كان الأسبوع الماضي مليئاً بالأخبار المميزة في عالم التقنية. فقد تم الإعلان في مطلع الشهر عن عالم Metaverse القادم والذي سيكون الوسيلة القادمة للتواصل بدلاً من مواقع التواصل الإجتماعي التقليدية، وسأتحدّث في مقال طريف غداً عن هذا الأمر. ومن ثم تم الإعلان في الرابع من الشهر الحالي عن معمارية Intel في شكلها العملي-حيث تم الإعلان بالفعل عن المعمارية في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، غير أن المراجعات أصبحت مُتاحة مع الرابع من الشهر الحالي. أما اليوم، فأُريد أن أتحدّث قليلاً عن Intel وعن وضعها الحالي في سوق المعالجات المركزية، وكيف أن معماريتها الجديدة الهجينة قد تُشكّل نمطاً جديداً من المنافسة في عالم الحواسيب المحمولة بشكل خاص، والحواسيب الشخصية بشكل عام، فهيّا بنا !.

ما الذي أخّر انتل كل هذا الوقت ؟

قد يتساءل البعض منكم الآن لما كل هذه الضجة والجلبة حول المعالجات الجديدة، ما المميز فيها ؟ وللإجابة على مثل هذا السؤال فقد قمت بعمل هذا الموضوع النقاشي من الأساس. ولتوضيح الأمر بشكل أكثر تفصيلاً، دعوني آخذكم في جولة سريعة للماضي. منذ عام 2017 تقريباً -بل ويمكنني القول حتى أنه منذ فترة أكبر من ذلك حتى- إعتادت شركة Intel على نظام روتيني خاص بها مع الأجيال الجديدة من المعالجات المركزية والشرائح الجديدة.

فبسبب هيمنتها الشبه مُطلقة على سوق الحواسيب في تلك الفترة، كانت انتل تتعامل مع المُستخدمين بمبدأ "التنقيط"، والذي جعل الشركة تتحرك ببطء شديد في عملية التطوير الخاصة بالأجيال الجديدة.وهو السبب نفسه الذي جعل معمارية تصنيع 14nm من الشركة تستمر حتى الجيل الماضي من المعالجات، أي لسبعة أجيال كاملة من المعالجات.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

السبب الرئيسي في ذلك هو الثقة المُفرطة التي كانت عند Intel. فقد كانت الشركة واثقة لحد اليقين أن AMD بعيدة بشكل كبير عن المنافسة، وأنها لا تستطيع العودة للساحة بين عشية وضُحاها، ولعل التخبّط الذي كانت فيه AMD كان السبب الرئيسي في هذا اليقين الذي تملّك Intel. وكأي شركة غلّفها الغرور، فقد كانت انتل تُمارس أساليب غير شريفة مع غريمها الضعيف من ناحية التسويق والتقليل من منتجاته، بل وقد وصل الأمر لإهمال المٍستخدمين أنفسهم تحت مبدأ (هذا هو المُتاح).

فمع عِلم المستخدمين بتفوق انتل الساحق، لم يجد الكثير منهم أي خيار آخر في السوق المُنعدم المنافسة. كل تلك العوامل كانت سبباً واضحاً للبطء الشديد الذي كانت Intel تُطوّر به معالجاتها طوال تلك المُدّة. ولكن لا تسير الأمور دائماً كما يتمنّى الجميع، وكما يقول المثل الشهير "يوم لك ويوم عليك". فمع قدوم عام 2017 وظهور معالجات Ryzen الثورية للنور أخيراً،  تلقّت انتل صفعة شديدة على جبينها جعلها تترنّح كثيراً منذ ذلك الوقت وحتى الجيل الماضي.

وحتى لا يختلط عليك الأمر عزيزي القارئ، فأنا هُنا لا أقصد أنها كانت مُتقهقرة مثلاً من ناحية المنافسة على الأداء الأفضل تماماً أو من ناحية المبيعات والحصة السوقية. ولكن الحقيقة هي أن انتل كانت تتراجع كثيراً، سواء من ناحية الحصة السوقية والمبيعات التي بدأت تتضاءل، أو من الناحية الأهم بالنسبة للكثيرين، وهي الإبداع مقابل ما تقوم به  AMD، لدرجة أن الشركة أطلقت ثلاثة أجيال في السنة وثلاثة أشهر الأخيرة فحسب. ولكن يبدو أن هذا سيتغير أخيراً مع الجيل الجديد الذي بين يدينا الآن.

السبب في ذلك هو أن العملاق التقني العريق Intel قد قام أخيراً بكسر حاجز الروتين الخاص به، والذي إعتادت الشركة عليه لما يقترب قليلاً من العقد من الزمان تقريباً. فقد أطلقت الشركة أخيراً الجيل الثاني عشر من معالجات Core I الخاصة بالمستهلكين. وفي الحقيقة المختلف هذه المرة ليس فقط هو إطلاق الشركة لجيل جديد من المعالجات، فهذا يحدث تقريباً كل عام، ولكن المميزة هذه المرة هو كم التغيرات التي صاحبت هذه المعمارية الجديدة. فهذه المرة، التغيرات الجديدة جعلتنا أخيراً نشعر ولأول مرة أن انتل تٌقدّم شيئاً جديداً بالفعل مع الجيل الجديد، عوضاً عن زيادة الترددات أو عدد الأنوية فحسب كما حدث على مدار الأعوام الماضية.

ما الذي يجعل معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S مُختلفة ؟

حسناً، لقد كانت هذه مُقدّمة طويلة نسبياً أردت فيها النقاش قليلاً عن الجيل الجديد. ولكن محور حديثي اليوم ليس فقط عن هذا الأمر، حيث أنني أُريد أن أوضّح لماذا يُعتبر الجيل الجديد مميّزاً من الأساس. فبالنسبة للبعض قد يكون الأمر عبارة عن معالجات جديدة وشرائح جديدة كما جرت العادة مثلاً، غير ان الواقع يفرض عكس ذلك. فالجيل الجديد من معالجات Intel هذه المرة "جديد" بالفعل، وهذا على جميع الأصعدة تقريباً. سواء من ناحية عملية التصنيع أو المعمارية نفسها أو حتى الشريحة والدعم الجديد للميزات. بل وحتّى من ناحية النهج الذي تسير عليه الشركة. وهو ما يجعلنا نقول أخيراً أن Intel قامت بما كانت تقوم به قديماً أيّام المنافسة، وما ظلّت AMD تقوم به لمدة أربعة سنوات حتى الآن وهو "التطوير الحقيقي بين الأجيال". لذا دعونا نتحدّث قليلاً عمّا يُقدمه الجيل الجديد على صعيد التجديد.

معمارية جديدة كُلّياً

لعل أحد أكبر وأهم الأمور التي قامت بها انتل مع الجيل الجديد هو المعمارية نفسها. فقد تغلّبت الشركة على نفسها، بل وعلى طبيعة سوق المعالجات المكتبة من معمارية X86. فهذه المرة قامت الشركة باطلاق معمارية تعتمد على تصميم مُشابه كثيراً لمعمارية big.LITTLE التي تعمل بها معالجات ARM الخاصة بالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. أما بالنسبة للسبب وراء هذه المعمارية الجديدة، فهو ينقسم في الأغلب لعدّة نقاط هامة. أحد هذه النقاط هو أن الشركة أدركت أخيراً أنها لا تستطيع الإستمرار في تطوير الأجيال الجديدة من خلال رفع تردد التشغيل وزيادة عدد الأنوية الخاصة بها. فحتى مع عملية تصنيع جديدة ستصل لحائط مسدود في نهاية المطاف.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

دفع هذا الأمر انتل للتفكير في طريقة جديدة للمواجهة، عن طريق إطلاق معمارية جديدة تجمع بين الأنوية المُفرطة القوة من ناحية الأداء الخاص بالنواة الواحدة، وأنوية أُخرى موفّرة للطاقة بشكل كبير. وبذلك ينتهي المطاف بنفس عدد أنوية AMD ال16 مع معالجها الأقوى، ولكنها أكثر فعالية في حالات العمل الخاصة بكل مجموعة. حيث توفر مجموعة الأداء Performance أداءً أفضل من ناحية النواة الواحدة أو تعدد الأنوية (في حالة قارنتها بحلول AMD)، في حين توفّر الأنوية الموفّرة Efficiency الطاقة بشكل أكبر من معالجات AMD، وبهذا تتغلب على الفارق الكبير الذي كان موجوداً بينها وبين الخصم.

السبب الآخر في هذه المعمارية هو رغبة الشركة في توفير نفس فكرة معالجات الأجهزة اللوحية والمحمولة في الحواسيب المحمولة واللاب توب. وذلك عن طريق توفير أنوية قوية وأنوية موفّرة للطاقة في نفس الأجهزة. ومع شرائح السيليكون الجديدة ستستطيع الشركة اللعب في عدد أنوية الأداء والكفاءة حسب الجهاز المحمول أو حتى المكتبي الذي تهدف الشركة إليه.

عملية تصنيع أقل ومُعدّل IPC أعلى

النقطة الجوهرية الثانية في الجيل الجديد هي عملية التصنيع الجديدة نفسها، والتي بدورها سمحت للشركة بأن تقوم بكل هذا العمل، سواء من ناحية تكديس أنوية أكثر من الترددات المرتفعة، أو من ناحية الزج بالمعالجات الرسومية المُدمجة وبالطبع زيادة أداء القدرة الكهربية للشرائح نفسها كما هي العادة. ولذلك فقد قامت الشركة ببناء المعالجات الجديدة على دقة تصنيع Intel 7 التي هي في الأساس عبارة عن 10nm Enhanced Super FinFET الخاصة بالشركة، غير أن انتل غيّرت التسمية في وقت سابق نظراً لأنها تقول أن تقنيتها تستطيع تقديم ما تُقدّمه 7nm DUV من ناحية الكفاءة وعدد الترانزستورات.

كذلك حقق الجيل الجديد قفزة كبيرة وواضحة في مُعدّل التعليمات لكل نبضة تردد  IPCمع هذا الجيل بشكل أوضح من أي جيل مضى، وهو ما يعود لعملية التصنيع الجديدة والمعمارية المبنية بشكل كبير من الصفر تقريباً. وبوضع هذا التحسّن مع تحسن عملية التصنيع سنرى بوضوع من أين يأتي أداء النواة الواحدة المميز لهذا الجيل (والذ يُمكنك رؤيته في مراجعتنا).

اقرأ أيضاً : كل ما أنت بحاجة لمعرفته حول معالجات Alder Lake-S ومعماريتها الهجينة.

شريحة أكثر تطوّراً ودعماً

كما هو العادة مع أي جيل جديد، قامت Intel بتقديم جيل جديد من الشرائح الخاصة باللوحات الأم. ولكن هذه المرة فالأمر مُختلف أيضاً حيث يُقدّم الشريحة الجديدة ترسانة من المميزات الجديدة والمُحسّنة، والتي تحدثنا عنها بالفعل بالتفصيل في مقالنا الخاص بمراجعة اللوحة الأم ASUS ROG Z690 HERO . والتي سأسردها الآن بشكل سريع أيضاً.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

دعم معيار PCIe 5.0 الأحدث : أحد أهم الاختلافات في مجموعة شرائح Z690 الجديدة هو دعم PCIe 5.0 بشكل قياسي، والذي يضاعف النطاق الترددي المتاح إلى 64 جيجابايت في الثانية. سيُمكنك هذا النطاق الترددي المرتفع من تشغيل المزيد من الأجهزة (فتحات M.2 ، على سبيل المثال) التي تستخدم ممرات PCIe المتصلة بوحدة المعالجة المركزية وعدم فقد الأداء الخاص بالبطاقة الرسومية الخاصة بك.

ستدعم معالجات Alder Lake إجمالي 20 ممرًا من ممرات وحدات المعالجة المركزية القادمة من المعالج نفسه، ليًصبح المجموع 16 ممر لمنافذ PCIe 5.0 وأربعة ممرات PCIe 4.0 إضافية. يقسم النظام الأساسي الممرات من الجيل الخامس 5.0 مثل x16 أو x8 للرسومات و x4 / x4 للتخزين ، مما يتيح عرض نطاق ترددي كامل يبلغ 64 جيجا بايت في الثانية لهذه الأجزاء. في حين توفر ممرات PCIe 4.0 الأربعة اتصالاً إضافيًا لوحدات التخزين الزائدة في حال أردت تركيب أيّاً منها.

تحسين ارتباط DMI: أحد الميزات الجديدة أيضاً هو زيادة سرعة ارتباط DMI بين مجموعة الشرائح ووحدة المعالجة المركزية.  فمع الجيل الماضي، ضاعفت شريحة Z590 سرعة الارتباط ، حيث انتقلت من سرعة PCIe 3.0 إلى x4 إلى  PCIe 3.0 x8. والآن مع Z690 ، فقد ضاعفت Intel ذلك مرة أخرى، بحيث تقفز سرعة ارتباط DMI هذه المرة إلى  PCIe 4.0 x8.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

دعم معيار ذاكرة DDR5 الأحدث : هذه المرة أيضاً تتفوق Intel من حيث أسبقية دعم ذواكر DDR5 للمنصات المكتبية للمستهلكين، مما يوفر للمستخدمين نطاق ترددي وقدرة أكبر مع استهلاك أقل للطاقة. ولعل الأمر المُريح هذه المرة بالنسبة لأولئك الذين لا يرغبون في الإنتقال بعد لذواكر DDR5، هو أنهم يمكنهم شراء لوحات Z690 تدعم ذاكرة DDR4 الأقدم. وبما أن الشائعات تُشير إلى أن اختلافات الأداء حاليًا بين DDR4 و DDR5 ليست مهمة في العديد من حالات الاستخدام، فالبقاء مع الذاكرة الأقدم لازال خياراً جيداً للكثيرين. ومع ذلك ، لا نتوقع فرقًا كبيرًا حتى تنضج ذاكرة DDR5 (أي زيادة السرعات وإنخفاض أوقات الاستجابة).

ملفات تعريف XMP 3.0 ، وتقنية Dynamic Memory Boost:كُنّا قد تحدثنا في مقال مُنفصل منذ بضعة أيام عن تحديث Intel ملفات تعريف XMP ، والجيل الجديد هو ببساطة نسخة مطورة من ملفات XMP ولكن لمعيار الذاكرة الجديد DDR5 الذي تم تقديمه مع معالجات  Alder Lake. ومع النسخة الجديدة تأتي مجموعة كبيرة من التحسينات، بما في ذلك المزيد من الملفات الشخصية وإمكانية تسمية الملفات الشخصية التي يمكنك تخصيصها بنفسك، وتوفير المزيد من التحكم القياسي في الجهد من خلال التحكم المتكامل في جهد وحدات DDR5. أما بالنسبة لتقنية DMB، فهي تقنية تسمح لوحدة التحكم في الذاكرة المدمجة بوحدة المعالجة المركزية بالتحويل من السرعات القياسية لملفات JEDEC إلى ترددات XMP الموجودة اعتمادًا على المهمة التي تقوم الذاكرة بالتعامل معها (أي أنها تعمل بمفهوم مُشابه لترددات التعزيز الخاصة بالمعالجات).

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

المنافذ والتوصيل: تتميز Z690 بمتحكم SATA RAID مُدمجة مع ثمانية منافذ SATA 6 جيجابت في الثانية ودعم كامل لذاكرة Optane. يتضمن مزيج واجهات USB ما يصل إلى أربعة منافذ USB 3.2x2 بسرعة 20 جيجابت في الثانية وما يصل إلى 10 منافذ USB 3.2 x1 بسرعة 10 جيجابت في الثانية، وما يصل إلى عشرة منافذ USB 3.1x1 بسرعة 5 جيجابت في الثانية وما يصل إلى أربعة عشر منفذًا USB 2.0.

 مراحل طاقة VRM أقوى:  مع لوحات الجيلين الماضيين كانت مراحل مراحل الطاقة للمعالج تتوقف عند الرقم 50 أمبير، وهو رقم جيد جداً لكي أكون صادقاً، لكن المعيار الجديد الآن مع لوحات Z690 هو 70 أمبير على الأقل، مما يجعل لوحات Z690 للمبتدئين أكثر قوة من لوحات Z590 الرائدة، كما أنه دليل على وجود أنوية أكثر في معالجات هذا الجيل.

وبغض النظر عن هذه الميزات الرائعة التي قدمتها معالجات الجيل الجديد، فقد عانت المعالجات من أمرين مُهمّين للغاية وهما الطاقة والحرارة. ولا أدري حقيقة هل يعود السبب لإنتقال الشركة لعملية تصنيع جديدة، أم أنها لم تُصل لمرحلة النضج بعد مع المعمارية الجديدة، أم أن الأمر عائد لعدد الأنوية والمكونات الكثيرة التي تم الزج بها داخل شريحة السيليكون. ولكن على كل حال، فهذا أمر قد يتحسّن مع الجيل القادم، ولا أظنّه سيُشكّل الكثير من العبء لأغلب المستخدمين حالياً مع مزودات الطاقة ذات الكفاءة العالية، و أنظمة التبريد المائي التي أصبحت في كل مكان.

والآن دعونا نسأل السؤال الهام وهو، هل سيكفي هذا للقول بأن انتل عادت للساحة ؟

وصلنا الآن للنقطة الأكثر أهمية في مقالنا اليوم، وهي "هل تكفي هذه التحديثات للقول بأن Intel قد تعافت وعادت للساحة ؟".

بالنسبة لي أستطيع القول أن انتل قد عادت بالفعل لحيّز المنافسة، والصدارة في أداء النواة الواحدة خصوصاً مع الألعاب. غير أنها في حالة تعدد الأنوية لازالت تقارع AMD ولم تتغلب عليها بعد. ولعل السبب في هذا الأخير هو أنها تمتلك فعلياً ثمانية معالجات تستطيع المنافسة بشكل قوي، في حين تعمل الثمانية الموفّرة للطاقة بقدرة أقل في مهام الأنوية المتعددة. ولكن بالنظر مرة أُخرى للنتائج الخاصة بنا من مراجعتنا لمعالج انتل الأقوى Intel Core I9 12900K، فإن المعالج بالفعل يتفوق أخيراً على غريمه العتيق نسبياً RYZEN 9 5950X من ناحية الأداء مُقابل السعر.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

نعم لقد عادت انتل أخيراً للمنافسة، وليس ذلك من ناحية الاداء على صعيد النواة الواحدة فحسب. فقد طوّرت انتل من نفسها مع هذا الجيل الجديد حقّاً لتُقدّم لنا شاحنة من التغيرات الجديدة، سواء كُنّا نتحدث عن الأداء الأفضل للنواة الواحدة أو حتى تعدد الأنوية. أو كنّا ننظر للأمر من ناحية السعر مُقابل الأداء الذي سطعت فيه معالجات الجيل الجديد، وذلك بالتأكيد بفضل إمكانية Intel على تطويع الأسعار لصالحها بفضل مخزونها المادّي الواسع. أو حتى من ناحية كمية التقنيات الجديدة التي دعمتها الشركة مثل PCIe 5.0 و DDR5، وهو أمر كانت الشركة بعيدة عنه لفترة من الزمن أتاح للمنافس AMD التميّز فيه على هيئة دعم DDR4 و PCIe 4.0 قبل انتل.

كما أن معمارية big.LITTLE الجديدة الخاصة بالشركة -من وجهة نظري الشخصية- ستقوم بتغيير سوق المعالجات المركزية بنفس مقدار التغير الذي قدّمته معالجات RYZEN عند ظهورها لأول مرة في عام 2017 عندما حوّلت سوق المعالجات الذي كان محصوراً عند 4 أنوية و 8 خيوط معالجة لما نراه اليوم من تطاحن في عدد الانوية. نعم، فقد لا يبدو الأمر للكثيرين أنه التوجّه القادم للمعالجات المكتبية، حيث أن استهلاك الطاقة ووجود أنوية موفّرة للطاقة ليس بالأمر فائق الأهمية للأجهزة المكتبية، ولكن هذه المعمارية الهجينة على أقل تقدير ستُشكّل سوق المعالجات المُسرّعة في الفترة القادمة. والزمن وحده من سيُخبرنا بصحّة ذلك أم لا.

معالجات الجيل الثاني عشر Alder Lake-S . عودة Intel المُنتظرة !

وإن كان كل ذلك لا يستعطف قلبك الشغوف، فلعل حقيقة أن Intel على وشك إطلاق بطاقاتها الرسومية المنفصلة الخاصة من معمارية Xe أخيراً مع مطلع العام القادم تفعل ذلك. لذا ومع كل ما ذكرناه للتو، وتطلعات الشركة المستقبلية التي تبدو واعدة، لا أملك إلا أن أقول "شابوه انتل". فقد استطاع المارد الأزرق النائم أخيراً النهوض من سباته العميق ليُعلم الجميع أنه لازال موجوداً على الساحة. فهل ستعود انتل للقيادة من جديد كسابق عهدها، أم أن للمارد الأحمر الذي يعمل في الوقت الحالي على أنوية Zen 4 رأي آخر !!...