ألعاب بلايستيشن قادمة على إكس بوكس| هل انتهت حرب المنصات؟
مُنذ عقود طويلة والمنصات المنزلية تشهد حرب ضارية بين الشركات، وهذه الحرب شهدت العديد من التحولات الدرامية، فرأينا سيجا تتربع على العرش ثم تندثر ورأينا نينتيندو تشيد برجها العالي لتلعب وحدها في مساحة خاصة بها.
أحد أبرز التحولات الدرامية في حرب المنصات المنزلية تمثلت في دخول منصات بلايستيشن السوق، لأن جهاز بلايستيشن ١ جاء مع إمكانيات وقدرات تقنية متقدمة جدًا مكنه من التربع على عرش المبيعات واستحوذ على السوق بشكل كبير.
الصراع بعد ذلك اشتعل عندما دخلت مايكروسوفت على الخط من خلال منصات إكس بوكس، وهي المنصات التي دخلت السوق كمنافس واضح وصريح لمنصات بلايستيشن.
مُنذ هذا الوقت ونحن نشهد منافسة محتدمة بين سوني ومايكروسوفت، وخلال هذه المنافسة تمكنت سوني من حسم الأمور لصالحها في العديد من الأجيال وتمكنت من الاستمرار على القمة، لكن مع الجيل الحالي من المنصات بدأت الأمور تتغير لأن مايكروسوفت بدأت في إظهار توجه جديد تمامًا في طريقة المنافسة.
التوجه الجديد لمايكروسوفت جعلنا نرتبك قليلًا لأن إكس بوكس اتخذت هذا الجيل خطوات متناقضة لا يمكن فهمها بشكل واضح.
المشهد عمومًا به الكثير من التناقضات لدينا استحواذات عملاقة من مايكروسوفت على شركات الألعاب وفي نفس الوقت نرى ألعاب إكس بوكس تصدر على منصات بلايستيشن.
والأمور تزداد غرابة بعد تداول بعض المعلومات حول فك حصرية بلايستيشن لبعض العناوين وإطلاقها على منصات إكس بوكس، فماذا يحدث في حرب المنصات؟
بداية إكس بوكس
في عام ٢٠٠١ تم إطلاق أول منصات إكس بوكس، منصة جديدة تواجه منصات بلايستيشن التي تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة جدًا بفضل عدد من الألعاب المميزة الموجودة على المنصة.
منصات إكس بوكس وقتها كانت تحتاج لعنوان جديد وضخم تتمكن عبره من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة، وبالفعل وجدت إكس بوكس ضالتها في لعبة Halo 2 التي تمكنت من تحقيق مبيعات ممتازة وصلت إلى ٨.٥ مليون وحدة تقريبًا بحلول عام ٢٠٠٨.
بفضل لعبة Halo تمكنت إكس بوكس من تكوين قاعدة جيدة إلى حد ما ولكن هذه القاعدة لم تتمكن من الانتشار والتوسع بسبب قلة العناوين الحصرية على المنصة.
بالطبع تمكنت المنصة من تقديم بعض السلاسل الهامة جدًا مثل Gears وغيرها ولكن هذه الألعاب لم تتمكن من مواجهة العدد الضخم من الألعاب الحصرية الموجودة على منصات بلايستيشن
جيل Series X والتغير الكبير
بالتزامن مع إطلاق منصات الجيل الحالي غيرت إكس بوكس من توجها بشكل كبير، حيث سعت الشركة إلى الاستحواذ على مجموعة كبيرة من ناشري الألعاب.
الأمر بدأ مع Bethesda وانتهى مع الاستحواذ على Activision Blizzard، عدد كبير من صفقات الاستحواذ أدى إلى امتلاك العملاق الأخضر لترسانة من العناوين القوية جدًا التي يمكن أن تصبح عناوين حصرية تمامًا.
تناقض كبير!
بعد كل صفقات الاستحواذ كان من المنطقي أن تقدم منصات إكس بوكس عناوين حصرية عديدة فـ لدى الشركة الآن مجموعة من أشهر سلاسل الالعاب، ولكن مؤخرًا رأينا العديد من الألعاب الحصرية يتم فك حصريتها وإتاحتها على بلايستيشن، فقد حدث الأمر مع لعبة HI-FI Rush وكذلك لعبة Sea of Thieves، وهي ألعاب هامة جدًا لمنصات إكس بوكس.
ربما ستارفيلد السبب؟!
في الحقيقة حتى الآن لم يتم الكشف عن أسباب هذا التوجه بشكل صريح، والعديد أرجع الأمر إلى مبيعات منصة Xbox Series التي لم تلقى قدر التوقعات عند العملاق الأخضر.
في وجهة نظري لعبة ستارفيلد كان لها دور كبير في هذا التوجه، بالنظر إلى لعبة ستارفيلد نجد أنها أهم عنوان تم إطلاقه على إكس بوكس هذا الجيل.
هذه اللعبة حظت بحملة دعائية ضخمة جدًا وكلفت الكثير من الأموال وكان لابد لها أن تنجح بشكل كبير.للاسف لعبة ستارفيلد نجحت بالفعل ولكن ليس النجاح المدوي، اللعبة كانت مخصصة لفئة معينة من اللاعبين وبالتالي اللعبة واجهت انتقادات من الكثير، يل في بعض الأحيان اللعبة واجهت انتقادات من عشاق ألعاب تقلد الأدوار أنفسهم!
هذا النجاح المتذبذب كان غير متوقع وغير مقبول، لأن هذه اللعبة كان يقع على عاتقها حمل الجيل الجديد وتقديم تجربة ناجحة مثل Halo 2 التي ساعدت على انتشار منصات إكس بوكس أصلًا.
ربما أداء اللعبة كحصرية دفع فيل سبنسر إلى تغيير طريقة العمل، وأصبح يريد التركيز على تحويل إكس بوكس لناشر عملاق للألعاب تصدر جميع عناوينه على جميع المنصات حتى بلايستيشن.
بالنظر إلى جدوى الأمر من الناحية المالية نجد أن تطوير الألعاب ونشرها على مختلف المنصات مفيد أكثر من جعلها حصرية لمنصة معينة في ظل ارتفاع تكاليف التطوير، إذا كنت شركة تطوير ألعاب فستحتاج إلى إتاحة العابك إلى أكبر عدد من اللاعبين لتحصل على أكبر قدر من المال.
بلايستيشن تسير على نفس النهج
إذا كنت ترى تصرفات إكس بوكس غريبة، فلا تقلق من الواضح أن الأمر توجه عام حتى لدى بلايستيشن.
بلايستيشن بدأت مع هذا الجيل بفك حصريات عدد كبير من العناوين لتصدر على الحاسب الشخصي، يمكنك الآن لعب هورايزون على الحاسوب وكذلك لاست أو أس والكثير من عناوين بلايستيشن المميزة.
هذا التوجه كان معلن اسبابه حيث أكدت بلايستيشن أن تكلفة التطوير مرتفعة جدًا ويجب إتاحة الألعاب على مختلف المنصات، بل قالت الشركة إنها في وقت ما سوف تطلق ألعابها على الحاسب الشخصي من اليوم الأول.
لكن ليس على إكس بوكس!
على الرغم من هذا التوجه الواضح لمنصات بلايستيشن إلا أنها كانت حازمة فيما يتعلق بإطلاق ألعابها على منصات إكس بوكس.
الشركة لفترة طويلة أكدت بشكل مباشر وغير مباشر على عدم إطلاق ألعابها على منصات العملاق الأخضر، الكثير من التقارير انتشرت حول نية بلايستيشن تدشين متجر خاص بها لتجنب أي شراكة تحدث مع إكس بوكس وباقي المتاجر تمكن اللاعبين من الاستمتاع بألعاب بلايستيشن على إكس بوكس عبر اللعب السحابي وخدمات البث.
إذا يبدو للوهلة الأولى أن الأمور واضحة، بلايستيشن لن تكلق ألعابها على إكس بوكس، ولكن هل هذا الأمر صحيح؟!
لعبة Helldivers II تقلب الموازين
هذا العام كان موعدنا مع لعبة Helldivers II وهي لعبة حصرية على بلايستيشن ومع التوجه الجديد تم إطلاق اللعبة على الحاسب الشخصي أيضًا.
اللعبة تقدم تجربة تصويب جماعية فريدة من نوعها وتمكنت من تحقيق أرقام قياسية ونجاح مدوي، لدرجة أن اللاعبين طالبوا بإطلاق اللعبة على باقي المنصات.
بغض النظر عن مطالبات اللاعبين، يبدو أن سوني تفكر في إطلاق اللعبة على إكس بوكس بالفعل!
انتر عدد من التقارير حول نية إكس بوكس في فك حصرية اللعبة وإتاحتها على منصات إمس بوكس كذلك، وبالنظر إلى هذه التقارير نرى أن الأمر يتم من خلال منظور ربحي بحت.
اللعبة تقدم تجربة جماعية، وفي الألعاب الجماعية كلما زاد عدد اللاعبين كلما استمرت وعاشت أكثر وهو ما تحتاجه اللعبة لأنها لعبة خدمية تحصل على المال من اللاعبين كلما استمروا في اللعب بداخلها، وسيستمر اللاعبون في الاستمتاع باللعبة طالما كانت الخوادم ممتلئة وبها نشاط كبير.
هذه النظرة المالية الربحية قد تكون دافع كبير لرؤية ألعاب من نشر بلايستيشن على منصات إكس بوكس، لأن الربحية هي ما تحكم العلاقة بين الشركات في النهاية.
الأمور حتى قد تتوسع لتشمل ألعاب ليست خدمية وليست جماعية، فالكثير يتحدث الآن عن فك حصرية لعبة Kena وإطلاقها على منصات إكس بوكس حيث ظهر تقييم عمري للعبة على منصات إكس بوكس بالفعل.
ماذا يعني كل هذا؟
حرب المنصات المنزلية اتخذت أشكال عديدة على مدار الزمن، ولكن في هذه الأوقات تسعى جميع الشركات إلى الربحية في المقام الأول.
لا نقول بأن المنصات ستختفي والحصريات ستختفي ولكن الفترة القادمة قد تشهد تغير كبير في طريقة تعامل الشركات مع الألعاب.
ستظل بلايستيشن محتفظة بكثير من العناوين الحصرية العامة التي تعزز من قوة منصاتها ولكن قد ترى فك حصريات ألعاب قديمة نسبيًا، مع توجه لإطلاق ألعاب جماعية على مختلف المنصات.
بينما تستمر إكس بوكس في محاولة تطوير ألعاب حصرية هامة لتواجه ترسانة بلايستيشن وسنرى تركيز على الألعاب القصصية والدرامية من الشركة، وفي نفس الوقت ربما نرى فك حصريات عناوين قوية جدًا في إطار رغبة العملاق الأخضر للتحول إلى ناشر عملاق ربما أكبر ناشر للألعاب في الوقت الحالي.
وفي حرب المنصات المنزلية الدائرة والمشتعلة حاليًا يظهر الحاسب الشخصي من وسط الرماد ليكون هو أكثر رابح من هذه الحرب، الحاسب الشخصي يحظى بجميع ألعاب إكس بوكس بالفعل ومع الزمن سوف يحظى بألعاب بلايستيشن أيضًا ليكون منصة شاملة وممتازة لأي شخص ضليع بالألعاب، من يعلم قد نرى ألعاب نينتندو يتم توفيرها في وقت ما على الحاسب، فما رأيك عزيزي القارئ؟
?xml>