
في البداية iPhone والآن Galaxy: صور دعائية مزيفة لهاتف ترامب!
- هاتف ترامب (T1) من شركة «ترامب موبايل» يثير جدلًا بسبب صور دعائية مزيفة.
- غياب التصميم الحقيقي يضعف الثقة بالمشروع.
- وعود التصنيع المحلي تراجعت إلى شعارات عامة.
- مواعيد الإطلاق غير واضحة تزيد الغموض حول الهاتف.
تواصل شركة «ترامب موبايل» إثارة موجات متتالية من الجدل منذ إعلانها الأول عن الهاتف المرتقب T1. فالمشروع الذي قدم نفسه في البداية كرمز لتصنيع الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، تحول سريعًا إلى مادة للسخرية بعد سلسلة من الإعلانات الدعائية المربكة والمليئة بالصور المزيفة.
كانت البداية مع ظهور هواتف آيفون مطلية بالذهب قُدمت وكأنها جزء من الهوية البصرية للجهاز الجديد، ثم تطور الأمر مؤخرًا إلى استخدام صور معدلة لهاتف Galaxy S25 Ultra من سامسونج، ما جعل الجمهور يطرح تساؤلات جدية حول وجود هذا الهاتف أصلًا.
صور دعائية مثيرة للشك
منذ الكشف الأول، بدا واضحًا أن تسويف هاتف ترامب المسمى بـ T1 يعتمد أكثر على الرمزية السياسية والبريق الدعائي أكثر مما يعتمد على المنتج نفسه. فقد نشرت الشركة صورًا لهاتف بدا غريبًا ومختلفًا، لكن المتابعين اكتشفوا سريعًا أنه ليس إلا آيفون تقليديًا مطليًا بالذهب.
ورغم موجة الانتقادات، لم تتوقف الشركة عند ذلك، بل عادت هذه المرة لتستخدم صورة واضحة لهاتف «جلاكسي إس 25 ألترا»، جرى تعديلها ليظهر باللون الذهبي ويحمل شعار "T1" إلى جانب علم الولايات المتحدة.
الأكثر غرابة أن الصورة لم تُخفِ العلامة التجارية لشركة الإكسسوارات Spigen والذي كان ظاهرًا على الغطاء الواقي للهاتف، ما جعل الفبركة أكثر وضوحًا، بل واستطاع البعض التعرف على المنتج المُستخدم صورته، وهو غطاء حماية تصنعه الشركة لهاتف سامسونج.

ردود الأفعال والسخرية على المنصات
ما إن انتشرت الصورة الجديدة حتى امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة. كثيرون رأوا أن ترامب موبايل لم تكتف باستعارة تصميمات منافسيها، بل نقلت الصورة كما هي دون جهد يُذكر.
لم تفوت شركة «سبايجن» الفرصة، إذ ردت عبر منصة "إكس" بتعليق مقتضب وساخر لخص دهشة الجميع. وقد وضع هذا التفاعل ترامب موبايل في موقف محرج، خصوصًا أن الإعلان كان مخصصًا للترويج لمرحلة الطلب المسبق التي يُفترض أن تكون خطوة أساسية قبل إطلاق أي جهاز جديد.
تراجع في مواصفات الهاتف!
من بين أكثر النقاط إثارة للجدل أن الشركة تراجعت عن بعض المواصفات التي أعلنتها في البداية. فالإعلانات الأولى تحدثت عن شاشة بحجم 6.78 بوصة، بينما تكشف البيانات الأحدث عن شاشة أصغر عند 6.25 بوصة، ما يعكس ارتباكًا في الخطة التقنية. أما التصميم، فرغم ظهوره أخيرًا على الموقع الرسمي، فإنه لا يبدو مقلدًا، لكنه مكشوف بوضوح: شكل قبيح يذكّر بهواتف أندرويد الاقتصادية، ما يترك انطباعًا سيئًا لدى أي مستهلك كان يتوقع جهازًا فخمًا أو مختلفًا.

مواعيد إطلاق متذبذبة
لم يكن تزييف التصميم المشكلة الوحيدة، بل إن مواعيد الإطلاق نفسها زادت من غموض الموقف حول هاتف ترامب. فمنذ البداية، حددت الشركة موعدًا يتراوح بين أغسطس وسبتمبر، لكن مع مرور الوقت لم يظهر أي تاريخ محدد على موقعها الرسمي.
كل ما تكتفي به الشركة اليوم هو شعارات عامة مثل العبارة المتكررة «الانتظار أوشك على الانتهاء». يعكس هذا النوع من الرسائل الدعائية ضعف التخطيط، ويجعل المتابعين أقل ثقة بجدية المشروع.
تراجع في وعود التصنيع
واحدة من أهم نقاط القوة التي حاولت الشركة الترويج لها كانت فكرة أن الهاتف سيُصنع بالكامل في الولايات المتحدة، ليكون بديلًا وطنيًا عن منتجات آبل وسامسونج المصنوعة في آسيا.
لكن حتى هذا الوعد لم يصمد طويلًا. ففي الإعلانات الأخيرة لم تعد الشركة تتحدث عن التصنيع المحلي بشكل مباشر، بل اكتفت بعبارة عامة تقول إن هناك أيادي أمريكية خلف كل جهاز. يعكس هذا التراجع تناقضًا واضحًا بين الشعارات الوطنية والواقع العملي لصناعة الإلكترونيات.
أزمة ثقة متصاعدة
مع كل إعلان جديد، تتعمق أزمة الثقة بين هاتف ترامب والمستهلكين المحتملين. فمن جهة، لا يوجد أي نموذج حقيقي للهاتف يمكن الاطلاع عليه أو اختباره.
ومن جهة أخرى، كل ما يظهر في الحملات الدعائية إما صور معدلة أو مواصفات متناقضة. وقد جعل هذا النهج الكثيرين يصفون المشروع بأنه مجرد حملة سياسية بواجهة تقنية، هدفها الأساسي الترويج لاسم ترامب أكثر من تقديم منتج منافس فعلًا.
انعكاسات على مستقبل المشروع
في سوق الهواتف الذكية المليء بالمنافسة الشرسة، يصعب على أي شركة جديدة دخول المعركة دون أن تمتلك منتجًا متينًا وشفافًا في تفاصيله. فإذا كانت شركات كبرى مثل آبل وسامسونج تواجه ضغوطًا لإقناع المستهلكين بجودة أجهزتها، فكيف يمكن لشركة ناشئة أن تكسب الثقة وهي لم تعرض حتى الآن أي هاتف حقيقي؟
قد يؤدي استمرار هذه الممارسات إلى فشل المشروع قبل أن يرى النور، أو إلى طرح جهاز محدود الإمكانات لن يجد مكانًا بين الخيارات المطروحة في السوق.
ما زال مصير هاتف T1 معلقًا بين الوعود الكبيرة والواقع المربك. فبين الصور المزيفة والمواعيد المتغيرة والتصريحات المتناقضة، لا يبدو أن ترامب موبايل تسير في طريق واضح.
?xml>