
بعد تسريح آلاف الموظفين: هل يقود الذكاء الاصطناعي ثورة صناعية جديدة؟
لم يكن أحد يتصور أن الذكاء الاصطناعي بخوارزمياته الصامتة، التي تنبض في قلب الخوادم العملاقة، ستصبح يومًا ما الخصم الخفي لملايين الموظفين حول العالم. في لحظة بدا فيها المستقبل واعدًا بالذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، انقلب المشهد ليغدو منافسًا لا يرحم.
فمنذ أن انطلقت الموجة الأخيرة من الابتكارات، أخذت الشركات الكبرى تراجع معادلتها القديمة: هل تحتاج فعلًا إلى آلاف الموظفين ما دام بإمكان بضعة أسطر برمجية أن تنجز المهمة أسرع وبأقل تكلفة؟
هكذا، أصبحنا نشهد فصلًا جديدًا من الرؤية الاقتصادية العالمية، فصلًا تتصدره عناوين التسريح الجماعي، وتُكتب فصوله بأسماء عمالقة مثل مايكروسوفت وأمازون وميتا وإنفيديا.
في هذا المقال، نستعرض أبرز الشركات التي استغنت بالفعل عن موظفيها بفعل الذكاء الاصطناعي، ونكشف كيف تغيرت موازين العمل عالميًا وما الذي يعنيه ذلك لمستقبل البشر أمام التطور التكنولوجي.
الذكاء الاصطناعي وتحول سوق العمل
كأن عجلة الزمن قررت أن تسرع خطواتها، لتضع العالم وجهًا لوجه أمام حقيقة لم يكن الكثيرون مستعدين لها. فما كان يظهر بالأمس كأداة مساعدة للإنسان، صار اليوم بديلاً عنه في مقعد العمل. في المكاتب المغلقة وغرف الاجتماعات العالية، اتخذ الرؤساء القرارات: لماذا نحتفظ بمئات الموظفين إذا كان برنامج واحد قادرًا على إنجاز العمل بدقة أكبر وبتكلفة أقل؟
بين ليلة وضحاها، وجد الآلاف أنفسهم خارج أسوار مكاتبهم، بينما حلت محلهم أنظمة ذكية لا تعرف الكسل أو الخطأ. وبات المشهد أقرب إلى رواية درامية يتصارع فيها الإنسان مع ما ابتكره بيديه، يراقب بقلق مصيرًا قد يعيد تشكيل مفهوم العمل ذاته.
لم يعد الأمر مجرد تكهنات في مؤتمرات تقنية أو عناوين في الصحف، بل أصبح واقعًا يُقاس بعدد الوظائف التي أُلغيت والأبواب التي أُغلقت. إنها لحظة فارقة تعيد تعريف معنى الوظيفة، وتضع الإنسان في مواجهة ابتكاره الأكثر إثارة وإرباكًا في آن واحد.
لمحة تاريخية
حين نعود بالزمن إلى الوراء، نكتشف أن علاقة الإنسان بالآلة لطالما كانت مسرحًا للتوتر والقلق. ففي أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، ومع اندلاع الثورة الصناعية الأولى، دخلت الماكينات البخارية إلى المصانع لتزيح آلاف العمال من خطوط الإنتاج.

آنذاك، انتفضت جماعات «اللَّدَّايتس» في إنجلترا، محطمة الآلات التي رأت فيها تهديدًا لرزقها ووجودها، لكن عجلة التاريخ لم تتوقف، وسرعان ما فرض الحديد والنار منطقهما على عالم العمل.
ثم جاءت الثورة الثانية، حين حملت الكهرباء الآلة إلى مستوى جديد من السرعة والإنتاجية. لم تعد المصانع تكتفي بالقوة العضلية للبشر، بل استعاضت عنها بمحركات أشد كفاءة، فانتقلت البطالة من الشوارع الصناعية في أوروبا إلى قلب الولايات المتحدة وأرجاء أخرى من العالم.
وفي منتصف القرن العشرين، أطلت الثورة الرقمية الثالثة، حاملة الحواسيب التي قلبت الموازين مجددًا. وجد عشرات الآلاف من موظفي الأرشفة والكتابة والمحاسبة أنفسهم بلا حاجة، بعدما صارت شاشات مضيئة ومعالجات صغيرة قادرة على إنجاز العمل بدقة وسرعة غير مسبوقتين. كان ذلك تحولًا ثقافيًا واقتصاديًا هائلًا؛ إذ تغير مفهوم المكتب ذاته، من ورق وحبر إلى أزرار ولوحات مفاتيح.
لكن كل تلك التحولات، على قسوتها، بقيت في حدود ما يمكن التنبؤ به: تسلب آلات من الإنسان جهده العضلي أو الحسابي. أما ما نشهده اليوم مع الذكاء الاصطناعي، فهو انعطافة لم يعرفها التاريخ من قبل. فنحن أمام منظومات قادرة على المحاكاة، والتعلم، بل والإبداع في الكتابة والرسم والبرمجة. لم يعد الإنسان في مواجهة آلة صماء تحتاج لمن يشغلها، بل أمام عقل رقمي ينافسه في مجاله الخاص وهو الفكر.
وهكذا يعود السؤال الأزلي بصياغة أكثر حدة: إذا كانت الآلة قد سلبت من الإنسان عضلاته بالأمس، فهل تسلب منه اليوم عقله أيضًا؟ وبينما كان التاريخ يمنح الإنسان فرصة للتأقلم ببطء مع كل ثورة صناعية، يبدو أن موجة الذكاء الاصطناعي تمضي بسرعة البرق، تاركة ملايين الموظفين أمام واقع جديد قد يعيد تعريف معنى العمل والهوية المهنية برمتها.
مايكروسوفت وبداية فصول الاستغناء
في ربيع عام 2025، اهتزت أروقة قطاع التقنية حين أعلنت مايكروسوفت عملاق البرمجيات عن واحدة من أكبر موجات التسريح في تاريخها الحديث. آلاف الموظفين وجدوا أنفسهم خارج أسوار الشركة التي كانت يومًا رمزًا للاستقرار المهني، بعدما قررت الإدارة أن الذكاء الاصطناعي بات قادرًا على تولي ما كان يُعد حكرًا على البشر.

كانت البداية حين كشفت الشركة عن تقليص نحو ستة آلاف وظيفة، بحجة إعادة الهيكلة وتوجيه الموارد إلى مجالات أكثر إنتاجية. لكن ما بدا في ظاهره خطة إدارية، سرعان ما تبين أنه جزء من استراتيجية أوسع: استبدال القوى البشرية بقدرات الذكاء الاصطناعي.
فالأرقام وحدها كانت كفيلة بتوضيح الصورة؛ وقد أشارت تقارير الشركة إلى أنها وفرت نصف مليار دولار من خلال إدماج أدواتها الذكية في خدمات الدعم والتطوير، بل إن نحو 30% من الشيفرات البرمجية التي تُكتب اليوم في مايكروسوفت، مصدرها أنظمة ذكية وليست عقول المبرمجين.
لم يكن وقع الخبر سهلًا داخل الشركة؛ فبعض الفرق مثل فرق الألعاب في «بليزارد» وجدت نفسها مهددة بالاندثار، ما دفع موظفيها إلى التفكير في تشكيل نقابات تدافع عن حقوقهم أمام زحف الآلة. أما الإدارة العليا، فكانت رؤيتها واضحة وهي أن العالم يتغير بسرعة، ومن لا يضع الذكاء الاصطناعي في صميم عمله؛ سيجد نفسه خارج السباق.
إنتل: إعادة هيكلة ضخمة بحجم 25 ألف وظيفة
عملاق الرقائق الإلكترونية إنتل لم يتأخر عن الانضمام إلى قافلة الاستغناءات. في خطوة وُصفت بأنها من أكبر عمليات إعادة الهيكلة في تاريخ الشركة، أعلنت إنتل عن خطط لتسريح 25 ألف موظف بحلول نهاية 2025، أي ما يعادل ربع إجمالي العاملين البالغ عددهم 99500 موظف.
الشركة التي قادت ثورة المعالجات لعقود، وجدت نفسها أمام منافسة شرسة من شركات مثل إنفيديا وAMD في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي. لكن بدلاً من مضاعفة الجهود البشرية، قررت إنتل أن المستقبل يكمن في الأتمتة الكاملة لخطوط الإنتاج والتطوير.
الخطة تتضمن وقف مشاريع المصانع الكبرى وإعادة توجيه الاستثمارات نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستدير العمليات بدلاً من الفرق البشرية. وبحسب بيانات الشركة، فإن هذه الخطوة ستوفر 10 مليارات دولار سنويًا، لكنها ستترك عشرات الآلاف من الموظفين بلا عمل.

أمازون: فرق صغيرة وآلة عملاقة
أما في أروقة أمازون، حيث تختلط رائحة الطرود الورقية بأزيز الخوادم العملاقة، كان المشهد مختلفًا لكنه لا يقل قسوة. ففي العام الحالي 2025، أعلنت الشركة عن أربع موجات متتالية من التسريح، طالت ما يقارب أربعة عشر ألفًا من الموظفين حول العالم. وقد اختفت فرق كاملة من أقسام مثل Kindle وGoodreads من الوجود.
الرئيس التنفيذي سبق وأن صرح أن المستقبل هو للفرق الصغيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. في نظره، لم يعد منطقياً أن تُدار الشركة بآلاف الموظفين إذا كان بوسع أنظمة التعلم الآلي أن تقوم بالمهمة نفسها بكفاءة أكبر.
نعم، كما هو الحال مع كل تحوّل تقني، سيكون هناك عدد أقل من الأشخاص الذين يؤدون بعض الوظائف التي سيبدأ الذكاء الاصطناعي بأتمتتها.
- أندي جاسي، المدير التنفيذي في أمازون
كما أن الذكاء الاصطناعي قادر على فرز ملايين البيانات حول العملاء، وتحسين عمليات التوصيل، وحتى كتابة النصوص الترويجية التي كانت تتطلب جيوشًا من المسوقين.
لكن خلف لغة الأرقام والتقارير الرسمية، كان هناك وجوه فقدت مصدر رزقها. موظفون عملوا سنوات طويلة في أقسام الدعم والتحرير والتسويق وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا مكان في الشركة، بعدما فضلت الإدارة أن تترك المساحة لعقل رقمي لا يعرف الرحمة ولا التوقف.

ميتا: حين يتراجع الحلم
في مكاتب ميتا، الشركة التي وعدت العالم بعالم جديد داخل الميتافيرس، كان الحلم يبدو أكبر من الواقع. فبينما كانت الاستثمارات الضخمة تُضَخ في تطوير نظارات الواقع الافتراضي ومنصات التواصل، جاءت القرارات الأخيرة لتكشف وجهًا آخر للقصة. وجد أكثر من ثلاثة آلاف موظف أنفسهم خارج المنظومة، بعدما قررت الشركة أن الموارد ينبغي أن تُوجَّه نحو الذكاء الاصطناعي لا غيره.
المفارقة أن ميتا، التي طالما بشرت بأنها تصنع عالمًا موازيًا للإنسان، كانت في الوقت نفسه تُقصي آلاف البشر من عالمها الواقعي. فأقسام مثل "Reality Labs"، التي كانت تُعَد قلب مشروع الميتافيرس، تقلصت بشدة، فيما أُعطي الضوء الأخضر للاستثمار المكثف في خوارزميات توليد النصوص والصور والبرمجيات الذكية.
- اقرأ أيضًا: روبوتات دردشة من ميتا تنتحل شخصيات مشهورة بشكل غير أخلاقي ⚠️
وفي حديث داخلي تسرب إلى الصحافة، أُشير إلى أن بعض مهام المهندسين من المستوى المتوسط لم تعد ضرورية، لأن الذكاء الاصطناعي صار يؤديها بكفاءة وسرعة أكبر. هكذا، لم يعد الحديث عن دعم الموظف بالآلة، بل عن استبداله كليًا.

سيلزفورس: "أحتاج عددًا أقل من الرؤوس"
في تصريح صادم هز أوساط التكنولوجيا، أعلن مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس، بصراحة قاطعة أن الذكاء الاصطناعي يقوم الآن بـ30-50% من العمل في الشركة. لم يقتصر الأمر على مجرد كلمات، بل ترجمه واقع مؤلم: استغناء عن أربعة آلاف موظف من قسم خدمة العملاء في عام 2025.
لقد قمت بتقليص العدد من 9000 رأس إلى حوالي 5000 رأس، لأنني لا أحتاج إلى هذا العدد الكبير من رؤوس الماشية.
- مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس
"أحتاج عددًا أقل من الرؤوس"، هكذا صرح بينيوف بوضوح مدمر، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي بات يغطي الجزء الأكبر من مهام الدعم الفني وخدمة العملاء. الشركة التي كانت تفخر بفرقها البشرية الضخمة، تحولت إلى نموذج يعتمد على الوكلاء الرقميين الذين لا يعرفون التعب ولا يطالبون بإجازات.
وفي إضافة إلى التسريحات الجديدة، كانت الشركة قد سرحت سبعة آلاف موظف في بداية 2023، أي ما يعادل 10% من إجمالي القوى العاملة، ثم عادت لتوظف ثلاثة آلاف في نهاية العام نفسه، لكن التوجه العام بقي واضحًا: الذكاء الاصطناعي أولاً، والبشر في المرتبة الثانية.

شركات أخرى في طابور الاستغناء
لم تكن أمازون ولا ميتا ولا مايكروسوفت وحدها في هذا الطابور الطويل من الاستغناءات. فقد دخلت شركات كبرى أخرى المشهد، كل منها بحجتها، وكلها ترفع شعار الكفاءة الرقمية. IBM مثلًا، العملاق العريق الذي ساهم في رسم ملامح عالم الحوسبة، أعلن بجرأة أن آلاف الوظائف الإدارية لن تعود لشغلها، لأنها ببساطة ستُسند إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ولم يغب قطاع التكنولوجيا الصينية عن الصورة، إذ شهدت Tencent وBaidu تحولات مشابهة مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في فرقها التشغيلية والإبداعية. حتى Red Ventures التي تقف خلف مواقع تقنية شهيرة، فضلت تقليص العنصر البشري بعد أن وجدت في الخوارزميات قلمًا سريعًا لا يكلُّ ولا يطالب بزيادة الراتب.
دولينجو: التحول نحو شركة "الذكاء الاصطناعي أولاً"
تطبيق تعلم اللغات الشهير دولينجو لم يخف نيته في الاستغناء عن المتعاقدين البشريين لصالح الذكاء الاصطناعي. الشركة أعلنت صراحة عن التزامها بأن تصبح شركة "الذكاء الاصطناعي أولاً"، ما يعني تقليص الاعتماد على المعلمين والمحررين البشريين في إعداد المحتوى التعليمي.
أوراكل: تقليصات في الهند بنسبة 10%
عملاق قواعد البيانات أوراكل قرر تقليص قوته العاملة في الهند بنسبة 10%، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة العمليات وتوجيه الاستثمارات نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. الشركة تراهن على أن الأنظمة الذكية ستقوم بمعظم مهام إدارة البيانات وصيانة الخوادم.
TCS وشركات التكنولوجيا الهندية
شركة Tata Consultancy Services وغيرها من عمالقة التكنولوجيا في الهند شهدت موجات تسريح متتالية، حيث أصبحت خدمات البرمجة والدعم التقني التي كانت تُسند تقليديًا إلى فرق هندية، تُنجز الآن بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر وتكلفة أقل.
جوجل: إعادة تنظيم صامت
رغم أن جوجل لم تعلن رسميًا عن تسريحات بحجم الشركات الأخرى، إلا أن التقارير الداخلية تشير إلى عمليات "إعادة تنظيم" مستمرة، تهدف إلى دمج المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية، ما يقلل الحاجة إلى الكوادر البشرية في العديد من الأقسام.
شركات الإعلام والمحتوى
لم يغب قطاع الإعلام عن المشهد، فقد أغلقت CNET الباب على عدد من المحررين بعدما جربت نشر مقالات مكتوبة كليًا بواسطة الخوارزميات. كما شهدت Red Ventures، التي تقف خلف مواقع تقنية شهيرة، تقليصًا في العنصر البشري بعد أن وجدت في الخوارزميات قلمًا سريعًا لا يكلُّ ولا يطالب بزيادة الراتب.
وفي أوروبا، كانت Klarna، شركة التكنولوجيا المالية السويدية، تضرب مثالًا أكثر صراحة حين استبدلت مئات الموظفين بأنظمة آلية، حتى أن مديرها التنفيذي تفاخر بأن روبوتًا واحدًا بات يؤدي عمل فريق كامل.
الأرقام تتحدث: واقع مؤلم بلا رتوش
الإحصائيات الحديثة تكشف عن حجم الكارثة الصامتة التي تجتاح سوق العمل. فبحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2025، 41% من أصحاب العمل حول العالم يعتزمون تقليص قواهم العاملة خلال الخمس سنوات المقبلة بسبب أتمتة الذكاء الاصطناعي.
في الولايات المتحدة وحدها، فقد 130,981 عاملاً في قطاع التكنولوجيا وظائفهم حتى منتصف عام 2025، بمعدل 627 موظفًا يوميًا. هذه الأرقام تعكس سرعة التحول نحو الأتمتة، والتي تفوق قدرة السوق على إيجاد بدائل للعمالة المسرحة.
الموجة التي لا يمكن صدها
لم يعد ما نشهده اليوم مجرد تسريحات عابرة أو إجراءات تقشفية اعتادتها الأسواق في أوقات الركود، بل أصبح الأمر أشبه بموجة هادرة تحطم في طريقها كل ما يقف أمامها. إنها موجة الذكاء الاصطناعي، التي لا تفرق بين محرر في غرفة أخبار أو مبرمج في وادي السيليكون أو موظف مالي في أبراج البنوك.
الموجة نفسها التي تجتاح قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والخدمات وحتى الفنون الإبداعية، حاملة معها وعودًا بالإنتاجية الفائقة، لكنها أيضًا تترك خلفها أسئلة معلقة عن المصير الإنساني. فهل هي قفزة طبيعية في رحلة التطور، تفتح أبوابًا جديدة نحو المستقبل؟ أم أنها زلزال صامت يهدد بإعادة تشكيل معنى العمل ذاته، ومعه ملامح حياة البشر في القرن الحادي والعشرين؟
?xml>