مع صدور الجيل الثاني عشر من مُعالجات انتل المعروف باسم Alder Lake-S، قامت الشركات التقنية من شركات الطرف الثالث بفتح الباب على مصراعيه أمام الجيل الجديد من ذواكر الجيل الخامس DDR5. وقد رأينا فعلًا ما الذي يُقدّمه هذا الجيل الجديد أمام الجيل الماضي من ناحية المميزات والأداء الأفضل، غير أن عامل السعر قد يكون أعلى بشكل ملحوظ. تحدثنا بعد ذلك عن الميزات التي توفرها الذواكر الجديدة بشيء من التفصيل، غير أننا لم نتطرّق بشكل مُفصّل لأحد أهم النِّقَاط الخاصة بهذا الجيل، ألا وهو كسر السرعة.
اليوم سيكون مقالنا مُختلف بعض الشيء، حيث أننا لن نقوم فقط بالنظر لقابلية الجيل الجديد على كسر السرعة، أو حتى إعدادات الكسر الأساسية التي يوفّرها الجيل الجديد فحسب. ولكننا لن نتطرّق للكثير من التفاصيل حول عملية كسر السرعة اليدوية تحديداً، حيث أنها ستحتاج لمقال في حد ذاتها.
تُعد عملية كسر سرعة ذاكرة الوصول العشوائي هي أحد العمليات الأكثر سهولة عندما يتعلق الأمر بمفهوم كسر السرعة عمومًا. وتوفر منصة Intel Z690 الداعمة لمعيار ذاكرة DDR5 العديد من الميزات الجديدة وإمكانات رفع تردد التشغيل لأولئك الذين لا يخشون الخوض في غياهب البيوس Bios. إذا كنت من النوع الذي يريد تحقيق أقصى استفادة من النظام الجيل الجديد، فإن رفع تردد تشغيل الذاكرة أمر يستحق الاهتمام.
ولا حاجة لأن تقلق كثيراً عزيز القارئ، فرفع تردد التشغيل الخاص بذاكرة الوصول العشوائي أمر آمن وممتع، ويمكن أن يمنحك زيادة تصل إلى 20٪ في الأداء لبعض المهام. لكنها ليست دائمًا عملية بسيطة، والسبب في ذلك عادةً ما يكون عائد لعملية ضبط توقيتات الذاكرة، التي عادة ما تكون أمرًا شاقًا للغاية إذا لم يكن لديك مرجع أو دليل تسير على خُطاه. لذا سنقوم في هذا المقال على أقل تقدير بتوضيح بعض الأساسيات الخاصة بعملية كسر سرعة الذاكرة، ونقدم لك النصائح والخطوات التي ستحتاج إليها للبدء.
ولكن دعونا نعرف سريعاً ما هي الفوارق بين جيل ذواكر DDR5 والأجيال السابقة؟
قبل أن نخوض كثيراً في التفاصيل، نُريد أن نأخذ دقيقة لنُسلّط الضوء على بعض الاختلافات الرئيسية بين ذاكرة DDR4 و DDR5. لعلك لاحظت عزيزي القارئ أن التغيرات الجيلية بين أجيال الذاكرة المُتعاقبة، مثل DDR3 إلى DDR4 مثلاً، كانت عادة ما تُركّز بشكل أساسي على زيادة التردد. حيث إن قفزات الأجيال عادة ما تعني استخدامًا أقل للطاقة وكثافة أعلى وزمن انتقال أكبر. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بذاكرة DDR5 ، فإننا لا نرى ببساطة زيادة في التردد (فقط) مثل قفزات الأجيال السابقة، بل الأمر أكبر من مُجرّد ذلك. السبب في ذلك هو أن هذا الجيل شهد إعادة تصميم لناقل البيانات بالكامل أو الـ Data Bus، وبنية قنوات الذاكرة وأنظمة توصيل الطاقة. وكما هو متوقع، توفر الذاكرة الجديدة أيضًا ما اعتدناه مثل الكثافة الأعلى للقالب، واستخدامًا أقل للطاقة، وتوقيتًا أفضل.
ولكي لا أخوض مرة أُخرى في الفروق التقنية بالكامل بين الجيل الرابع والخامس، يُمكنك مُراجعة الفروق التقنية بالكامل من هذا المقال. ولكنني أُريد تسليط الضوء على نُقطة مُهمة فحسب ألا وهي البنية هيكل الرتبة أو الـ Rank Structure.
تُعدّ التغييرات في البنية الوظيفية هي التي تجعل DDR5 فريدًا من نوعها مُقابل جميع إصدارات الذاكرة الأخرى. فحتى الآن، كانت شريحة الذاكرة الواحدة على قناة ذاكرة داخلية واحدة. وهو ما كان يعني أنك إذا كنت ترغب في تشغيل ذاكرة ثنائية القناة على سبيل المثال Dual-Channel، فستحتاج إلى وحدتي ذاكرة. اللوحات الرئيسية، مثل Intel's Z590، كانت تحتوي على وحدتين DIMMs كحد أقصى لكل قناة ( DPC). لذلك، إذا ركّبت وحدتين أو 4 وحدات على اللوحة الأم، ففي هذه الحالة أنت قُمت بتشغيل أو استغلال خاصية القناة المزدوجة أو Dual-Channel بأقصى قدراتها أو حدودها.
وفي المُقابل، فالجيل الجديد من ذاكرة DDR5 يحتوي على قناتين للذاكرة داخل الوحدة الواحدة أو الـ DIMM الواحدة. وهذا يعني ببساطة أنه في حالة وجود وحدتين ذاكرة في اللوحة الأم الجديدة بشريحة Z690، ستحصل على ذاكرة رباعية القنوات أو Quad-Channel. قد يتساءل البعض بالطبع عن فائدة هذه الميزة، والإجابة البسيطة هي أن المزيد من قنوات الذاكرة تعمل على زيادة الأداء بشكل كبير لأحمال العمل التي تستهلك الكثير من الذاكرة. لا تزل اللوحات الأم الرئيسة تدعم وحدتي DPC فقط، ولكن هذا يعني الآن أنك ستشغل القنوات الرُباعية مع 2 أو 4 بطاقات ذاكرة.
ما هي خطوات كسر سرعة ذاكرة DDR5 الخاصة بك؟
أولاً تحديد الـ IC الخاص بالذاكرة
دائماً للوصول لأفضل نتيجة في عملية كسر السرعة، فلا بُد لك من فهم العتاد الخاص بك. لذا تُعد معرفة نوع الـ DDR5 IC الذي تتعامل معه هو الخطوة الأولى في عملية كسر السرعة. وهناك عدة طرق لتحديد الـ IC. تتمثل أبسط طريقة في فتح علامة تبويب الذاكرة الخاصة في برنامَج CPUz، التي ستخبرك بالعلامة التجارية الخاصة بالذاكرة، ولكنها لن تخبرك بأكثر من ذلك. لا يمكنك ببساطة محاولة رفع تردد التشغيل دون هذا البرنامَج، لذا حمّل الآن إذا لم يكن مثبتًا لديك فعلًا. لإلقاء نَظرة أكثر تفصيلاً على ذاكرتك، نوصي باستخدام Thaiphoon Burner.
حيث يقرأ هذا البرنامَج قيم SPD، ويظهر نوع القالب الخاص بالذكرة، ونمط تخطيط اللوحة المطبوعة PCB، وهيكل الرتبة الذي تحدثنا عنه مُنذ قليل. يجب التنويه هُنا إلى أن المعلومات التي تتلقاها عن طريق مثل هذه الأدوات أو البرامج تعتمد على برمجة SPD بشكل صحيح من المصنع، وهو ما لا يحدث دائمًا. وعلى كل حال، لا يتوافق Thaiphoon Burner مع DDR5في الوقت الحالي، لكننا سنتمكّن من رؤية التحديثات قريبًا.
قد يسألني أحدكم الآن ما الفائدة من كل هذا الهُراء؟ ما هي الفائدة من معرفة اسم العلامة التجارية للـ IC الخاص بالذكرة؛ كيف يساعدني ذلك أصلاً؟
حسناً، يوجد أدناه جدول به بعض الأساسيات التي ستُساعدك على فهم ما ممكن الوصول إليه في حالة كسر السرعة مع كل نوع IC من الذاكرة. يرجى أن تضع في اعتبارك أن المعلومات الواردة أدناه ليست حالة عامة ولكنها ناتجة عن التجارب على الذواكر الحالية، وقد تتغير بشكل كبير مع تقدمنا في المراحل اللاحقة من ذواكر DDR5.
عملية كسر السرعة نفسها
مِلَف تعريف كسر سرعة الذاكرة أو XMP
إذا كنت تقرأ هذا الدليل وتحاول رفع تردد التشغيل ذاكرتك، فمن المحتمل أن يكون لديك مجموعة ذاكرة تأتي بتصنيف XMP 3.0؛ حيث إن ليس كل ذواكر DDR5 تأتي مع دعم لهذه الملفات. على كل حال، وعند تثبيت الذاكرة أول مرة، سيتم تشغيلها بالسرعة القياسية الخاصة بمؤسسة JEDEC.وبالنسبة لمعظم وحدات ذاكرة DDR5 UDIMM عند الإطلاق، فإن تصنيف JEDEC الخاص بها هو 4800 ميجاهيرتز للتردد مع توقيتات CL40-40-40 القياسية.وبشكل قياسي، تعمل توقيتات معيار JEDEC مع جميع الأنظمة الأساسية وجميع التكوينات الممكنة للمنصات دون الحاجة إلى أية تعديلات أو تغيير في البيوس Bios الخاص بالجهاز.
ولكن بالرغم من هذه السهولة المُفرطة للإعدادات القياسية، فعيب هذا التوافق الممتاز هو أن سرعة الذاكرة بطيئة. لذا فأنت تحتاج لزيادة تردد تشغيل هذه الذاكرة أو كسر سرعتها للحصول على سرعات أعلى مع البرامج والتطبيقات المُختلفة، لتشعر بالفارق الحقيقي للجيل الجديد من ناحية التردد.ولفعل ذلك فإن خطوتك الأولى هي تطبيق ملفات تعريف XMP.
كلُّ ما عليك فعله هو الدخول لنافذة البيوس ومن ثم تمكين مِلَفّ تعريف XMP الذي ستجده أمامك، ويُمكنك معرفة المزيد عن هذه النُقطة من هذا المقال. بعد ذلك قم بالولوج إلى نظام التشغيل الخاص بك، وافتح برنامَج CPUz، وتحقق من السرعة الجديدة للذاكرة باستخدام علامة التبويب "الذاكرة". إذا كان تصنيف XMP هو 5200 ميجا نقلة/ثانية، وأظهر تطبيق CPUz تردد ذاكرة DRAM يبلغ 2600 ميجا هرتز ، فلا داعي للقلق؛ هذه هي القيمة الصحيحة. دعني أوضّح لك الأمر.
ترمز كلمة DDRالتي تجدها في توصيف ذاكرة الوصول العشوائي إلى "معدل البيانات المزدوجة"، مما يعني أن عمليات نقل البيانات تحدث على كل من الحواف الصاعدة والهابطة لنبضات التردد الخاصة بالذاكرة. أي أنه بمعنى آخر، فالتردد الفعلي البالغ 2600 ميجا هرتز هو 5200 ميجا هرتز. يُمكنك معرفة المزيد عن هذا الأمر من هذا المقال.
اختبار الاستقرار
لا شك أن عملية زيادة سرعة أي قطعة في حاسوبك من خِلال رفع تردد التشغيل هو أمر رائع، كما أنك تستطيع أيضاً تجاوز كسر السرعة الذي توفره ملفات XMP في حالة قُمت بذلك بشكل يدوي. ولكن لإيقاف ميزة XMP ورفع تردد التشغيل أو التوقيت بشكل يدوي، ستحتاج عادة إلى اختبار كل تغيير تقوم به بعد كل خطوة. فسواء كانت الدقائق الأخيرة من معركة في لعبتك المُفضّلة أو مقابلة عمل فيديو افتراضية، فإن آخر شيء تريده هو أن يتعطل الحاسب الخاص بك بسبب كسر السرعة الغير مُستقر للذاكرة.
تُعد عملية الاختبار أمرًا بالغ الأهمية، لذا فلا تُهمل هذه الخطوة. لذا ففي حالة كُنت تنوي عمل مِلَفّ XMP الخاص بك والغوص أكثر مع عملية كسر السرعة، فلا تنسى هذه النُقطة. والطريقة هُنا ستكون عن طريق إجراء تغيير واحد في البيوس ثم الرجوع إلى نظام التشغيل وإجراء اختبار تحمّل بسيط للذاكرة، ومن ثم تذهب وتُغيّر الإعدادات مرة أُخرى وتعود للاختبار، وهكذا… ستُساعدك هذه العملية حتمًا في التأكّد من أن بعض ملفات تعريف الذاكرة الخاصة بك تعمل بشكل صحيح، ولكن عند إجراء اختبار ضغط سريع قد تفشل عملية الكسر (وذلك عن طريق توقّف الجهاز أو تجمّده). لذا يوصى خُبراء كسر السرعة عادة بإجراء اختبار التحمل AIDA64 مع تمكين خِيار "إجهاد ذاكرة النظام أو Stress system memory " لمدة 10 دقائق تقريبًا.
يجب أن تضع في اعتبارك أنه لمجرد أن مِلَفّ تعريف الذاكرة الخاص بك قد تجاوز اختبار الـ 10 دقائق من اختبار التحمل AIDA64، فهذا عادة لا يعني أن الذاكرة أصبحت مُستقرّة بالكامل!، هذا ممكن بالطبع ولكن ليس أكيداً. لذا فالخطوة التالية للتأكيد على استقرار الكسر ستكون بواسطة الاختبار النهائي لذاكرتك عن طريق تشغيل برمجية MemTest العتيقة. هناك عدة إصدارات مختلفة من هذا البرنامَج القديم، لكننا سنركز على ما يمكن فعله بسرعة في نظام التشغيل.
نوصيك بتنزيل برنامَج HCI MemTest وتشغيله، وهو برنامَج مجاني يختبر الذاكرة بشكل صارم، حيث يضع قدرًا استثنائيًا من الحمل على الذاكرة ووحدة التحكم في ذاكرة وحدة المعالجة المركزية. لذا فإذا كانت هناك أية مشكلات في رفع تردد التشغيل الخاص بالذاكرة، فيجب أن تكون واضحة خلال أول 20 دقيقة من إجراء اختبار التحمل هذا. وكما هو موضح في المثال المُرفق أدناه، فشلت عملية رفع تردد التشغيل الشديدة خلال الدقيقة الأولى من اختبار MemTest.
كيف استغلّت ذاكرة Kingston FURY Beast DDR5 هذه المعايير؟
قمنا منذ بضعة أيام بمُراجعة ذاكرة الوصول العشوائي Kingston Fury Beast DDR5 الجديدة، التي أطلقتُ عليها آنذاك ذاكرة السعر مُقابل الأداء. فالذاكرة الجديدة من Kingston أخذت معايير الجيل الجديد لتقترب من ذروته الحالية من حيث دعم الميزات الخاصة به، دون أن تتخلّى الشركة عن معاييرها الخاصة من ناحية السعر المُميز والأداء القوي. فبالرغم من أن ذواكر DDR5 قد تكون أغلى في الوقت الحالي من الجيل الماضي، وهذا أمر منطقي للغاية مع جيل جديد من الذواكر تم اطلاقه وَسْط أزمات عالمية مُتضاربة، إلا أن الشركة حافظت بشكل كبير على توفير ذاكرتها الجديد بسعر معقول للغاية مُقارنة بالشركات الأُخرى.
الأمر الثاني هو المواصفات الخاصة بالذكرة نفسها. فكما أشرنا في المُراجعة، التصميم الخاص بهذه الذاكرة مُميز، كما أنها توفّر قدرة كبيرة على كسر السرعة. تتمتّع الذاكرة بوحدات Micron IC ويُمكنها الوصول لترددات 6000 Mhz طبقاً مع ملفات كسر السرعة المُسبقة من الشركة. هذا بالإضافة لتوقيتات CL38 أيضاً والمُشتت الحراري المُرفق الذي يجعل عملية كسر السرعة أو تطبيق ملفات كسر السرعة المُسبقة من XMP 3.0 أمراً سهلاً وآمناً في نفس الوقت.
لذا فمن الجانب العملي، ستستطيع ذاكرة DDR5 الجديد من Kingston توفير قابلية كسر سرعة مميزة مقارنة بحلول الجيل الجديد، مع توقيتات ممتازة تصل إلى CL38 وترددات ترتفع حتّى 6000Mhz. كل ذلك مع توفير تقنيات الجيل الخامس المُميزة، مثل دائرة تنظيم الطاقة PMIC التي تعمل على تنظيم الطاقة بشكل أفضل للذاكرة. بجانب تقنية ODECC (on-die ECC) لكشف الأخطاء، ودعم القنوات الفرعية المزدوجة 32 بت، كل ذلك مع فولتية مُنخفضة لتوفير الطاقة وقابلية أكثر لرفع تردد التشغيل.
قم بكسر سرعة الذاكرة على مسؤوليتك الخاصة
قبل أن أُنهي هذا اللقاء الشيّق، لابد من توضيح نُقطة هامة للمُتابعين. عملية كسر السرعة اليدوية الخاطئة قد تؤدي لخسارتك الضمان الخاص بالذاكرة أو الذاكرة نفسها في حال قُمت بخطوة غير صحيحة أو حدث خطأ ما، لذا يُنصح دائماً باستخدام ملفات الذاكرة المُرفقة من الشركة المُصنّعة. وفي حالة أردت تعدّي تلك الحدود القصوى التي وضعتها الشركة، فقم بذلك على مسئوليتك الخاصة!
