[quote سامسونج تخطط لإضافة محرك بحث Bing داخل هواتفها، لتوجه بذلك صفعة لجوجل بقيمة 3 مليارات دولارات، ما يضع الشركة في موقف حرج.]

إذا ذكرنا اسم جوجل فإن أول ما يخطر على بالنا هو محرك بحث «جوجل» الذي سحق منافسيه لعقود من الزمن ونجح في أن يكون الأداة التي نلجأ إليها للبحث عن أي شئ تقريباً، حيث هيمنت جوجل على مجال محركات البحث منذ سنين؛ ولكن وكما رأينا من انهيار لإمبراطوريات كان من الخيال تخيل فشلها، مثل شركة نوكيا على سبيل المثال، فلن يكون من المستحيل تخيل سقوط جوجل، في قصة بطلها الذكاء الاصطناعي وسببها تعاون سامسونج مع مايكروسوفت!

حيث إنتشرت تقارير تشير إلى أن سامسونج تفكر في استبدال محرك البحث الافتراضي في هواتفها ليكون مايكروسوفت بينج بدلاً من جوجل، الأمر الذي كان كفيلاً لإصابة موظفي جوجل بالذعر (وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز)، وهو رد الفعل المتوقع عندما نعلم أن سامسونج تدفع لجوجل ما يقارب 3 مليارات دولارات سنوياً لوضع محرك بحث الشركة بشكل افتراضي على أجهزتها، بل أن دراسة كتلك قد تجعل آبل التي تدفع 20 مليار دولار هي الأخرى أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بهذه الصفقة!

جدير بالذكر أن سامسونج جددت صفقتها مع جوجل لاثنى عشر عاماً على التوالي، وبالتالي فإن جوجل ليست مستعدة لخسارة ذلك العقد الآن.

وعلى الرغم من عدم توضيح السبب، نعتقد أن السبب في هذا التفكير من العملاق الكوري هو الشعبية الغير متوقعة التي اكتسبها Bing بعد دمجه بنموذج ChatGPT حيث استطاع الوصول إلى أكثر من 100 مليون مستخدم يومي لأول مرة في تاريخه، جدير بالذكر أن مايكروسوفت دعمت روبوت دردشتها كذلك بإمكانية إنشاء الصور، ما جعل محرك بينج يتغير يظهر على الساحة كواحد من أهم التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي حالياً.

إنشاء الصور في محرك بحث Bing

وعلى الرغم من أن جوجل دائماً ما كانت تستثمر في الذكاء الاصطناعي لسنين، إلا أن إطلاق OpenAI لنموذج ChatGPT أدى لاهتزاز عرشها لأول مرة منذ 25 عاماً تقريباً، ثم زاد الأمر سوءاً بعد إضافة النموذج داخل محرك بحث بينج. لم تكن جوجل مستعدة بعد للكشف عن أي منتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ولكن لم يكن لديها أريحية الإنتظار، فرأينا الشركة تكشف فوراً عن نموذج Bard رغم عدم اكتماله، واكتفت بالتحذير المتكرر من عدم الوثوق فيه، حتى بعد إتاحته للتجربة في أمريكا وبريطانيا. 

كيف تخطط جوجل للصمود أمام خطر محرك بحث Bing؟

على الرغم من أن العنوان يبدو وكأنه كُتب في عالم موازي، إلا أنه حقيقي. حيث دقت جوجل بالفعل ناقوس الخطر، وبدأت في التركيز بشكل شبه كامل على الذكاء الاصطناعي، بل وحتى طلبت من الفريق المسؤول عن مساعد جوجل الصوتي أن يتفرغوا لتطوير بارد الذي يمثل الورقة الأكثر أهمية للصمود أمام ChatGPT ولكن ليست الوحيدة.

حيث تخطط جوجل كذلك لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة داخل محرك بحث جوجل، وذلك وفقاً لملفات داخلية، والتي وصفت العملية ببناء "محرك بحث جديد تماماً"، يشمل ذلك التعديل على الوظيفة الأساسية لمحرك البحث وهي العثور على نتائج. حيث سيوفر محرك البحث الجديد للمستخدمين تجربة أكثر تخصيصًا من خلال توقع احتياجات المستخدم.

انشأت جوجل مشروعاً كاملاً لتحقيق ذلك الغرض، والذي أطلق عليه اسم "Magi"، وحسب التقارير الداخلية من الشركة، يعمل أكثر من 160 موظف على هذا المشروع الذي من ضمن أهدافه دمج ظهور الإعلانات بين نتائج البحث، وهو الأمر المهم للشركة للحفاظ على أرباحها من الإعلانات، خصوصاً أن تجربة إضافة الإعلانات في بوتات الدردشة مازالت مبهمة، ولا تنوي جوجل وضع أي إعلانات داخل بارد حتى الآن.

تخطط الشركة لإصدار هذه الميزات الجديدة إلى مليون شخص كحد في البداية، على أن يرتفع هذا الرقم تدريجياً ليصل إلى 30 مليون بنهاية العام الجاري، ستظهر الخصائص الجديدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية في البداية.

وبشكل عام، فإن الطريق يبدو وعراً للشركة الأمريكية، حيث لا تملك سوى أن تكسب معركة الذكاء الاصطناعي، وإلا ستودع عرش محركات البحث، متبوعاً بصفقة سامسونج وربما المزيد. جدير بالذكر أن مايكروسوفت وسامسونج تعاونا أكثر من مرة، وبالتالي فمن المرجح أن يتم الإستغناء عن جوجل بالفعل.

هل تعتقد أن جوجل على حافة الهاوية وأن مايكروسوفت بينج قد ينجح في معركة كان معروفاً فيها بالخسارة منذ إطلاقه؟ شاركنا التعليقات!