بزوغ فجر الذكاء الشخصي في WWDC 24 | نظرة شاملة على Apple Intelligence
أخيرًا؛ أعلنت شركة Apple مُنذ عِدة أيام عن نظامها الشامل والجديد للذكاء الاصطناعي، أو الذكاء الشخصي كما تُطلق عليه آبل. وذلك خلال فعاليات مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2024. طال انتظار هذه الخطوة من آبل؛ إذ تخلفت الشركة التقنية العملاقة عن كافة منافسيها في سباق الذكاء الاصطناعي؛ مُعللةً أنها وضعت تركيزها الكامل على إنشاء بنية تحتية شاملة تُمهد الطريق أمام أقوى نماذج وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال شرائح Apple Silicon بالطبع.
قررت آبل منذ اللحظة الأولى الاعتماد على نظام ذكاء اصطناعي محلي يعمل على عتاد الجهاز دون أي اتصال بالإنترنت؛ وذلك للحفاظ على خصوصية المستخدمين.
ومع ذلك، فإن هذه اللحظة لا تُمثل أبدًا بداية عصر الذكاء الاصطناعي في أجهزة آبل؛ فقد اعتمدت آبل بشكل كبير على بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق شرائح آبل سيليكون التي تضمنت وحدة معالجة عصبية (NPU) لتنفيذ عمليات الذكاء الاصطناعي. وتضمنت هذه العمليات عددًا من المزايا الحصرية التي اعتدنا عليها في أجهزة آبل المختلفة، والتي تعتمد على المستشعرات في إنشاء العديد من الإيماءات التي ترتقي بتجربة الاستخدام إلى مستوى خيالي مستقبلي؛ ناهيك عن القدرات غير المسبوقة لأجهزة آبل في مجال تعديل الصور بالذكاء الاصطناعي.
والآن؛ تُعلن آبل أخيرًا عن منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيكون مُتاحًا على جميع أجهزة آبل بحلول الخريف القادم. وأطلقت آبل على منظومتها الجديدة اسم الذكاء الشخصي؛ إذ ترى آبل أن نظامها الجديد أقوى من أن يُسمى بالذكاء «الاصطناعي»؛ وذلك لقدراته الخارقة على فهم السياقات المختلفة بشكل شخصي أشبه بالبشر!
وأعلنت آبل أيضًا عن شراكة جديدة مع شركة OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ إذ ستعتمد آبل على أقوى وأحدث أنظمتها للذكاء الاصطناعي ChatGPT-4o ليكون نظامًا مُدمجًا في سيري ونظام الذكاء الشخصي المُقدم من آبل بوجه عام. وأثارت هذه الخطوة من آبل جدلًا واسعًا على مواقع الإنترنت؛ إذ اعتبر البعض أن آبل تُغامر بوصول بيانات مستخدميها الخاصة إلى شركة OpenAI سيئة السمعة باستغلال البيانات الشخصية؛ خاصةً بعد أزمة استخدام صوت سكارليت جوهانسون في GPT-4o رغم رفضها مُسبقًا!
نستعرض في هذه المقالة نظرةً شاملةً على نظام الذكاء الشخصي الجديد من آبل Apple Intelligence مع التفاصيل الكاملة لكافة المميزات الجديدة!
الذكاء الشخصي من آبل – تعرف على Apple Intelligence
أعلنت آبل عن بداية مفهوم جديد للذكاء الاصطناعي؛ إذ أطلقت الشركة الأمريكية على نظامها الجديد اسم الذكاء الشخصي. واختارت وقد اختارت اسمًا مثيرًا لنظامها الجديد Apple Intelligence، والذي سيُختصر أيضًا إلى AI، ولكن بمعنى مُختلف عن الترجمة المُعتادة لـ AI.
ولكن هل سيُقدم نظام الذكاء الشخصي من آبل إضافةً غير مسبوقة لم نشهدها في أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية؟
بذلت آبل الوقت والجهد لتطوير هذا النظام الجديد؛ بل تأخرت بالفعل عن سباق الذكاء الاصطناعي؛ ما جعل الشركات الأخرى تسبقها في صدارة هذا المجال الواعد. ولهذا؛ هل يستحق نظام Apple Intelligence كل هذا الوقت والعناء؟ هل يستحق مفهوم الذكاء الشخصي هذه التضحية من آبل؟ إذ تمكنت ميكروسوفت من الاستيلاء على المركز الأول من آبل كأعلى الشركات العالمية قيمةً سوقيةً؛ وذلك بفضل تركيزها واهتمامها بأنظمة الذكاء الاصطناعي في Copilot بعد تعاونها الأكبر على الإطلاق مع شركة OpenAI.
وبعد هذا التراجع، أدركت آبل أنها بحاجة إلى تطوير نظام ذكاء اصطناعي جديد خارج عن المألوف؛ نظام قادر على بدء ثورة تقنية جديدة في هذا المجال. والآن؛ تُقدم لنا آبل مفهومها الجديد للذكاء الاصطناعي: الذكاء الشخصي! تعتمد آبل في هذا المفهوم على تقديم تقنيات الذكاء التوليدي المعتادة؛ ولكن في سياق شخصي يُحاكي السلوك البشري إلى حد كبير؛ إذ يعتمد هذا النظام الجديد على دراسة وتحليل شخصية كل مستخدم؛ من خلال الاطلاع على كافة البيانات الشخصية، ومعلومات التطبيقات والمحادثات؛ ذلك لتحليلها وتحديد طبيعة عمل المستخدم واستخدامه للجهاز بشكل مستمر!
ولهذا؛ سيعمل نظام Apple Intelligence في سياق مُتسق تمامًا مع تجربة كل مستخدم؛ أي أن النظام سيتعامل مع كل مستخدم بشكل مختلف وفريد طبقًا لـ «شخصيته». فعلى سبيل المثال؛ ستجد أن Siri تُذكرك بموعد حجز الطبيب أو المطعم عند اقترابه؛ وذلك بشكل عفوي تمامًا بعد أن لاحظت سيري وجود هذا الموعد على إحدى تطبيقاتك، مثل ذكر الموعد مثلًا بإحدى المحادثات على الجهاز!
ولكن تطرح هذه التقنية الجديدة العديد من التساؤلات والمخاوف حول خصوصية المستخدمين؛ فكيف يُمكن أن تطّلِع أنظمة الذكاء الاصطناعي على محادثاتنا وبياناتنا الشخصية؟ خاصةً وأن بعض النماذج الرائدة في الذكاء الاصطناعي مثل GPT تقع محل اتهام مستمر بشأن استغلال البيانات الشخصية في التدريب. ولهذا؛ سارعت آبل لتطمئن مستخدميها أن الذكاء الشخصي سيعمل محليًا على الجهاز دون اتصال بالإنترنت؛ أي أن البيانات الشخصية ستُعالج محليًا على الجهاز دون إرسالها سحابيًا على خوادم آبل؛ إذ تعهدت آبل أنها لن تطلع أصلًا على هذه البيانات.
Apple Intelligence – القدرات النصية الجديدة للذكاء الشخصي
استعرضت آبل عددًا من المميزات النصية في مؤتمرها لنظام Apple Intelligence؛ إذ أكدت على أن قدرات الذكاء الشخصي النصية ستختلف بشكل كبير عن الأنظمة التقليدية للذكاء الاصطناعي. سيعمل النظام الجديد على دراسة وتحليل شخصية المستخدم طوال الوقت من خلال تجربة استخدامه الفريدة للجهاز. وعلى هذا الأساس؛ سيُنشئ نظام Apple Intelligence المحتوى النصي طبقًا لشخصية المستخدم أو طبيعة عمله؛ ما يُقدم في النهاية تجربة استخدام مُخصصة وِفقًا لشخصية كل مستخدم الفريدة!
كشفت آبل أن Siri ستعمل الآن بتقنيات الذكاء الشخصي الجديدة من Apple Intelligence؛ وستكون سيري قادرةً على رؤية شاشة الجهاز بالكامل. ويُمكنك الآن تلخيص المستندات النصية أو المقالات الطويلة فقط من خلال تشغيل سيري وتصفح المقالة إلى الأسفل؛ تُقدم لك سيري في النهاية مُلخصًا شاملًا للمحتوى النصي الطويل؛ بل ستكون قادرةً أيضًا على إبراز أهم النقاط الرئيسية خلال قراءتك للمقالات الطويلة على سبيل المثال.
ستصبح سيري رفيقًا شخصيًا يُساعدك في كافة المهام والأنشطة المختلفة على أجهزة Apple!
وعلاوةً على ذلك، ستُقدم سيري أيضًا كافة المميزات التوليدية المعتادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية؛ والتي تتضمن كتابة المحتوى والتحكم في أسلوب ونمط الكتابة، بالإضافة أيضًا إلى التدقيق اللغوي وإنشاء الجداول والرسوم البيانية! ولكن يختلف الذكاء الشخصي هنا عن الذكاء الاصطناعي في أسلوب كتابة المحتوى؛ إذ يستطيع Apple Intelligence كتابة المحتوى بنفس أسلوب كتابة المستخدم؛ وذلك من خلال فهم ودراسة شخصية المستخدم كما ذكرنا بالأعلى.
وأضافت آبل أن هذه المزايا ستكون متاحة بجميع التطبيقات المُثبتة على أجهزة آبل؛ إذ ستعمل هذه التقنيات التوليدية في أي صندوق من صناديق إدخال النصوص على النظام بشكل عام.
ستتمكن سيري أيضًا من تحويل الصوتيات إلى نصوص، إذ أصبحت قادرةً على إنجاز مهام التفريغ الصوتي بشكل احترافي للغاية بعد حصولها على قدرات Apple Intelligence. وتمتد هذه القدرات إلى مستوى خارق يرتقي بتجربة الاستخدام؛ إذ تتمكن سيري الآن من متابعة أي صوت يصدر من سماعات الجهاز (المكالمات مثلًا) طبقًا للتوجيهات التي تحصل عليها، وذلك حتى تتمكن من تفريغها نصيًا عند رغبتك في أي وقت!
توليد الصور ولكن من ناحية عملية!
في الفترة الماضية؛ رأينا العديد من نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي عبر الأوصاف النصية، إذ طورت كافة أنظمة الذكاء الاصطناعي الرائدة نماذجها الخاصة لتحويل النصوص إلى صور. ولم تغفل آبل هذه التقنية المُثيرة بالطبع! ولكنها أخذتها إلى مستوى جديد من الإبداع يجعلنا ننظر إلى هذه التقنية نظرةً عمليةً بشكل أعمق. فقد قررت آبل أن تجعل تقنية توليد الصور في Apple Intelligence ضمن التقنيات الأساسية التي يعتمد عليها المستخدمون بشكل يومي؛ وذلك من خلال Genmoji وImage Playground.
تقنية Genmoji
بالطبع لن تجد آبل أفضل من وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات لتوسيع رقعة استخدام تقنيتها الجديدة؛ فهي التطبيقات التي يقضي عليها المستخدمون أغلب أوقاتهم عند استخدام الهواتف الذكية. والآن بفضل تقنية Genmoji الجديدة؛ ستصبح قادرًا على صناعة الرموز التعبيرية Emojis الخاصة بفضل قدرات Apple Intelligence!
تعتمد هذه التقنية على توليد إيموجيز جديدة وإبداعية طبقًا للوصف الذي يُقدمه المستخدم؛ بل سيتمكن المستخدم أيضًا من صناعة إيموجيز مُخصصة بصوره الشخصية أو صور أصدقائه الموجودة على الجهاز. كما سيُصبح قادرًا على استخدام وإضافة هذه الإيموجيز الجديدة بشكل فوري في أغلب برامج المحادثات. وأكدت آبل أنها تسعى إلى التحقق من دعم هذه التقنية في كافة تطبيقات المحادثات المختلفة؛ وقد أتاحت آبل الواجهة البرمجية لهذه التقنية (API) لجميع المطورين حتى يتمكنوا من دعمها في تطبيقاتهم المختلفة.
تقنية Image Playground
استعرضت آبل أيضًا تقنيتها الجديدة لتوليد الصور Image Playground، والتي ستعمل على توليد وإنتاج الصور الإبداعية بشكل سريع وفوري في واجهة مُنبثقة على التطبيقات المختلفة لاستخدام هذه الصور في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى داخل المحادثات. وستعمل هذه التقنية على إنشاء الصور طبقًا للأوصاف التي يدخلها المستخدم نصيًا أو صوتيًا؛ كما سيتمكن المستخدم أيضًا من التعديل على الصور الموجودة على الجهاز باستخدام هذه التقنية لإنتاج لوحات فنية وإبداعية.
تُتيح خاصية Image Playground استخدام العديد من الفلاتر والمؤثرات البصرية التي تساعدك على صقل تصميم الصورة الإبداعية التي ترغب في توليدها. كما ستتمكن أيضًا من التعديل على صورك الشخصية أو صور أصدقائك الموجودة على الجهاز لإنشاء صورًا رمزية بأنماط مختلفة؛ مثل الأنماط الكارتونية أو أنماط اللوحات الزيتية وغيرها من الأنماط الإبداعية الفنية المختلفة.
وكشفت آبل أيضًا أن هذه التقنية الجديدة ستعمل تطبيقات المحادثات لإنشاء ستيكرات Stickers فورية بالأوصاف النصية التي يُدخلها المستخدم؛ بل يُمكن أيضًا إنشاء ستيكرات مُخصصة مصنوعة بصور المستخدم الشخصية أو بصور أصدقائه، أو بأي صور أخرى موجودة على الجهاز بشكل عام. ولهذا؛ سيعتمد مستخدمو آبل على هذه التقنيات الجديدة بشكل يومي تقريبًا خلال استخدامهم تطبيقات المحادثات ووسائل التواصل الاجتماعي.
تقنية Magic Wand
استعرضت آبل أيضًا تقنية Magic Wand أو العصا السحرية! وهي التقنية التي ستعمل على تحويل أي رسم كروكي يدوي إلى صورة فنية إبداعية. وستعمل هذه التقنية في أفضل صورة لها على أجهزة الأيباد؛ إذ يتمكن المستخدم من استخدام قلم Apple Pencil لرسم أي تصميم خيالي يخطر على ذهنه بشكل سريع؛ مُطلقًا العنان لتقنية العصا السحرية الجديدة لتتمكن في النهاية من تحويل الخيال إلى واقع!
تعمل هذه التقنية عند تحديد أي رسم كروكي يظهر على الشاشة في تطبيق Notes عن طريق رسم دائرة حول الرسم؛ إذ تعمل بعدها Magic Wand بشكل تلقائي لتحليل محتويات الرسم حتى تتمكن من توليد الصورة المرغوبة. وكشفت آبل أيضًا أن هذه التقنية يُمكن أن تعمل عند رسم دائرة فارغة بتطبيق الـ Notes؛ فعندها ستعمل Magic Wand على تحليل السياق العام المكتوب حول هذه الدائرة لتوليد صورة مناسبة للمحتوى النصي المكتوب بشكل فوري؛ ما يجعلها تقنيةً رائعةً بالنسبة لصناع المحتوى.
تقنيات أخرى على تطبيق Apple Photos
كشفت آبل أيضًا عن ثلاث تقنيات جديدة في تطبيق الصور Photos App؛ إذ أتاحت إمكانية البحث داخل مكتبات الصور والفيديو الضخمة فقط بالأوصاف النصية. وستعتمد هذه التقنية على قدرات الذكاء الشخصي متعدد الوسائط في Apple Intelligence؛ إذ يتمكن نظام آبل الجديد من رؤية كافة الصور والفيديو الموجودة على الجهاز؛ بل وفهم محتوياتها أيضًا حتى يتمكن من إيجاد الصور التي يبحث عنها المستخدم من خلال وصف ما يحدث بداخلها.
وانتقلت آبل بهذه التقنية إلى مستوى جديد غير مسبوق في الأنظمة المنافسة؛ فالتقنية الجديدة ستكون قادرةً على تحديد لحظة وقوع أحد الأحداث التي يصفها المستخدم داخل مقاطع الفيديو الموجودة على الجهاز! فالتقنية الجديدة لن تبحث داخل الصور فحسب؛ بل ستبحث أيضًا داخل كل مقطع فيديو موجود على تطبيق Apple Photos.
وعرضت آبل أيضًا مثالًا آخر يُبين القدرات الخارقة لهذه الخاصية؛ إذ تتمكن سيري الآن بفضل هذه الخاصية من البحث في صورك الموجودة على الجهاز حتى تتمكن من الوصول إلى صورة بطاقتك الشخصية لاستخراج الرقم القومي منها وكتابته في أحد نماذج التسجيل في مواقع الإنترنت على سبيل المثال! فكل ما عليك هو التأكد من وجود صورة لمستنداتك الرسمية على الجهاز؛ ودع البقية على سيري!
واستعرضت آبل أيضًا تقنيات جديدة للتعديل على الصور بنظام Apple Intelligence؛ مثل عزل الخلفية بضغطة زر أو إزالة أحد الأشخاص أو الأشياء من الصور بشكل احترافي قد يتطلب ساعات من العمل على برامج تعديل الصور مثل الفوتوشوب؛ وذلك من خلال رسم دائرة فقط حول العنصر المُراد إزالته من الصورة!
وأخيرًا كشفت آبل عن تقنية جديدة لإنشاء مقاطع الفيديو القصيرة من الصور المُلتقطة في سياق واحد؛ مثل صور الذكريات. وتعتمد هذه التقنية على الحصول على بعض المعلومات حول سياق التقاط هذه الصورة لتبدأ التقنية في فهم الصور وترتيبها حسب تتابع الأحداث اعتمادًا على Apple Intelligence؛ بالإضافة أيضًا إلى استخدام موسيقى من iMusic؛ والتي ستكون مناسبةً لسياق الصور ولذوق المستخدم طبقًا لتحليل الذكاء الشخصي لشخصيته!
Siri – المساعد الشخصي كما يجب أن يكون!
بفضل تقنيات الذكاء الشخصي الجديدة من Apple Intelligence، ستصبح سيري مساعدًا شخصيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فهي الآن قادرة على رؤية ومتابعة كل ما يحدث على شاشة الجهاز. كما ستتمكن من سؤالها عن أي شيء حدث خلال استخدامك للتطبيقات المختلفة على أجهزة Apple.
وكشفت آبل أيضًا أن سيري ستفهم طبيعة عملك وأنشطتك المختلفة من خلال تحليل استخدامك للجهاز؛ وذلك حتى تتمكن في النهاية من تقديم تجربةً شخصيةً ومخصصةً لكل مستخدم بشكل منفرد. وأضافت آبل أن سيري ستحصل على قدرات تُمكنها من التحكم بشكل كامل في التطبيقات والتعديل عليها! إذ يُمكنك الآن تكليفها بالعديد من المهام التي ستتمكن من تنفيذها على تطبيقاتك المختلفة على أجهزة آبل. واستعرضت آبل عدة أمثلة مثل تكليف سيري بإرسال البريد الإلكتروني، أو تكليفها بإنشاء بعض التعديلات على صور مُعينة!
أضافت آبل أيضًا أن ستعمل في الفترة المُقبلة على توسيع دعم التطبيقات المختلفة لسيري حتى تحصل على صلاحيات كاملة تُمكنها من إدارة مهام المستخدم المختلفة على جميع التطبيقات؛ لتصبح بذلك آبل صاحبة السبق في مثل هذه التقنية الخارقة، والجريئة أيضًا!
Private Cloud Compute – مفهوم جديد لضمان الخصوصية
توقعت آبل الجدل المُثار حاليًا بشأن خصوصية بيانات المستخدمين واستخدامها في نماذج الذكاء الاصطناعي السحابية على الإنترنت. ولهذا، أعلنت آبل مُسبقًا أن تقنيتها الجديدة لمخاطبة هذه المشكلة؛ فعلى ما يبدو أن آبل حاليًا بصدد صياغة مفهوم جديد – كعادتها – في مجال الذكاء الاصطناعي؛ والذي يعتمد على نظام ذكاء اصطناعي سحابي مثل الأنظمة المعتادة كـ GPT وGemini؛ ولكنه سيكون مُشفرًا وخاصًا بكل مستخدم؛ فحتى آبل لن تتمكن من معرفة ما يدور على هذا النظام السحابي!
أعلنت آبل عن تقنيتها الجديدة Private Cloud Compute فور الإعلان عن نظامها الجديد Apple Intelligence؛ وهي عبارة عن سحابة خاصة مُشفرة لن تتمكن آبل نفسها من الوصول إليها؛ إذ ستكون هذه السحابة الموجودة على خوادم آبل مُختصة بتقديم خدمات الذكاء الشخصي المُتطورة والقوية، والتي تكافئ في القوة أنظمة الذكاء الاصطناعي المعروفة مثل GPT وGemini وغيرها.
سيعمل هذا النظام السحابي الجديد فقط في حالة مواجهة Apple Intelligence لبعض المهام الصعبة والمُعقدة التي تحتاج قدرات خارقة تفوق قدرة العتاد المحلي الموجود على الأجهزة؛ فهو نظام ذكاء اصطناعي شخصي خاص بشركة آبل وموجود على سحابتها الخاصة المشفرة. وأكدت آبل أن أنظمتها لن تلجأ إلى هذا النظام السحابي آليًا؛ إذ يحتاج هذا النظام الجديد إلى الحصول على إذن مُباشر من المستخدم للبدء في معالجة أسئلته سحابيًا.
تعهدت آبل أن هذا النظام السحابي الجديد لن يُخزن أي بيانات يحصل عليها من المستخدمين؛ أي أنه سيكون منصةً لمعالجة مهام الذكاء الاصطناعي المعقدة دون الاحتفاظ بأي بيانات على مساحات التخزين السحابي الخاصة بآبل؛ وذلك لضمان الحفاظ على مبدأ الخصوصية وأمن معلومات المستخدمين. وفي خطوة جريئة؛ قررت آبل السماح للجهات المُختصة بأمن المعلومات والخصوصية بالتحقق من صحة هذه الادعاءات بشأن نظام Private Cloud Compute؛ ما يُعكس ثقة آبل في منظومتها الأمنية التي لطالما حافظت على سرية بيانات مستخدميها.
كانت هذه كافة المزايا الجديدة التي أعلنت عنها آبل فيما يخص نظامها الجديد للذكاء الشخصي. ولكن لم تتوقف آبل عند هذا الحد؛ إذ أعلنت آبل رسميًا عن شراكتها مع OpenAI لوصول تقنيات ChatGPT-4o إلى Siri!
شراكة جديدة – Siri بنكهة ChatGPT
أخيرًا، وبعد شهور من المفاوضات؛ تُعلن آبل رسميًا توصلها إلى اتفاق شراكة مع شركة OpenAI الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لإضافة تقنيات نموذجها الرائد متعدد الوسائط GPT-4o إلى سيري. ولهذا؛ ستكون سيري مُزودةً بأقوى قدرات الذكاء الاصطناعي من OpenAI بالإضافة أيضًا إلى قدرات الذكاء الشخصي الجديدة من Apple Intelligence.
كشفت آبل أن ChatGPT-4o سيكون متاحًا على كافة أجهزتها مجانًا دون الحاجة إلى تسجيل أي حساب على موقع ChatGPT. وسيتمكن المستخدم من سؤال ChatGPT عن أي شيء خلال استخدامها للجهاز؛ بالإضافة أيضًا إلى الاستفادة من كافة مزايا النموذج التوليدية؛ مثل الترجمة، وتوليد النصوص، وتلخيص المستندات الطويلة. بالإضافة أيضًا إلى قدرات ChatGPT على توليد الصور عبر نموذج DALL-E 3.
ومع ذلك؛ أثارت هذه الخطوة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ خاصةً بعد الانتقادات اللاذعة التي أصابت ميكروسوفت بسبب خاصيتها الجديدة المُشابهة لسيري؛ وهي Copilot Recall. وتعتمد هذه الخاصية أيضًا على تسجيل كل ما يحدث على شاشة الكمبيوتر لتقديم خدمة مميزة وشخصية للمستخدمين. ولكن الفرق هنا أن Recall تعتمد بشكل مباشر على نموذج GPT-4o؛ رغم أن ميكروسوفت أكدت أن هذه الخاصية ستعمل فقط على عتاد الجهاز؛ أي أن البيانات الشخصية ستُعالج محليًا بشكل خاص وسري بعيدًا عن خوادم OpenAI السحابية. ولكن أُثير ذلك الجدل بسبب سُمعة OpenAI السيئة في استغلال البيانات الشخصية «دون علم أصحابها» بشكل خادع لتدريب نماذجها!
ومن أجل طمأنة المستخدمين؛ أكدت آبل أن Siri ستوجه سؤالًا للمستخدم في كل مرة قبل أن تُرسل سؤاله إلى ChatGPT؛ وذلك لضمان الحفاظ على خصوصية المستخدمين؛ إذ تُعد سيري أمينًا على أسرار المستخدم. فالحديث مع سيري يمكن تشبيهه بالحديث مباشرةً مع عتاد الجهاز! دون أن تعلم آبل نفسها أي شيء عن تفاصيل هذا الحديث. ولهذا؛ إذا كنت ترى أن سؤالك يتضمن بعض البيانات الشخصية التي تخشى أن تصل إلى الإنترنت، أو إلى شركة OpenAI مثلًا؛ ستتيح لك سيري خيار رفض اللجوء إلى ChatGPT بكل بساطة!
ولكن هل سيكون ذلك كافيًا ليطمئن المستخدمون؟! هل سيثقوا في هذه الشراكة بعد الجدل المُثار حول انتهاك OpenAI لخصوصية المحتوى واستغلاله بدون تصريح في تدريب نماذجها؟
صدام جديد – إيلون ماسك يحظر الآيفون في شركاته
لم ينتظر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مرور ساعة واحدة بعد مؤتمر WWDC 2024 ليُفاجئنا بحملة شرسة ضد شراكة آبل وOpenAI. وذلك تزامنًا مع الصراع المستمر بينه وبين شركة OpenAI؛ خاصةً فيما يتعلق بسياسات الشركة الناشئة التي تستغل بيانات المستخدمين وبيانات صُناع المحتوى دون تصريح في تدريب نماذجها الجديدة.
لم يهتم ماسك لمحاولات آبل المستمرة في طمأنة مستخدميها حول ضمان سرية بياناتهم الشخصية؛ فقد اتخذ موقفًا عدائيًا بمجرد أن ظهر اسم OpenAI على المشهد خلال WWDC 2024!
في الواقع؛ قدمت آبل عددًا من الضمانات الجادة والواقعية حول أساليبها في الحفاظ على بيانات ومعلومات مستخدميها الشخصية. وذلك بعد أن شددت على أن معالجة هذه البيانات السرية ستتم على عتاد الجهاز حصرًا. بخلاف بعض المهام المُعقدة التي تتم عبر سحابتها الخاصة Private Cloud Compute بشكل سري دون الاحتفاظ بأي من البيانات الشخصية، وبإذن من المستخدم. ولكن تظل الأزمة هنا في إقحام ChatGPT إلى منظومة آبل؛ فالمستخدمون واثقون في آبل بالطبع! لكن OpenAI سيئة السُمعة بعيدةٌ كل البُعد عن الثقة!
وعليه؛ اتخذ إيلون قرارًا صادمًا للجميع، وذلك في تغريدة له على حسابه بمنصته التي يملكها X (تويتر سابقًا)، إذ صرَّح ماسك أنه سيحظر على موظفي شركاته استخدام أجهزة Apple المختلفة داخل مقارّ الشركة؛ بل إن الحظر سيمتد أيضًا إلى الزوار، إذ أضاف ماسك أن زوار شركاته سيكونون مُضطرين إلى تسليم أجهزة آبل خاصتهم عند الأمن قبل دخول الشركة. إذ يعتبر ماسك أن أجهزة آبل ستصبح بعد هذا التحديث أدوات تجسس لصالح شركة OpenAI!
وأشار ماسك في تغريدة أخرى إلى أزمة الفنانة الأمريكية سكارليت جوهانسون مع شركة OpenAI؛ ذلك بعد استخدام صوت مُطابق تمامًا لصوتها في فيلم Her ضمن أصوات GPT-4o الجديدة. ما أثار غضب الفنانة الأمريكية التي قررت مقاضاة الشركة الناشئة؛ إذ ذكرت أنها تلقت عرضًا من OpenAI منذ فترة باستخدام صوتها في فيلم Her بأحد نماذج الشركة؛ إلا أنها رفضت ذلك العرض بشكل صريح.
وكشفت سكارليت جوهانسون أنها فوجئت بوجود صوتها في نموذج GPT-4o رغم رفضها المُسبق لهذا الأمر! إذ تبين في النهاية أن OpenAI قررت محاكاة صوتها باستخدام صوت شبيه؛ ما يجعل OpenAI في فضيحة عالمية كونها شركة عنيدة تُنفذ فقط ما تراه حتى لو لزم الأمر انتهاكًا للبيانات الشخصية.
طالع أيضًا: هل الذكاء الاصطناعي يُهدد البشرية | استقالات المسؤولين في OpenAI
ولهذا؛ يرى ماسك، بالإضافة إلى العديد من رواد التقنية وخبراء أمن المعلومات، أنه من المستحيل على آبل تقديم ضمان واقعي للمستخدمين بأن OpenAI لن تسعى أو تحاول الوصول بطريقة ما إلى بياناتهم الخاصة الموجودة على أجهزة آبل المختلفة. فالقضية هنا قضية مبدأ أصلًا؛ إذ يُعد وجود نموذج GPT-4o بشكل ضمني داخل نظام التشغيل في أجهزة آبل مبدأً مرفوضًا من الأساس!
وضعت آبل نفسها في معضلة ثقة أمام عملائها؛ فكيف يمكن أن يثق عملاء آبل في شركة OpenAI بعد هذه الانتهاكات المتكررة؟!
ذكر البعض أيضًا فضيحة تسريب بيانات سامسونج التي نتجت عن استخدام موظفيها لنظام ChatGPT؛ إذ استنتج البعض آنذاك أن آبل يستحيل أن تتعاون مع الشركات الأخرى مثل OpenAI بسبب التزامها الصارم أمام عملائها بالحفاظ على أمن وسرية بياناتهم الشخصية. ولهذا؛ كانت هذه الخطوة من آبل خطوةً صادمةً للعديد من الخبراء في مجال أمن المعلومات؛ إذ كانت آبل دائمًا تضع الخصوصية في مقدمة أولوياتها عند تطوير أي أنظمة جديدة.
لكن هل هذه القرارات الجديدة تُعد مبالغةً من الملياردير المثيل للجدل إيلون ماسك؟ أم هو حقد شخصي ضد منافسه اللدود سام ألتمان وشركته OpenAI؟ لا يسعنا سوى انتظار المستقبل لنرى مدى التزام ماسك بهذه القرارات الصارمة. لكن ما يمكن تأكيده الآن؛ أن آبل اتخذت خطوةً جريئةً وغير مسبوقة في تاريخها بالانفتاح على الشركات الأخرى، متخليةً عن سياسات الانغلاق والاحتكار التي كانت سمتها البارزة. وتواجه آبل الآن، خلال مسيرتها الجديدة نحو الانفتاح، تحديات جديدةً لم تعتاد عليها في الماضي، لكنني على ثقة في قدرتها على إدارة هذه الأزمة باحترافية وحكمة.
بين GPT وGemini – آبل تتجه نحو الانفتاح!
بعد الإعلان رسميًا عن تضمين ChatGPT في أنظمة التشغيل الخاصة بآبل؛ أكدت عملاقة التقنية أيضًا عن اهتمامها بإضافة نظام جيميناي إلى أجهزتها قريبًا؛ وذلك في مقابلة أجراها السيد كريج فيديريغي نائب رئيس شركة آبل عقب مؤتمر WWDC 2024 مباشرةً. فيما يُعد خطوةً تاريخيةً في مسيرة شركة آبل؛ إذ قررت آبل أخيرًا الانفتاح إلى المطورين من الشركات الأخرى بدءًا بـ OpenAI ووصولًا إلى غريمتها الأولى Google!
وهنا أتذكر مقالة الصديق مصطفى يسري مدير قسم التقنية في عرب هاردوير؛ فقد توقع مصطفى في مقالته منذ عام واحد تقريبًا بعد مؤتمر WWDC 2023 أن آبل ستضطر في النهاية إلى الانفتاح نحو الشركات الأخرى المُطورة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الرائدة؛ خاصةً في مساعدها الشخصي Siri الذي لطالما اتهمه المستخدمون بالغباء!
يبدو أن آبل لم تجد مفرًا آخر من الانفتاح والمشاركة في الثورة العالمية الجارية في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فتنازل آبل عن انغلاقها الصارم بعد شراكتها مع OpenAI ليس أمرًا هيّنًا؛ ولن يكون!
عمومًا؛ أرى أن آبل اتخذت هذه القرارات بذكاء شديد؛ فمع تحليل الوضع القائم حاليًا على ساحة الشركات التقنية؛ نجد أن ميكروسوفت تمكنت من التفوق على شركة آبل في ترتيب القيمة السوقية؛ حتى تمكنت أخيرًا من انتزاع المركز الأول الذي احتفظت به آبل على مدار سنوات طويلة.
بالطبع السر هنا في الذكاء الاصطناعي؛ فقد تمكنت ميكروسوفت من إحراز هذا التقدم بفضل شراكاتها واستثماراتها في هذا المجال الواعد، خاصةً بعد دعمها غير المسبوق لشركة OpenAI منذ عام 2019؛ لتصبح نماذج GPT مُحركًا لأنظمة ميكروسوفت الرائدة دون بذل أي مجهود في تطوير نماذج خاصة بها! فقد اتخذت ميكروسوفت قرارًا ذكيًا للغاية في إدارتها لملف الذكاء الاصطناعي.
والآن؛ ظهر منافس واعد على الساحة، وهنا أتحدث عن إنفيديا بالطبع! الشركة التي أصبحت من أرباب التريليونات بقيمة سوقية تصل إلى 3.09 تريليون دولار وقت كتابتي لهذا المقال! وعند تحليل رحلة صعود إنفيديا نحو عالم التريليونات؛ سنجد أيضًا أن المحرك الرئيسي كان الذكاء الاصطناعي، إذ تمكنت إنفيديا من إحراز هذا التقدم التاريخي بفضل استثماراتها في هذا المجال، وتصنيعها لوحدات المعالجة المستخدمة في تشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
وفي الأسبوع الماضي، بعد أيام من كلمة إنفيديا الرئيسية بمعرض Computex 2024 في تايوان، تمكنت إنفيديا من تخطي آبل في القيمة السوقية بشكل مؤقت؛ لتنتزع المركز الثاني في ترتيب أعلى الشركات قيمةً سوقيةً من صانع الآيفون! وهنا نجد أن آبل تواجه خطرًا حقيقيًا يجب مخاطبته في أسرع وقت. وهذا في رأيي الدافع الأول الذي أجبر آبل على تغيير سياساتها الانغلاقية التي تبنتها على مر عقود منذ تأسيسها!
هل تأخرت آبل في سباق الذكاء الاصطناعي؟
لا شك أن آبل تخلفت عن منافسيها في هذا السباق؛ بل تخلفت كثيرًا! ودعونا نُلقي نظرةً على العام الماضي الذي اشتُهر بعام الذكاء الاصطناعي؛ حيث أصدرت الشركات المنافسة لصانع الآيفون أنظمتها المختلفة للذكاء الاصطناعي؛ مثل GPT-4 من OpenAI، وجيميناي من جوجل، وLlama من ميتا، وCopilot من ميكروسوفت؛ بل حتى مجموعة X المملوكة لإيلون ماسك أصدرت نموذجها الخاص Grok عبر شركة xAI التابعة للمجموعة.
وأين كانت آبل يا تُرى وسط كل هذا الزخم في مجال الذكاء الاصطناعي؟ في الواقع كانت آبل تستعد لإطلاق نظارتها للواقع الهجين Vision Pro بسعر 3500 دولار! نعم هذا ما اتخذته آبل أولويةً قصوى لها آنذاك.
بصراحة؛ أنا غير مقتنع تمامًا بالمبررات التي اتخذتها آبل لتأخرها في هذا السباق؛ والتي كانت تدور حول محور واحد أصلًا؛ وهو الخصوصية. فقد رأت آبل أنها ستُركز أولًا على تطوير عتادها في شرائح Apple Silicon لتتمكن من تشغيل نماذجها الخارقة بشكل محلي على الجهاز حفاظًا على خصوصية المستخدمين. نعم؛ هذه آبل التي اعتدنا عليها! ولكن لحظة...ماذا يفعل ChatGPT الآن على منظومة Apple Intelligence؟!
ولكن لأكون مُنصفًا؛ كان إعلان آبل عن Apple Intelligence خلال WWDC 2024 مُشبعًا لكل تطلعاتي في الذكاء الاصطناعي من صانع الآيفون؛ بل إنها المرة الأولى التي تحمست فيها بهذا القدر خلال متابعة المؤتمرات التقنية! ويبدو أن الإعلان كان ناجحًا بوجه عام؛ فقد تمكنت آبل من العودة مرةً أخرى إلى صدارة أعلى الشركات في القيمة السوقية بقيمة 3.3 تريليون دولار بعد يوم واحد من الإعلان عن Apple Intelligence.
ولكن في رأيي؛ هذه الصدارة لم تنتج عن تقنيات Apple Intelligence تحديدًا، فهي لا تختلف جذريًا عن المنافسين؛ فأنا أرى أن الدافع الأول لعودة آبل إلى القمة هو تغير سياساتها إلى الانفتاح، والإعلان بشكل صريح ورسمي عن نيتها في بدء الشراكات والتحالفات. فقد أدركت آبل أخيرًا أن التحالفات في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون مفتاح ريادة هذا المجال الواعد!
أُريدك فقط أن تتخيل نظام ذكاء اصطناعي قائم على نماذج من Apple Intelligence وGPT وGemini!
ختامًا، لا يسعنا الآن سوى الانتظار؛ فقد مارست آبل هويتها المُفضلة في إشعال ثورةً جديدةً في المجال التقني؛ ولكنه الذكاء الاصطناعي هذه المرة! والآن؛ العالم ينتظر ويُراقب إلى أين سيصل بنا هذا المجال بعد دخول صانع الآيفون على الساحة بشكل رسمي.
ولكنني حاليًا مهتم أكثر بمراقبة OpenAI؛ تلك الشركة الناشئة التي أصبحت مدعومةً بقطبي التقنية، بل الشركات العالمية بوجه عام؛ ميكروسوفت وآبل!
?xml>