المراجعة

خلال عام 2020 تم إصدار مجموعة من نسخ الـ Remaster والتي كانت كلها محبطة جداً حتى الآن لدرجة جعلتني أتشكك أصلاً من جدوى فكرة النسخ الـ Remster عموماً.

الذكاء الاصطناعي.

هذه اللعبة قديمة جداً ومر على إصدارها 25عام كاملة وبالطبع الذكاء الاصطناعي الخاص بالعبة الأصلية لا يمكن التمتع به في الوقت الحالي مع التقدم الذي حظت به صناعة الألعاب.

في النسخة الـ Remastered تم تحسين الذكاء الاصطناعي بشكل كبير جداً وستشعر أن الجنود لديهم فكر حقيقي في أرض المعركة ولكن للأسف ستجد أيضاً مجموعة من مشاكل الذكاء الاصطناعي.

شخصياً واجهت مشكلة طريفة جداً حيث حدث عطل تقني لأحد السيارات المسئولة عن تجميع الموارد، السيارة أصبحت ممتلئة بالمواردة وبدأت السيارة بالدوران حول المبنى المخصص لوضع الموارد وكأن السيارة لا تعرف طريقها الحقيقي، حتى عند تحديد السيارة نفسها واعطائها أمر مباشر ظلت السيارة تحوم حول المبنى بلا هدف.

عطل طريف أخر حدث عندما قام بعض الجود بمهاجمة القاعدة الخاصة بقي وعندما أمرت بتوجيه جنودي للاشتباك معهم، بالفعل حدث الاشتباك من خلفهم ولكن الطريف أنهم لم يتحركوا أصلاً وظلوا يهاجمون القاعدة.

في الحقيقة قد يكون الذكاء الاصطناعي تحسن بشكل كبير جداً ولكن هذا لا يمنع وجود بعض المشاكل التي لم يتم معالجتها حتى الآن ولكن في مجمل التجربة كانت جيدة جداً بالنسبة لهذه النقطة.

نفس أسلوب اللعب.

كذلك أسلوب اللعب نفسه وحتى الآن تتميز اللعبة بالرتم السريع جداً وستجد نفسك منشغلاً دائماً أثناء اللعب إما بالبناء أو بالقتال وتحرك جنودك بل وفي الحقيقية ستنشغل بالبناء والحرب في نفس الوقت.

القوات الموجودة في اللعبة تعتمد على أسلوب ورقة حجر مقص فكل جندي أو وحدة قتالية لديها الأفضلية تجاه أحد الوحدات الأخرى لذلك يجب على جيشك أن يكون متنوع قليلاً.

أيضاً يمكنك استدعاء القدر الذي تريده من الجنود والمباني طالما كنت تمتلك الموارد اللازمة وبمناسبة الموارد فهي تعتبر السلاح الرئيسي في هذه اللعبة فمن امتلك الموارد على الخريطة يمتلك زمام الأمورفحاول دائماً القتال على الموارد.

للأسف النسخة الأصلية من اللعبة لا يوجد بها أي أوامر للجنود أو أي توجيهات استراتيجية والنسخة الـ Remastered حافظت على نفس النهج وكان الأجدر إضافة مجموعة من أوامر التحكم مثل التشكيلات أو نقاط التجمع على الأقل

الموسيقى.

تم إعادة انتاج الموسيقى الخاصة باللعبة الأصلية وتحسينها بشكل كبير جداً، ولدينا الآن 7 ساعات رائعة من الموسيقى ولكن للأسف الموسيقى الموجودة في اللعبة كلها تنتمي إلى موسيقى الروك.

كان يجب تنويع الموسيقى قليلاً، شخصياً أعجبتني الموسيقى جداً خصوصاً وأني من محبي موسيقى الروك ولكن على سبيل المثال لدي صديق انزعج جداً من الموسيقى وقام بإغلاقها حتى يتمتع باللعبة حسب ذوقه.

على أي حال اللعبة تقدم تجربة موسيقية مميزة جداً خصوصاً إذا كنت من محبي موسيقى الروك، أما إذا كنت تنزعج من هذه النوعية من الموسيقى سيكون الأمر متعب قليلاً خصوصاً وانها مستمرة معك دائماً من بداية القائمة الرئيسية حتى داخل المهمات أو المعارك أو حتى شاشات التحميل.

الرسوم.

النسخة الأصلية من اللعبة عتيقة جداً فنحن نتحدث عن لعبة من إنتاج عام 1995 وبكل تأكيد مثل هذه اللعبة بها جودة رسومية لا تتناسب إطلاقاً مع الجيل الحالي.

لهذا السبب واضح جداً الفارق الكبير بين النسخة الأصلية والنسخة الـ Remastered لأن عدد المضلعات الموجود في النسخة الـ Remastered أكبر بكثير جداً من عدد المضلعات الموجودة في النسخة الأصلية.

النسخة الـ Remastered ذات دقة أعلى بكثير ويتضح هذا الأمر في جميع عناصر اللعبة بداية من المباني والجنود ومروراً بالأرض والزرع والمياه ولكن لم يتم إضافة أي أضواء أو انعكاسات في اللعبة.

في الحقيقية الرسوم الموجودة تجيب على تساؤل هام جداً، لماذا نصنع نسخ Remastered أصلا؟

من الواضح أن نسخة الـ Remastered الجيدة هي النسخة التي تعيد لنا تجربة قديمة استمتعنا بها في الماضي بالشكل مقبول نسبياً في العصر الحالي، لذلك من الصعب جداً أن تقدم نسخة Remastered للعبة صدرت في وقت قريب، فمثلاً لعبة Warcraft III قدمت أصلاً تجربة بصرية تحتوي على العديد من المضلعات لأنها كانت في وقت قريب لذلك عندما تم إصدار النسخة الـ Remastered لم نشعر بالفارق الكبير لأن النسخة الـ Remastered تعمل فقط على زيادة دقة العرض وإضافة المزيد من المضلعات.

أما بالنسبة للمقاطع السينمائية المرسومة بالحاسب فهي سيئة جداً في الحقيقية ولن تشعر بتحسن كبير، أو يمكننا أن نقول التحسن موجود ولكنه غير كافي وكان من الأفضل إعادة تصميمها ورسمها من جديد ولكن على أي حال هذه المشاهد غير طويلة أو هامة في اللعبة لأن اللعبة تعتمد على مقاطع سينمائية أخرى مصورة بشكل سينمائي طبيعي وهي احد العلامات الشهيرة التي تتميز بها اللعبة.

تم تحسين جودة هذه المقاطع بالفعل لكي تكون مقبولة إلى حد كبير ولكن في بعض الأحيان كانت الجودة أقل عن باقي المقاطع التي تم تحسينها، في الحقيقة لا أتذكر كيف كانت هذه المقاطع في النسخة الأصلية ولكن المقاطع الموجودة لديناً حالياً مقبولة جداً.

تم اضافة حركة ذكية جداً في النسخة الـ Remastered حيث يمكنك التبديل بين الرسوم الكلاسيكية أو الرسوم الجديدة في أي وقت داخل اللعبة باستخدام المسطرة وعند بدايتك اللعبة لأول مرة ستكون الرسوم على الوضع الكلاسيكي لكي تجبرك اللعبة على ملاحظة الفارق بين النسختين، والحقيقية هذه الإضافة كانت ذكية جداً وجعلتني كلاعب ألاحظ دائماً حجم المجهود المبذول في هذه النسخة.

 نظام الأونلاين.

تحتوي النسخة الجديدة على طور لعب Multiplayer ويمكنك في هذا الطور الانضمام إلى لاعبين أخرين عبر شبكة الانترنت واللعب على مجموعة ضخمة جداً من الخرائط المتنوعة.

أيضاً يمكنك أن تقوم بإنشاء مبارياتك الخاصة ودعوة أصدقاءك إليها، والممتع في الأمر أنه يمكن استخدام الخرائط الخاصة بك والتي يمكنك تصميمها عبر ميزة الـ Map Editor المتاحة في هذه النسخة.

الأداء والسعر.

لا ننسى أيضاً ان اللعبة أصلاً ممتعة ومهما مر الوقت على هذه الألعاب ستظل ممتعة فهي إرث بما تحمله الكلمة من معنى وبالطبع من الجيد التمتع بهذه اللعبة في عام 2020.

من يشتري هذه النسخة.

تعتمد اللعبة على جزء نوستالجيا كبير جداً والتجربة تختلف اختلاف كامل إذا كان لك مع اللعبة ذكريات أما إذا كنت لاعب جديد أو لم تجرب هذه اللعبة فللأسف لا انصحك بهذه اللعبة خصوصاً مع وجود العديد من ألعاب الـ RTS الأخرى التي تقدم تجربة أحدث وأمتع من نفس السلسلة حتى مثل Zero Hour التي صدرت في 2003 وقدمت تجربة ممتعة.

إذا كنت من محبي ألعاب الـ RTS ستستمتع بهذه اللعبة وإذا كنت تحب ألعاب Red Alert عموما فإن الاستمتاع سيكون مضاعف، وأخيراً نتمنى أن نرى جزء جديد تماماً من هذه السلسلة العظيمة قريباً.