تطبيق Threads المنافس لتويتر يجمع بياناتك الصحية والمالية، بجانب موقعك الجغرافي الدقيق، سجل التصفح، جهات الاتصال، سجل البحث والملفات المخزنة في هاتفك بجانب الرسائل والمزيد.. ما أدى إلى حظره في أوروبا بالفعل!

على الرغم من أن تطبيق Threads لا يزد عمره عن يومي، إلا أنه تمكن بسهولة من لفت أنظار الإنترنت بأكمله، أُنشئ عليه حتى الآن أكثر من 70 مليون حساب -حسب تصريحات مارك زوكريرغ نفسه- بجانب 95 مليون تغريدة و 190 مليون إعجاب قام بهم 30 مليون مستخدم نَشط، وفقاً لبيانات داخلية من شركة Meta، بالتالي تملك الشركة المؤسسة لفيسبوك بالفعل كمية مهولة من البيانات، خصوصاً بعد تقييد مستخدمي «ثريدز» بعدم امكانية حذف حساباتهم دون التضحية بإنستغرام أيضاً، وما يزيد الطين بلة أن التطبيق الجديد يَجمع أطناناً من المعلومات الحساسة والتي يُمكن وصفها بإنتهاك صريح للخصوصية، الأمر الذي كان كفيلاً بحظره في أوروبا بالفعل!

أما عن ماهية البيانات الحساسة التي يجمعها Threads عنك، فهي بياناتك الصحية والمالية، موقعك الجغرافي الدقيق، سجل التصفح، جهات الاتصال المُسجلة في هاتفك، سجل البحث، الملفات المُخزنة على هاتفك، الرسائل، والمزيد من المعلومات الأخرى التي يًنفرد بجمعها تطبيق ميتا الجديد بِحجّة "إنشاء ملف تعريف لأنشطة المستخدمين الرقمية" وفي الحقيقة، فإن جميع تلك البيانات التي يجمعها وافقت عليها بالفعل عندما قمت بتثبيت التطبيق على هاتفك الأندرويد أو iOS، فهو مذكور بشكل صريح على متجر تطبيقات آب ستور وجوجل بلاي.

وفي الحقيقة فنحن لسنا متفاجئين من كمية البيانات التي يجمعها تطبيق ثريدز، نظراً لأن ميتا -فيسبوك سابقاً- تجني أرباحها بتتبع مستخدميها وجمع بياناتهم للتوصية بالإعلانات المناسبة لهم عبر «أدوات الاستهداف الدقيق للإعلان السلوكي»، ليست هذه المرة الأولى التي نعلم فيها أن ميتا تتجسس علينا بشكل صريح، التغيير الوحيد أن ذلك يتم عبر تطبيق جديد مُنافس لتويتر.

الإتحاد الأوروبي يحظر Threads بالفعل!

كما ذكرنا في بداية الخبر، ثريدز غير متاح في القارة الأوروبية، وذلك نظراً للقوانين الصارمة التي يَفرضها الإتحاد الأوروبي على عمالقة التكنولوجيا وطرق جمعهم لبيانات المستخدمين، الأمر الذي سبّب إزعاج كبير لزوكربيرغ وصل به إلى التهديد بحظر منتجاته عن أوروبا، والآن تدخل ميتا في معركة قانونية أخرى لطرح تطبيقها الجديد داخل أوروبا، انتقدت المحكمة العليا سابقاً طرق توجيه الإعلانات السلوكية التي لا تملك أسساً قانونية، وأنه يجب الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي أولاً، والآن ومع جمع المزيد من المعلومات الحساسة مثل البيانات الصحية في تطبيق Threads، ستحتاج ميتا إلى مستوى أعلى من الموافقة الصريحة لمعالجتها بشكل قانوني من أجل الامتثال للائحة العامة لحماية البيانات.

وبالتالي يجب على ميتا تغيير طرقها المتبعة لتوجيه الإعلانات للمستخدمين بشكل جذري لتتمكن من طرح تطبيقها الجديد في أوروبا، خصوصاً بعد فرض الاتحاد الأوروبي غرامة تُقدر بـ 1.3 مليار دولار على عملاق الإعلانات الأمريكي لنقله بيانات المستخدمين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو نفس الكأس الذي تشرب منه تيك توك في الشهور الأخيرة مع اختلاف الحكومات.

إذا كنت من مستخدمي ثريدز، فميتا تملك معلومات عنك من أربع منصات مختلفة، فيسبوك، انستغرام، واتساب والآن تطبيقها الجديد. كمية الأمور التي تعرفها عنها الشركة الأمريكية مُرعبة وربما لا يعرفها أقرب الناس إليك، جدير بالذكر أن معرفة المعلومات الصحية عنك من أجل ترويج الحبوب والأدوية لك، فما مدى انتهاك الخصوصية التي يُمكن أن تصل إلى ميتا قبل أن تشعر بأنها تجاوزت الحد؟!