
آبل تدرس التعاون مع جوجل لاعتماد Gemini في تطوير Siri الجديد
- آبل تناقش استخدام Gemini من جوجل لتطوير Siri بشكل جذري.
- التأجيلات الهندسية أخرت إطلاق النسخة الجديدة لعام كامل.
- دمج GPT-4o سابقًا أظهر حاجة Siri لتعزيز قدراته.
- هذا التعاون محتمل مع جوجل يثير تساؤلات الخصوصية والأمان.
تخوض آبل مناقشات مبكرة مع جوجل لاستكشاف إمكانية استخدام نموذج Gemini لتطوير نسخة جديدة كليًا من المساعد الصوتي Siri. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولات الشركة لتعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تعمل جوجل على تدريب نموذج مخصص يمكن تشغيله على خوادم آبل إذا تم الاتفاق.
حتى الآن لم تصل المحادثات إلى مرحلة تجارية رسمية، لكنها تشير إلى أن آبل تدرس بجدية خيار الاستعانة بشريك خارجي لإعادة ابتكار سيري.
خلفية عن النماذج الداخلية لآبل
اعتمدت آبل خلال السنوات الأخيرة على فريق Apple Foundation Models الذي طور أنظمة لغوية داخلية أطلقت عليها أسماء مثل Linwood. صُممت هذه النماذج لتشغيل Siri من دون الاعتماد الكامل على أطراف خارجية، مع توزيع العمل بين نماذج صغيرة تعمل مباشرة على الأجهزة ونماذج أكبر تعمل عبر بنية خوادم Private Cloud Compute.
كان هدف آبل من هذه المقاربة هو ضمان خصوصية المستخدمين من خلال معالجة البيانات ضمن بيئتها الخاصة.
تكامل GPT-4o مع Siri
رغم اعتماد Siri أساسًا على نماذج آبل الداخلية، أضافت الشركة في عام 2024 خيارًا لتكامل ChatGPT من OpenAI داخل Siri، وكان النموذج المستخدم هو GPT-4o. لم يكن هذا التكامل إلزاميًا، بل متاحًا عندما يوافق المستخدم أو يطلب ذلك صراحة من Siri.
وبهذا أصبح بوسع المساعد الصوتي الاستعانة بـ GPT-4o في الاستفسارات العامة أو المهام الإبداعية، بينما ظلت بقية الوظائف اليومية تعتمد على نماذج آبل الداخلية. وقد عكس هذا المزج بين الداخل والخارج إدراك الشركة لضعف Siri أمام المنافسين وحاجتها إلى سد الفجوات بسرعة.
كما أدى الكشف عن محادثات آبل مع جوجل إلى ارتفاع أسهم الشركتين. فقد ارتفع سهم جوجل بنحو 2.9 في المئة، بينما ارتفع سهم آبل بنسبة 1.4 في المئة. ويعكس هذا التفاعل الإيجابي توقعات المستثمرين بأن أي تعاون محتمل قد يعزز مكانة Siri ويجعلها منافسًا أكثر جدية في سوق المساعدات الرقمية.
التحديات الداخلية وتأجيل التحديث
كانت آبل قد خططت لإطلاق نسخة مطورة من Siri في ربيع العام الحالي، لكن المشروع تأجل عامًا كاملًا بسبب صعوبات هندسية. وقد تسبب هذا التأجيل في تغييرات تنظيمية داخلية، حيث جرى تهميش دور رئيس الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا، فيما تولى كريغ فيدريغي ومايك روكويل الإشراف على المشروع.
وقد أبدى كلاهما انفتاحًا أكبر على الاستعانة بمصادر خارجية مثل جوجل أو OpenAI.
تعمل آبل حاليًا على اختبار نسختين من نموذج Siri الجديد. الأولى، المسماة Linwood، تعتمد على نماذج آبل الداخلية. الثانية، المسماة Glenwood، تعتمد على تقنيات خارجية. والهدف من هذا الاختبار هو تحديد ما إذا كان من الأفضل المضي قدمًا بالاعتماد الكامل على التكنولوجيا الداخلية أو الجمع بين نماذج داخلية وخارجية كما هو الحال مع GPT-4o.
أزمة الحفاظ على الكفاءات
تعاني فرق آبل الداخلية من نزيف في الكفاءات. فقد غادر عدد من كبار المهندسين إلى شركات منافسة مثل ميتا التي أغرتهم بعروض مالية ضخمة. كما بدأ آخرون في البحث عن فرص جديدة بسبب القلق من احتمال اعتماد آبل على نماذج خارجية بشكل أوسع، ما يقلل من أهمية عملهم داخل الشركة.
ورغم المنافسة المباشرة بين آبل وجوجل في الهواتف والأنظمة والخدمات، فإنهما يرتبطان بشراكات استراتيجية قائمة، مثل جعل محرك جوجل البحث الافتراضي على أجهزة آبل مقابل مليارات الدولارات سنويًا.
إذا توسع التعاون ليشمل Gemini، فإن العلاقة بينهما ستصبح أكثر تعقيدًا، خاصة مع خضوع الاتفاقيات السابقة لتدقيق من الجهات التنظيمية الأمريكية.
مخاوف الخصوصية والأمان
يثير التوجه نحو الاستعانة بنماذج خارجية مثل Gemini أو GPT-4o تساؤلات حول الخصوصية. غير أن آبل تسعى إلى معالجة هذه المخاوف عبر تشغيل النماذج الخارجية على خوادمها الخاصة باستخدام معالجات ماك، بدلًا من تشغيلها مباشرة على أجهزة المستخدمين.
إضافة إلى ذلك، فقد أكد تيم كوك أن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي بات ضرورة حتمية لآبل. وأوضح أن الشركة وإن لم تكن أول من يدخل الأسواق الجديدة، فإنها غالبًا ما تقدم المنتج الأفضل بعد سنوات.
مستقبل Siri بين الداخل والخارج
يقف نموذج Siri اليوم على مفترق طرق. من جهة هناك النماذج الداخلية مثل Linwood التي تعكس فلسفة آبل في حماية الخصوصية. ومن جهة أخرى هناك النماذج الخارجية مثل GPT-4o وجوجل Gemini التي قد تمنح Siri دفعة قوية على مستوى الفهم والسرعة والقدرات الإبداعية.
لم تُحسم النتيجة النهائية بعد، لكن المؤكد أن Siri في شكله المقبل لن يكون مجرد نسخة محسنة من الماضي، بل مساعدًا ذكيًا قد يشهد تحولًا جذريًا بفضل هذا المزيج بين الداخل والخارج.
?xml>