• مايكروسوفت تطلق وضع Copilot في متصفح Edge وتدخل سباق المتصفحات الذكية بقوة.
  • الوضع الجديد يحول المتصفح إلى مساعد ذكي قادر على تنفيذ المهام أثناء التصفح.
  • التشابه الكبير مع متصفح Atlas من OpenAI يثير المقارنات بين الشركتين.
  • Copilot يقف بين نموذج جوجل المحافظ وجرأة Comet الحديثة.

أطلقت شركة مايكروسوفت مجموعة جديدة من المزايا لمساعدها الذكي Copilot، ضمن خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ بدء الحديث عن فكرة المتصفح المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

فقد أعلنت الشركة عن وضع جديد في متصفحها edge يُعرف باسم «وضع Copilot»، وهو مشروع يسعى إلى تحويل المتصفح نفسه إلى مساعد ذكي يرافق المستخدم أثناء تصفحه للشبكة.

جاء الإعلان بعد يومين فقط من إطلاق شركة OpenAI لمتصفحها الجديد Atlas، في مشهد أظهر احتدام المنافسة بين الشركتين في هذا المضمار الذي أصبح محور السباق في الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي.

وضع Copilot يشعل المنافسة

قدم مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، المشروع الجديد بوصفه نقلة في طريقة تفاعل المستخدم مع الويب. وأوضح في منشور الإعلان أن وضع Copilot الجديد يحول edge إلى متصفح ذكي يتعلم من المستخدم ويتفاعل معه ديناميكيًا.

وقال سليمان إن Copilot، بموافقة المستخدم، يستطيع تحليل محتوى الصفحات المفتوحة، ومقارنة المعلومات بينها، وتقديم ملخصات جاهزة، بل تنفيذ مهام عملية مثل حجز الفنادق وملء النماذج عبر الإنترنت.



 

إطلاق سابق بقدرات محدودة

لم يكن وضع Copilot جديد تمامًا، إذ أُطلق لأول مرة في يوليو الماضي بقدرات محدودة تمثلت في شريط بحث يظهر في الصفحات الجديدة، وإمكانية التحكم الصوتي الطبيعي. ومع ذلك، ظل الوضع اختياريًا ولم يحظ بالاهتمام الواسع الذي توقعته الشركة.

لكن في الحدث الأخير الذي عُقد في الثالث والعشرين من أكتوبر، توسعت مايكروسوفت في مفهوم المساعد الذكي وقدمت خاصيات جديدة أطلقت عليها اسم الإجراءات والرحلات.

سمحت خاصية الإجراءات لـ Copilot بملء النماذج آليًا أو تنفيذ عمليات الحجز الفعلي، بينما أتاحت خاصية الرحلات تتبع الروابط المنطقية بين علامات التبويب المفتوحة، لتقديم تجربة تصفح متماسكة تساعد المستخدم على متابعة مسار بحثه عبر الويب.

مايكروسوفت تطلق وضع Copilot في متصفح edge وتشعل السباق مع Comet وAtlas

تشابه وضع Copilot مع Atlas

جاء إطلاق هذا الوضع بعد يومين فقط من عرض OpenAI لمتصفحها Atlas، وهو ما أثار مقارنات واسعة بسبب التشابه اللافت بين واجهتَي المتصفحين.

فقد أظهرت الصور الرسمية من مايكروسوفت تشابهًا كبيرًا مع واجهة Atlas، حتى بدا الأمر كما لو أن المتصفحين من أصل واحد. كما أن الاختلافات كانت طفيفة، مثل درجة الخلفية الداكنة في متصفح edge، أو استبدال الشعار بنص، أو اختلاف موقع أزرار الإغلاق والتصغير التي تتبع نمط ويندوز.

وتمثل الفرق الأوضح في أن Copilot يفتح نافذة التفاعل في تبويب جديد، بينما يستخدم Atlas تقسيم الشاشة. ومع ذلك، ظل الانطباع العام يوحي بأن الفكرة واحدة، والتصميم قريب إلى حد يصعب تجاهله.

أسباب التشابه بين المتصفحين

يرى بعض المراقبين أن هذا التشابه لا يعني بالضرورة تقليدًا، إذ تميل أغلب المتصفحات الحديثة إلى الواجهات البسيطة والخالية من الفوضى. وهناك عدد محدود من الطرق لتضمين نافذة محادثة ذكية داخل صفحة المتصفح من دون إفساد التجربة البصرية.

كما أن المستخدمين يميلون إلى البساطة، فيفضلون تجربة موحدة لا تبعدهم عن طبيعة التصفح المعتادة. ولذلك، قد يكون الفرق الحقيقي بين المتصفحين في القدرات الخلفية للنماذج اللغوية التي يعتمدها كل منهما.

مايكروسوفت تطلق وضع Copilot في متصفح edge وتشعل السباق مع Comet وAtlas

المنافسة مع جوجل و Perplexity

أصبح وضع Copilot في متصفح edge اليوم يقف في موقع وسط بين محاولات جوجل والمشاريع الصاعدة مثل Comet. فجوجل ما تزال تتعامل مع الذكاء الاصطناعي داخل كروم كأداة مساعدة لتحسين التصفح لا أكثر، إذ يركز وضع الذكاء الاصطناعي في كروم على تلخيص الصفحات، وتنظيم التبويبات، وتحسين البحث عبر Gemini، من دون أن يتحول المتصفح نفسه إلى مساعد متفاعل بشكل كامل.

أما Comet، فهو يمثل الجيل الأكثر طموحًا من المتصفحات الذكية، إذ يدمج الذكاء الاصطناعي في صميم التجربة ويمنح المستخدم مساعدًا قادرًا على قراءة الصفحات وتنفيذ الأوامر داخلها، لكنه لا يزال يعاني من ضعف الأمان وعدم الاستقرار لكونه مشروعًا حديثًا.

في المقابل، يأتي وضع Copilot في edge ليجمع بين قوة الفكرة التي قدمها Comet واستقرار المنظومة التي تملكها جوجل. فهو يربط المساعد مباشرة بعلامات التبويب وسياق التصفح، ليصبح المتصفح شريكًا فعليًا في اتخاذ القرار. وبذلك يمكن القول إن مايكروسوفت اليوم تتقدم خطوة على جوجل في دمج الذكاء الاصطناعي داخل تجربة التصفح، مع حفاظها على مستوى أمان أعلى من المتصفحات الحديثة مثل Comet.