OpenAI تسرع إطلاق GPT-5.2 عقب إعلان حالة الطوارئ لمواجهة تفوق Gemini 3
- OpenAI تسرع طرح GPT-5.2 لاستعادة الصدارة التقنية.
- سام ألتمان يعلن الطوارئ ويجمد المشاريع الجانبية مؤقتًا.
- تراجع حصة ChatGPT السوقية مقابل صعود منافسه Gemini.
- التركيز على السرعة والاستنتاج عوضًا عن الميزات الإضافية.
سارعت شركة OpenAI إلى اتخاذ خطوات حاسمة لطرح نموذجها الجديد GPT-5.2 هذا الأسبوع، وذلك في استجابة مباشرة للمنافسة المتصاعدة مع شركة جوجل. أصدر الرئيس التنفيذي سام ألتمان تعليمات داخلية وصفها بـ «الرمز الأحمر» (code red)، بعد أن أظهرت البيانات تفوق نموذج Gemini 3 من Google على ChatGPT في العديد من المعايير الصناعية الرئيسية والاختبارات المرجعية.
تراجع ChatGPT عن الصدارة
شكل هذا الجدول الزمني السريع، الذي كان مقررًا في الأصل في وقت لاحق من الشهر، واحدة من أكثر التحركات التنافسية إلحاحًا في قطاع الذكاء الاصطناعي منذ الظهور الأول لبرنامج ChatGPT قبل ثلاث سنوات.
جاءت هذه الخطوة في وقت شهدت فيه هيمنة ChatGPT السوقية علامات واضحة على التآكل، وفقًا لما رصدته تقارير متخصصة؛ إذ انخفضت حصة روبوت الدردشة الخاص بـ OpenAI من المستخدمين النشطين شهريًا عالميًـا بمقدار ثلاث نقاط مئوية بين شهري أغسطس ونوفمبر 2025، لتستقر عند ما يقارب 55%.
بينما صعدت حصة Google Gemini في المقابل بمقدار ثلاث نقاط مئوية خلال الفترة الزمنية نفسها، ما عكس تحولًا في تفضيلات المستخدمين. كما تباطأ نمو مستخدمي ChatGPT ليصل إلى 6% فقط خلال تلك الأشهر الأربعة، وبلغ عدد المستخدمين حوالي 810 ملايين مستخدم شهريًـا. ورجحت شركة Sensor Tower المتخصصة في معلومات السوق أن هذه الأرقام تشير إلى تشبع محتمل في السوق وضرورة البحث عن محفزات نمو جديدة.
تزامن هذا التحرك الاستراتيجي مع ظهور إعلامي بارز لسام ألتمان، حيث جدول ظهوره في برنامج «جيمي فالون» على شبكة NBC مساء الاثنين. وقد اعتبر المراقبون هذا الظهور الأول له في برنامج حواري ليلي بمثابة محاولة لتعزيز مكانة الشركة، وتزامن التوقيت مع تزايد الضغوط على OpenAI لإعادة تأكيد موقعها كقائد للصناعة في وجه المنافسين الصاعدين.
تحذير سام ألتمان لموظفيه
وجه ألتمان مذكرة داخلية للموظفين في أوائل شهر ديسمبر، تضمنت توجيهات صارمة بتجميد العمل على المشاريع الجانبية والتركيز حصريًـا على تحسين الأداء الأساسي لـ ChatGPT. شملت التعليمات تأجيل العمل إلى أجل غير مسمى على مشاريع مثل دمج الإعلانات، ووكلاء التسوق بالذكاء الاصطناعي، ومساعدي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى المساعد الشخصي المعروف باسم Pulse.
انصبَّ التركيز، وفقًا للمذكرة، على تعزيز سرعة النظام، وموثوقيته، وقدراته الاستنتاجية، لضمان تقديم تجربة مستخدم تتفوق على العروض المنافسة.
وذكرت تقارير أن ألتمان ادعى في المذكرة أن نموذج GPT-5.2 يتقدم على Gemini 3 في التقييمات الداخلية للشركة. كما أفادت صحيفة Wall Street Journal في سياق متصل أن التحديث المرتقب سيعطي الأولوية للسرعة والموثوقية وقابلية التخصيص عوضًا عن الميزات الاستعراضية التي قد لا تضيف قيمة جوهرية فورية للمستخدم.
أظهرت نتائج الاختبارات المرجعية الأخيرة تحولات ملموسة في موازين القوى التقنية، ما فسر حالة الاستنفار داخل OpenAI؛ إذ سجل نموذج Gemini 3 نسبة 38.3% في اختبار Humanity's Last Exam، وهو اختبار شامل يتضمن 2500 سؤال يغطي مجالات الرياضيات والعلوم والتاريخ والاستدلال.
بينما حقق نموذج ChatGPT-5.1 في المقابل نسبة 25.3% في الاختبار ذاته، ما أظهر فجوة واضحة في القدرات المعرفية المعقدة. من جهة أخرى، حقق نموذج Google أيضًا اختراقًا ملحوظًا بتسجيله 1501 نقطة على لوحة صدارة LMArena، حيث يقوم المستخدمون بتقييم استجابات الذكاء الاصطناعي في اختبارات عمياء، ما وضعه في مرتبة متقدمة على العروض الحالية التي تقدمها OpenAI.

صعود منافسين آخرين
امتدت الضغوط التنافسية لتشمل لاعبين آخرين في السوق، حيث اكتسب نموذج Claude Opus 4.5 من شركة Anthropic زخمًا متزايدًا لدى العملاء من المؤسسات والشركات. بحث هؤلاء العملاء عن بدائل وصفها المحللون بأنها أكثر أمانًا وقابلية للتنبؤ.
كما صرح العديد من المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، بمن فيهم Marc Benioff الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، بإشادتهم العلنية بنموذج Gemini 3، وأشاروا إلى نيتهم التحول من استخدام ChatGPT واعتماد حلول المنافسين.
احتفظ ChatGPT رغم هذه التحديات بموقع قيادي قوي، حيث أشار ألتمان إلى وجود ما يقرب من 800 مليون مستخدم نشط أسبوعيًـا. لكن OpenAI واجهت مع ذلك أسئلة مستمرة حول نموذج عملها طويل الأجل؛ إذ ظلت الشركة غير رابحة وتنافست ضد خصوم يمتلكون تدفقات إيرادات راسخة وبنية تحتية سحابية واسعة النطاق، مثل جوجل ومايكروسوفت.
أرى أن الموقف الحالي لـ OpenAI يستدعى مراجعة شاملة للأولويات، وفي التحول نحو تحسين الجوهر التقني للمنتج بدلًا من التوسع الأفقي في الخدمات. كما تتطلب المرحلة القادمة إثبات قدرة GPT-5.2 على استعادة الفارق التقني وتقديم أداء يبرر التمسك بالمنصة في ظل توفر بدائل قوية وعالية الكفاءة.