
«تمثل خطرًا على الأمن القومي» | ترامب يهاجم شخصية بارزة في مايكروسوفت
- ترامب هاجم ليزا موناكو في مايكروسوفت واعتبرها خطرًا على الأمن القومي.
- موناكو شغلت سابقًا منصب نائبة المدعي العام في إدارة بايدن.
- تصريحات ترامب على تروث سوشال أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
- مايكروسوفت التزمت الصمت ولم تعلق على تصريحات ترامب الأخيرة.
واصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حملاته ضد شخصيات بارزة في الساحة السياسية والتكنولوجية، ووجه هذه المرة سهامه نحو ليزا موناكو، المسؤولة الجديدة عن الشؤون العالمية في شركة مايكروسوفت.
أعلن ترامب عبر منصته تروث سوشال أن موناكو تمثل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي، وطالب بإقالتها من منصبها. وجاء هذا الموقف بعد سلسلة من الهجمات المماثلة التي شنها ترامب في الأشهر الماضية ضد رؤساء تنفيذيين وشخصيات إعلامية.
خلفية موناكو في العمل الحكومي
شغلت ليزا موناكو منصب نائبة المدعي العام للولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن والمدعي العام ميريك جارلاند. وارتبط اسمها مباشرة بالتحقيقات الفيدرالية التي استهدفت ترامب نفسه، ما جعلها في دائرة خصومته منذ ذلك الوقت.
ثم انتقلت موناكو في مايو الماضي إلى مايكروسوفت لتتولى منصب مديرة الشؤون العالمية، وأعلنت ذلك رسميًا قبل أسابيع قليلة فقط. وقد جعلها هذا الانتقال من ساحة القضاء إلى عالم التكنولوجيا محط أنظار ترامب وأنصاره الذين لم ينسوا ماضيها القضائي.
اتهامات قاسية على تروث سوشال
كتب ترامب عبر حسابه في تروث سوشال عبارات هجومية وصف فيها موناكو بأنها فاسدة ومختلة وتشكل تهديدًا على الأمن القومي. كما أضاف أنه جردها من التصاريح الأمنية، لكنه أشار إلى أن منصبها الجديد في مايكروسوفت يمنحها إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة.
وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا، خاصة أنها حملت اتهامات مباشرة لشخصية بارزة في إحدى أكبر شركات التكنولوجيا العالمية. لكن لم يتضح السبب المباشر الذي دفع ترامب إلى استهداف موناكو في هذا التوقيت تحديدًا.
في حين أشار تقرير من قناة CNBC إلى خبر انتقال موناكو إلى مايكروسوفت ليلة هجوم ترامب عليها. كما واصل بعض الناشطين اليمينيين مثل لورا لومر الدعوة لإقالتها منذ يوليو الماضي، ما قد يفسر عودة الموضوع إلى واجهة الأحداث.
علاقة مايكروسوفت بمواقف ترامب
لم يضع ترامب مايكروسوفت ضمن دائرة أعدائه المباشرين كما فعل مع شركات أخرى، إذ حافظ الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على علاقة ودية نسبيًا معه. لكن الشركة واجهت مؤخرًا انتقادات بسبب تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمليات المراقبة الواسعة للفلسطينيين.
وقد أعلنت مايكروسوفت تقليص هذا التعاون قبل أيام فقط، بعد احتجاجات واسعة من موظفيها وصلت إلى حد الاعتصام في مكتب رئيس الشركة. كما واجهت الشركة تحديات إضافية مع القرار الحكومي الأخير برفع رسوم تأشيرات H-1B إلى مئة ألف دولار، وهو ما يزيد الضغط على أعمالها.
مواقف الشركة أمام العاصفة
رفضت مايكروسوفت التعليق على تصريحات ترامب، واختارت الصمت في مواجهة الحملة الجديدة؛ إذ بدت هذه السياسة محاولة لتجنب الدخول في مواجهة سياسية مباشرة قد تؤثر على صورتها أو أعمالها الدولية.
ومع ذلك، فإن استهداف شخصية رفيعة مثل موناكو يضع الشركة أمام اختبار جديد، خاصة أن ترامب ما زال يتمتع بتأثير كبير على قطاعات من الرأي العام الأمريكي.
العلاقة بين السياسة والتكنولوجيا
أظهر هذا الهجوم مجددًا كيف تداخلت السياسة مع صناعة التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة. فقد كشف انتقال موناكو من وزارة العدل إلى مايكروسوفت عن هشاشة الخطوط الفاصلة بين القطاعين، كما أبرز مدى استعداد السياسيين لاستغلال هذه الروابط في صراعاتهم.
كما مثَّل هجوم ترامب رسالة مباشرة بأن الماضي القضائي لأي مسؤول يمكن أن يلاحقه حتى بعد انتقاله إلى القطاع الخاص، خصوصًا إذا كان قد لعب دورًا في ملفات حساسة ترتبط به شخصيًا.
مشهد معقد ينتظر مايكروسوفت
دخلت مايكروسوفت في مرحلة دقيقة وهي تحاول إدارة أعمالها العالمية في ظل ضغوط سياسية داخلية وخارجية. وقد فرضت الاحتجاجات الداخلية عليها تغيير مواقفها من قضايا عسكرية حساسة، فيما جاء استهداف ترامب لموناكو ليضيف طبقة جديدة من التعقيد.
باتت الشركة مطالبة بالحفاظ على توازنها بين الحياد السياسي وحماية سمعتها أمام الرأي العام، وهو تحدٍ ليس بالسهل، خاصة في ظل استمرار التوتر بين الإدارة الأمريكية السابقة وشركات التكنولوجيا الكبرى.
?xml>