
حوّل الصور إلى أفلام: Midjourney تكشف عن سحر الفيديو بالذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة Midjourney -الرائدة في توليد الصور بالذكاء الاصطناعي- عن إطلاق أول نموذج لها لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة، وهو ما كنت أنتظره كثيرًا، نموذج Midjourney V1 يتيح تحريك الصور الثابتة وتحويلها إلى مقاطع فيديو تصل مُدّتها إلى 20 ثانية، عبر موقع المنصة الإلكتروني، مع إمكانية التوجيه الحركّي باستخدام نصوص مكتوبة.
هذا التطوُّر يُشكل بداية جديدة للشركة التي تحظى بأكثر من 20 مليون مُستخدم، ويدفعها إلى مُنافسة قوية في سوق يشهد تنافسًا شديدًا بين شركات التقنية الكبرى والناشئة. في الوقت نفسه، تواجه Midjourney تحديات قانونية كبيرة، خصوصًا بعد رفع دعاوى قضائية من قبل شركات عملاقة في مجال الترفيه مثل ديزني ويونيفرسال، تتهم فيها المنصة بانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
اقرأ أيضًا:
Agentic AI: الذكاء الاصطناعي المنفّذ الذي لا ينتظر أوامر!
لماذا تتعلم برمجة الذكاء الاصطناعي؟ وما هي أفضل طريقة لتعلمه؟
Midjourney V1: خيارات حركة متنوعة
النموذج الجديد مبني مُباشرةً على تقنية توليد الصور المعروفة الخاصة بـ Midjourney، وبالتحديد الإصدار السابع منها "V7"، حيث يُمكنك توليد صورة عبر المنصة أو رفع صورة من جهازك، ثم الضغط على زر تحريك "Animate" لتحويلها إلى فيديو.

تتوفر طريقتان رئيسيتان: إمّا الاعتماد على تحريك تلقائي، أو كتابة تعليمات نصية تُحدّد كيفية حركة العناصر داخل المشهد.
توفّر الأداة نمطين للحركة: الأول مُنخفض الحركة وهو مثالي للحركات البسيطة مثل رمشة عين أو نسيم خفيف، والثاني عالي الحركة ويُتيح حركات أكثر ديناميكية للكاميرا والعناصر، لكنه -للأسف- قد يؤدّي أحيانًا إلى تشوهات بصرية بسيطة.
كل عملية توليد تنتج 4 مقاطع فيديو مُختلفة، يمكن للمُستخدم الاختيار منها، مع إمكانية تمديد كل مقطع حتى 20 ثانية كحد أقصى.

تسعير مُنخفض مُقارنةً بالمُنافسين
تقدّم Midjourney هذه الميزة ضمن خطط الاشتراك الحالية، والتي تبدأ من 10 دولارات شهريًا، تكلفة إنشاء فيديو تعادل تقريبًا 8 أضعاف تكلفة إنشاء صورة واحدة، إلا أنّ تكلفة الثانية الواحدة من الفيديو تظل مُقاربة من تكلفة صورة واحدة، وهو ما يجعل السعر مُنافسًا بالنسبة لمُنتجي الفيديو القصير.
أيضًا، تختبر الشركة وضعًا جديدًا للمُشتركين يُتيح توليد الفيديوهات في وضع الاسترخاء "video relax mode"، أي بتكلفة أقل مُقابل وقت انتظار أطول.
بالمُقارنة مع المُنافسين، تُعد تكلفة Midjourney V1 مُنخفضة نسبيًا. على سبيل المثال، اشتراك Luma AI يبدأ من 9.99 دولارات شهريًا، بينما Runway يبدأ من 15 دولارًا.
نموذج الفيديو بالذكاء الاصطناعي | الشركة | السعر المبدئي |
---|---|---|
OpenAI Sora | OpenAI | يبدأ من 20 دولار/شهريًا مع ChatGPT Plus (50 فيديو)، أو 200 دولار/شهريًا مع ChatGPT Pro |
Google DeepMind Veo 3 | Google - DeepMind | 249.99 دولار/شهريًا عبر AI Ultra |
Runway Gen-4 | Runway | خطة مجانية متاحة؛ المدفوعة تبدأ من 12 دولار (قياسية)، 28 دولار (احترافية)، 76 دولار (غير محدودة) |
Luma Labs Dream Machine | Luma Labs | يبدأ من 9.99 دولار/شهريًا (عبر الويب Lite)، أو 6.99 دولار |
Kling AI | Kling (سابقًا Kuaishou) | 6.99 دولار/شهريًا بعد الخصم، 8.88 دولار بدون خصم |
MiniMax (Hailou) | MiniMax / Hailou AI | 0.63 سنت لكل فيديو (دفع حسب الاستخدام)، أو 9.99 دولار/شهريًا، أو 14.99 دولار بدون حدود |
Pika Labs (Pika 1.0 / 2.2) | Pika Labs | خطة مجانية؛ الخطة المدفوعة 10 دولارات/شهريًا |
Adobe Firefly Video | Adobe | خطة مجانية؛ المدفوعة تبدأ من 9.99 دولار (قياسية)، 29.99 دولار (احترافية) |
غياب الصوت وبعض الخصائص المُتقدمّة
رغم الحماس الكبير، يفتقر Midjourney V1 إلى بعض الوظائف التي أصبحت شائعة في أدوات الفيديو بالذكاء الاصطناعي، مثل توليد الصوت أو المؤثرات الموسيقية المُدمجة، كما لا توفر المنصة حاليًا أدوات تحرير (تعديل) زمنية، مثل دمج المقاطع أو الانتقال بين المشاهد أو بناء سرد متسلسل.
في المُقابل، تقدم شركات مثل Luma Labs وRunway وجوجل نماذج أكثر تقدمًا تدعم الصوت وتمنح المستخدم تحكمًا أكبر في الشكل النهائي للمُحتوى، وتُخطط Midjourney لتوسيع قدراتها تدريجيًا، مع التركيز حاليًا على البساطة وسهولة الاستخدام.
مواجهة قانونية مع عمالقة الترفيه
قبل أيام فقط من الإطلاق، وجدّت Midjourney نفسها في قلب دعوى قضائية كبيرة رفعتها شركتا ديزني ويونيفرسال، تتهمان فيها المنصة بتوليد مُحتوى مُستوحى من شخصيات محمية بحقوق الملكية الفكرية مثل سبايدرمان وإلسا وشريك وغيرها، من دون الحصول على تراخيص.

وتشير الدعوى إلى أن المنصة استخدمت أدوات لجمع صور من الإنترنت لتدريب نماذجها، والذي يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون بحسب المدّعين.
الدعوى تُسلّط الضوء على الخطر القانوني الذي قد يُهدّد مُستقبل المنصة، خصوصًا في ما يتعلق باستخدامها في الأعمال التجارية، حيث قد يتعرض المستخدمون أيضًا للمُساءلة القانونية في حال استخدام مُحتوى من إنتاج Midjourney يحتوي على عناصر محمية.
العالم التفاعلي هو الهدف
رغم التحديات، فإن إطلاق نموذج الفيديو Midjourney V1 ما هو إلا خطوة أولى نحو مشروع أوسع تسعى الشركة من خلاله لبناء "World Model"، وهو نظام يُمكّن المستخدم من التنقل داخل بيئة افتراضية يولّدها الذكاء الاصطناعي في الزمن الحقيقي.
في هذا النموذج، سيتمكّن المُستخدم من طلب إنشاء مشاهد ديناميكية مثل "السير في سوق مغربي عند الغروب"، والتفاعل مع عناصر المشهد كما لو كان داخل لعبة ثلاثية الأبعاد 3D.
تسير شركات أخرى في نفس الاتجاه، مثل Odyssey التي تطوّر نظامًا للفيديو التفاعلي مع قدرات كاميرا 3D، وRunway التي أدخلت خصائص تحكم بالكاميرا لمُحاكاة الواقع داخل الفيديوهات.
تُعد هذه النماذج المتقدمة من بين أكثر تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورًا، حيث لا تقتصر على توليد الصورة، بل تتنبأ أيضًا بكيفية تفاعل العناصر داخل المشهد، ما يُقرّب الذكاء الاصطناعي من مُحاكاة الواقع.

قفزة جريئة في طريق طويل ومُعقّد
إطلاق Midjourney للفيديو يُمثّل نقلة نوعية لها، ويمنح المُبدعين أداة جديدة لتحريك صورهم بسلاسة وتكلفة معقولة. لكنها تدخل بذلك ساحة شديدة التنافُّس، وتواجه تحديات فنية وقانونية يجب التعامل معها بحذر.
بالنسبة للمؤسسات والشركات، توفّر المنصة خيارًا سريعًا وميسورًا لكنه لا يخلو من المخاطر، خصوصًا فيما يتعلق بانتهاك الحقوق الفكرية.
ما إذا كانت Midjourney ستنجح في الحفاظ على تقدمها واللحاق بالمُنافسين أو تضطر لإعادة هيكلة خدماتها، هو ما ستكشفه الأشهر القادمة في عالم الذكاء الاصطناعي سريع التحوُّل.
?xml>