تقييم و مراجعة لعبة The Settlers New Allies
معلومات سريعة
The Settlers: New Allies
17 February 2023
Ubisoft Düsseldorf
Ubisoft
PC
في عام 1993 تم إطلاق لعبة The Settlers لأول مرة من تطوير ونشر شركة Blue Byte ووقتها تمكنت اللعبة من تحقيق تقييمات قياسية اقتربت من العلامة الكاملة، وبذلك كنا أمام مولد سلسلة جديدة وأسطورية من الألعاب الاستراتيجية من نوعية RTS.
بعد ذلك بدأت أجزاء جديدة من سلسلة The Settlers تظهر بشكل منتظم ومعظمها كانت أجزاء جيدة جدًا قدمت تجربة استراتيجية رائعة، واستمر هذا الأمر حتى عام 2010 لتنقطع أخبار اللعبة تمامًا.
الآن تعود إلينا السلسلة من جديدة مع لعبة جديدة بعنوان The Settlers New Allies واللعبة تأتي من تطوير فريق Ubisoft Düsseldorf ونشر شركة Ubisoft بالطبع، والحقيقة فإن هذه اللعبة تواجه العديد من التحديات.
خلال الأعوام القليلة الماضية تم إطلاق العديد من الأجزاء الجديدة لـ سلاسل استراتيجية شهيرة مثل Age of Empires والحقيقة معظم هذه الألعاب قدمت تجربة ممتازة حتى نسخة الريماستر من Command and Conquer كانت ممتازة.
هذه الجودة تلقي بحمل كبير على The Settlers New Allies فهذه اللعبة تحمل إرث لعبة هامة جدًا وهي مطالبة بتقديم تجربة لعب جيدة تنافس باقي الألعاب الاستراتيجية الموجودة وفي نفس الوقت تتناسب مع قيمة السلسلة، فهل تمكنت اللعبة من الحفاظ على هذا الإرث؟ إليك عزيزي القارئ الإجابة عن تلك الأسئلة في تقييم و مراجعة كاملة للعبة The Settlers New Allies
طريقة البناء في The Settlers New Allies
تنتمي اللعبة إلى الألعاب الاستراتيجية من نوع RTS وكذلك ألعاب البناء،فهي لعبة تعتمد على تنظيم عملية البناء بشكل كبير وليست مثل ألعاب استراتيجية أخرى مثل Warcraft التي لا تعتمد على تنظيم المباني بشكل معين.
في لعبتنا يتم تقسيم الخريطة إلى خلايا نحل وكل مبنى يحتاج إلى عدد معين من هذه الخلايا، كما يجب عليك توصيل هذه المباني الجديدة بطريق لكي يكون قادر على العمل.
كذلك أثناء إنشاء المباني يجب عليك التركيز جيدًا في اختيار الأماكن لأن بُعد المسافة قد يؤثر على الإنتاج لأن جميع الموارد يتم تجميعها في النهاية داخل المخزن، على سبيل المثال إذا كنت تقوم بتقطيع الأخشاب والغابة بعيدة جدًا عن قاعدتك فالشخصيات ستحتاج إلى فترة زمنية طويلة لنقل الخشب إلى المخزن.
على الرغم أن اللعبة تنتمي إلى ألعاب البناء الحربية إلا أن طريقة تقديم الخريطة وطريقة البناء تجعل من التحصينات أمر غير موجود تقريبًا، فأنت لا يمكنك القيام بتحصينات مثل Stronghold ولكن الأمر هنا أشبه بلعبة Warcraft قليلًا، يمكنك وضع برج حراسة هنا وهناك ولكن لا يمكن بناء قلاع كبيرة.
تقييم عملية البناء في اللعبة: "بطيئة جدًا"
تحاول اللعبة محاكاة الواقع أثناء عملية البناء، وكما قلنا فإن المخازن يوجد بها الأدوات الخام، وعند البدء في بناء أي مبنى آخر فإن المواد لا يتم خصمها تلقائيًا من هذه المخازن.
العملية تسير على النحو التالي: يذهب المهندسون إلى معسكر البناء وكل مبنى له حد أقصى من المهندسين يعملون عليه فيوجد مباني تحتاج إلى إثنان وهناك أخرى تحتاج إلى خمسة مثلًا، بعد ذلك يذهب الحمالون لجلب الموارد من المخزن وتجميعها في أقرب مخزن أو توصيلها إلى المبنى الذي نريد بناءه بشكل مباشر بعد ذلك يبدأ المهندسون في البناء، كل هذه العملية تتم في وقت طويل جدًا مما يجعل الأمر محبط وممل قليلًا، أريد التركيز على البناء والإدارة ولا أريد الانتظار كل هذه المدة.
هذه الطريقة مستمرة معنا في أي شيء داخل اللعبة، إذا أردت تجنيد جنود ولنقل جندي مدافع، فهذا الجندي يحتاج إلى درع وهنا سيذهب الجندي الجديد إلى المخزن ليحصل على الدرع ثم يتجه إلى مركز التدريب ليتدرب هناك لعدة ثواني ويصبح جاهزًا.
كيف توسع رقعتك في The Settlers New Allies
لكي تقوم بالبناء يجب عليك البناء في منطقة داخل حدودك أو رقعتك، وفي بداية اللعبة يكون لديك رقعة معينة يمكنك التحكم بها، هنا الأمر يتشابه مع لعبة مثل Rise of Nations التي قدمت فكرة الحدود، في هذه الأخيرة لا يمكنك البناء خارج حدودك، لكن فكرة توسعة الحدود في هذه اللعبة كانت رائعة جدًا ومنطقية.
في The Settlers New Allies تحتاج كذلك إلى توسعة الحدود الخاصة بك ، ولكن الطريقة هنا مملة جدًا ومرهقة، فأنت لا توسع رقعتك عن طريق بناء مركز مدينة جديدة أو القيام بتحديث معين، بل أنت توسع رقعتك عن طريق إرسال المهندسين لإعادة ترسيم الحدود.
هذه العملية لا تحتاج إلى أي موارد، كل ما تحتاجه هو وجود مهندسين يذهبون لتوسعة رقعة المملكة، وهنا نلاحظ أن هذه العملية بطيئة جدًا ومملة بشكل كبير.
فئات السكان و دورهم في اللعبة
تضم اللعبة 3 فئات من السكان، لدينا الجنود وهم بالطبع من يحاربون ويدخلون في المعارك ويوجد داخل اللعبة أنواع من الجنود تتنوع بين المدافع والمهاجم ورامي الأسهم، كما يوجد المهندسون وهم فئة هامة جدًا فهم من يعملون على توسعة رقعة المدينة أو بناء المباني الجديدة وكذلك يوجد أخيرًا فئة الحمالة أو العمال وهم الذين يعملون في أماكن الإنتاج مثل المزارع أو المناجم.
كل فئة من الفئات هامة جدًا في الحقيقة ولا يمكنك التركيز على فئة بعينها وترك الأخرى، وهنا يظهر تناسب رائع من مطور اللعبة بين الفئات الموجودة، لكن المشكلة الأساسية هو أن هذه الفئات لا تحتاج إلى موارد معينة لجذبها كما هو الحال في لعبة مثل Anno، هنا جميع المهندسون واحد وكذلك العمال، تحتاج فقط إلى بناء المساكن لتجلبهم أو الحصول على أداة مثل الأدوات لتحصل على المهندسين.
لا تحتاج إلى الكثير من الموارد للحصول على أي فئة، لدرجة أنك لا تحتاج حتى إلى طعام داخل اللعبة، وهو أمر سنتطرق له في النظام الاقتصادي للعبة.
تقييم النظام الاقتصادي في اللعبة
أي لعبة استراتيجية تعتمد على النظام الاقتصادي فكلما زادت مواردك كلما تمكنت من الفوز في معركتك، وهو الأمر الموجود كذلك في The Settlers New Allies حيث تحتوي اللعبة على عدد من الموارد الأولية، هي الشجر، الصخر، الفحم، الحديد، الذهب، الحيوانات، والجواهر.
النظام تقليدي جدًا أنت تحصل على الموارد الأساسية لتصنع موارد أكثر تقدمًا، من الشجر تصنع الخشب، ويمكن دمج الفحم مع الحديد لصناعة الصلب، ويمكن صهر الذهب لصنع عملات ذهبية، أما عن الحيوانات فتحصل منها على اللحم.
هذه الطبقة الثانية من المنتجات يمكن استخدامها لتصنيع أشياء أكثر تقدمًا فمثًا يمكن دمج الفحم مع الصلب لإنتاج أنواع متعددة من الأسلحة مثل الدروع والسيوف والأقواس وهذه الأسلحة تستخدمها في تجنيد المحاربين.
على الرغم من أن ما لدينا يبدو ممتع للوهلة الأولى إلا أنه توجد مشكلة كبيرة في النظام الاقتصادي الخاص باللعبة، وهو خروج الزراعة والطعام منه، يوجد في اللعبة بعض وسائل لإنتاج الطعام مثل اللحوم والعنب والخبز.
لكن هذا الطعام الغرض منه زيادة مستوى إنتاج باقي المناجم فمثلًا يمكنك رفع مستوى أداء معسكرات قطع الخشب عن طريق إمدادهم بالأسماك، وهكذا مع كل منجم أو مبنى يمكن رفع قدرته عن طريق توفير أحد أنواع الطعام.
وهذا يعني أنه يمكنك الدخول في لعبة كاملة دون الحاجة أصلًا إلى بناء أي مزرعة لجلب الطعام وهو ما فعلته في العديد من الأدوار حيث اعتمدت على تكرار مصادر الإنتاج بدلًا من رفع كفائتها ولم أهتم على الإطلاق ببناء أي مزرعة لجلب الطعام.
نحن حتى لا نحتاج إلى الطعام لكي ينجو شعبنا مثل لعبة Stronghold ولا نحتاجه لاستقطاب فئات جديدة من العمال والشعب مثل لعبة Anno مما يجعل لعبة The Settlers New Allies لعبة سطحية جدًا تفتقد إلى الكثير من التفاصيل.
المعارك في The Settlers New Allies
للأسف اللعبة تحتوي على عدد وحدات محدود جدًا لدينا المدافع والمهاجم ورامي الأسهم ووحدة خاصة إلى جانب بعض الوحدات التي تهاجم المباني، والحقيقة لا أفهم لماذا هذه المحدودية في الوحدات فنحن نتحدث عن لعبة تصدر في عام 2023.
بالطبع تعتمد اللعبة على نظام الورقة حجر مقص في إدارة القوات، لكل جندي قدرة هجوم معينة ونقاط صحة مختلفة ولكن محدودية القوات تجعل الأمر أبسط من اللازم.
كذلك الطريقة الطويلة والمملة في تجنيد الجيش تجعل العملية بطيئة جدًا، لذلك لا تتوقع معارك كبيرة بقوات ضخمة، فمثلًا نحن نتحدث عن جيش مكون من 50 وحدة فقط.
كإضافة فإن الوحدات تمتلك بعض المهارات المتنوعة ويمكن استخدامها خلال المعركة، ولكن هذه القدرات محدودة جدًا لأن الوحدات أصلًا محدودة.
على نفس الصعيد فإن اللعبة لا تحتوي على أي تشكيلات قتالية يمكن تأديتها أو حتى مناورات عسكرية معينة، لا يمكنك تكوين تشكيل الدرع مثلًا لحماية الرماة وهذه التشكيلات موجودة تقريبًا في معظم الألعاب الاستراتيجية.
ملحوظة أخرى وهو أنه لا يمكنك تخصيص الوحدات بشكل مزدوج عن طريق اختصارات الأرقام، في معظم الألعاب الاستراتيجية يمكنك تحديد مجموعة من الجنود وتخصيصهم برقم 1 مثلًا، وهذا الأمر موجود كذلك في اللعبة، المختلف هنا هو أنه لا يمكنك إعطاء نفس الجندي أكثر من اختصار.
على سبيل المثال أردت أن أجعل الرماة برقم 3 وفي نفس الوقت أردت أن أجعل كل الجيش على رقم 1 وهنا قامت اللعبة بحذف رقم 3 من الاختصارات، أترى نحن نتحدث هنا عن أساسيات اللعبة الاستراتيجية نتحدث عن فكرة تقسيم الجيش إلى وحدات وكتائب.
تخصيصات فقيرة وأطوار لعب محدودة
للأسف إطلاق اللعبة محبط جدًا فهي لاتحتوي إلا على 3 ممالك فقط، والمحبط أكثر هو أنه لا يوجد أي اختلاف تقريبًا بين هذه الممالك لا يوجد اختلاف في الجنود ولا يوجد اختلاف جوهري في المباني.
هذه النوعية من الألعاب من المفترض أن تقدم كم هائل من التفاصيل التي تجعل التجربة مختلفة تمامًا عندما نقوم بتغيير الممالك، والحقيقة فقد لعبت بالممالك الثلاثة ولم أتمكن من ملاحظة الفارق بينهم.
نفس الأمر فيما يتعلق بأطوار اللعب المتاحة، الأطوار الموجودة فقيرة جدًا فاللعبة تحتوي على طور لعب اونلاين، وطور مهمات ممل جدًا في الحقيقة، وطور مباريات فردية عادية ضد الحاسوب.
لا يمكننا تخصيص المباريات ووضع معايير جديدة للفوز أو الخسارة ولا يمكننا اختيار الخرائط عند اللعب ولا يمكن فعل أي شيء حرفيًا أنت تلعب ماهو لديك فقط.
تقييم الرسوم في The Settlers: New Allies
لحسن الحظ فإن اللعبة تحظة برسوم مقبولة جدًا ناصعة وبها الكثير من التفاصيل مع الألوان الممتازة وواجهة المستخدم المريحة جدًا للعين، لكن للأسف الرسوم مكررة كما ذكرنا سابقًا، لا يوجد اختلاف جوهري في طريقة رسم المباني بين الممالك.
أما عن محاكاة حركة الشخصيات على الخريطة ممتازة في الحقيقة، حتى طريقة تدريب الجنود مريحة للعين وترغب في متابعتها، وفي الحقيقة الطريقة البطيئة في عملية البناء جعلت من المشهد مبهر من الناحية الرسومية لأن الشخصيات تتحرك دائمًا لتنقل بضاعة أو تبني بناء جديد مما يجعل الخريطة عامرة بالحياة حرفيًا.
لذلك يمكن أن نقول رسوم اللعبة جميلة جدًا ولكنها كسولة كانت تحتاج إلى المزيد من التنوع والإبداع، اللعبة عمومًا كلها تشعر من خلالها بالكسل الشديد
تقييم المتجر: "غير مقبول على الإطلاق"
تحتوي لعبة The Settlers New Allies على متجر وبالتالي عملات رقمية تشتريها بأموال حقيقية، ولن اتطرق هنا إلى الأدوات الموجودة داخل المتجر ومدى أهميتها، فهذا المتجر هو مرفوض رفض تام في وجهة نظري الشخصية.
لا يوجد أي مطور يمكنه أن يفكر في أن يصمم متجر وعملات داخل لعبة استراتيجية، هذا خط أحمر بالنسبة لهذه النوعية من الألعاب، هذه النوعية من الألعاب تعتمد على المساواة الكاملة في الظروف بين اللاعبين حتى المساواة في السمات الشكلية، المهارة هنا تكمن في كيفية إدارة الموارد التي يمتلكها نفس اللاعب الخصم.
لا أعلم لماذا خصص الفريق وقت في بناء هذا المتجر، ربما كان من الأجدر تخصيص الوقت للعمل على اللعبة وإضافة الكثير من التفاصيل الناقصة بها.
التقييم النهائي للعبة The Settlers New Allies
للأسف لعبة The Settlers New Allies لعبة فقيرة جدًا لا يوجد بها الكثير من التفاصيل لتغوص بها، ويمكنك الحصول على تجربة لعب استراتيجية أمتع بكثير من المنافسين.
على يوبي سوفت مراجعة نفسها في أسرع وقت، الشركة تغرق نفسها وتدمر سلاسل أسطورية بسبب نظرتها تجاه المال وطريقة الربح من الألعاب، وبالطبع وجود متجر مشتريات داخل اللعبة أمر مرفوض تمامًا ولا أتوقع أن اللعبة ستحظى اصلًا بقاعدة كبيرة تخدم على هذا المتجر الإلكتروني.
الآن وبعد أن ناقشنا تقييم و مراجعة لعبة The Settlers New Allies ما رأيك عزيزي القارئ في اللعبة؟ و ما هي نقاط القوة و نقاط الضعف فيها؟ ننتظر اجاباتك عن رؤيتك الخاصة لمميزات وعيوب اللعبة في التعليقات.
تقييم عرب هاردوير
المميزات
- الرسوم جيدة إلى حد كبير
- واجهة التحكم والخطوط جيدة
العيوب
- تجربة اللعب سطحية وتفتقد التفاصيل
- لا يوجد تنوع بين الممالك الموجودة
- أطوار اللعب محدودة
- المعارك في اللعبة سطحية ولا يوجد بها خيارات استراتيجية
- تحتوي اللعبة على مدخر مشتريات إلكتروني