تباً للمستخدمين والكونجرس - سنغير اسم الشركة
وثائق مسربة، توقف تطبيقات فيسبوك المختلفة عن العمل، جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي، مزيد من التسريبات والتهم، والرد من مارك زوكربيرج "الميتافيرس هو المستقبل" وسنغير اسم فيسبوك!
مجموعة من الأحداث السريعة والمتتالية في أقل من شهرين كانت كافية بزعزعة ثقة المستخدمين في شركة فيسبوك وتطبيقاتها المختلفة لا سيما تطبيقي فيسبوك وانستجرام، فالوثائق المُسربة هذه المرة تكشف عن وجه أقبح مما ظن كارهي العلامة الزرقاء، فالأمر تجاوز تضييع الوقت أو كسر الروابط الاجتماعية، وذهب إلى الاستغلال التام للمستخدمين وإيذائهم عن عمد من أجل تحقيق الربح، والربح فقط قبل كل شيئ.
قائمة التهم السوداء التي تواجهها شركة فيسبوك تبدأ بالكشف عن نوايا الشركة السيئة لاستغلال الأطفال وصغار السن، حتى أن الشركة شكلت فريقًا خاصًا لدراسة الأطفال والتفكير في الطرق التي يمكن الاستفادة منهم كجمهور والربح من خلالهم.
ثم تكشف عن وجود بحث داخلي في الشركة يوضح حقيقة تأثير تطبيق الصور الشهير إنستجرام على المراهقين وصغار السن لا سيما الفتيات، وأنه سبب رئيسي للقلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية. وتعمدت فيسبوك إخفاء نتائج البحث وبدلاً من وضع حلول لتلك المشكلات بدأت في الترويج للتطبيق تحت بند أنه يجعل المراهقين يشعرون بالثقة في النفس.
وتمتد لتشمل الترويج للكراهية والعنف وعدم حماية المستخدمين من المنشورات التي تحض على العنف طالماً أنها تزيد التفاعل وتحقق أرباحاً للشركة، وتضليل المستخدمين فيما يتعلق بسلامة الأطفال وفاعلية أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة به في الحفاظ على أمن وسلامة المستخدمين، وغيرها من الأمور السيئة التي تدور حول الاستغلال والتضليل.
وماذا كان رد مارك زوكربيرج على تلك الإتهامات؟
في أي وضع آخر كانت تلك الاتهامات كافية بإثارة الهلع في قلب رئيس الشركة وخوفه من المٌساءلة القانونية، لكنه مارك زوكربيرج، الرجل الذي يتحكم في كل شيئ!
وبدلاً من الدفاع عن نفسه أمام تلك الاتهامات، تجاهل مارك الحديث عن الأمر، وذهب للحديث عن الميتافيرس بشكل مكثف والتصريح بأنه سيكون مستقبل شركته وظهرت تقارير تتحدث عن تغيير اسم شركة فيسبوك إلى اسم جديد يدور حول الميتافيرس.
وبدلاً من أن تتصدر تسريبات واتهامات فيسبوك العناوين، نجح الحديث عن الميتافيرس واسم الشركة في استغلال مساحة أكبر، حيلة ذكية للإلهاء وحل أفضل من التجاهل.
هل تغيير اسم فيسبوك كافي لإنقاذ الموقف؟
كأداة للإلهاء يبدو أن خطة تغييرالاسم تسير بشكل جيد، الجميع يحاول أن يخمن الاسم الجديد وننتظر لنتأكد من الأمر رسمياً، ويتصدر الحديث عن مستقبل الميتافيرس العناوين.
لكن المشكلات لم تُحل، وفيسبوك تستغل المستخدمين وتنشر معلومات مُضللة وتسعى للربح وتؤذي المراهقين، وتنشر العنف والكراهية في مناطق الصراعات.
تغيير القناع الخارجي لن يلغي وجود الوجه القبيح لفيسبوك، الأمر أشبه بأن تضع طلاء على شيئ عفن، سيبدو نظيفاً من الخارج لكن القبح يكمن في الداخل.
ربما تنطلي خدعة فيسبوك الرخيصة على بعض المستخدمين، لكن الخبراء اتفقوا على أن تغيير الاسم البسيط لن يحل بطريقة سحرية مشكلة الشركة الرئيسية، وهي "إدارة منصة التواصل الاجتماعي على فيسبوك".
ماذا بعد تغيير اسم فيسبوك وعالم الميتافيرس؟
حسناً، شركة فيسبوك لم تعد تحمل اسم فيسبوك، هل سيغير ذلك شيئ؟ هل ستتوقف تطبيقات الشركة عن استغلال المستخدمين وانتهاك خصوصيتهم وتعريضهم للمشاعر والتجارب السلبية؟ الإجابة واضحة، يبقى الأمر كما هو عليه.
لكن ماذا عن الميتافيرس ومفهوم العالم الافتراضي الجديد الذي يروج له مارك زوكربيرج؟ كفكرة يبدو عالم الميتافيرس أشبه بأرض السحر التي نراها في الأفلام الأسطورية، أنت داخل عالم خيالي له جاذبية خاصة بالتأكيد مجرد التفكير في الأمر يأسرك، ما بالك بالتجربة الواقعية.
لكن للأسف يا صديقي، هذه مصيدة وفخ أكبر. مزيد ومزيد من السيطرة على العقول، وبدلاً من الطرق التى انكشفت يسعى مارك لبدء لعبة جديدة هو وحده يعرف قواعدها ويدرك غايته منها.
أنا لا أهاجم فكرة الميتافيرس، لكن عندما تأتي من فيسبوك علينا التمهل والتفكير ملياً قبل أن تنطلي علينا خدعة مثل هذه. فمشكلات فيسبوك الأخيرة زعزعت ثقة المستخدمين وانا من ضمنهم، حتى إذا تغير اسم فيسبوك ستظل هناك فكرة عامة بأن الشركة الجديدة تفكر في طريقة جديدة للاستغلال والربح بأي ثمن.
أخيراً، من الصعب حالياً تخمين مستقبل شركة فيسبوك أو أيا كان اسمها، فمارك يحاول بكل جد تطوير شركته وفتح آفاق لتقنيات أحدث ومجالات أوسع للمستقبل، لكنه نسي وسط كل ذلك أن يُعزز ثقة المستخدمين، الهيكل يبدو متماسك من الخارج لكن المشكلات تنخر عظامه فهل سيدرك زوكربيرج الأمر أم أنه ثور لاه في برسيمه!
?xml>