
خطوة جريئة من الصين في تنظيم الذكاء الاصطناعي: لجنة من علي بابا وبايدو
أعلنت بكين عن تشكيل لجنة فنية جديدة لتوحيد معايير الذكاء الاصطناعي، ستضع اللجنة إرشادات للتقنيات الناشئة مثل نماذج اللغة الكبيرة وتقييم مخاطر الذكاء الاصطناعي.
ستركّز اللجنة المُكوّنة من 41 عضوًا، والتي تضم مُمثلين من شركات التكنولوجيا البارزة مثل بايدو وعلي بابا وTencent والمؤسسات الأكاديمية المرموقة مثل جامعة بكين، على تشكيل مُستقبل معايير الذكاء الاصطناعي في الصين.
اقرأ أيضًا:
بين اليوتوبيا والديستوبيا | الذكاء الاصطناعي الصيني يتصدر الساحة!
حرب الصين على تايوان | الحرب التي لن تتحملها التقنية والعالم أجمع
الصين الرائدة دائمًا!
يُقال إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى موازنة طموحاتها في الريادة في قطاع الذكاء الاصطناعي سريع النمو مع الحاجة إلى مُعالجة المخاوف العالمية المُحيطة بالسلامة والتأثيرات الأخلاقية.
تتخذ الحكومة الصينية نظامًا استباقيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، على عكس موقفها الأوّلي بعدم التدخل تجاه قطاعات أخرى مثل الإنترنت عبر الهاتف والتجارة الإلكترونية، والتي لم تخضع للتنظيم إلا بعد بلوغها مرحلة النضج.
تشكيل اللجنة يُسلّط الضوء على نية بكين تنظيم مشهد الذكاء الاصطناعي سريع التطور. في العام الماضي، استغرقت السلطات الصينية عدّة أشهر للموافقة على روبوتات الدردشة العامة، على الرغم من أن الشركات المحلية تعمل بالفعل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المُماثلة لـ ChatGPT من OpenAI.
إنه جزء من خطة أكثر طموحًا مُدتها 3 سنوات كُشف عنها في مايو لقيادة الصين في وضع معايير الذكاء الاصطناعي وتعزيز قوة الحوسبة الوطنية.
في سبتمبر، تعاونت شركات Ant وTencent وBaidu مع شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مايكروسوفت وجوجل و Meta لوضع أول معيار دولي في العالم يُغطّي أمن LLM لسلاسل التوريد.
نُشر معيارين سابقين للذكاء الاصطناعي التوليدي، "معيار اختبار وفحص أمان تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي" و"طريقة اختبار أمان نموذج اللغة الكبيرة"، في أبريل كجهد مُشترك بين Ant وBaidu وTencent من الجانب الصيني وOpenAI ومايكروسوفت وإنفيديا في الولايات المتحدة.
في يوليو، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارًا بقيادة الصين لإنشاء بيئة عمل "حرة ومفتوحة وشاملة وغير تمييزية" بين الدول الغنية والنامية من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي.
إن هذا النظام الحذّر يوضح اعتراف الصين بالمخاطر المُحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى الإشراف المُناسب عليها.
مع احتدام سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، تحرص الصين على وضع نفسها كقائدة في وضع المعايير الفنية، بدلاً من مُجرّد اعتمادها. وفقًا لتقرير حديث صادر عن المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، فإن دفع الصين لتوحيد معايير الذكاء الاصطناعي يعكس استراتيجية أوسع للتأثير على الأنظمة العالمية وتأمين مكانتها كلاعب رئيسي في المجال التكنولوجي العالمي.
?xml>