مقدمة والشريحة Z490

مع الإطلاق الرسمي لمعالجات Comet Lake-S من الجيل العاشر من Intel ، يُراود جميع المستهلكين بعض الأسئلة ، أولها هو السؤال الأهم هل تعود إنتل من جديد للريادة في سوق المعالجات المركزية بعد أن سحبت منها AMD البساط تدريجاً خصوصاً في فئة مُعالجات الفئة المتوسطة؟ وهل تستمر مُعالجات إنتل في التفوق على نظيراتها من AMD في الأداء داخل الألعاب؟ ، ماذا عن التسعير ودعم استمرار المقابس الأقدم و المعماريات الحديثة؟ ، يبدو أن الأمور هنا مُغايرة تماماً وبها الكثير من الصدمات ، كل هذه الأسئلة وأكثر سنحاول الإجابة عليها من خلال مُراجعتنا لمُعالج الفئة المتوسطة Intel Core i5-10600K.

في البداية يجب أن أصدمك صديقي المتابع، بأن مُعالجات إنتل الجديدة من الجيل العاشر Comet Lake-S تطلب أحدث مقبس من Intel وهو LGA 1200 عوضاً عن المقبس المُستخدم في الأجيال السابقة LGA 1151 ، هذا يعني أن لدنيا مقبس جديد تماماً بلوحات أم جديدة تماما وشرائح جديدة هي الاخرى، وبالتالي فكرة الترقية هنا لمالكي معالجات إنتل من الأجيال السابقة ستمثل صداعاً كبيراً ، لأنك ستضطر إلى تغيير المنصة باكلمها، كما تعلمون لم يمر سوي جيلين منذ أن قامت إنتل بتلك الخطوة لإجبار المستخدمين على شراء لوحات أم جديدة ، حيث أنه مع إطلاق الجيل الثامن Coffee Lake في 2017 أجبرت انتل المستخدمين على شراء لوحات بشرائح سلسلة 300 على الأقل من أجل تشغيل المعالجات الجديدة على الرغم من عدم تغيير المقبس.

وها هي Intel تعود مرة أخرى وبعد أقل من عامين لتعاود نفس الكره ولكن هذه المرة مع تغيير المقبس بأكمله، ولكن مهلاً هل يستحق الأمر كل هذا العناء بالفعل؟

من أهم الأشياء التي تعزز ثقة المُستخدمين بشركة AMD هو تحقيقها لوعودها دائماً وابداً ، بناء الثقة بين الشركة والعميل هو من أهم عوامل النجاح ولعل في دعم الشركة المستمر حتى الآن لمقبس AM4 خير دليل حيث ان هذا الجيل الجديد من مُعالجات Ryzen مازال يعتمد علي مقبس AM4.

هذا المقبس في بداياته كان يحمل مُعالجات ذات عدد 4 أنوية و 4 خيوط بدقة تصنيع 28 نانوميتر إذا نظرت اليوم تستطيع أن ترى بوضوح العمل الذي قامت به AMD حيث وصلت المُعالجات التي يحملها هذا المُعالج إلى عدد 12 نواة و 24 خيط مُعالجة بدقة تصنيع وصلت إلى 7 نانوميتر ومازالت هناك سنة أخرى في عمر هذا المقبس كما وعدت الشركة ، بالطبع إنه أمر رائع ويستحق الإشادة مننا جميعاً على ما حققته AMD في هذا الخصوص، فالسؤال لشركة إنتل لماذا لا تحذو حذو AMD بهذا الخصوص؟

الشريحة Z490

مع وجود شريحة جديدة كان لابد أن تتواجد بعض المميزات الهامة التي تُعظم من فكرة تغيير المنصة بأكملها كما رأينا في شريحة X570 الرائعة من AMD التي أتت بالكثير من المزايا والتي اهمها دعم خطوط PCI Express 4.0، ولكن مع الأسف يبدو أن التخبط الذي تمر به إنتل مازال مُستمر، أول تلك الأشياء هو أنني كنت اتوقع دعم PCI 4.0 في هذه الشريحة ولكن بشكل ما مُفاجئ تستمر الشريحة في استخدام واجهة PCI Express 3.0 القديمة للتوصيل بمحركات الأقراص والبطاقات الرسومية ، مما يعني أننا لن نرى دعمًا لوحدات التخزين M.2 السريعة من الجيل الرابع على اللوحات الأم Z490 كما هو الحال مع مُعالجات AMD من شرائح X570 و TRX40.

حسناً، الأمور ليست بهذا السوء فعلى الأقل تقول الشركات المُصنعة للشريحة Z490 أنها جاهزة للعمل مع PCI 4.0 بالفعل ولكن ستظل جميع فتحات PCI Express و M.2 على هذه اللوحات تعمل بسرعات PCI Express 3.0 فقط ، لأن الجيل العاشر من وحدات المعالجة المركزية Comet Lake-S لن تقوم بفعل ذلك ، وأجلت انتل تلك الخطوة حتى العام المُقبل مع مُعالجات الجيل الحادي عشر والتي ستُعرف بإسم Rocket Lake ، حمد لله علي الأقل ضمنا عدم تغيير المقبس والشريحة في معالجات الجيل القادم من أنتل!

" هذه المُراجعة تأتي تحت عُنوان التناقض الشديد، وهو التناقض الذي لم أفهمه حتى الآن ولم أجد له مُبرر واضح ، لماذا أصرت إنتل على تغيير الشريحة والمقبس وأجلت دعم خطوط PCI Express 4.0 في نفس الوقت إلى العام المُقبل؟ لماذا لم يتم تأجيل أيضاً خطوة تغير المقبس والشريحة للعام المُقبل ليكون الأمر أكثر منطقية"

لشرح ذلك بشكل أكثر بساطة، لوحات شريحة Z490 جاهزة للعمل بالفعل مع خطوط PCI Express 4.0 ، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي معالج متوافق مع PCI Express 4.0 لمقبس LGA 1200 ولكن إذا خرج أحدهم مستقبلاً فستكون الشريحة جاهزًة للاستفادة منه ولكن يبدو أن ذلك سيتأخر حتى عام 2021 بما أن مُعالجات الجيل العاشر لن تفعل ذلك.

Z490

علي أي حال أحد التغييرات الرئيسية على هذه المنصة الجديدة Z490 بجانب دعمها للجيل العاشر ، هو إدخال المعالجات نظام تصنيفات الطاقة الحراري (TDP) حتى 125 واط ويأتي ذلك مع زيادة مقابلة في استهلاك الطاقة ، حيث تم تصميم جميع اللوحات الأم Z490 للتعامل مع سحب الطاقة المتزايد ومع التركيز على زيادة قدرات VRM.

كذلك من ضمن التغييرات هو دعم تردد الذواكر العشوائية الافتراضي 2933 ميجاهرتز عوضاً عن 2666 ميجاهرتز في الأجيال السابقة ، عدا ذلك لا يوجد ما هو مُثير للإهتمام في الشريحة ولا ما هو مثير للحديث عنه في المعمارية.

المعالج Intel Core i5-10600K ونظرة أقرب

في حين أن المُعالج Intel Core i5-10600K يختلف كثيراً عن الجيل السابق عندما يتعلق الأمر بالمقبس والشريحة وانه يعمل علي مقبس جديد تماماً فإنه لا يختلف كثيراً عن سابقه 9600K عندما يتعلق الأمر بعدد الانوية حيث انه معالج سداسي النواة ، تماماُ مثل الجيل السابق ، مع سرعة أساسية تصل إلى 4.1 جيجا هرتز يمكن تعزيزه إلى أقصى تردد توربو أحادي النواة 4.8 جيجا هرتز ، بينما كان المُعالج 9600K يعتمد على سرعة 3.7 جيجاهرتز بشكل أساسي مع تردد مُعزز يصل إلى 4.6 جيجاهرتز.

ولكن الأمر المُختلف حقاً هو الـ Hyper-Threading أو خيوط المعالجة المتعددة ، وأخيراً بفضل هذه التقنية يتم مضاعفة عدد النوى بشكل فعال في i5-10600K وذلك إلى 12 خيطًا عوضاً عن 6 خيوط في الجيل السابق وهو أمر ربما تأخرت فيه إنتل وكان واحد من عيوب الجيل السابق للمعسكر الأزرق.

يأتي المعامل بمعامل ضرب مفتوح Unlocked ، لذا من الممكن أن يتم رفع تردد التشغيل على الورق نظرياً ، ويتضمن المُعالج أيضاً وحدة معالجة رسوميات مدمجة هي Intel UHD 630 ، وهي واحدة من ضمن الأمور التي تميز المُعالج عن مُعالجات AMD في نفس الفئة التي تفتقد إلى المُعالج الرسومي المُدمج ، المُعالج يأتي بقوة تصميم حراري (TDP) عند 125 واط ، وهي أعلى بـ 30 واط من سابقتها ، كما يدعم 16 حارة PCIe 3.0 و حتى 128 جيجا بايت من ذاكرة الوصول العشوائي DDR4 ، وأخيراً لديه ذاكرة تخزين مؤقت L3 بحجم 12 ميجابايت.

نُلاحظ زيادة في الترددات سواء الأساسية أو المُعززة عن الجيل السابق، ولكن بشكل مؤسف لا يوجد ما هو جديد هنا على المعمارية وبالتالي نحن نتوقع هنا الأداء قبل الوصول إلى صفحة الإختبارات التي سُتظهر كل شئ بالأرقام أن كل ما سنُحصل عليه مقابل هذه الزيادة في الترددات هو زيادة طفيفة في الأداء عن الجيل السابق ، و يقابلها زيادة في مُعدلات استهلاك الطاقة والحرارة.

إختبارات الأداء للمعالج وكسر السرعة

حسناً كل ما سبق هو كلام نظري ، يُمكننا أن نحصل عليه حتى قبل إطلاق المُعالجات بالحديث عن الشريحة ومواصفات المُعالج وإلى آخره، وبالرغم من أهمية هذا الحديث بطبيعة الحال فهو لا يعني شيئاً بدون التجربة العملية وأرقام الاختبارات.

لحسن الحظ عزيزي القارئ أننا في عرب هاردوير نقوم بذلك الجزء الخاص بالإختبارات عند طريق معملنا الخاص وعلى الرغم من الظروف الحالية الخاصة بفيروس كوفيد-19 وعدم القدرة على الذهاب للعمل بشكل مُستمر وتحول أغلبنا للعمل من المنزل، لكن لم يكن من الطبيعي أن نفوت إطلاق الجيل العاشر لذلك كان المعمل مُعقماً ويعمل أيضاً لنخرج بتلك الأرقام لكم .

على كل حال سيكون إختبار الأداء للمُعالج مُقسم الي جزأين رئيسين، الأول نقيس فيه أداء المُعالج مع البرامج والتطبيقات المخُتلفة ونرى قدرة المُعالج سواء في البرامج التي تعتمد على تعدد المهام والأنوية أو البرامج التي تعتمد في أدائها علي Single Core والثاني هو أداء المُعالج في الألعاب ونُقارن ذلك مع بعض المُعالجات الأخرى المُنافسة لنرى الفرق في الأداء بينهم.

[caption id="attachment_292957" align="alignnone" width="1920"] لضمان أفضل أداء لمُعالجات الجيل العاشر ، تم الإختبار مع اللوحة الأم العملاقة Z490 AORUS Master[/caption]

في الأخير نستعرض درجات الحرارة للمعالج في ثلاثة سيناريوهات مُختلفة وهي مع برنامج Blender Rendering والضغط الشديد علي المُعالج بإستخدام برنامج AIDA64 وأخيراً سيناريو الألعاب.

من اجل توحيد النتائج نقوم بإستخدام مُنصة إختبار ثابتة في كل الإختبارات وإعدادات أيضاً ثابتة مع تغير القطعة المُراد تجربتها أو مُراجعتها ولذلك ستكون منصة كالتالي :

  • المُعالج : Intel Core i5-10600K
  • اللوحة الأم : Z490 AORUS Master
  • الذواكر العشوائية : ADATA XPG SPECTRIX D60G 16GB 2x8GB 3600MHz
  • قرص التخزين:  Transcend SSD230S 2TB/ADATA XPG SX8200 PRO 512GB / ADATA XPG SX6000 Lite 1TB
  • البطاقة الرسومية: NVIDIA GeForce RTX 2080 Ti Founder’s Edition
  • مزود الطاقة: Cooler Master V1000
  • مُشتت الحرارة للمُعالج : Noctua NH-D15

مع العلم بالطبع انه في اختبار منصة AMD لتجربة مُعالجات الشركة التي ستظهر في النتائج أدناه قمنا بتغيير اللوحة الأم بلوحة MSI MEG X570 ACE وتغير اقراص ووحدات التخزين لأقراص أخرى تُقدم نفس الأداء مع الإبقاء على باقي المكونات كما هي دون تعديل.

أما فيما يتعلق بظروف التشغيل الخاصة باختبارات محور المعالجة المركزية للمعالجات مثل برامج الرندر والتعديل وتحويل الترميز واختبارات الذواكر نستعرضها كالتالي:

  • نظام التشغيل: نستخدم نسخة حديثة من نظام التشغيل Windows 10 نسخة رقم 1903.
  • مستوى التشغيل Power Plan: يتم اختبار المعالجات في وضعية الأداء القصوى High Performance مع ترك خيارات حفظ الطاقة من البيوس على الوضع Auto.
  • تردد التشغيل للمعالج: كانت المعالجات المستخدمة جميعاً تعمل بترددها المصنعي في تجربتنا على الترددات الافتراضية.

سنختبر أولاً المعالج في مهام الإنتاجية وبرامج صنع المحتوى ومن ثم ننتقل إلى أداء المُعالج مع الألعاب.

أداء المُعالج مع برامج صنع المحتوى ومهام الإنتاجية

في نتائج المُعالج مع في مهام الإنتاجية وبرامج صنع المحتوى فلا يُمكن أن نقول إلا أن المُعالج يحقق مردود جيد، في حال كنت من عشاق المعسكر الأزرق وقمت بشراء المُعالج لن يخذلك في الأداء بالأخص في البرامج والمهام التي تعتمد على النواة الواحدة Single-Core ، فالتفوق الدائم لإنتل في هذه المهام مستمر مع الجيل العاشر مُقارنة بمُعالجات AMD من نفس الفئة.

ولكن في نفس الوقت مازالت مُعالجات AMD تتفوق في الأداء الإجمالي في أداء البرامج والمهام بنسبة جيدة والتي تعتمد على تعدد الأنوية بالرغم من أن معالجي 10600K و 3600X يمتلكها نفس عدد الأنوية والمسارات لكن في حالة إذا كنت تعتمد علي المُعالج في هذه المهام فبالتأكيد سيكون التفوق لصالح 3600X ليس ببسبب أنه أعلى في الأداء فحسب ، بل لأنه أرخص أيضاً وياتي مع مُشتت إفتراضي مُرفق وبالتالي التكلفة الإجمالية ستكون أقل من ناحية السعر وأعلي من ناحية الأداء أيضاً ، هذا ناهيك عن مميزات معمارية Zen 2 التي أتت بكثير من الخواص على عكس الجيل العاشر الذي يبدو فقيراً كما شرحت في مُقدمة المراجعة.

على سبيل المثال استطاع المعالج i5-10600K تحقيق 1471 نقطة في إختبار Cinebench R15 للأنوية المُتعددة Multi-Cores في حين أن المُعالج 3600X كان قد حقق 1616 نقطة ، وعلى النقيض تفوق الأزرق في نفس الإختبار للنواه الواحدة بـ 202 نقطة مُقابل 172 نقطة لمُعالج Ryzen.

أداء المُعالج مع الألعاب

أما بالنسبة للألعاب ، فلا جديد يُذكر ، التفوق لمُعالجات إنتل في الألعاب يظل مُستمراً ، هو أمر ليس بالمستغرب على الإطلاق فلقد كانت مُعالجات الجيل السابق من إنتل متفوقة في الأداء داخل الألعاب حتى على مُعالجات Zen 2 من AMD التي صدرت بعدها بفترة ، بالرغم من AMD قامت بعمل رائع من خلال تقليل تلك الفجوة كما شرحنا في مراجعات معالجات Ryzen منذ 10 أشهر سابقة.

حسناً تبدو الفروقات ليست ببعيدة في الواقع فالتفوق هنا لـ 10600K داخل الألعاب لا يتعدي من 3% إلى 4% لصالح إنتل في الألعاب إجمالاً إذا ما تم مقارنته بالمعالج 3600X المُنافس المباشر له من المُعسكر الأحمر كما يظهر الرسم البياني أعلاه ، لكن في النهاية يبقى تفوق ونقطة لصالح الزرق.

[caption id="attachment_292973" align="alignnone" width="1920"] من ينتصر في الفئة المُتوسطة؟ ، المُعالج 10600K أم 3600X؟[/caption]

ولكن الأمر المثير للإهتمام أن المُعالج 10600K يتفوق في بعض الألعاب حتى على 3900X المُعالج ذو الـ 12 نواة و24 خيط من AMD ، ويقترب منه بشكل ُمباشر في الأداء داخل الألعاب، وهو أقرب لأداء 9700K من الجيل السابق لإنتل ، لذلك دائماً ما نؤكد أن مُعالجات إنتل تكون خيار اللاعبين رقم 1 دائماً في حالة اذا كنت تبحث عن الأداء الأفضل في الألعاب ولا غيرة.

كسر السرعة للمُعالج

لحسن الحظ كما ذكرت في مواصفات المُعالج بالصفحة الثانية من المُراجعة أن المُعالج يأتي بمعامل ضرب مفتوح Unlocked وبالتالي كانت عملية كسر السرعة سهلة، و باستخدام الشريحة Z490 للوحة العملاقة AORUS Master تم الوصول لسرعة 5 جيجاهرتز على فولت 1.3.

هذه الزيادة في التردد ساهمت بشكل مُباشر في رفع أداء المُعالج بالأخص في برامج الإنتاجية وصنع المحتوى، لنجد أن المُعالج مع كسر السرعة قد حقق 1595 نقطة في إختبار Cinebench R15 للأنوية المُتعددة Multi-Cores بزيادة 124 نقطة عن الإختبار على الترددات الأساسية التي يأتي بها المُعالج ، كذلك في نفس الإختبار للنواة الواحدة زاد الرقم إلى 216 ليكون بذلك أسرع حتى من 3900X بالنسبة لأداء النواة الواحدة.

نتائج المُعالج 10600K بعد كسر السرعة اقتربت وتفوقت في بعض الإختبارات على 3600X بالتردد الأساسي.

أما بالنسبة للأداء في الألعاب فالزيادة في الواقع كانت طفيفة بالأخص على دقة العرض 1080p ، ولم تشهد تغييرات كبيرة تستحق الذكر ، لذا يُمكن القول إن السعي نحو كسر السرعة للمُعالج سيكون في حالة فقط إذا أردت الاستفادة منه في برامج صنع المحتوى والإنتاجية والرندر والتي تعطيك زيادة لا بأس بها كما ذكرت مُسبقاً ، ولكنها تولد في المُقابل المزيد من إستهلاك الطاقة وبالطبع درجات الحرارة.

درجة الحرارة وإستهلاك الطاقة

لننتقل الآن إلى الجزء الأخير من إختبارات الأداء للمُعالج وهو في الواقع الجزء المحبب لي دائماً وهو درجة حرارة المُعالج بالأخص مع مع هذه المراجعة بالتحديد ، نظراً لزيادة الترددات كان مثيراً للإهتمام معرفة ما سيصل إليه المُعالج من درجات حرارة واستهلاك للطاقة وكما ذكرت مُسبقاً فإن إختبار درجة الحرارة لدينا سيكون بثلاثة سيناريوهات مُختلفة وهي :

  • AIDA64البرنامج الأول للاختبار الذي يقوم بالضغط على المعالج بشكل مُكثف لفترة كافية ( قمنا بتحديد 10 دقائق لكل مُعالج ) وفي هذا الإختبار نحاول الوصول بالمعالج لأقصي درجة ممُكنة.
  • Blender Renderingسيكون الوضع الثاني هو اختبار الحرارة مع عملية الرندر مع برنامج Blender التي تستهلك المعالج بدرجة كبيرة.
  • Gamingالاختبار الثالث سيكون حرارة المعالج مع الألعاب على دقة العرض 4K والبطاقة RTX 2080 TI.

مع توحيد ظروف التشغيل والمكونات حيث استخدمنا في هذا الإختبار المُشتت الحراري العملاق Noctua NH-D15 لكل المُعالجات وكانت درجة حرارة الغرفة في جميع الإختبارات هي 24 درجة مئوية.

كما تُظهر النتائج أعلاه ، درجات الحرارة للمُعالج وجدتها طبيعية ، قد تكون أعلى قليلاً من نظيراتها من المنافسين في AMD ولكنها لم ولن تقترب أبداً من الدرجات التي يُمكن أن نقول عليها أن المعُالج يعاني من إرتفاع في درجات الحرارة وبالتالي لا يوجد أي Throttling هنا ، لذلك على صعيد الحرارة مع المُعالج 10600K فالأمور على ما يرام.

في سيناريو الضغط ببرنامج AIDA64 سجلت أعلى درجة حرارة للمُعالج 74 مئوية ، بينما في سيناريو الألعاب كانت درجة الحرارة 54 وهي درجة ممتازة بالنسبة للاستمتاع بتجربة لعب دون أي مشاكل ، مع كسر سرعة المُعالج كما رأينا في الصفحة السابقة حتى 5 جيجا هرتز مع الفولت 1.3V إرتفعت حرارة المُعالج إلى 84 درجة في سيناريو الضغط ببرنامج AIDA64 وهي درجة حرارة مُستقرة أيضاً بالنسبة لتردد التشغيل هذا وبعيد تماماً عن دائرة الخطر ، وهو أمر جيد ، لكن يجب أن تعلم أننا نستخدم مُشتت عملاق لذلك الإختبار وهو Noctua NH-D15 والذي ساعد بشكل ما في بقاء درجات الحرارة مُستقرة.

الأمر فقط الذي يجب ان انوه عليه ، هو أن مُعالجات Intel لا تأتي بمُشتت إفتراضي مُرفق، ويعني ذلك أنك مُضطر لشراء مُشتت هوائي أو مائي لكي يعمل المُعالج وهي تكلفة إضافية على ثمن المُعالج ترفع من قيمته.

أما عن مُعدلات استهلاك الطاقة فمع زيادة الترددات عن الجيل السابق كان هناك زيادة ولكنها طفيفة ، حيث سجلت 111 واط في وضع الترددات الأساسية ، وارتفعت حتى 149 واط مع كسر السرعة ورفع تردد المُعالج حتى 5 جيجاهرتز وهي مُعدلات إستهلاك طاقة عالية للغاية لمُعالج صادر في 2020.

التقييم والحكم النهائي للمُعالج

يشبه Intel i5-10600K من الجيل العاشر من Intel إلى حد كبير Core i7-9700K من الجيل التاسع ، سواء على مستوى الأداء أو ما يُقدمه من مميزات، ولكنه يختلف في أنه يحمل معه شريحة ومقبس مختلفان تماماً وهو في الواقع عيب وليس ميزة بالأخص عندما تأتي الشريحة الجديدة بلا أي مميزات أو خصائص جديدة تقريباً ، لدرجة أن الأمر يكاد يتحول فقط إلي زيادة في سرعة التردد ودعم الـ Hyper-Threading لتتحول خيوط المُعالجة إلي الضعف عما كان عليه في الجيل السابق.

كنت أتمني بشكل شخصي دعم خطوط الجيل الرابع من PCI Express 4.0 مع هذا الجيل ولكن بشكل مؤسف يبدو أنها ستتأخر حتى الجيل الحادي عشر ومُعالجات Rocket Lake من إنتل والتي ستُطلق في عام 2021 ، بالرغم من دعم شريحة Z490 لخطوط PCI 4.0 بشكل ظاهري ولكن معالجات الجيل العاشر لن تستفيد منها وهو ما يظهر التناقض الشديد في هذا الجيل من إنتل.

يتم تسعير Intel i5-10600K بسعر 262 دولار ، وهو أغلى بـ 13 دولار من سعر Ryzen 3600X الذي يقترب منه في الأداء داخل الألعاب ويتفوق عليه في برامج تعدد المهام وصُنع المحتوى وكذلك يأتي بمعمارية Zen 2 بكل مميزاتها بما فيها دعمه لخطوط PCI 4.0 والاستفادة منها بشكل أساسي منذ عشرة أشهر في حين أن إنتل ستأتي مُتأخرة بعامين تقريباً على دعمها لذلك. ، كذلك يتفوق ملك المُعسكر الأحمر في الفئة المتوسطة في معدلات استهلاك الطاقة والحرارة التي تكون أقل وهذه طبيعي بسبب دقة التصنيع الأقل لمُعالجات معمارية Zen 2 في حين أن إنتل مازالت تعتمد على دقة التصنيع 14nm في مُعالجات الجيل العاشر حتي مع تغير المقبس ، أضف إلي ذلك أن مُعالجات AMD  تأتي مع مُشتت حراري يقدم أداء مقبول وبالتالي التكلفة الإجمالية تكون أقل.

على الرغم من ذلك فليست كل الأمور سيئة بالنسبة للمُعسكر الأزرق فبجانب التفوق في الألعاب والبرامج التي تعتمد على النواة الواحدة ، يتميز المعالج i5-10600K أيضاً عن مُنافسية من AMD في هذه الفئة السعرية في أنه يحتوي على مُعالج رسومي مُدمج وهو Intel UHD Graphics 630 وبالتالي يُمكنك الاستفادة من المُعالج لتشغيل حاسوبك في حالة انك اردت ذلك، أو في حالة عدم وجود بطاقة رسومية لديك، هو وضع مُستبعد قليلاً خصوصاً لكنها تظل ميزة لصالح إنتل.

كذلك مستوى كسر السرعة الجيد للمُعالج يُعد نقطة في صالح المُعسكر الأزرق.

طالع أيضاً : مراجعة المعالج المركزي Intel Core i9-10900K

لكي أكون صادقاً ، تضع Intel بهذا الجيل العديد من علامات الاستفهام، والتناقض الشديد وهو أمر وجدته غير مقبول على الإطلاق ، فلا يُمكن بأي حال من الأحوال إجبار المستخدمين على تغيير المنصة بالكامل من أجل شراء مُعالج جديد في حين أنها أجبرت المستخدمين منذ عامين أيضاً فقط على شرائح X300 فيما أعلي لتشغيل مُعالجات الجيل الثامن ، وفي الواقع لا تُقدم مُعالجات الجيل العاشر هذا القدر من الأداء المختلف عن سابقيه أو الذي نستطيع القول أننا سنُغير المنصة بأكملها من أجل الحصول عليه ، وفي نفس الوقت تقوم AMD بدعم مقبس AM4 منذ عام 2016 وحتى الآن.

أضف إلى ذلك حقيقة أن المعالج لا يأتي بمُشتت إفتراضي مُرفق وبالتالي سيكون هناك تكلفة إضافية لا تقل عن 30 دولار إذا قمت بشراء المعالج لتشغيله، وهو ما يرفع من سعر المُعالج أكثر ويزيد الفجوة في السعر مع المنافس.

" مازالت Intel خيار اللاعبين الأول ، إذا كنت لاعب بشكل أساسي ولا تهتم بأي شئ سوى الألعاب وليس لديك مانع من دفع المزيد النقود الإضافية للحصول على كل إطار زيادة ، فإن مُعالجات إنتل والمُعالج i5-10600K خيار مُناسب لك ، بل في الواقع هو الخيار الأفضل بالنسبة للألعاب "

لذلك نحن أمام نفس اللغز الذي واجهناه في الماضي ونواجه في كل معركة ما بين AMD و Intel في سوق المُعالجات المركزية ، حيث يعتمد ذلك على نوع البرنامج الذي تقوم بتشغيله بشكل متكرر على قرار شرائك ، إذا كنت من اللاعبين  الذين يريدون الحصول على الأداء الأعلى دائماً داخل الألعاب حتى ولو بنسب بسيطة وليس لديك مانع في دفع المزيد من النقود من أجل ذلك ، فإن Intel Core i5-10600K هو الخيار المناسب لك وهو الأفضل بالنسبة للألعاب.

ولكن إذا كانت غالبية أعباء عملك تعتمد على تعدد المهام ، بما في ذلك إنشاء المحتوى والإنتاجية ، فإن Ryzen يمنحك المزيد من الأداء بسعر تنافسي ، خصوصاً إذا فكرت في التنازل قليلاً عن بعض الأداء واقتناء المُعالج 3600 الذي يبدأ سعره من 160 دولار فستكون الصفقة الرابحة بلا شك.