كشف حديث فرانسيس هاوجين أمام الكونجرس الأمريكي ومن قبله للتليفزيون الكثير من أسرار فيسبوك السيئة، وعلى رأسها معرفة الشركة بتأثير إنستجرام السيئ على المراهقين وصغار السن.

وفقاً للمعلومات التي تم الإدلاء بها تمتلك فيسبوك دراسة داخلية توضح تأثير تطبيق الصور الشهير إنستجرام على المراهقين وصغار السن لا سيما الفتيات، وأنه سبب رئيسي للقلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية.

نتائج هذه الدراسة لم تكن مُفاجئة بالنسبة للباحثين الذين يدرسون تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات، فيوجد العديد من الدراسات الخارجية التي تحمل نفس النتائج وأكثر.

لكن السيئ هُنا أن فيسبوك تأكدت بنفسها من هذه الأمور بالفعل، وامتلكت دراسات داخلية أكثر دِقَّة توضح نفس النتائج السلبية، ومع ذلك تكتمت الشركة على الأمر وفضلت عدم الإفصاح به أو حتى اتخاذ أية إجراءات لحماية مستخدميها الصغار.

والأسوأ من ذلك أن الشركة كانت تخطط للسيطرة بشكل أكبر على الأصغر سناً والوصول إلى الأطفال بتطوير تطبيق إنستجرام جديد للأطفال!

Instagram kids - تطبيق إنستجرام للأطفال

فيسبوك وإنستجرام يدمران ثقة المراهقين بأنفسهم

أمضى باحثو وسائل التواصل الاجتماعي حوالي عشر سنوات في جمع الأدلة حول كيفية تأثر صورة جسم المراهق بوسائل التواصل الاجتماعي.

 ووجدت الدراسات أن المراهقات والفتيات الأصغر اللائي يستخدمن فيسبوك وإنستجرام بشكل كبير أقل رضى عن شكل جسمهم، ويحاولون الوصول إلى الشكل الذي تروج له وسائل التواصل الاجتماعي بكل السُبل.

ما قد ينتهي برفض الذات والاكتئاب والانتحار أو حتى الموت بسبب إتباع حمية غذائية قاسية في بعض الأوقات.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة عام 2014 لحوالي 100 فتاة في المدارس الإعدادية والثانوية، أن أولئك الذين قضوا وقتًا أطول في مشاهدة الصور على فيسبوك لديهم استياء أكبر من الوزن وأكثر ميلًا إلى النحافة.

وتُظهر المزيد من الدراسات الحديثة على إنستجرام نتائج مماثلة، حيث كانت طالبات الجامعات أقل رضا عن أجسادهن بعد مشاهدة صور إنستجرام لأجسام نحيفة، وأظهرت دراسة أجريت عام 2016 لنفس تلك الديموغرافية أن رؤية صور الأقران والمشاهير من إنستجرام أدت إلى المزيد من عدم الرضا عن الجسد.

Mark Zuckerberg - مارك

فيسبوك تدافع عن تطبيقاتها

على الجانب الآخر كانت فيسبوك تدافع عن تطبيقاتها وتقول أن إنستجرام يجعل المراهقين يشعرون بالثقة في النفس.

 الحقيقة أن المراهقين والشباب الذين لديهم بالفعل ثقة في النفس وربما مقومات حياة وشكل مثالي هم من يجدون في إنستجرام مساحة لزيادة ثقتهم في أنفسهم لكن ماذا عن القاعدة الأكبر من المستخدمين العاديين الذين لا يملكون قوام مثالي أو حياة رفاهية شاركونها عبر التطبيق؟ بالتأكيد الأمر هنا معكوس تماماً.

تأثير إنستجرام على صغار السن هُنا، يشبه مقولة "الأغنياء يزدادون غناً، والفقراء يزدادون فقراً" فمن يملك ثقة بالنفس يتضاعف مع الأمر ويصل حد الغرور، ومن لا يملك ثقة بالنفس يزداد شعوره السيئ تجاه نفسه ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الاكتئاب الحاد وربما الانتحار.

وبعد كشف فرانسيس هاوجين حقيقة الأمر وأن أبحاث فيسبوك الداخلية كانت تتفق مع الأبحاث المعروفة، وتعمدت فيسبوك إخفاء الأمر بل وظلت تدافع عن تطبيقاتها وتروج تأثيرها الإجابي المُزيف، كان رد مارك زوكربيرج هو السخرية من ادعاءات فرانسيس هاوجين وقال أن "ألتقرير أُسيئ تفسيره".

وفقاً لموقع The Verge، تقول ميجان مورينو، الباحث الرئيسي في فريق أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي وصحة المراهقين في جامعة ويسكونسن ماديسون أن أقوال فرانسيس هاوجين تتفق مع الأبحاث المعروفة فعلًا، ولم أتوقع أن يتفاجأ أحد من تلك الحقيقة.

وأوضحت ميجان مورينو أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السيئ هُننا يختلف تأثير المجلات والتلفاز وغيرها من الوسائل التي تروج لصور وحياة مثالية، فتأثير وسائل التواصل الاجتماعي يجعل المراهقين وحتى الأكبر سناً يضعون أنفسهم في مقارنة بأشخاص يعرفونهم بالفعل أو تربطهم بهم معرفة بطريقة ما، وهذا النوع من المقارنة الاجتماعية يزيد القلق والمخاوف حول حكم الآخرين عليك.

أخيراً، علقت ميجان مورينو على موقف فيسبوك لموقع The Verge قائلة "من المفترض أنهم حصلوا على البيانات المطلوبة، لكن النتائج لم تُعجبهم".