• تيم كوك يستعد لترك قيادة آبل بعد أكثر من 14 عامًا من الإنجازات.
  • جون تيرنوس أبرز المرشحين لخلافة كوك بمنصب الرئيس التنفيذي.
  • تيرنوس يتمتع بخبرة تقنية وإدارية واسعة تعزز قدرته على الابتكار.
  • اختيار تيرنوس يعكس رغبة آبل في التركيز على المنتجات والتقنية.

استعدت شركة آبل خلال الفترة الأخيرة لتنفيذ تغيير في منصب الرئيس التنفيذي، بعد أكثر من أربعة عشر عامًا من قيادة تيم كوك للشركة. عمل مجلس الإدارة والإدارة العليا على إعداد خطة شاملة لضمان انتقال سلس للقيادة، بما يحافظ على استقرار العمليات واستمرار نمو الشركة في الأسواق العالمية.

قاد تيم كوك شركة آبل منذ عام 2011، ونجح في رفع قيمتها السوقية لتتجاوز أربعة تريليونات دولار، ما جعل الشركة الأكبر قيمة في العالم. كما شهدت فترة رئاسته إطلاق منتجات جديدة مثل ساعة آبل وسماعات AirPods ونظام Vision Pro، إضافة إلى خدمات رقمية متنوعة مثل Apple Arcade وApple TV+. وقد تركت هذه الإنجازات أثرًا واضحًا على قطاع التكنولوجيا العالمي وعلى سمعة آبل بين المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.

جون تيرنوس كخليفة محتمل

برز اسم جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، كخليفة محتمل لتيم كوك. انضم تيرنوس إلى آبل في عام 2001 ضمن فريق تصميم المنتجات، ثم ارتقى إلى منصب نائب رئيس هندسة الأجهزة، حيث ساهم بشكل رئيسي في انتقال الشركة إلى معالجات Apple silicon. لعب تيرنوس دورًا محوريًا في تطوير المنتجات الجديدة، وظهر على المسرح في مناسبات مهمة لإطلاق أجهزة مثل iPhone Air، ما عزز مكانته وجعله وجهًا مألوفًا للمستثمرين والجمهور على حد سواء.

اعتمدت آبل على تيرنوس في قيادة فرق تطوير الأجهزة، وتوجيه الاستراتيجية التقنية للشركة بما يتوافق مع رؤيتها الطويلة المدى. وقد جمع تيرنوس بين الخبرة التقنية والفهم العميق لتفاصيل المنتجات، ما مكنه من الإسهام في الابتكار وإعادة تعريف تجربة المستهلكين مع منتجات الشركة.

المؤهلات التقنية والخبرة الإدارية

امتلك تيرنوس خلفية هندسية قوية، وعرف بذكائه الهادئ وحضوره الودود في الفعاليات الإعلامية، ما أكسبه ثقة زملائه في الإدارة العليا. كما ركز في عمله على دراسة المنتجات من الداخل قبل تقديمها للجمهور، وحرص على التأكد من توافق التصميمات مع احتياجات السوق. يمثل هذا النهج تحولًا في فلسفة القيادة داخل آبل، التي كانت تركز سابقًا على القيادة ذات الخلفية التسويقية والإدارية أكثر من التقنية.

إلى جانب ذلك، يتوافق العمر المهني والشخصي لتيرنوس مع المسار الذي سلكه تيم كوك عند توليه منصب الرئيس التنفيذي، ما يمنحه الوقت الكافي لقيادة الشركة لعقد أو أكثر. وقد ساعدته المقابلات الإعلامية وزيارات المتاجر على تعزيز حضوره وإظهار قدراته القيادية بشكل تدريجي قبل توليه المنصب رسميًا.

بدائل تيم كوك داخل آبل

ناقش بعض المحللين احتمال ترشيح كريغ فيديريغي، نائب رئيس هندسة البرمجيات، لتولي منصب الرئيس التنفيذي خلفًا لتيم كوك نظرًا لحضوره القوي وشخصيته الكاريزمية في المناسبات الرسمية. مع ذلك، رجحت المصادر تيرنوس بسبب خلفيته الهندسية المتينة، والتي توفر توازنًا بين الإدارة والفهم التقني العميق للمنتجات.

أشارت التحليلات إلى أن اختيار تيرنوس يعكس رغبة الشركة في إعادة التركيز على الابتكار؛ إذ سيواصل الاهتمام بجوانب التصميم والتقنية في كل منتج جديد، وهو ما قد يعيد روح الابتكار التي ميزت آبل أيام ستيف جوبز.

تيم كوك يستعد لترك قيادة آبل وجون تيرنوس أبرز المرشحين لخلافته

تأثير مغادرة تيم كوك على آبل

ترك رحيل تيم كوك أثرًا ملموسًا على قطاع التكنولوجيا وعلى آبل بشكل خاص؛ إذ أسهم في تحويل الشركة إلى أول كيان يتجاوز قيمته السوقية ثلاثة تريليونات دولار، ونجح في تعزيز استقرارها المالي وتوسيع نطاق منتجاتها وخدماتها. ويمثل تعيين تيرنوس بداية مرحلة جديدة، مع الحفاظ على استقرار العمليات والإدارة التشغيلية التي ساهم فيها كوك.

توقع الخبراء أن التركيز على المنتجات التقنية العميقة والخبرة الهندسية لتيرنوس سيمكن آبل من استكشاف تقنيات جديدة، بما في ذلك تطوير الذكاء الاصطناعي في الأجهزة وخدمات الواقع المعزز، وتعزيز التكامل بين الأجهزة والخدمات الرقمية للشركة.

تيم كوك يستعد لترك قيادة آبل وجون تيرنوس أبرز المرشحين لخلافته

التحضير للإعلان الرسمي

أوضحت المصادر أن آبل لن تعلن عن الرئيس التنفيذي الجديد الذي سيخلف تيم كوك قبل تقرير أرباح يناير، لكنها قد تقدم الإعلان مبكرًا لضمان انتقال سلس للقيادة قبل الفعاليات السنوية للشركة. وأعلنت الشركة أيضًا عن تولي صبيح خان منصب الرئيس التنفيذي للعمليات، خلفًا لجيف ويليامز، في خطوة تعكس استعداد الإدارة العليا لتجديد هيكل القيادة بشكل كامل.

رغم ذلك، يُعد تأخر آبل في مجال الذكاء الاصطناعي من أبرز النقاط النقدية في عهد تيم كوك؛ إذ ركزت الشركة في سنواته الأخيرة على الأجهزة والخدمات التقليدية، متجاهلة بعض الفرص الكبيرة في تطوير حلول ذكاء اصطناعي متقدمة قبل منافسيها.

أدت هذه الاستراتيجية إلى تأخر آبل نسبيًا مقارنة بشركات تقنية أخرى سبقتها في إطلاق منتجات وخدمات قائمة على الذكاء الاصطناعي، وهو ما خلق تحديات أمام الشركة للحاق بالركب في هذا المجال الحيوي. ومن المتوقع أن يكون لدى خليفة كوك، جون تيرنوس، فرصة لإعادة التركيز على الابتكار التقني، بما يشمل تعزيز استثمارات آبل في الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، واستعادة ريادة الشركة في هذه التقنيات الحديثة.