
خبراء: 5 سنوات تفصل الصين عن أمريكا في سباق الرقائق والذكاء الاصطناعي
- الصين وهواوي في سباق الرقائق تحاولان تقليص الفجوة مع أمريكا خلال 5 سنوات.
- القيود الأمريكية على تصدير معدات تصنيع الرقائق تعرقل التقدّم الصيني.
- هواوي وSMIC تطوران رقائق محلية رغم ضعف الإنتاج الحالي.
- الصين تضخ مليارات في البحث لتأسيس منظومة تكنولوجية مُستقلة.
في تصريحات حديثة لعدد من الخبراء، طُرحت تقديرات تشير إلى أن الصين وهواوي قد تحتاجان نحو 5 سنوات للحاق بالولايات المتحدة في تكنولوجيا الرقائق (الشرائح) المتقدمة. هذه المدة -التي تبدو بسيطة على الورق- تخفي وراءها سباقًا محمومًا بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث تتحول الرقائق الإلكترونية إلى ساحة صراع جديدة لا تقل سخونة عن سباقات الفضاء أو الطاقة.
وراء هذا العنوان البسيط قصة أكبر من مجرد منافسة تقنية، إنها حكاية عن الطموح والقيود والإرادة ومحاولة اللحاق بعصر تتحكم فيه «الذرة الإلكترونية» في مصير الأمم.
اقرأ أيضًا: ما وراء الرقائق الفائقة… وهل ستصنع من السعودية قوة عظمى في المستقبل؟
لماذا يتحدث الخبراء عن «فارق زمني»؟
بدأت القصة عندما أشار خبراء تقنيون إلى أن الصين وهواوي قد تستغرقان نحو 5 سنوات لتعويض الفارق مع الولايات المتحدة في تكنولوجيا الشرائح، خلف هذا التقدير تختبئ قرارات أمريكية صارمة تمنع تصدير معدات تصنيع الرقائق المُتقدّمة -خصوصًا تلك التي تُستخدم في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل الصين تسعى لبناء منظومتها المحلية من الصفر تقريبًا.
تلك القيود لا تمس هواوي وحدها، بل تضرب سلسلة طويلة من الشركات والمصانع والمورّدين وتجعل من كل تقدمٍ صيني خطوة محسوبة في ميدان مُعقّد.
ما سر صعوبة صناعة الرقائق؟

الرقاقات ليست قطع سيليكون صغيرة وحسب؛ إنها أشبه بعقول إلكترونية تنبض داخل كل هاتف وجهاز كمبيوتر.
هناك وحدات المعالجة التي تنفّذ الأوامر.
وهناك الذاكرة فائقة السرعة التي تمدها بالبيانات.
ثم يأتي التغليف المتقدّم الذي يجمع المكوّنات لتعمل بتناغم مذهل.
أي خلل في هذه العناصر الثلاثة يمكن أن ينسف الأداء كليًا، ولهذا يعتبر الخبراء أن التقدّم في هذا المجال أشبه بتسلق جبل من الجليد: يحتاج ثباتًا وصبرًا أكثر من القوة نفسها.
كيف تقاوم الصين؟
اختارت الصين طريق الاعتماد على الذات، فبدلاً من انتظار رفع القيود بدأت مشاريع ضخمة لتطوير تقنيات تصنيع الرقائق داخل حدودها.
تعمل هواوي مع شركة SMIC المحلية لتصميم شرائح متقدمة، ومع أن الإنتاج لا يزال محدودًا، إلا أنه يثبت أن الصين لم تعد تعتمد كليًا على الخارج.

ورغم الفجوة مع الشركات الأمريكية مثل NVIDIA، فإن الحكومة الصينية تضخ مليارات الدولارات لدعم البحث والتطوير، مع تركيز خاص على الذكاء الاصطناعي والذاكرة المُتقدمة والبرمجيات المحلية. إنها مُحاولة لصناعة عقل رقمي صيني خالص.
النهاية: سباق الإرادة لا سباق الزمن
قد تبدو 5 سنوات مهلة قصيرة، لكنها ليست مُجرّد رقم على الورق، فهي اختبار لقدرة أمة على تجاوز الحواجز وتحويل الضغط إلى دافع.
الولايات المتحدة ما زالت تتفوّق في تقنيات التصنيع الدقيقة، لكن الصين تكسب أرضًا جديدة كل عام وتحوّل الحصار إلى حافز.
لا يهم مدى بطئك ما دمت لا تتوقف. في سباق الرقائق، المنتصر الحقيقي ليس من يصل أولًا بل من يواصل الصعود بثبات مهما اشتدت الرياح.
?xml>