• ميزة جديدة من فيسبوك تسمح للذكاء الاصطناعي بفحص الصور غير المنشورة في الهاتف.
  • ميتا تخزن الصور في سحابة خاصة وتستخدمها عند تحريرها أو نشرها فقط.
  • الشركة تؤكد أن البيانات لن تُستخدم للإعلانات لكنها قد تبقى لأكثر من 30 يومًا.
  • المخاوف تتزايد من تأثير الميزة على خصوصية المستخدمين وحياتهم الرقمية.

أطلقت شركة ميتا ميزة جديدة في تطبيق فيسبوك للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، تهدف إلى جعل الصور ومقاطع الفيديو أكثر جاذبية وقابلة للمشاركة. صُممت الميزة خصيصًا للتعامل مع الصور الموجودة في ألبوم كاميرا الهاتف، وليس مع تلك التي سبق نشرها على فيسبوك.

وعند تفعيلها، يقوم الذكاء الاصطناعي من ميتا بفحص الصور غير المنشورة، ورفعها إلى سحابة الشركة ليقترح للمستخدم لقطات أو تعديلات مميزة قد تكون ضاعت بين لقطات الشاشة والفواتير والملاحظات اليومية. بعدها يمكن للمستخدم حفظ هذه المقترحات أو مشاركتها مباشرة.

فكرة مألوفة تعود بحلة جديدة

تكررت هذه الفكرة في وقت سابق عندما اختبرت ميتا الخدمة في يونيو الماضي، لكنها أكدت حينها أن الصور الخاصة غير المنشورة لن تُستخدم في تدريب أنظمتها الذكية، ولكنها لم تستبعد أيضًا أن يتغير ذلك مستقبلًا!

واليوم يبدو أن ذلك المستقبل قد وصل فعلًا، إذ أشارت الشركة في إعلانها الأخير إلى أن بيانات الصور قد تُسهم في تطوير الذكاء الاصطناعي تحت ظروف معينة.

حدود استخدام ميتا للصور

ذكرت ميتا في بيانها الرسمي أنها لا تستخدم الصور من ألبوم الكاميرا لتحسين أنظمتها الذكية إلا إذا اختار المستخدم تعديل تلك الصور باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، أو شاركها لاحقًا عبر المنصة.

وعند توجيه أسئلة مباشرة إلى الشركة للتوضيح، أكدت المتحدثة الرسمية ماري ميلغويزو أن الصور التي تُرفع للسحابة لأجل اقتراح التعديلات لا تُستخدم لتطوير الذكاء الاصطناعي. فقط في حال تحرير الصور أو نشرها يمكن أن تستفيد ميتا من تلك البيانات لتحسين أنظمتها.

يعني ذلك أن ميتا تجمع الصور وتخزنها في خوادمها السحابية وتتيح لذكائها الاصطناعي مشاهدتها، لكنها لا توظفها في التدريب إلا إذا تفاعل المستخدم معها بشكل أكبر. ومع ذلك تبقى هذه الصيغة مرنة بما يكفي لتتغير مستقبلًا مع تطور سياسة الشركة.

ميتا تتيح للذكاء الاصطناعي في فيسبوك الوصول إلى صورك قبل نشرها!

تفاصيل التقنية الجديدة

أوضحت ميتا أن الميزة ستعمل بشكل مستمر عبر رفع الصور من ألبوم الكاميرا إلى سحابة الشركة لاختيار اللقطات التي يمكن تحسينها أو إعادة تركيبها. وأشارت في وقت سابق إلى أن بعض تلك البيانات قد تبقى محفوظة أكثر من ثلاثين يومًا، دون أن تُستخدم في الإعلانات أو التخصيص الإعلاني.

من خلال هذه الخطوة، تحاول الشركة تقديم تجربة أكثر ذكاءً للمستخدمين الذين يلتقطون صورًا كثيرة لكن لا يجدون الوقت الكافي لتحسينها أو مشاركتها. ويظهر في واجهة التطبيق خيار يسأل المستخدم عما إذا كان يرغب في السماح للمنصة بمعالجة الصور سحابيًا من أجل اقتراح أفكار إبداعية مبنية على ألبومه الشخصي.

ميتا وتاريخ استخدام البيانات

لم يكن إعلان اليوم معزولًا عن سجل ميتا الطويل في التعامل مع بيانات الصور. ففي العام الماضي، أقرت الشركة بأنها استخدمت كل الصور والنصوص العامة المنشورة من المستخدمين البالغين على فيسبوك وإنستجرام منذ عام 2007 لتدريب أنظمتها الذكية.

بذلك توسع الشركة نطاق مصادرها لتشمل كل ما يمكن الوصول إليه قانونيًا أو بموافقة المستخدم، في إطار سباق عالمي لتغذية الذكاء الاصطناعي بأكبر قدر من البيانات الممكنة.

ميتا تتيح للذكاء الاصطناعي في فيسبوك الوصول إلى صورك قبل نشرها!

ما ينتظر المستخدم

تُظهر تجربة الميزة الجديدة أن ميتا تحاول الموازنة بين الراحة الشخصية للمستخدم والرغبة في تطوير تقنياتها الذكية. فمن جهة تمنح المستخدم أداة تتيح اكتشاف صور منسية واقتراح تعديلات إبداعية، ومن جهة أخرى تفتح الباب أمام الشركة للاطلاع على بيانات حساسة مثل محتوى ألبوم الكاميرا.

ويُنتظر أن تبدأ عملية الإطلاق التدريجي للميزة خلال الأشهر القادمة، مع توسعها لاحقًا إلى أسواق أخرى بعد اختبارها في أمريكا الشمالية.

بين الذكاء والخصوصية

من الواضح أن ميتا تجاوزت حدود تحسين منصاتها الاجتماعية، واقتحمت مساحة أكثر حساسية تمس خصوصية المستخدمين مباشرة. فالسماح للذكاء الاصطناعي بفحص الصور غير المنشورة يعني فتح نافذة جديدة على الحياة الشخصية للأفراد، مهما كانت نوايا الشركة المعلنة.

ومع كل خطوة جديدة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيلنا اليومية، يزداد القلق من ضياع الحدود بين ما هو خاص وما هو عام. وربما تمثل هذه الميزة مثالًا واضحًا على كيف يمكن للتطور التقني أن يتحول من أداة مساعدة إلى تهديد متزايد لخصوصية الأفراد.