن مستخدمي تلك البطاقات. حيث أعلنت أنها ستستمر بتوفير تحديثات أمنية دورية، بمعدل ربع سنوي، حتى أكتوبر 2028. هذه التحديثات لن تعالج مشاكل الألعاب أو تضيف تحسينات في الأداء، بل ستركز فقط على سد الثغرات الأمنية التي قد تهدد أمان النظام أو بيانات المستخدم.

بالنسبة للكثيرين، قد تبدو هذه التحديثات كحل مؤقت لإبقاء الأجهزة القديمة صالحة للاستخدام، خصوصًا مع الاستخدامات اليومية البسيطة أو الألعاب الخفيفة مثل Minecraft وRoblox. لكن من الواضح أن Nvidia توجه رسالة ضمنية للمستخدمين مفادها أن زمن هذه البطاقات قد انتهى، وحان وقت التفكير في الترقية.

نهاية دعم نظام ويندوز 10 قادمة أيضًا

ولم تقتصر الإعلانات الكبيرة على بطاقات الرسوميات فقط، بل امتدت إلى نظام التشغيل الشائع ويندوز 10. فقد كشفت Nvidia أنها ستوقف جميع أشكال الدعم لتعريفات الرسوميات على هذا النظام بحلول أكتوبر 2026. يتجاوز ذلك بعام واحد فقط التاريخ الذي حددته مايكروسوفت رسميًا لإنهاء دعم ويندوز 10، والمقرر في أكتوبر 2025. ومع ذلك، فإن مايكروسوفت ستوفر للمستخدمين سنة إضافية من التحديثات الأمنية المجانية ضمن ما يُعرف ببرنامج التحديثات الممتدة (ESU).

يعكس توجه Nvidia وعيًا بالواقع الحالي، إذ تدرك أن ملايين المستخدمين لا يزالون يعتمدون على ويندوز 10، رغم الحملات التسويقية المكثفة التي أطلقتها مايكروسوفت للترويج لويندوز 11، بما في ذلك إعلانات الشاشة والدعوة لشراء أجهزة جديدة.

ويندوز 10 لا يزال صامدًا

تشير بيانات مسح Steam للأجهزة والأنظمة إلى أن ويندوز 10 لا يزال يحتل مكانة قوية بين أنظمة التشغيل المستخدمة لدى اللاعبين. ففي يونيو 2025، أظهرت الأرقام أن أكثر من 35 بالمئة من المستخدمين لا يزالون يستخدمون ويندوز 10، مقارنة بنحو 60 بالمئة على ويندوز 11.

تعكس هذه الأرقام بوضوح أن الانتقال إلى النظام الأحدث ليس بالسهولة التي تتوقعها الشركات، سواء لأسباب تتعلق بعدم توافق الأجهزة القديمة، أو برغبة المستخدمين في الحفاظ على بيئة العمل المستقرة التي اعتادوا عليها.

مؤشرات سابقة على نهاية الدعم

لم يأتِ قرار Nvidia من فراغ. ففي وقت سابق من هذا العام، وتحديدًا في يناير 2025، أعلنت الشركة أن دعم CUDA لمعالجات Maxwell وPascal وVolta أصبح مكتملًا وظيفيًا، ما يعني أنه لن يحصل على أي تطويرات مستقبلية. كانت تلك أولى الإشارات إلى نية الشركة التوقف عن دعم هذه المعماريات التي أصبحت خارج دائرة الابتكار والتطوير.

كما أن تاريخ Nvidia مع إنهاء الدعم ليس بجديد، فقد قامت آخر مرة بإسقاط دعم مجموعة من البطاقات القديمة في عام 2021، وهو ما يؤكد أن الشركة تتبع دورة حياة واضحة لمنتجاتها، تضمن تركيز الجهود على الأجيال الجديدة من بطاقات RTX الأكثر تطورًا.

رسالة للمستخدمين: المستقبل يتطلب التحديث

في ظل هذا المشهد، يصبح واضحًا أن من يمتلك بطاقة GTX 1060 أو يعمل على نظام ويندوز 10 عليه أن يستعد لمرحلة انتقالية. قد يكون التحديث إلى نظام ويندوز 11 ضرورة ملحة خلال العامين المقبلين، لا سيما لأولئك الذين يعتمدون على تعريفات حديثة لأداء الألعاب. كما أن شراء بطاقة رسوميات أحدث من سلسلة RTX 40 أو 50 قد يصبح خيارًا لا مفر منه للراغبين في تجربة ألعاب الجيل الجديد بأداء مرضٍ وموثوق.

Nvidia مثلها مثل العديد من شركات التقنية، تدفع بعجلة التقدم إلى الأمام، ولو تطلب ذلك التخلي عن أجيال ماضية من الأجهزة. ومع تسارع الابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والرسوميات الواقعية، يبدو أن كل من لا يواكب التطورات، سيجد نفسه مع الوقت خارج مضمار السباق.