شهدت السنوات الأخيرة ظهور صيحة تقنية جديدة وغريبة تقودها شركات مثل LG، حيث بدأت تنتشر أجهزة تشبه الشاشات الذكية لكنها مزودة بعجلات وتعمل بأنظمة تشغيل مخصصة. البداية كانت عام 2022 مع إطلاق جهاز StanbyME من LG، وهو عبارة عن شاشة لمس بقياس 27 بوصة تعمل بنظام WebOS، وتُسوق باعتبارها شاشة تلفاز خاصة ومتنقلة، مثالية لمشاهدة المحتوى، واجتماعات الفيديو، والمحاضرات الإلكترونية.

لكن اليوم لم يعد LG وحدها في هذا المضمار. شركات عديدة دخلت السوق بأجهزة مشابهة تعمل بنظام Android، مثل جهاز MegPad A32Q7 Pro من KTC، الذي يعمل بنظام Android 13 ويأتي بشاشة ضخمة قياس 32 بوصة، مثبتة على قاعدة متحركة.

شاشة ضخمة وتجربة مرنة

يحمل جهاز KTC MegPad شاشة بدقة 3840×2160، بمعدل تحديث 60 هرتز، ويستخدم لوحة VA بمستوى سطوع يبلغ 220 نت وتغطية لونية تصل إلى 90 بالمئة من DCI-P3. يدعم الجهاز منافذ HDMI وUSB-A، ويزن أكثر من 18 كيلوغرامًا.

رغم حجمه الكبير، يتميز هذا الجهاز بالمرونة في التنقل بين الغرف. كما تمنح تجربة استخدامه في المنزل شعورًا وكأنك تمتلك تلفازًا متنقلًا يمكن وضعه في غرفة النوم لمشاهدة الأفلام بشكل مريح، أو نقله إلى المطبخ أو المكتب حسب الحاجة. وتمنح سهولة تحريكه أيضًا المستخدم حرية في توزيع المشاهدة والعمل من دون الحاجة إلى تثبيت جهاز دائم.

التجربة اليومية مع MegPad

بالنسبة لمستخدم يعيش في شقة صغيرة بمدينة مثل نيويورك، قدم MegPad حلًا مثاليًا بديلاً عن التلفاز التقليدي؛ إذ استخدمته الكاتبة لمشاهدة المحتوى أثناء الاستلقاء، وأيضًا كنقطة عرض لمحتوى اليوغا من زوايا مختلفة. ساعدها الجهاز أيضًا على تنفيذ مشروع طباعة كبير الحجم، بفضل قدرته على عرض الصور وتعديلها عبر السحب والإفلات.

كما أن منفذ HDMI جعله يعمل كشاشة عرض خارجية للحاسوب، ما يمنحه ميزة إضافية مقارنة بجهاز StanbyME من LG. رغم أن التنقل ليس سهلًا تمامًا بسبب وزنه الثقيل وعدم وجود قفل للعجلات، إلا أن دوران الشاشة الكامل يعوض هذا العيب ويمنح المستخدم حرية أكبر في الاستخدام.

ليس تلفازًا تقليديًا لكنه يقترب

رغم تشابه هذه الأجهزة بالتلفزيونات الذكية، إلا أنها تفتقر إلى بعض الوظائف الأساسية كوجود جهاز استقبال للبث أو نظام تشغيل مصمم خصيصًا للتلفاز. ويعمل جهاز MegPad بنظام Android 13 العادي، وهو ما يعني غياب الإعلانات المدمجة والمراقبة المرتبطة بمنصات مثل Google TV.

يجعل ذلك الجهاز أقرب إلى جهاز لوحي عملاق منه إلى تلفاز، خصوصًا وأنه يدعم تطبيقات إنتاجية مثل Google Sheets وMicrosoft Word، ما لا يتوفر عادة في أنظمة التلفاز الذكية. كما يمكن استخدامه لتخزين المستندات والصور بفضل سعة التخزين البالغة 128 جيجابايت.

لكن في المقابل، لا يضم الجهاز واجهة تلفاز مخصصة، ولا يدعم قنوات البث المباشر، ولا يأتي مزودًا بجهاز تحكم عن بعد تقليدي، بل يتم التحكم فيه عبر شاشة اللمس أو فأرة بلوتوث مرفقة، وهي غير مريحة في كثير من الأوضاع بسبب حجم الشاشة وبعدها أحيانًا عن المستخدم.

بين التلفاز واللوح الذكي: فئة جديدة من الأجهزة

مع ازدياد أحجام الشاشات وتوجه المستخدمين نحو الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية لمتابعة المحتوى، بدأت تظهر أجهزة هجينة كبدائل للتلفزيونات المحمولة القديمة. لكن خلف هذه الأجهزة الجديدة تقف دوافع أخرى تتعلق بالبيانات والخصوصية. فقد منح نظام EDLA الذي أطلقته جوجل عام 2022 الشركات الصغرى صلاحية دمج خدمات Google الرسمية في أجهزة غير تقليدية، مثل الشاشات التعليمية التفاعلية أو أجهزة مثل MegPad.

هذا يعني أن هذه الأجهزة لم تُصمم فقط لتلبية حاجات المستخدم، بل أيضًا لتوسيع وجود جوجل في السوق وجمع المزيد من البيانات عن المستخدمين من خلال أجهزة غير تقليدية.

لمن تصلح هذه الأجهزة؟

رغم إعجاب الكاتبة بتجربتها مع MegPad، إلا أنها لم تجد سببًا قويًا لتفضيله على الأجهزة التقليدية الأخرى مثل الحواسيب المحمولة أو الأجهزة اللوحية الصغيرة. لكنها تعترف بأن له استخدامات خاصة، خصوصًا في الأماكن الضيقة، أو كمركز ترفيه مؤقت في حالات مثل رعاية مريض أو تخصيص غرفة مؤقتة للعرض.

في النهاية، يشير انتشار هذه الأجهزة إلى تقاطع مثير بين فئات متعددة: التلفزيونات الذكية، الشاشات، الأجهزة اللوحية، والعروض التفاعلية. وهو تطور يستحق المتابعة، خاصة مع ازدياد اعتماد الشركات على حلول هجينة جديدة وابتكارات تملأ الفراغات في السوق.