بدأت الحكاية عام 1968 عندما جلس السيد Gordon Moore والسيد Robert Noyce مع السيد Andrew Grove، جلسة واحدة شكلت طموح هذا الثلاثي الذي لم يدرك أنه على وشك صناعة التاريخ. صناعة التاريخ؟ لا، بل كتابته بأقلامهم أيضاً بعد تأسيس أكبر شركة للمعالجات المركزية في العالم، شركة Intel الشهيرة.

المعالجات المركزية التي تلعب دور المخ في أجهزة الكمبيوتر، وهي نفسها التي قرر الثلاثي تقديمها في حقبة زمنية شهدت تضخم رهيب في عالم أجهزة الكمبيوتر بشكل خاص بعد أن قاموا بالعمل على تطوير شرائح الذواكر من فئة الـ SRAM والـ DRAM، وهذا بعد أن دخلوا أيضاً في سوق المعالجات مع Intel 4004 الذي تحدثنا عنه في السابق.

كل هذه الأرقام والتواريخ تحتاج إلى موسوعات، حتى لو كانت Intel في الوقت الحالي ليست الأفضل في مجالها. اليوم، سنتحدث عن بعض العشوائيات التي قد لا تعرفها عن Intel كما تحدثنا من قبل عن عشوائيات NVIDIA. فهيا بنا لندخل في موضوعنا مباشرةً والذي يتضمن خمس نقاط لم تعرفها من قبل عن الشركة.

ما الفكرة وراء اسم Intel في الأصل؟

المضحك في الأمر أن اسم Intel هذا لم يكن مطروحاً على الطاولة في الأساس. كان من المفترض أن يتم تسمية الشركة "Moore Noyce"، وهذا الاسم ما هو إلا مزيج بين الاسم الأخير للثنائي الشهير Robert Noyce وGordon Moore. تخيل أنك كنت ستقوم في يومٍ من الأيام بشراء معالج Moore Noyce Core i9-11900K. أنا متأكد من أن Intel كانت لتحتاج إلى مصمم جيد لصناديق المعالجات في هذه الحالة.

بالطبع، تم صرف النظر عن هذا الاسم. لا أحتاج لأن أقول هذا لك، أليس كذلك؟

عند جلوس الثنائي مع زملائهم، لم يستطع أحد منهم التفرقة بين هذا الاسم وجملة 'More Noise" التي تشير إلى وجود ضوضاء أكثر. عندهم حق للأمانة، ومن هنا سمعنا اسم "Intel" هذا بعد أخذ أول جزء من كلمات Integrated Electronics.

المنافسة في سوق الساعات كان هدفاً لـ Intel يوماً ما!

كانت هناك محاولة فاشلة في عام 1972 للدخول في سوق الساعات الرقمية، أتتذكر هذه الساعات التي حلمت بأن تشتري إحداها يوماً ما؟

محاولة Intel تضمنت شراء شريحة Microma الشهيرة بتصنيع الساعات وقتها، وبالطبع لم تخسر Intel أي مبالغ مادية في بداية الأمر لأن Microma لم تكن اسمٍ صغيراً وقتها. جنت الشركة بعض الأرباح في البداية، لكن من المضحك أن سوق الساعات بدأ في الهبوط عام 1978، أي بعد ستة أعوام من شراء الشركة.

هنا قررت Intel أن تقوم ببيع هذه الشركة والتخلص منها للأبد، ولم تبقى أي أثار لها إلا عندما نرى Gordon Moore مرتدياً ساعة Microma في بعض المقابلات الصحفية.

لا يمكنني أن أتخيل أن Intel تقوم بتصنيع المعالجات في نفس الوقت الذي تقوم فيه بتصنيع الساعات، لكن يمكنني أن أقول أنها كان من الممكن أن تكون منافساً جيداً لـ Samsung وApple في هذا السوق، لكن هذه مجرد أحلام يقظة، لا أكثر ولا أقل.

عالم رياضيات كان السبب في خسارة نصف مليار دولار!

نعم، هذا صحيح. إن كنت لا تعرف، فمعالجات Intel P5 Pentium المركزية عانت من مشكلة تقنية لم تكشف Intel عنها، أو في الواقع، من المحتمل أن هذه المشكلة غابت عن أعين Intel في الأصل. هذه المعالجات التي صدرت في عام 1994 كانت جيدة بالنسبة لاستخدامها في هذه الحقبة الزمنية، لكن أحد علماء الرياضيات قرر أن يكتشف الغامض والمثير.

اكتشف البروفيسور Thomas Nicely هذه المشكلة في أكتوبر من نفس عام الإطلاق الخاص بهذا المعالج. كأي شخص على خلق، قام البروفيسور بالتواصل مع الشركة بشأن هذه الأزمة، ولكن الشركة لم ترد عليه بأي رد ولا كلمة شكر حتى. هنا، قرر البروفيسور اللجوء للإنترنت للحديث عن هذه المشكلة التقنية، وهنا بدأ شركاء Intel بمهاجمة الشركة ورفض بيع أجهزة كمبيوتر تحتوي على هذه المعالجات من الأساس.

من هنا، توجب على الشركة أن تقوم باستبدال كل معالج داخل أجهزة الشركاء بمعالجات سليمة، وهذا كلف الشركة ما وصل إلى 497 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 888 مليون دولار أمريكي في العام الجاري. سمعة Intel تضررت وقتها بالطبع، لكنها استطاعت أن تقف على أقدامها بدون أي مشاكل في الأعوام التي مرت بعدها.

هل سمعت من قبل عن متحف Intel؟

متحف Intel حقيقي بالفعل، وليس جزءاً من الأساطير. هذا المتحف يقع بداخل مقر الشركة الرئيسي، والأول، في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا. تقوم الشركة بعرض منتجاتها القديمة بالداخل وتقوم أيضاً بعرض تاريخها الخاص في سوق أشباه الموصلات، سواء كانت بعض التفاصيل التي لا تعلمها أنت من الأساس أو وضع التصاميم الأولية لهذه الشرائح.

المتحف مفتوح للعامة بالطبع، وإلا ما كانت هناك أي حاجة لفتحه من الأساس. يجب أن نذكر أيضاً أن الدخول إلى هذا المتحف لا يحتاج لدفع أي مقابل مادي أيضاً. المثير للإهتمام في الأمر أن العمل على فتح هذا المتحف بدأ في ثمانينات القرن الماضي، وتم فتحه للعامة في عام 1992 وكأن Intel كانت على علم بأنها ستكتب التاريخ بالفعل. تخيل لو فشلت Intel في بداياتها أثناء فتح هذا المتحف، كان هذا ليكون محرجاً للغاية.

كما ذكرنا، فتح هذا المتحف في عام 1992 وتمت توسعته في عام 1999 لكي يتم مضاعفة حجمه ثلاث أضعاف وتم إضافة متجر بالداخل أيضاً. يستعرض هذا المتحف جميع التقنيات المختلفة في تصنيع أشباه الموصلات، وأيضاً توجد بعض البرامج التعليمية الخاصة بالمدارس لكي توفر أكبر كم ممكن من المعلومات لصغار السن.

الغرفة النظيفة….أنظف من غرف المستشفيات!

جميع شرائح السليكون يتم العمل عليها في مكانٍ محدد داخل المصنع، وفي حالة Intel يتم إطلاق اسم "الغرفة النظيفة" على هذا المكان المحدد. هذه الغرفة، على حسب التقارير الطبية، أنظف بألاف المرات من غرف المستشفيات التي يتم تنظيفها بشكل دوري. يجب أن نذكر أيضاً أن من أهم العوامل التي وفرت مستوى النظافة هذا هي "سترة الأرنب".

هذه السترة التي نتحدث عنها ظهرت لأول مرة في مقر Intel في عام 1971، وهذا بعد أن قامت الشركة بعمل بعض الأبحاث التي أثبتت في عام 1968 أن معايير النظافة التي تتخذها الشركة لم تكن كفاية بالنسبة لصناعة حساسة مثل صناعة أشباه الموصلات بأي شكل من الأشكال.

لم تتوقف الشركة أبداً عن تطوير سترة الأرنب تلك، وتعتبر حتى وقتنا هذا "عمل تحت التطوير" نظراً لحساسية الأمر بالنسبة للشركة، ولا أحتاج لأن أقول لك أن تأثيرها واضح على نظافة هذه الغرف التي لن تجد أي شيء أكبر من 0.5 ميكرون فيها، عدا العاملين والأجهزة المتواجدة بالداخل بالطبع!

نهاية رحلتنا….

قدمنا لكم بعض التفاصيل بخصوص شركة Intel، والتي قد لا تعرفونها من الأساس. أي نعم، شركة Intel ليست في نفس الحالة التي كانت عليها منذ أعوامٍ قليلة، لكننا متأكدون من أنها ستخرج من هذه الأزمة كما خرجت من قبل من أزماتٍ أخرى، لكن يبقى السؤال، متى؟ لا نعلم، ولهذا تابعونا حتى يصلكم كل جديد بشأن شركة Intel.