
Anthropic توقف هجوم سيبراني متطور حاول استغلال Claude لاختراق 17 شركة
- Anthropic تحبط هجوم سيبراني متطور استغل Claude لاختراق 17 مؤسسة.
- القراصنة استخدموا Claude لأتمتة الاستطلاع وصياغة ابتزاز نفسي.
- الشركة تصدت بسرعة وحظرت الحسابات المشبوهة.
- الحادثة تكشف سباقًا عالميًا في الأمن السيبراني.
تشهد ساحة الأمن السيبراني في عام 2025 تصاعدًا ملحوظًا في مستوى التهديدات، خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي في الهجمات والحماية على حد سواء.
وفي واقعة حديثة لفتت الانتباه عالميًا، تمكنت شركة Anthropic المطورة لمنصة Claude من إحباط خطة متطورة لاختراق مؤسسات حساسة.
وقد عززت هذه الخطوة مكانة الشركة كلاعب أساسي في معركة الأمن السيبراني المتسارعة، وأبرزت في الوقت نفسه حجم المخاطر الناشئة عن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي كسلاح مزدوج
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للابتكار أو تحسين الخدمات، بل تحول أيضًا إلى وسيلة يستخدمها القراصنة لشن هجمات أكثر تعقيدًا. في السنوات الأخيرة، توسعت أساليب الهجوم بشكل جعل من الصعب على فرق الأمن التمييز بين النشاط الآلي والنشاط البشري.
فالنظم الذكية أصبحت قادرة على إدارة عمليات متكاملة تشمل جمع المعلومات وتحليلها وصياغة استراتيجيات كاملة، وهو ما كان يتطلب في الماضي فرقًا من الخبراء البشريين.
تفاصيل المحاولة التي أحبطتها Anthropic
أعلنت Anthropic أنها رصدت نشاطًا مشبوهًا حاول أحد القراصنة من خلاله استغلال Claude Code لإطلاق عملية قرصنة واسعة النطاق. وقد استهدفت هذه المحاولة 17 مؤسسة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ ومؤسسات حكومية ودينية.
لم يكن اختيار هذه القطاعات عشوائيًا، إذ تمثل بيئة مثالية للضغط على الضحايا عبر الابتزاز المالي أو تهديد الاستقرار المجتمعي.
كيف استُخدم Claude في الهجوم
كشفت الشركة أن المخترق اعتمد على Claude بصورة غير مسبوقة، حيث جرى استخدامه في تنفيذ عدة مهام معقدة، منها: أتمتة عمليات الاستطلاع الرقمي لاكتشاف الثغرات، وجمع بيانات اعتماد الضحايا، والتخطيط لآليات اختراق الشبكات.
كما استُخدم Claude لاتخاذ قرارات استراتيجية بشأن نوعية البيانات المستهدفة، وصياغة رسائل ابتزاز مدروسة نفسيًا لإثارة الخوف لدى الضحايا، وتحليل بيانات مالية لتحديد حجم الفدية الأمثل. وحتى الملاحظات المرئية المقلقة تم توليدها تلقائيًا لإحكام الضغط على المؤسسات المستهدفة.
استجابة سريعة من Anthropic
تصرفت Anthropic بسرعة عالية بمجرد اكتشاف المحاولة. فقد بادرت إلى حظر الحسابات المرتبطة بالنشاط المشبوه، وأكدت أن لديها أنظمة متعددة الطبقات لرصد هذا النوع من الاستغلال.
وأوضح Jacob Klein، رئيس قسم استخبارات التهديدات في Anthropic، أن المهاجمين يحاولون باستمرار استخدام تقنيات معقدة للتحايل على نظم الحماية، لكن الشركة طورت أدوات جديدة للفحص قادرة على كشف الأنشطة الخبيثة مبكرًا.
كما لم تكتف Anthropic بوقف الهجوم، بل شاركت بيانات الحادثة مع السلطات المختصة لضمان ملاحقة الفاعلين وتعزيز الردع.
دروس مهمة حول الأمن السيبراني
تؤكد هذه الحادثة أن القراصنة أصبحوا قادرين على استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل يجعلهم أكثر خطورة من أي وقت مضى. وفي المقابل، يتعين على شركات التقنية مثل Anthropic أن تُسخر هذه القدرات نفسها لمواجهة التهديدات.
فالذكاء الاصطناعي قادر على تحليل أنماط سلوك معقدة والتنبؤ بالهجمات قبل وقوعها، وهو ما يجعله سلاحًا دفاعيًا لا يقل أهمية عن كونه أداة هجومية.
تعاون عالمي لمواجهة التهديدات
تكشف محاولة استغلال Claude أن الخطر لم يعد محدودًا بشركة أو دولة بعينها. فالهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تتنقل بسهولة بين القارات وتستهدف مؤسسات في قطاعات مختلفة بشكل متزامن.
ومن هنا، يبرز دور التعاون الدولي بين الحكومات والمؤسسات الأمنية وشركات التكنولوجيا لتبادل المعلومات وابتكار استراتيجيات وقائية مشتركة.
مستقبل الأمن السيبراني مع Claude وأمثاله
تشير هذه الحادثة إلى أن المستقبل القريب سيشهد سباقًا مفتوحًا بين القراصنة والمطورين. فإذا كان Claude قادرًا على توليد هجمات متطورة، فإنه أيضًا قادر على حماية الأنظمة إذا جرى استخدامه بشكل مسؤول.
التوازن بين التكنولوجيا والأمان
يبقى التحدي في كيفية موازنة حرية استخدام التكنولوجيا مع فرض قيود تمنع استغلالها لأغراض إجرامية. إضافة إلى ذلك، تؤكد مواجهة Anthropic مع هؤلاء المخترقين أن الذكاء الاصطناعي يظل سلاحًا ذا حدين.
فبينما يسعى بعضهم لاستخدامه في الابتكار وحماية الأنظمة، يحاول آخرون استغلاله في الاختراق والابتزاز. ويبدو أن السنوات القادمة ستشهد صراعًا متواصلاً بين هذين الاتجاهين، حيث ستكون سرعة الاستجابة والوعي الأمني عوامل حاسمة لحماية المجتمعات الرقمية من تهديدات متزايدة التعقيد.
?xml>