مراجعة لعبة The Outer Worlds 2
معلومات سريعة
The Outer Worlds 2
Obsidian Entertainment
Xbox Game Studios
Xbox Series X|S, PS5, and PC
بعد 4 سنوات من الكشف الأول عنها، تصدر أخيرًا لعبة The Outer Worlds 2. من تطوير Obsidian Entertainment، الذي قدم لنا Fallout: New Vegas، ونَشْر Xbox التي استحوذت على هذا الاستديو قبل 7 أعوام. اللعبة لا تُعَد تكملة مباشرةً للجزء الأول، إذ إن كل ما يشتركان فيه هو العالم و"اللور"، ودعونا نحسم الأمر من البداية؛ هذا الجزء أضخم وأمتع في عدة جوانب من سابقه، لكن يبقى السؤال: هل هو على قدر التوقعات عمومًا؟
قصة The Outer Worlds 2 باختصار

بعيدًا عن نظام Halcyon النجمي الذي خضنا فيه مغامرة الجزء الأول، تقع أحداث الجزء الثاني في مستقبل بعيد توسع فيه البشر في الفضاء، واستطاعوا الوصول لأطراف المجرة وإنشاء مستعمرات تحت سيطرة شركات ضخمة وهيئات دينية متطرفة.
أنت هنا داخل إحدى هذه المستعمرات، تُسمى "Arcadia"، وصلت كقائد عن جهة "Earth Directorate" التي تحاول إعادة النظام إلى هذه المستعمرة بعدما خرجت أمورها عن السيطرة. على غرار الجزء الأول، هناك فصائل كثيرة، منها الرأسمالية الجشعة التي لا تؤمن سوى بالمال، ومنها الدينية الصِرف المهووسة بالمعرفة (أشبه بالنظام الشمولي، لكن بغطاء ديني)، ومنها أيضًا الناس العاديون الذين يدفعون الثمن.
بمجرد وصولك إلى مستعمرة "Arcadia"، ستتحول مهمتك "الروتينية" إلى مؤامرةٍ كبرى تقلب حياتك رأسًا على عقب. ستجد نفسك وسط صراعٍ بين قوتين هما "Protectorate" والتكتل الرأسمالي الناتج عن اندماج شركتين من الجزء الأول "Auntie’s Choice".
أسلوب اللعب ونظام تقمص الأدوار

لُعبتنا، كما ينبغي أن تعرف، هي لعبة تقمص أدوار وتصويب من المنظور الأول Shooter RPG (يمكن التبديل إلى المنظور الثالث، لكنه غير مريح)، ولقد أبدعت حقًا في هذا الجانب لتعوضنا عن تجربة Avowed، التي لم تكن تستحق الانتظار صراحةً (وإن كانت مقبولة). أسلوب القتال تحديدًا يُعتبر من أبرز جوانب التجربة خصوصًا إذا ما قارناه بالجزء السابق، لكن يقابله ضعف الذكاء الاصطناعي للأعداء نوعًا ما.
وعلى الرغم من أن The Outer Worlds 2 قائمة على التصويب من المنظور الأول، فإنها تجعلك تلعب بالأسلوب الذي تفضله، من الاعتماد على الأسلحة النارية الثقيلة والمواجهة المباشرة إلى طعن الأعداء مستخدمًا نظام التسلل، إلخ.
لكن قبل القتال، يُخصص اللاعب مظهره وسماته وشجرة مهاراته وكل عناصر الـ RPG المعتادة، لكن The Outer Worlds 2 تتعامل مع هذه العناصر بطريقة أكثر ذكاءً وتفاعلية من سابقتها. فكل خيار هنا يؤثر على هوية الشخصية وسلوك العالم من حولها. فماضي الشخصية مثلًا قد يفتح أمامك خيارات لا تُتاح لغيرك، ونفس الشيء بالنسبة للسمات وبقية العناصر.

تمنحك اللعبة أيضًا القدرة على خوض المهمات بعدة طرق مختلفة؛ تستطيع أن تكون شخصية قوية تعتمد على القتال، وتستطيع أيضًا أن تستند إلى ذكائك لحل المشاكل بالحوار والإقناع. كل قرار تتخذه يغير شكل العالم ويحدد مصير الفصائل التي تتعامل معها، لا يوجد قرار "صحيح" أو "خاطئ" بالمطلق، فكل قرار له نتائجه التي يمكن تبريرها بسهولة.
وتتسع مساحة الحرية هنا إلى درجة تُشعرك بأنك فعلًا تعيش داخل هذا العالم، وهذا يتضح في عدة أشياء منها -على سبيل المثال- أن كل مهارة تستثمر فيها تفتح احتمالات مختلفة لمسار القصة (اللعبة تقدر التخصص للغاية). أيضًا يظهر هذا التنوع بوضوح في المهمات الجانبية التي تحمل، أحيانًا، ثِقَل القصة الرئيسية نفسها، إذ قد تُغير بعض القدرات التي تجمعها من هذه المهمات مجريات الصراع بأكمله.
لكن، أمام هذه الحرية يأتي أول عيب واضح في اللعبة وهو صعوبة التنقل، حيث ستجد نفسك في كثيرٍ من الأحيان تائهًا لأن المسار الصحيح يمر عبر طرقٍ ملتوية. أضف إلى ذلك أن تفكيرك سيتجمد في بعض المهام، وخصوصًا الجانبية، لأن اللعبة تتجاهل شرح أو توضيح بعض التعليمات الضرورية.
العالم والشخصيات

أما بالنسبة للعالم، فلا يقل حرية عن أسلوب اللعب، حيث يشكل امتدادًا مباشرًا لعالم الجزء الأول، لكنه أكثر اتساعًا وتنوعًا وحيوية (ومع ذلك ليس عالمًا مفتوحًا). المدن والمستوطنات الموجودة في Arcadia تعج بالشخصيات الحية -والغريبة!- كما أوضحنا، وصحيحٌ أن بعض المناطق تبدو شبه مهجورة وخالية من الحياة، وكأنها بقايا حضارات سابقة، لكن كل كوكب يملك طابعه الخاص، بعكس Starfield مثلًا!

نقطةٌ أخرى بحق عالم اللعبة أنه يشجع على الاستكشاف بدرجة لا تتخيلها، حيث تخبئ لك كل منطقة شيئًا قيمًا، سواء كان أداة نادرة أو قدرة جديدة أو حتى حوارًا إضافيًا يعرفك أكثر وأكثر على هذا العالم. إضافة إلى ذلك، أزالت Obsidian الكثير من القيود المُعتادة في ألعاب الـ RPG الأخرى، وعلى رأسها نظام الوزن الذي يمنعك من جمع الكثير من الموارد، ولا تقلق، هذا لم يُفقِد التجربة شيئًا من قيمتها.
أما الشخصيات والرفاق، فلا يخفى عليكم مدى تمكن Obsidian Entertainment من إتقانها. الاستديو أحيا فكرة الطاقم الصغير الذي يرافقك في كل مهمة، والذي يتميز بكونه أكثر من NPCs، بكثير، فكل شخصية تقريبًا لها دوافعها وتاريخها الذي ينعكس على أسلوب اللعب والخيارات التي تتخذها أنت، لكن هذا الكلام -للأسف- لا ينطبق على نطاق جميع الشخصيات.
لديك 6 رفقاء يمكنك تجنيدهم، وطريقة التجنيد هنا تكون بإنجاز المهمة التي تطلبها منك الشخصية. بمجرد إتمامها، ستتمكن من التعرف إلى رفيقك الجديد وماضيه -عبر ما يُسمى بـ "مهام الولاء Loyalty Missions"- كما ستحصل على قدرات إضافية أو مزايا خاصة تجعل الرفيق أكثر فاعلية في مواقف معينة داخل اللعبة.

بعض الشخصيات الجانبية، مثل Valerie، يعيبها التكلف في السخرية أحيانًا، لكن هل هذا يعني أن الكتابة في The Outer Worlds 2 سيئة؟ إطلاقًا؛ هي فقط تُقحم السخرية كثيرًا في الحوارات، وعلى الرغم من تميز اللعبة بشكل عام في معالجة أفكارها -وسط تمثيلٍ وأداء صوتي يخدم القصة-، فإنها تقع أحيانًا في فخ الإفراط بـ "خفة الدم"! لكن بشكل عام، اللعبة توازن بين الدراما السياسية والخيال العلمي والطابع الساخر بنسب مضبوطة.
الأداء التقني

كما توقعت -عزيزي القارئ- اللعبة مطورة على Unreal Engine 5، الملطَّخ بسمعة سيئة لا أتمناها لألد أعدائي، لكن الأمور سارت على ما يُرام لحسن الحظ، ليس دائمًا، حيث تعاني بعض المناطق أحيانًا من مشاكل في الريندر، نعم لا تؤثر على التجربة بشكل كبير، لكنها تظل مشكلة، وأنا هنا أتحدث عن تجربة اللعبة على الحاسوب.
اللعبة تحمل 3 إعدادات للرسوميات؛ إعدادات الأداء Performance (حتى 120 إطارًا في الثانية)، وإعدادات الدقة Quality (حتى 30 إطارًا في الثانية)، وبينهما إعدادات الطور المتوازن الذي يجمع بين الأداء والدقة (حتى 60 إطارًا في الثانية). اختر الطور الذي يناسبك بناءً على إعدادات حاسوبك، لكننا ننصحك بتجربة الطور الأخير.
الخلاصة

تثبت لعبة The Outer Worlds 2 أن Microsoft تستطيع إنتاج عناوين ممتازة، وأستغرب من عدم التسويق لها بالشكل الذي تستحقه، حيث أكاد أجزم أن الكثيرين لم يعرفوا -أو نسوا- أنها ستصدر هذا الشهر. اللعبة قوية حقًا على معظم الأصعدة سواء القصة أو الشخصيات أو أسلوب اللعب وعناصر الـ RPG، ومع بعض السلبيات البسيطة مثل بُطء الإيقاع في البداية، وروح الدعابة المبالغ فيها -أحيانًا-، وضعف بعض الشخصيات الثانوية -بعيدًا عن الرفقاء-، نتوقع أن نراها في قائمة أفضل ألعاب العام.
تصدر اللعبة 29 أكتوبر الجاري على أجهزة Xbox Series X|S وPlayStation 5، بالإضافة إلى الحاسب الشخصي.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- أسلوب لعب محسن وممتع، خاصة في نظام التصويب والقدرات
- حرية كبيرة تؤثر على العالم ومسار القصة بوضوح
- شجرة المهارات والتخصص مصممة بذكاء
- إتقان شخصيات الرفقاء
- كتابة مصقولة وتوازن جيد بين عناصر الخيال العلمي والدراما والسخرية
العيوب
- نظام التنقل مربك في بعض الأحيان
- الذكاء الاصطناعي للأعداء ليس أفضل شيء
- الإفراط في السخرية في بعض الحوارات يفقدها قيمتها