أعلن إيلون ماسك عن قرارات مؤقتة للحد من هجمات استخلاص البيانات، والتي تتمثل في حظر استخدام المنصة لغير المشتركين، بجانب وضع حد يومي من التغريدات التي يُمكن قرائتها!

يستمر إيلون ماسك في طرح أفكار هي الأولى من نوعها، وتجربتها في لعبته التي لم يمل منها حتى الآن، فبعد محاولته حصر العلامة الزرقاء لمشتركي «تويتر بلو» التي انتهت بفوضى عارمة، أعلن أغنى رجل في العالم عن قرارين جديدين كان يستحيل توقعهما. ما يجعلهما أكثر القرارات العشوائية التي خطرت على بال ماسك حتى الآن، ولا نملك سوى أن نتسائل عن مصير العصفور الازرق المسكين الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في قبضة مالك شركة تيسلا.

حظر الوصول إلى تويتر لغير المشتركين

القرار الأول الذي فاجئنا به ماسك هو حظر تصفح تويتر لغير المشتركين، ما يعني أنه إذا أردت قراءة تغريدة، أو تصفح قسم التعليقات أو حتى الإطلاع على أحد حسابات المشاهير، ستجبرك المنصة على أتمام عملية تسجيلة الدخول أو إنشاء حساب جديد أولاً، عبر نافذة مزعجة تحجب عنك أي محتوى ترغب في الإطلاع عليه، يعتبر هذا القرار غريباً من نوعه، ونسمع عنه للمرة الأولى، فإذا نظرنا إلى منصات منافسة أخرى مثل ريديت أو فيسبوك، فلا تجبرك أي منهم على إتمام عملية تسجيل الدخول أولاً.

الخبر الجيد هنا أن هذا التغيير ليس للأبد، وإنما "إجراء طارئ مؤقت" حسب تغريدة من صاحب القفص، أوضح فيها أنه للحد من " استخلاص بيانات المنصة التي أدت إلى الإضرار بمستوى الخدمة للمستخدمين العاديين"، وتعليقاً على هذا القرار غّرد الرئيس التنفيذي لشركة EPIC واصفاً الإنترنت بأنه مُعطل وبنى ذلك على عدة عوامل من ضمنها تويتر وقراره الأخير بحجب المحتوى عن غير المشتركين، الأمر الذي استفز إيلون ماسك ما دفعه إلى الرد:

كانت عدة مئات من المنظمات (ربما أكثر) تستخلص بيانات تويتر بشكل شديد العدوانية، لدرجة أنها كانت تؤثر على تجربة المستخدم الحقيقية.. ماذا يجب ان نفعل لوقف ذلك؟ أنا منفتح على الأفكار.

- إيلون ماسك في رده على المدير التنفيذي لشركة EPIC

ولكن ماذا يعني إيلون ماسك بتعرض منصته لهجمات استخلاص بيانات (أو Data scraping)؟ المقصود هنا جمع بيانات المستخدمين، سواء كانت بيانات شخصية أو تغريدات أو غيره، في العادي يتم ذلك بواسطة الشركة المالكة نفسها لترويج الإعلانات والمحتوى الذي يلفت اهتمام المستخدم، كما يحدث في فيسبوك، تيك توك وغيرهم. ولكن في حالة تويتر وبناءً على تصريحات ماسك، فإن شركته كانت تتعرض لجمع تلك البيانات من أطراف خارجية، وبشكل عدواني، والذي قد يسبب ضغط هائل على سيرفرات تويتر بجانب انتهاء خصوصية مستخدمي المنصة بالطبع.

وبعد الإعلان عن هذا القرار بساعات قليلة، فجّر إيلون ماسك قنبلة أخرى استفزت مستخدمي تويتر بشكل واضح، وأربكته هو شخصياً ما جعله يُعدل على القرار مرتين في أقل من 6 ساعات.

إضافة حد يومي لقراءة التغريدات على تويتر

القرار الثاني الذي يم يعجب أحد تقريباً والذي يبدو أن ماسك استوحاه من نظام الإنترنت في مصر، حيث قرر أن يُحوّل منصته إلى منتج مشابه، وذلك عبر إتاحة حد يومي من التغريدات التي يُمكن قراءتها للمستخدم الواحد، تماماً مثل سعة الإنترنت المحدودة شهرياً، أو كما تعرف بـ «كوتا».

فجّر إيلون ماسك هذا القرار عبر حسابه الشخصي في تغريدة أخرى -كالعادة-، وأعلن عن عدد قراءات يختلف بنوع الحساب، الذي قسّمه إلى ثلاث أنواع، الحسابات الموثقة (أو بمعنى أصح المشتركة في خدمة تويتر برو)، والحسابات الغير موثقة (نعم.. تماماً!) والحسابات التي تم إنشاؤها مؤخراً. وكما توقعت فإن الحسابات المشتركة في الخدمة المدفوعة سيكون لهم الكمية الأكبر من التغريدات التي يُمكن قراءتها، إليك التقسيمة الكاملة بعد تعديل إيلون ماسك *الثالث*.

  • الحسابات الموثقة: 10000 تغريدة في اليوم.
  • الحسابات غير الموثقة: 1000 تغريدة في اليوم.
  • الحسابات الجديدة: 500 تغريدة في اليوم.

يتماثل الهدف من هذا القرار مع القرار الآخر، وهو للتغلب على استخلاص البيانات والتغلب على أي شكل من التلاعب بالمنصة، تحدث إيلون ماسك أيضاً عن أهمية هذا القرار للتخلص من إدمان السوشيال ميديا وتمضية المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء، فهل يحاول الشخص الذي يستعد لقتال مارك زوكربيرج في قفص أن يلعب دور البطل؟