
آبل تستعين بشرائح خاصة من جوجل لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي لديها
نشرت آبل يوم الإثنين الماضي ورقة بحثية توضح فيها المزيد من التفاصيل حول نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها والمستخدمة لتشغيل ذكاء آبل Apple intelligence المعلن عنه في يونيو الماضي، وتزامنًا مع إصدار هذه الورقة، أتاحت آبل تجربة Apple intelligence في نسخة المطورين الأخيرة من IOS 18. وتتضمن الورقة البحثية إشارةً لاستخدام آبل لشرائح من جوجل لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لديها.
ذكاء آبل أو Apple intelligence هو نسخة آبل من مميزات الذكاء الإصطناعي، أعلنت عنه الشركة في مؤتمر المطورين السنوي لديها شهر يونيو الماضي. يتضمن الـ Apple intelligence خواصًا مثل تلخيص النصوص وتصحيحها لغويًا والقيام بمهام بدلًا عنك استنادًا على المعلومات الشخصية المخزنة على جهازك.

شرائح الـ TPU الخاصة في منافسة إنفيديا
توضح الورقة البحثية أن آبل استعانت بأكثر من ألفَي شريحة (2048) من نوع TPU v5p لتدريب النماذج التي ستعمل على الجهاز، وأكثر من ثماني آلاف شريحة (8192) من نوع TPU v4 لتدريب النماذج المستخدمة في السحابة الخاصة "Private cloud compute" وهي طريقة آبل لقول أن المهمة التي طلبها المستخدم لن يمكن تنفيذها على الجهاز وستحتاج للذهاب لخوادمها لمعالجتها، وتزعم آبل عدم تخزين أي بيانات في خوادمها، قالت آبل أنها مستعدة لأي طرف خارجي لمراجعة أمان السحابة الخاصة لديها لكن لم تُراجع حتى اللحظة.
تلك الشرائح المسماة بالـ TPU -اختصارًا لـ Tensor processing unit- هي شرائح خاصة من تصنيع جوجل ذات كفاءة عالية في مهام تعلم الآلة، والاستخدام الأساسي لهذه الشرائح في العمليات على الـ Tensors، وبدأت جوجل في استخدامها منذ عام 2015/ وتقوم جوجل بتأجير خوادمها التي بها هذه الشرائح لتقوم الشركات مثل آبل باستخدامها، أي أن آبل لا تملك الشرائح الفيزيائية لديها.
قد تتساءل، ماهي هذه الـ Tensors المشار إليها في الاسم؟، حسنا، الـ Tensor هو مفهوم رياضي مجرد يستخدم بكثرة في المجالات الفيزيائية والهندسية، وكذلك في تخزين ومعالجة البيانات داخل الشبكات العصبونية "Neural networks" القائم عليها الذكاء الاصطناعي برمته، يمكننا تعريف التينسور باختصار في هذا السياق على أنه مصفوفة كثيرة الأبعاد، في نموذج GPT 3 له أكثر من 12000 بٌعد!.
وتعتمد كبرى الشركات مثل OpenAi ومايكروسوفت وغيرهما في تطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي خاصتها على شرائح الـ GPU الخاصة بشركة إنفيديا لقدرتها على تنفيذ كم ضخم من العمليات بشكلٍ سريع، هذا الطلب المهول على الشرائح كان السبب في الصعود فائق السرعة لإنفيديا إلى القمة و تخطي قيمتها السوقية 3 تريليون دولار، وحاليا تستحوذ إنفيديا وحدها أكثر من 80% من سوق الرقاقات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
تستمر المنافسة الشركة بين عمالقة وادي السيليكون في الذكاء الاصطناعي، وتحاول الشركات الهرب من سطوة إنفيديا المحتكرة تقريبا لسوق الشرائح المستخدمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، والمستفيد الأكبر من ثورة الذكاء الاصطناعي الأخيرة، وقد حاولت شركات مثل أوبن أيه آي تصنيع شرائح خاصة بها، ونحن اليوم مع آبل التي استعانت بشرائح من جوجل لتطوير نماذجها.
?xml>