• اتفاق مايكروسوفت وOpenAI يعيد تشكيل شراكة الذكاء الصناعي العالمية بموازنة بين الطموح والمسؤولية.
  • مايكروسوفت تحصل على حصة 27٪ وتبقى شريكًا رئيسيًا لأوبن إيه آي.
  • أوبن إيه آي تكتسب حرية أكبر للتعاون مع شركاء تقنيين آخرين.
  • المستفيد الأكبر هم المستخدمون الشباب والمبدعون في مجال التقنية.

دخلت علاقة OpenAI ومايكروسوفت مرحلة جديدة ذات وقع كبير في خطوة تبدو كأنها تنقّح قواعد اللعبة في سوق الذكاء الصناعي. أعلنت الشركتان عن إعادة هيكلة تسمح لأوبن إيه آي بأن تعمل في شكل مؤسسي جديد، وتمنح مايكروسوفت حصة تقارب 27٪ من الكيان المرتّب حديثًا، في اتفاق يُعيد رسم ملامح التعاون بين عملاقيّ التكنولوجيا. فما الذي تغيّر فعلًا في اتفاق مايكروسوفت وOpenAI؟ وما سبب هذا التغيير؟

اقرأ أيضًا: ملخص مؤتمر DevDay 2025 | أهم ما كشفت عنه OpenAI في مؤتمر المطورين

اتفاق مايكروسوفت وOpenAI: ماذا تغيّر؟

تحوّلت «أوبن إيه آي» إلى كيان يتيح جذب استثمارات أكبر والعمل كذراع تجاري تحت إشراف المؤسسة غير الربحية التي تُشرف على أهدافها العامة. في المُقابل، لم تخرج مايكروسوفت من الصورة؛ بل عززت موقعها كشريك رئيسي من خلال حصولها على حصة مؤثرة وامتيازات تشغيلية تمتد لسنوات قادمة، بما في ذلك الوصول إلى النماذج المتقدمة وخدمات الحوسبة السحابية.

يمنح الاتفاق الجديد «أوبن إيه آي» حرية أكبر في اختيار شركاء التقنية الآخرين دون أن تنفصل عن مايكروسوفت، ويتيح للطرفين تنسيق الجهود في مشاريع الذكاء الصناعي الكبرى. باختصار، نحن أمام شراكة أعيدت صياغتها لتواكب حجم الطموح الهائل الذي يسير به هذا القطاع.

لماذا يهمّك اتفاق مايكروسوفت وOpenAI كشخص عادي؟

قد تبدو الأخبار المالية بعيدة عن حياتك اليومية، لكن هذه الخطوة تمسّك أكثر مما تظن.

  1. الموارد الإضافية التي ستحصل عليها OpenAI ستنعكس على الأدوات التي تستخدمها يوميًا: من تطبيقات الكتابة والمساعدة الذكية إلى أدوات الدراسة والتصميم.
  2. الشراكة تفتح الباب أمام الشركات الناشئة والمبدعين للوصول إلى تقنيات الذكاء الصناعي بأسعار أو شروط أفضل.
  3. ستدفع المُنافسة المُتزايدة الجميع لتطوير خدمات أكثر سرعة وذكاء، والذي يعني تجربة استخدام أغنى للمستخدمين الصغار الذين يعتمدون على هذه الأدوات في التعلم والعمل والإبداع.

أرى أن هذه الخطوة تُعيد تعريف من يملك مفاتيح الذكاء الصناعي فعلًا فلم يعد الذكاء الاصطناعي في يد جهة واحدة وأصبح شبكة مصالح وتعاونات مُعقّدة. ومع كل خطوة مثل هذه، تقل المسافة بين المستخدم البسيط والتقنية العملاقة.

الجيد في اتفاق مايكروسوفت وOpenAI أن جيل الشباب هو المستفيد الأول: كل تطبيق أو مشروع جديد سيكون أقرب إلى أفكارهم وطريقتهم في التفكير.

بين الطموح والمسؤولية

تضمّن الاتفاق بنودًا تتعلق بالحوكمة والرقابة، لضمان أن تطوير «الذكاء العام» "AGI" -الهدف الأسمى لأوبن إيه آي- سيتم وفق معايير أمان ومسؤولية وهناك لجان مُستقلة ومراجعات تقنية دورية لضمان التوازن بين الابتكار والمخاطر.

أكّدت مايكروسوفت أن علاقتها بأوبن إيه آي لم تعد «ملكية مغلقة» بل شراكة مفتوحة يمكنها أن تتطور بمرونة، أمّا OpenAI فترى أن إعادة الهيكلة تتيح لها الاستمرار في مهمتها الأصلية وهي بناء ذكاء صناعي يخدم الإنسانية لا الأرباح فقط.

ختامًا، سأستعير مقولة: «العالم مكان جميل ويستحق القتال من أجله» هنا لأقول إن مستقبل الذكاء الصناعي جميل أيضًا، لكنه يحتاج إلى من يحميه ويقوده بحكمة.