
ملخص مؤتمر DevDay 2025 | أهم ما كشفت عنه أوبن أيه آي في مؤتمر المطورين
بعد الفشل المدوي لإطلاق ChatGPT 5، واجهت OpenAI أزمة ثقة حقيقية هزت مكانتها في عالم الذكاء الاصطناعي. لم تكن مجرد نكسة تقنية، بل ضربة قوية لسمعة الشركة التي اعتادت على قيادة السباق التكنولوجي.
وسط انتقادات واسعة وتراجع في ثقة المستثمرين والمطورين، وجدت الشركة نفسها في موقف دفاعي للمرة الأولى منذ سنوات. لكن مؤتمر DevDay 2025 جاء كمحاولة جادة لاستعادة الزخم المفقود وإثبات أن OpenAI لا تزال قادرة على الابتكار والريادة.
وقف سام ألتمان ليس فقط ليكشف عن تقنيات جديدة، بل ليرسل رسالة ان الشركة تعود بقوة وتسعى لاستعادة موقعها في المقدمة مرة أخرى.
- اقرأ أيضًا: لماذا فشل نموذج GPT-5؟ 🤔
أهم ما تم الكشف عنه في مؤتمر DevDay 2025
أطلقت OpenAI مجموعة من الابتكارات التي تعيد تعريف الذكاء الاصطناعي بالكامل، من AgentKit الذي يحوّل الذكاء الاصطناعي إلى وكيل رقمي مستقل، إلى Apps SDK الذي يفتح الباب أمام دمجه في أي تطبيق بسهولة، وصولًا إلى الإصدار الجديد من ChatGPT والنماذج المطوّرة مثل GPT-5 Pro وSora 2. كل إعلانٍ منها لا يقف بمفرده، بل يُكمل الآخر في لوحة واحدة تُشير إلى طموح الشركة في جعل الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل مُهمة، وكل لحظة رقمية من حياتنا.

الذكاء الاصطناعي يتحول إلى موظف عبر AgentKit
لعل أبرز ما شدّ انتباه الحاضرين في مؤتمر DevDay 2025 هو إعلان OpenAI عن AgentKit، وهي مجموعة أدوات تتيح لأي مطوّر بناء "وكيل ذكي" مُستقل يمكنه تنفيذ مهام حقيقية على الإنترنت -ليس فقط الرد على الأوامر بل أداءها بالكامل.
تخيّل وكيلًا رقميًا قادرًا على حجز الرحلات، إدارة الإيميلات، أو تحديث قاعدة بيانات شركتك دون أن ترفع إصبعًا! AgentKit يجعل هذا مُمكنًا إذ يوفّر واجهات برمجية تربط ChatGPT مُباشرةً بالويب وبالتطبيقات المُختلفة بطريقة آمنة ومُراقَبة.

ما يميّز الفكرة أن OpenAI لم تطرحها بوصفها منتجًا مغلقًا، بل كنظامٍ مفتوحٍ يمكن لأي مطوّر توسيعه أو تخصيصه، ليتحول ChatGPT من مساعد شخصي إلى «زميل عمل رقمي» يتعلم ويتطور معك.
- قد يهمك: متصفح Comet متاح مجانًا بوكيل ذكي! 👀
ChatGPT يمكنه الوصول إلى التطبيقات الآن!
أعلنت الشركة الأمريكية عن ميزة التطبيقات "Apps" في ChatGPT والتي تسمح بالوصول المباشر للتطبيقات من داخل المحادثة نفسها دون الحاجة للخروج منها. يمكن للمستخدمين كتابة اسم التطبيق مثل Spotify أو Figma أو Booking مباشرة في شات جي بي تي، فتظهر قائمة منبثقة تتيح التفاعل الفوري مع التطبيق.
هذه الميزة تجعل من الممكن إنشاء قوائم على Spotify، أو تصميم عرض تقديمي على Canva، أو تصفح أسعار المنازل على Zillow، أو حجز الفنادق عبر Booking - كل ذلك من داخل دردشة ChatGPT مباشرة دون التبديل بين التطبيقات.

سيتمكن المطورين من إضافة تطبيقاتهم بشكل تفاعلي داخل «شات جي بي تي» عبر حزمة "Apps SDK"، مما يفتح المجال أمام تجارب جديدة تمزج بين المحادثة والتفاعل المرئي، ويتيح للمطورين الوصول إلى أكثر من 800 مليون مستخدم.
كما قدّمت الشركة متجرًا جديدًا للتطبيقات مبنيًا داخل ChatGPT، حيث يُمكن للمستخدمين تصفّح تطبيقات الآخرين أو نشر تطبيقاتهم الخاصة. خطوة كهذه تفتح الباب أمام اقتصادٍ جديد قائم على «الدردشات الذكية»، حيث يصبح كل تطبيق تجربة تفاعلية وليس أزرار وصفحات فقط.
قائمة التطبيقات المدعومة حاليًا في ChatGPT:
- سبوتفاي - Spotify
- كانفا - Canva
- كورسيرا - Coursera
- بوكينج.كوم - Booking.com
- إكسبيديا - Expedia
- زيلو - Zillow
النماذج الجديدة: من Mini إلى GPT-5 Pro
لم يمر المؤتمر دون الكشف عن تحديثات في قلب النظام نفسه الذي يتمثل في النماذج اللغوية، قدّمت OpenAI مجموعة من النماذج الجديدة في DevDay 2025، بما في ذلك GPT-5 Pro عبر الـ API، وإتاحة Codex بشكل عام، ومعاينة Sora 2 API. لم تعد القصة مقتصرة على نموذج واحد يسيطر على كل شيء، بل منظومة متنوعة تناسب احتياجات مختلفة.

أطلقت الشركة أيضاً "gpt-realtime mini"، وهو نموذج صوتي أصغر وأرخص يدعم التفاعلات الصوتية منخفضة التأخير في الوقت الفعلي، مصمم خصيصاً للمطورين الذين يريدون دمج قدرات صوتية سريعة في تطبيقاتهم دون الحاجة لقوة حاسوبية هائلة أو تكاليف باهظة.
أما GPT-5 Codex، الذي يُعد من أسرع النماذج نمواً في OpenAI، فهو متخصص في مهام البرمجة مثل إعادة هيكلة الأكواد ومراجعتها. ما يجعله الرفيق المثالي للمبرمجين الذين يبحثون عن مساعد ذكي يفهم لغة الكود كما يفهمون هم أنفسهم.
وعلى رأس الهرم يأتي GPT-5، الذي وصفته OpenAI بأنه "أذكى وأسرع وأكثر فائدة من أي نموذج سابق، مع قدرات التفكير المدمجة" هذا الإصدار لا يكتفي بتوليد الإجابات، بل يمتلك القدرة على التفكير المنطقي المعقد وفهم التعليمات المتشابكة بدقة غير مسبوقة، كأنه يمتلك طبقة إضافية من الوعي تسمح له بالتأمل في السؤال قبل الإجابة عليه.
هذه النماذج مجتمعة تمثل تنوعاً ذكياً يتيح للمستخدم أو المطور اختيار الذكاء الأنسب لكل مهمة، من المحادثات السريعة اليومية إلى التحليلات المعقدة التي تتطلب تفكيراً عميقاً.
وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين
واحدة من أكثر الإعلانات إثارة للاهتمام كانت التركيز على Agent Kit، وهي بيئة تطوير متكاملة لإنشاء "وكلاء ذكاء اصطناعي" مستقلين، تتضمن لوحة مرئية لتصميم سير العمل المعقد، وواجهة دردشة قابلة للتضمين تُدعى "Chat Kit" لنشر الوكلاء في أي تطبيق، ومجموعة تقييم متطورة لقياس الأداء وتحسينه.

هذه الأدوات تحوّل فكرة الذكاء الاصطناعي من مجرد برنامج للدردشة إلى نظام قادر على العمل بشكل مستقل داخل بيئات مختلفة.
بهذا الشكل، يتحول الكمبيوتر من أداة ننفّذ عبرها الأوامر، إلى مساحة يتعاون فيها الإنسان والذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب. يُمكن للوكيل الذكي أن يتنقل بين التطبيقات المختلفة، يدير المهام، ويتفاعل مع الأدوات المتنوعة تحت إشراف المستخدم وإذنه إنها خطوة تقرّبنا أكثر من مفهوم "المساعد الرقمي الحقيقي" الذي طالما حلمت به شركات التقنية.
وراء الكواليس: رؤية OpenAI للمستقبل
من خلال كل هذه الإعلانات، يبدو أن OpenAI ترسم خريطة طريق تجعل الذكاء الاصطناعي أكثر استقلالية واندماجًا من خلال كل هذه الإعلانات، بعد الصعوبات وخسارة ثقة السوق التي واجهتها الشركة، تحاول الآن استعادة موقعها الريادي من خلال رؤية طموحة تتجاوز مجرد تطوير نماذج منفردة.
تبرز رؤية OpenAI في بناء بيئة تفاعلية حقيقية بين الإنسان والآلة، وليس مجرد التنافس الرقمي التقليدي. فبينما تسعى الشركات الأخرى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الحالية، تريد OpenAI أن تجعل الذكاء الاصطناعي نفسه هو المنتج والمنصة والتجربة كلها.
في النهاية، يمكن القول أن الشركة تراهن الآن على المطورين لاستعادة الموقع الريادي، وتأمل أن تثبت أن الابتكار الحقيقي يأتي من الرؤية الجريئة وليس من اللحاق بالمنافسين. مثلما قال ستيف جوبز ذات يوم: «الابتكار هو ما يميّز القائد عن التابع»، ويبدو أن OpenAI لا تسعى فقط لأن تكون في المقدمة بل أن تعيد رسم الطريق بأكمله.كمله.
?xml>