فيسبوك ليس الأول.. أعمال فنية وألعاب سبقته في تطبيق الميتافيرس!
يمكن أن يكون لفظ ميتافيرس جديدًا على أذنك ولكن إذا تمعّنت في الكلمة وفكّرت قليلًا ستجد أنها ليست جديدة إطلاقًا من حيث المفهوم، إليكم بعض الأعمال الفنية والألعاب التي سبقت فيسبوك في تطبيق مفهوم الميتافيرس.
كان ومازال الإنسان مفكرًا ومبدعًا ويتطلع دائمًا لكسر حواجز الابتكار، لذا بدأت طائفة من المؤلفين والمطورين في الذهاب بعيدًا بمخيلتهم إلى المستقبل وجاءوا إلينا بأعمال فنية وألعاب طبقت فكرة العالم الافتراضي الذي يريد مارك إطلاق لفظ "ميتافيرس" عليه عندما يطلقه.
أعمال فنية سبقت فيسبوك لفكرة الميتافيرس
فيلم Ready Player One
ناقش هذا الفيلم فكرة العالم الإفتراضي بشكل جذب إنتباه جميع اللاعبين ومحبي أفلام الرسوم المتحركة، تروي القصة عن مطور العالم الإفتراضي المُطلق عليه في الفيلم (The Oasis) والذي توفى تاركًا ثلاثة أسرار لجميع اللاعبين داخل هذا العالم الإفتراضي لمن يجدهم أولًا، وإذا وجد اللاعب الثلاث أسرار أولًا من بين جميع اللاعبين سيقوم بامتلاك ثروة هذا المطور والتحكم الكامل في هذا العالم الإفتراضي.
هذا العمل الفني لم شمل اللاعبين ومحبي الرسوم المتحركة لإحتوائة على العديد من الشخصيات التي يمكنك إرتداء الزي الخاص بها، أو التحرك بها في هذا العالم الإفتراضي مثل سونيك وسلاحف النينجا وغيرهم من شخصيات الرسوم والألعاب!
التشابه واضح بين هذا الفيلم وفكرة الميتافيرس التي تناقشها فيسبوك مؤخرًا من حيث العالم الإفتراضي، الشخصيات التي يتحرك بها اللاعبون وتمثلهم في هذا العالم.
اقرأ أيضًا: بعيدًا عن التهويل.. ما هو الـ "ميتافيرس" وهل سيتحقق فعلًا؟
فيلم The Matrix
سلسلة أفلام ذا ماتريكس هي سلسلة غنية عن التعريف، تبدأ الأحداث بأن الحاسب الشخصي الخاص بالبطل يبدأ بالتحدث إليه، وتنتهي بأن البطل عاش حياته في محاكاة للعالم الحقيقي ولكنه أدرك ذلك متأخرًا على يد فريق من البشر قد تم إيقاظهم مسبقًا من تلك المحاكاة، ليجد البطل بعد إيقاظه أن العالم كما نعرفه قد تم تغيير ملامحه تمامًا.
تلك السلسلة من الأفلام قد جمعت بين الواقع الإفتراضي والمحاكاة، حيث أن المستخدم يقوم بالجلوس على الكرسي الخاص به ويرتدي الخوذة المخصصة للدخول إلى العالم الإفتراضي ليصبح وكأنه نائم في العالم الحقيقي ولكنه مستيقظ وواعي تمامًا في العالم الإفتراضي، هذه السلسلة هي من أقدم وأكثر السلاسل دقة في التعبير عن مصطلح الميتافيرس.
[quote وبالحديث عن الخوذة والنوم في العالم الحقيقي، هذا يذكرني بعمل فني آخر ياباني الأصل.]
فيلم Sword Art Online
تلك السلسلة من الرسوم المتحركة اليابانية تناقش فكرة الميتافيرس بمنظور مختلف قليلًا مع بعض الإسقاطات على المنظمات.
تبدأ القصة بأن البطل المحب لألعاب الواقع الافتراضي قام بشراء لعبة جديدة قد تم طرحها في السوق، تلك اللعبة تأتي بخوذة جديدة مصممة خصيصا لتلك اللعبة، تمامًا مثل The Matrix فإن الخوذة تسمح لك بالنوم في العالم الحقيقي ولكن جميع حواسك تعمل بشكل كامل في عالم اللعبة، تستطيع تصميم شخصيتك و إختيار نقاط قوتك وضعفك في اللعبة تمامًا مثل أي لعبة من نوع MMORPG، ولكن سرعان ما ظهر مطور اللعبة بداخلها بشخصيته وأخبر اللاعبين أنه يجب عليهم إتمام اللعبة حتى يتم السماح لهم بالخروج، ومن يخرج من اللعبة بطريقة غير صحيحة (غير إتمام اللعبة) سيتم حرق الشريحة التي في الخوذة الخاصة به وبالتالي يؤدي ذلك لموت اللاعب في العالم الحقيقي.
يلجأ اللاعبون للعيش في عالم اللعبة إلى أن يقوم أحدهم بإتمام اللعبة حتى يسمح لهم بالخروج.
ناقش هذا العمل الفني فكرة الميتافيرس من الناحية النفسية، جميع اللاعبين يعرفون بعضهم ويكوّنون صداقات مع أشخاص قد يكون بينهم وبين بعض بحار من المسافات في العالم الحقيقي، وإذا خسر أحدهم ومات داخل اللعبة تفقده للأبد تمامًا مثل العالم الحقيقي.
فيلم Code Lyoko
من منا لا يعلم هذا المسلسل الذي كبرنا ونحن نشاهده بعد العودة من المدرسة؟ كود ليوكو هو من أول الرسوم المتحركه التي ناقشت فكرة العالم الإفتراضي ووجود شخصية موازية لشخصيتك الحقيقية في العالم الإفتراضي.
كانت تدور أحداث المسلسل أن 5 أصدقاء لديهم القدرة على مواجهة المخاطر التي تهدد عالمهم عن طريق الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم الإفتراضي الذي يتوجب عليهم مواجهة المخاطر به، وجدوا حاسب شخصي قوي جدًا في مصنع مهجور والفضول القاتل أدى إلى تفعيلهم لفيروس قد يدمر أجهزة العالم كلها، لذا كان واجب عليهم أن يقفوا أمام تلك المخاطر في ذلك العالم الافتراضي المسمى (ليوكو) وإصلاح ذلك الخطأ.
ناقش هذا المسلسل فكرة الميتافيرس عن طريق إيصال فكرة الواقع الإفتراضي إلى الأطفال بطريقة سهلة وبسيطة، كان من أمتع ذكريات الطفولة التي عشناها، كلما رجعنا في الزمن للوراء نجد أن فكرة الميتافيرس كانت فينا منذ الطفولة وفي أجدادنا ولكن باختلاف المسميات والتقنيات.
[quote هناك أيضًا بعض الألعاب التي تطرح فكرة الميتافيرس أو تطبقها عمليًا.]
هناك نوعان من الألعاب في هذه المجموعة، النوع الأول هو النوع الذي يجب أن ترتدي نظارات الواقع الإفتراضي للإستمتاع به، والنوع الثاني يعرض فكرة وجود شخصية إفتراضية تمثّلك في عالم من العوالم الإفتراضية، كلا الحالتين يجمعهما الميتافيرس معًا.
اقرأ أيضًا: الهروب إلى الـ "ميتافيرس".. هل تنجح خطة فيسبوك بتغيير الاسم؟
ألعاب النوع الأول
لعبة Half Life: Alyx
تلك اللعبة حازت على شعبية كبيرة عند صدورها بسبب أجزائها السابقة، طوّرت من فريق Valve وتحتاج إلى نظارات الواقع الإفتراضي من أجل الخوض في تجربة تلك اللعبة.
تحكي اللعبة عن أحداث ما قبل قصة Half Life الشهيرة، يمكنك في هذه اللعبة إستخدام أنواع الأسلحة المتعددة، تفجير الكائنات الفضائيه، البحث في الصناديق عن حقنة علاجية تعطيك بعض نقاط الصحة (Health Points)، وفي النهاية تجد أنك تنغمس مع الشخصيات في هذا العالم الإفتراضي وقصصهم.
لعبة VR Chat
تلك اللعبة هي الأقرب لفيلم Ready Player One، حيث أنها تسمح لك بإختيار أي شخصية ترغب في أن تكونها، وتسمح لك أن تتواجد في أي مكان تريد التواجد فيه، بها العديد من الغرف المصنوعة من المطورين ومجتمع اللعبة نفسه، لذا تتيح لك تلك اللعبة إختيار المكان الذي تريده أو تترك لك باب الإبداع مفتوحًا لتقوم بإنشاء غرفة جديدة وتصميمها حسب رغبتك.
ينتهي بك المطاف في تلك اللعبة في مكان من اثنين، أول مكان وهو بجانب العديد من اللاعبين الآخرين الذين يشاركون أطراف الحديث عن شيء معيّن، فهي لعبة تواصل إجتماعي أولًا وأخيرًا، أو المكان الثاني وهو الإنعزال والمراقبة لما يدور حولك والتنقّل بين الشخصيات والأماكن من أجل المتعة.
ربطت تلك اللعبة مبادئ الميتافيرس التي يتحدث عنها مارك منذ أعوام، تلك اللعبة هي الأقرب لما يتخيله مارك ويجب عليك إقتناء نظارات الواقع الإفتراضي من أجل الإستمتاع بتلك التجربة والإنتقال من العالم الحقيقي إلى العالم الإفتراضي المليء بالاحتمالات والغرائب.
[quote ننتقل الآن إلى ألعاب النوع الثاني، وهي الألعاب التي تبنت فكرة الميتافيرس ولكن دون الحاجة إلى نظارات الواقع الإفتراضي.]
لعبة Roblox
تلك اللعبة التي تجد معظم أطفال هذا الجيل ينغمسون في عالمها، وبعض الكبار الذين يقضون أوقات المتعة مع أصدقائهم بها، لعبة روبلوكس هي أكثر لعبة شبيهة لما يريده مارك ولكن بدون إستخدام النظارات، فهي تسمح لك باقتناء المنازل والسيارات وغيرها من أشياء تتيحها لك اللعبة، وتمامًا مثل VR Chat يمكن للاعبين تطوير وإنشاء غرف والعاب صغيرة لينضم إليها اللاعبين الآخرين، وكما يريد مارك عند إقتناء أي شخص لأي شيء في عالم الميتافيرس أن يستخدمه في كافة التطبيقات، فإن روبلوكس تتيح لك إستخدام مقتنياتك في تلك الألعاب والتنقّل بيها أيضًا.
يمكنك أيضًا تشكيل شخصيتك كما تريدها، يمكنك أن تشبه أي شخصية من شخصيات العالم الحقيقي، عالم الأفلام أو حتى عالم الرسوم المتحركة طالما تتيحها لك اللعبة، ويمكنك قضاء ساعات يوميًا إنغماسًا في هذا العالم الواسع والمفتوح وإطلاق العنان لخيالك وإبتكار غرفة جاءت فكرتها لك قبل النوم!
لعبة Second Life
جميعنا واجه تلك اللعبة بشكل أو بآخر، سواء عن طريق محركات البحث أو الإعلانات، تلك اللعبة جائت بحملات دعائية كبيرة جدًا عند صدورها ورغم ذلك فإنها حققت معرفة الناس بها عن طريق الإعلانات فقط، يقول البعض أن فكرتها مسروقة من ألعاب أُخرى مثل IMVU وغيرها من الأسباب التي تجعل الناس غير مقبلين عليها، ولكن تلك اللعبة هي مثال كبير وحي عن الميتافيرس الذي يتطلع إليه مارك.
تلك اللعبة تسمح لك بتصميم شخصيتك تمامًا كما توجد في العالم الحقيقي، إختيارات لا حصر لها من الأشكال والملابس التي يمكنك الاختيار منها لتشكيل الشخصية التي ستمثلك في اللعبة، يليها اختيار الغرف تمامًا مثل بقية الألعاب من نوع 3D Chat، ولكن تلك اللعبة بها العديد من الأماكن المخصصة للبالغين وليست مصممة للأطفال على عكس روبلوكس.
تحقق تلك اللعبة ما يفكر به مارك ويريد تحقيقه من تصميم الشخصيات ومقابلة الآخرين إفتراضيًا في عوالم تم تصنيعها على الحاسوب، ينحصر تحت إسم تلك اللعبة العديد من الأسماء المشابهة مثل Avakin التي يمكنك فيها العمل أيضًا وكسب الأموال الإفتراضية، وIMVU التي ذكرتها سابقًا.
جميع تلك الألعاب والأعمال الفنية تناقش فكرة الميتافيرس وتطبقها بمنظور كل مطوّر أو مؤلف وقد سبقت فيسبوك بالفعل في طرحها في الأسواق، هل ستكون نظرة مارك مختلفة عن تلك التطلعات والأعمال، أم ستكون مشابهة لها بلمسة مختلفة فقط؟ ليس لدينا سوى الإنتظار لرؤية الميتافيرس على أرض الواقع، ولن ننتظر طويلًا لنرى هذة الفكرة خصوصًا بعد تغيير مارك لإسم الشركة من فيسبوك إلى ميتا والذي قد يكون دليلًا على إقتراب تلك النظرة التي القاها إلينا في المقابلات والبث المباشر.
?xml>