تخيل معي عالمًا تتشابك فيه خيوط التكنولوجيا مع نسيج الحياة السياسية، حيث تتحول المنشورات والتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أصوات انتخابية؛ لتصبح الخوارزميات في النهاية مسؤولةً عن صناعة وتوجيه الرأي السياسي. ربما بالغت قليلًا في هذا الإسقاط، ولكنني أؤكد لك عزيزي القارئ أننا نقف اليوم على شفا ثورة تقنية هائلة؛ ثورةٌ تحمل في طياتها وعودًا براقة بالتقدم والحداثة، ولكن تشوبها ظلالًا قاتمةً. ففي هذا العالم الناشئ، تمسك الشركات التقنية العملاقة بمقاليد القوة، وتغذي محركاتها الجبارة بوقود العصر الجديد؛ البيانات الرقمية بالطبع. فهل نحن على أعتاب فجر جديد، أم أننا ننزلق نحو ظلمة مستقبل ديستوبي؟

الخوارزميات وصناعة الرأي

في عصرنا هذا؛ أصبحت التكنولوجيا بالفعل قوةً محركةً للمشهد السياسي والاجتماعي. وأخص بالذكر هنا وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ إذ غيرت بشكل جذري المشهد السياسي في الولايات المتحدة على سبيل المثال؛ مؤثرةً على كيفية تواصل السياسيين مع الناخبين، ناهيك عن تشكيل الرأي العام؛ حتى تطور الأمر لتُصبح هذه التقنيات مؤثرةً على نتائج الانتخابات نفسها.

أشعل هذا التحول الثوري جدلًا واسعًا حول العالم، كما أحدث شروخًا عميقة في النسيج السياسي والتقني على حدٍ سواء، خاصةً بالولايات المتحدة. وفي قلب هذه المعمعة الفكرية؛ يبرز دونالد ترامب والحزب الجمهوري كأبرز المقاتلين في ساحة هذه الحرب التقنية. فهم يُوجهون انتقاداتٍ حادةً نحو عمالقة التقنية، متهمين إياها بالانحياز السافر للحزب الديمقراطي وتبني أجندات يسارية تتعارض مع قيمهم المحافظة.

يرسم هذا الصدام بين القوى السياسية والتقنية ملامح معركة أيديولوجية تتجاوز حدود الشاشات الرقمية؛ والتي تؤثر حتمًا في صميم القيم الديمقراطية الأمريكية.

لم يتوقف الأمر عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي السياسي فحسب؛ بل تطور لتدعيم هذه الحملات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأتحدث هنا تحديدًا عن الأساليب القذرة التي بدأت في الانتشار هذه الأيام، والتي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع الصور الفاضحة لأحد المُرشحين بغرض اغتيالهم سياسيًا. ولعل المُرشح الجمهوري دونالد ترامب أحد أكثر المُتضررين من هذه الحملات؛ إذ يواجه عددًا من الصور التي يُزعم أنها مُزيفة بالذكاء الاصطناعي، والتي تحاول اغتياله سياسيًا بشتى الطرق.

فهل نحن بصدد عصر جديد من الديمقراطية الرقمية، أم أننا نواجه تهديدًا غير مسبوق لنزاهة العملية الانتخابية؟ وهل تتحكم الحيتان التقنية في المشهد السياسي العالمي؟ وأخيرًا، كيف يمكن للمُشرعين والمواطنين على حد سواء التعامل مع هذه التحديات الجديدة لضمان مستقبل سياسي عادل وشفاف؟

سنغوص في أعماق هذه القضايا المعقدة؛ مستكشفين التقاطع المثير بين التكنولوجيا والسياسة في القرن الحادي والعشرين. مع تسليط الضوء على التأثير المُعقد للتكنولوجيا على السياسة الأمريكية؛ مرورًا بالتوترات المتصاعدة بين القوى السياسية وعمالقة التقنية!

السياسة 2.0 – الديمقراطية في عصر التواصل الاجتماعي

شخصيًا، لا يمكنني أن أتذكر المرة الأخيرة التي شعرت فيها بحاجة إلى تصفح المنصات الإخبارية؛ فأنا أتابع أحدث الأخبار والتطورات العالمية عبر منصات التواصل الاجتماعي. ولأكون دقيقًا؛ أخص بالذكر هنا منصة X (تويتر سابقًا). فقد نجح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في تحويل هذه المنصة إلى ساحة إخبارية غير مُوجهة، ساحة بعيدة كل البُعد عن الأجندات المؤدلجة؛ بل إنها زُودت أيضًا بخاصية جديدة للتحقق من صحة الأخبار، وهي خاصية Community Notes.

ولهذا عزيزي القارئ، يُمكننا التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها نافذة رقمية تطل على العالم، نافذة يحملها كافة مستخدمي الإنترنت؛ على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر الشخصي. ولكن هل تحظى كل هذه المنصات بنفس الدرجة من الشفافية والموثوقية؟ بالطبع لا! بل يُمكنني أن أعلنها بكل صراحة؛ فإن منصة X هي المنصة الوحيدة التي يُمكن اعتبارها منصةً حياديةً بعض الشيء!

والآن، ومع تعدد المنصات التي تفرض أجندات مُعينة على مستخدميها؛ أصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والوهم، بين الرأي الشخصي والرأي المصنوع. فكيف وصلنا إلى هذا الحد؟ وكيف أصبحت منصات رقمية، بدأت كوسيلة للتواصل بين الأصدقاء، قوةً هائلةً في تشكيل الوعي السياسي لأمة بأكملها؟

بدأت هذه القصة مع زيادة عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على مدار العقد الماضي؛ حين اتجهت أغلب المؤسسات الإخبارية والإعلامية إلى نشر وبث محتواها عبر الإنترنت، وكانت منصات التواصل الاجتماعي محطةً رئيسيةً لأغلب هذه المؤسسات، إذ بدأت الصحافة التقليدية في الاندثار تدريجيًا؛ لتصبح الآن مُعتمدةً بشكل رئيسي على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت بدلًا من الصُحف والمجلات الورقية!

متابعة الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وبمرور الوقت، بدأت قوة هذه المنصات في التبلور؛ فقد أصبحت الآن مصدرًا للمعلومات التي يحصل عليها أغلب المستخدمين في شتى المجالات؛ خاصةً فيما يخص الحياة السياسية. وهنا وقفت هذه المنصات عند مُفترق طرق؛ هل تفتح الباب على مصراعيه أمام حرية التعبير؟ أم تبدأ في تقييد المحتوى، وصياغة خوارزميات متقدمة لتوجيه الرأي السياسي؟ بالطبع تعرف الإجابة!

في الواقع، حصلت وسائل التواصل الاجتماعي على فرصة لا تُعوَّض؛ إذ تمتلك هذه المنصات كميات هائلة من بيانات المستخدمين. وكما تعلم عزيزي القارئ؛ فنحن في عصر البيانات الضخمة أو الـ Big Data؛ ولن أُبالغ أبدًا إذا وصفتها بذهب العصر الرقمي، أو نفط القرن الواحد والعشرين!

وناهيك عن قيمة هذه البيانات في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل مؤدلج؛ يُمكن لمنصات التواصل الاجتماعي استخدام هذه البيانات في تطوير المزيد من الخوارزميات التي تجعلها قادرةً في النهاية على توجيه الرأي السياسي، بل تجعلها قادرةً على ما هو أسوأ أيضًا؛ صناعة الرأي السياسي! وعلى ما يبدو أن كافة منصات التواصل الاجتماعي قررت استغلال هذه الفرصة بكل قوتها. فحتى منصة X، التي يُمكن وصفها بأقرب منصات التواصل الاجتماعي إلى الحيادية، تعتمد على بعض الخوارزميات والتقنيات الأخرى في توجيه وتقييد بعض أشكال المحتوى؛ المحتوى المُعارض لآراء السيد ماسك بالطبع!

وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي

في عام 1971، قدم الدكتور هيربرت سيمون، العالم البارز في مجالات علم النفس والاجتماع وعلوم الكمبيوتر، مفهومًا جديدًا أطلق عليه «اقتصاد الانتباه». ويخاطب هذا المفهوم الثوري انتباه البشر كسلعة نادرة وثمينة، تخضع لقوانين الاقتصاد والتجارة والتسويق. وكانت رؤية سيمون استشرافية ومستقبلية؛ فقد تنبأ بأن انتباه البشر سيصبح موردًا شديد القيمة في عصر البيانات الضخمة وغزارة المعلومات.

هيربرت سيمون

وتوقع سيمون أنه في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات، سيصبح توجيه انتباه الناس نحو قضية معينة تحديًا كبيرًا. ولعلك تشهد الآن ما تنبأ به سيمون وهو يتحقق أمام أعيننا. فنحن نعيش في عصر تتنافس فيه الشركات بشراسة للفوز بانتباه المستهلكين. هذا الصراع على الانتباه يتجلى بوضوح في مجالات مثل التسويق الرقمي وصناعة المحتوى الرائج (Trends).

في عالمنا المعاصر، أصبح «اقتصاد الانتباه» أمرًا واقعًا، إذ تسعى الشركات والمنصات الرقمية جاهدةً لجذب وإبقاء انتباه المستخدمين؛ مدركةً أن هذا الانتباه هو العملة الجديدة في عصر المعلومات.

ولهذا تأتي أهمية منصات التواصل الاجتماعي في قيادة مفهوم اقتصاد الانتباه. تخيل معي شبكة عملاقة، تمتد خيوطها عبر القارات، متجاوزةً الحواجز الفكرية والجغرافية، لتربط بين عقول البشر في كل ركن من أركان الأرض. ولن يقتصر دور هذه الشبكة على الربط فقط بين البشر؛ بل تمتلك القدرة على تحريك الأفكار، وإثارة العواطف، وصناعة الآراء! وهنا يكمن سر قوتها؛ فهذه المنصات ليست مجرد منابر للتعبير، بل هي أدوات إقناع قوية، تملك مفاتيح العقول والأفكار.

وبعد أن أثبتت هذه المنصات جدارتها في قيادة هذا المفهوم الثوري الجديد، خاصةً في مجال التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية؛ بدأ الساسة ينتبهون إلى القدرات الخارقة التي يُمكن أن تُقدمها هذه المنصات للتلاعب بالحياة السياسية. وتذكر صديقي أن السياسة ليست صناعةً نظيفًا، ولن تكون أبدًا. وفي النهاية، بدأت هذه المنصات في تبني أحد الأقطاب السياسية بالولايات المُتحدة، بل في العالم أجمع. إذ ينقسم العالم حاليًا بين التوجه اليساري والتوجه اليميني، وبالطبع تميل أغلب المنصات إلى دعم الأجندات اليسارية! نعم؛ أقصد هنا أجندات المثلية، وتمييز الأقليات، والحريات المُتطرفة التي أصبحت تُحيط بنا من جميع الجهات.

ربما تظن أحيانًا أن العالم يتغير؛ وأننا ندخل في حقبة جديدة من الانحلال وانهيار مفاهيم الحضارة التي نسجت التاريخ البشري العريق. ولكن في الواقع؛ فإننا الآن تحت تأثير خوارزميات دقيقة تتلاعب بأفكارنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهذه الخوارزميات طُورت ودُربت لتتقن فن اقتصاد الانتباه. فقد تمكنت هذه المنصات من جذب انتباهنا تجاه هذه الأجندات اليسارية؛ حتى نعتقد في النهاية أن هذه الأفكار باتت أمرًا واقعًا! فهي محاولة احترافية لتطبيع الأفكار اليسارية مع هدم كل القيم التي تتبناها تيارات اليمين.

ومن هنا نصل أخيرًا إلى اسم «دونالد ترامب»؛ ذلك الاسم الذي يقترن دائمًا بالقضايا الجدلية والزخم الإعلامي. وهذا بالطبع بسبب تأييده الشرس للقيم المُحافظة التي يرتكز عليها الحزب الجمهوري؛ الحزب الأمريكي الذي يُمثل تيار اليمين بالولايات المتحدة. ولهذا، ومنذ عام 2016 عندما صعد ترامب إلى رئاسة الدولة الأقوى على مستوى العالم؛ بدأت الحرب الإعلامية في الاشتعال ضده، ولعلك تعرف الآن السلاح الأقوى المستخدم في هذه الحرب؛ منصات التواصل الاجتماعي!

لم يقتصر الأمر فقط على استخدام الخوارزميات لتقييد وتوجيه الرأي ضد ترامب، بل إنه وصل إلى حجب حساباته بالكامل في يناير 2021؛ فقد توحدت منصات التواصل الاجتماعي ضد ترامب عقب أحداث الكابيتول؛ لتُقرر حظر حساباته من على جميع المنصات؛ فيسبوك، وانستغرام، وحتى تويتر. وذكر ترامب أيضًا أن إدارة تويتر قد حذفت عددًا من تغريداته التي كان ينشرها عبر حساب @POTUS الرسمي الخاص برئيس الولايات المُتحدة!

أحداث الكابيتول يناير 2021

وبررت منصات التواصل الاجتماعي فعلتها آنذاك بأن ترامب كان يُحرض على الشغب والعنف؛ إذ اتُهم ترامب بتحريض مؤيديه على اقتحام مبنى الكابيتول الخاص بالكونغرس الأمريكي للاحتجاج على فوز بايدن بدعوى تزوير الانتخابات. ولكن حتى هذه اللحظة؛ لم تُثبت أيٌ من هذه التهم على دونالد ترامب. فقد أُغلقت القضية بشكل كامل في يوم 15 يوليو الماضي. ما يعني أن ترامب كان يتعرض فعلًا لحملة مُمنهجة من التقييد الرقمي؛ حملة شاركت بها كافة منصات التواصل الاجتماعي دون استثناء!

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي

يشهد المشهد السياسي الأمريكي تحولًا جذريًا مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى ساحة المنافسة. فمن تحليل اتجاهات الناخبين وتوقع نتائج الانتخابات بدقة متناهية، إلى تصميم حملات انتخابية مخصصة وفعالة؛ أصبح الذكاء الاصطناعي أداةً لا غنى عنها في الاستراتيجيات السياسية الحديثة. ويثير هذا التطور تساؤلات عميقة حول مستقبل الديمقراطية وعملية صنع القرار السياسي.

فهل سنشهد يوماً ما مرشحين يعتمدون بشكل كامل على توصيات الذكاء الاصطناعي لصياغة سياساتهم؟ وكيف سيؤثر ذلك على العلاقة بين السياسيين والناخبين؟ إن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والسياسة الأمريكية يفتح الباب لعصر جديد من الممارسة السياسية، مليء بالفرص والتحديات على حدٍ سواء.

في الواقع عزيزي القارئ؛ لم أكتب أنا هذه الفقرة بالأعلى؛ فقد كتبها أحد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كامل عندما سألته فقط عن دور الذكاء الاصطناعي في المشهد السياسي الأمريكي! ولعلك تُدرك الآن بالدليل الظاهر أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم آراء واقعية في الحياة السياسية؛ فقد اعتمدت أغلب نماذج الذكاء الاصطناعي في تدريبها على بيانات حصلت عليها من وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية. باختصار؛ هذه النماذج أصبحت على دراية كاملة بتعقيدات المشهد السياسي؛ ما يُنذر فعلًا بخطورة استغلالها من قبل الساسة على سلامة الحركة الديمقراطية!

الذكاء الاصطناعي والسياسة الأمريكية

والآن؛ كيف يُمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الحياة الديمقراطية؟ في الوقت الحالي، لن تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من التدخل بشكل مباشر في الحياة السياسية؛ بل إنها غير قادرة أصلًا على نشر الأخبار الزائفة ذاتيًا. ولكن تكمن خطورة هذه التقنيات المتقدمة في سهولة استخدامها بواسطة الأقطاب السياسية؛ إذ يُمكن لهذه التقنيات أن تُعزز من حملات التشويه والترويج للأخبار الزائفة على الإنترنت. بعبارة أخرى، سيساعد الذكاء الاصطناعي على إنجاز المهام القذرة للساسة بأقل قدر من المجهود، وفي أسرع وقت!

وبالفعل؛ لدينا بعض الأدلة الواقعية التي تُثبت استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية. فعلى سبيل المثال، استخدم الرئيس الفلبيني الحالي، بونغ بونغ ماركوس، تقنيات الذكاء الاصطناعي لخداع مستخدمي منصة تيك توك؛ وذلك ليتمكن من حصد أصوات فئة الشباب التي تُمثل قوةً لا يُستهان بها في أي دولة. وكشفت بعض التقارير الصحفية أن بونغ بونغ قد اعتمد بالفعل على حسابات زائفة تصل أعدادها إلى المئات، والتي تعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي في توجيه الرأي السياسي ونشر الأخبار الزائفة.

الرئيس الفلبيني بونغ بونغ ماركوس

اعتمدت حملات الرئيس الفلبيني بونغ بونغ على جيش رقمي من الحسابات الزائفة على تيك توك، والتي عملت على إنشاء كميات ضخمة من محتوى الفيديو القصير بسرعة بالغة، ذلك بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي بالطبع. وقد اعتمد بونغ بونغ، ابن الرئيس الأسبق والدكتاتور الفلبيني فرديناند ماركوس، على هذه الحملات في غسل ذلك التاريخ الأسود. فقد تمكن بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي من كتابة تاريخ جديد لعائلته، تاريخ لم يشهده أغلب الجمهور المُستهدف على منصة التيك توك؛ الشباب!

طبقًا لاستطلاع رأي أجرته جامعة إيلون الأمريكية؛ فإن 78% من المواطنين الأمريكيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم للتلاعب بالانتخابات!

عمومًا؛ يتمحور الدور الأخطر للذكاء الاصطناعي في الحياة السياسية حول إنشاء الحملات المُمنهجة التي تهدف إلى اغتيال بعض المُرشحين. فقد انتشرت في الأشهر الماضية عددًا من التسجيلات المُزيفة بتقنية التزييف العميق للرئيس الأمريكي جو بايدن؛ والتي يدعو فيها الناخبين في ولاية نيو هامبشير بمقاطعة الانتخابات التمهيدية. وقد سارع البيت الأبيض في نفي وتكذيب هذه الأخبار، رغم أنها قد تسببت في فوضى سياسية بالولايات المتحدة؛ إذ أدرك الشعب الأمريكي حينها خطورة هذه التقنيات الحديثة.

ولكن إذا تحدثنا عن التزييف العميق والذكاء الاصطناعي؛ سيكون المرشح الأمريكي دونالد ترامب أكبر المتضررين بالطبع! فقد عانى ترامب من عشرات الصور المُزيفة التي صُنعت بإتقان بالغ وكأنها صور حقيقية بهدف اغتياله معنويًا.

الذكاء الاصطناعي والحملات السياسية القذرة

منذ أيام؛ تصدرت بعض الأخبار الرائجة منصة X، ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل عام، حول ظهور أدلة جديدة تُثبت تورط المرشح الأمريكي دونالد ترامب في قضية جزيرة إبستين. وإذا كنت لا تعلم عزيزي القارئ؛ فهذه الجزيرة الداعرة أنشأها الملياردير الأمريكي الصهيوني جيفري إبستين، لتكون وكرًا لأنشطته الفاسقة غير القانونية، التي ترتكز على دعارة الأطفال والقاصرات!

المجرم الصهيوني ومُغتصب الأطفال جيفري إبستين

كان إبستين أحد كبار شخصيات اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية، بل إن بعض التقارير ذكرت أنه كان أحد عملاء الموساد الإسرائيلي بالفعل. فقد كان يحاول الإيقاع بالشخصيات السياسية الكبرى والشخصيات العامة في شباكه القذرة؛ حتى يحصل على صور ومقاطع فيديو يمكن استخدامها لابتزاز هذه الشخصيات الحساسة. وذلك لتعزيز القبضة الصهيونية التي يفرضها الاحتلال على الدولة الأمريكية.

تضمنت قائمة الشخصيات العامة التي سبق وأن ذهبت إلى جزيرة إبستين عددًا كبيرًا من الساسة والفنانين؛ بما يشمل الرئيس الأمريكي الراحل بيل كلينتون، والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق والمُرشح الحالي دونالد ترامب! وقد تضمنت القائمة أيضًا عددًا من الفنانيين الأمريكيين؛ أبرزهم ملك البوب مايكل جاكسون. ولكن هل تُثبت هذه القائمة تورط الشخصيات المذكورة في جريمة إبستين؟ في الواقع لا توجد أدلة مُعلنة حتى الآن تُثبت تورط هذه الشخصيات بشكل مباشر. ولهذا ما زالت القضية قائمةً؛ في انتظار ظهور أي أدلة دامغة على هذه الجرائم.

والآن؛ نعود مرة أخرى إلى المرشح المُثير للجدل دونالد ترامب! فقد انتشرت في الأيام الماضية صورًا مُريبةً تُظهر المرشح الأمريكي بصحبة جيفري إبستين وبعض القاصرات في أوضاع تبدو وأنها فاضحةٌ بعض الشيء. وبصراحة؛ ظننت للوهلة الأولى أنها صور حقيقية مُسربة من ملفات القضية! فقد كانت هذه الصور مُتقنةً للغاية بما لا يدع مجالًا للشك. ولكن سُرعان ما بدأ النُشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، تحديدًا منصة X، في تحليل وتفنيد هذه الصور ليتبين في النهاية أنها زُيفت باحترافية شديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ندرك الآن أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على إعادة تعريف هذه العمليات السياسية القذرة؛ فقد اعتدنا من أنظمة الاستخبارات العالمية الكبرى، كالموساد مثلًا، على مثل هذه العمليات. والتي كانت تتضمن الزج بالشخصيات المستهدفة بإحدى العلاقات المشبوهة، ثم تصويرها ومحاولة ابتزازها بهذه الصور الفاضحة. ولكن الآن سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على أداء هذه المهام القذرة دون أي جُهد يُذكر.

وتذكر أن تقنيات توليد الصور بالذكاء الاصطناعي ما زالت في بدايتها؛ إذ تحتاج هذه النماذج إلى مزيد من الوقت والتدريب حتى تُصبح قادرةً على توليد الصور دون وجود أي عيوب أو مُلاحظات يمكن الاستدلال منها على أن الصور زائفة. وبصراحة؛ ينتابني الذعر دائمًا كلما فكرت في هذا الأمر!

ومع ذلك، وفي وسط هذه الفوضى الرقمية؛ ظهر الملياردير الأمريكي ومالك منصة X، إيلون ماسك، كالملاك الحارس الذي انتفض لنجدة ترامب! إذ قرر ماسك هنا أن يبدأ في حملة شرسة لتقييد هذا النوع من المحتوى القذر؛ إلى أن تمكن في النهاية في إخماد هذه الحملة على منصة X، وذلك بعد أن حذف أكثر من 80 ألف تغريدة في ليلة واحدة حسب تغريدات بعض النشطاء على المنصة.

والآن، دعونا نتحدث عن إيلون ماسك، الشخصية التي أظن أنها أصبحت الأقوى على مستوى العالم!

إيلون ماسك – أقوى رجل في العالم!

عندما نسمع لقب أقوى رجل في العالم؛ يتبادر إلى أذهاننا دائمًا منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن يبدو أن الثورة التقنية ستغير هذا المفهوم. ففي هذا العصر المتسارع؛ نجد أن التقنية باتت تحكم المشهد السياسي بالفعل! بل إنها أصبحت عنصرًا أساسيًا في كافة المجالات الحساسة. وأستشهد هنا بجيش الاحتلال الذي أصبح معتمدًا بشكل أساسي على تقنيات حديثة مُقدمة من الشركات التقنية الكبرى؛ مثل التقنيات السحابية التي حصل عليها بموجب مشروع نيمبوس من جوجل وأمازون، أو البيانات الخاصة التي تمكن في الحصول عليها من شركة ميتا في فضيحة مشروع لافندر.

بالطبع يُسيطر الاحتلال بشكل قوي على الشركات التقنية الكبرى؛ فهو المُسيطر الأول والأخير في هذا التعاون. ولكن تستحق هذه القضية التأمل؛ فإن جيش الاحتلال يعتمد بشكل رئيسي على خدمات تُقدمها بعض الشركات التقنية!

وندرك هنا أن الشركات التقنية باتت تُقدم خدمات حرجةً، خدمات من شأنها أن تحكم الدول والمؤسسات الكبرى الحساسة. ولعل إيلون ماسك يُدير الآن واحدة من أخطر هذه الشركات؛ الشركة التي كانت سببًا قويًا في فضح جرائم الاحتلال للمرة الأولى منذ تأسيس هذه الدولة الغاشمة. أتحدث هنا بالطبع عن منصة X، المنصة التي اشتراها إيلون ماسك وتعهد بتحويلها إلى منصة إعلامية شفافة تُقدس حرية النشر والتعبير.

قد يُهمك أيضًا:

ولكن دعونا نعود مرةً أخرى إلى الموضوع الأصلي للمقالة؛ الانتخابات والسياسة الأمريكية. فقد أثبتت منصة X أنها المنصة الوحيدة التي يُمكن الاعتماد عليها في متابعة أخبار الحملات الانتخابية للمرشحين الأمريكيين! وهنا تبرز أهمية قيم حرية التعبير التي ظل ماسك يؤكد عليها؛ فقد عانى ترامب لسنوات عديدة مع المنصات الأخرى للتواصل الاجتماعي؛ وتحديدًا ميتا. وما زال ترامب حتى هذه اللحظة يتوعد مارك زوكيربرغ بالمساءلة القانونية إذا ما حاول التلاعب بالانتخابات مرةً أخرى؛ وذلك في حالة فوزه بانتخابات 2024 بالطبع.

وفي نوفمبر 2022، أطلق إيلون ماسك استطلاعًا على الرأي عبر حسابه على منصة X، وذلك حول إعادة حساب الرئيس السابق دونالد ترامب من الحظر الذي فُرض عليه بواسطة إدارة تويتر في يناير 2021. ودعمت نتائج الاستطلاع قرار إعادة حساب ترامب مرةً أخرى إلى المنصة، بنسبة 51.8% من أصل 15 مليون مشارك تقريبًا. ليُعلن ماسك أخيرًا إعادة حساب الرئيس الأمريكي السابق قائلًا: «لقد قال الشعب كلمته»! في دلالة منه على التزامه بمعايير الديمقراطية وحرية التعبير على منصة X.

وكانت هذه الخطوة نُقطةً فارقةً في العلاقة بين ماسك ودونالد ترامب؛ بل إنني أرى أن ترامب قد وجد أخيرًا بصيص أمل في منصات التواصل الاجتماعي. وذلك بعد أن قرر اعتزالها تمامًا عندما أنشأ منصته الخاصة Truth Social في فبراير 2022، وهي منصة شبيهة بمنصة تويتر أنشأها ترامب بعد حظر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي؛ حتى يتمكن من نشر آرائه بكل حرية بعيدًا عن الحملات الضخمة التي قادتها الشركات التقنية لإسكاته.

وبمرور الوقت، أدرك ترامب أهمية إيلون ماسك كحليف، ليبدأ ماسك في رحلة صعوده ليكون أقوى المؤثرين على السياسة الأمريكية؛ فقط بفضل منصته X. والأمر لم يقتصر على ترامب فقط؛ بل هرع الاحتلال في محاولات مستمرة للضغط على ماسك بهدف اكتساب دعمه للرواية الصهيونية، ما يُشير إلى مدى قوة هذه الشخصية التقنية التي يُمكن وصفها حقًا بالشخصية الأقوى على مستوى العالم. وعلى ذكر الاحتلال؛ قد نجد من ماسك بعض الآراء التي يُصرح بها دعمًا للكيان؛ ولكن يُحسب له أيضًا أنه لم يُقيد المحتوى الداعم للقضية بأي شكل من الأشكال حتى هذه اللحظة!

ولكن ما عزز علاقة ماسك بترامب؛ هو واقعة ابنه زافيير. والذي قرر أن يتحول جنسيًا ليصبح فتاةً باسم فيفيان ويلسون؛ مُتخلصًا من اسم والده ماسك بسبب رفضه لهذه الميول! وهنا صرَّح ماسك أن ابنه زافيير قد مات؛ مُعبرًا عن سقوط ابنه ضحيةً للأجندات اليسارية التي أصبحت تُحيط بنا بأطفالنا على جميع منصات التواصل الاجتماعي.

فيفيان ويلسون (زافيير ماسك سابقًا)!

أصبح ماسك داعمًا قويًا لتوجهات الحزب الجمهوري؛ مؤمنًا بالقيم اليمينية المُحافظة، حتى أصبح حسابه بمنصة X منبرًا للهجوم على هذه الأجندات التي تُعرف بالصحوة (Wokeness)!

والآن، ومع تبلور العلاقة الحميمة التي تجمع ماسك بترامب؛ ظهرت إحدى القضايا الشائكة التي تُهدد استقرار هذه العلاقة. فالملياردير الأمريكي إيلون ماسك يُدير واحدة من أكبر الشركات العالمية في صناعة السيارات الكهربائية؛ تسلا موتورز. وعمومًا؛ يشتهر تيار اليمين في الولايات المتحدة بعدائه الشديد للسيارات الكهربائية؛ إذ يعاني بعض رواد هذا القطب السياسي من بعض المقاومة تجاه التطورات الحديثة، والتكنولوجيا بوجه عام. كما يرى البعض الآخر أن هذه الطفرة الصناعية قد تعصف بصناعة السيارات التقليدية التي تُساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل.

وعند ذكر المُرشح الأمريكي دونالد ترامب؛ فإنه يرى أن السيارات الكهربائية ستُدمر الصناعة الأمريكية العريقة للسيارات التقليدية! فقد استمر دونالد ترامب في الهجوم على السيارات الكهربائية منذ سنوات عديدة. ولكن يبدو الآن أننا أمام منعطف تاريخي في سياسة دونالد ترامب، إذ بدأ المُرشح الأمريكي في تغيير وجهة نظره تجاه السيارات الكهربائية على مدار الأشهر الماضية؛ في دلالة واضحة على رغبته في الحفاظ على علاقته بإيلون ماسك. فقد صرَّح ترامب منذ أيام أنه يدعم هذه الصناعة الجديدة، وأنه يرى أن السيارات الكهربائية مُذهلة للغاية!

عند سؤاله في يونيو الماضي حول تغير رأي ترامب بشأن السيارات الكهربائية؛ أجاب ماسك: «يُمكنني أن أكون مُقنعًا»!

ربما لا تدرك أهمية هذا التحول عزيزي القارئ؛ ولكن دعني أؤكد لك أنه يُبرهن على قوة إيلون ماسك؛ فقد تمكن من زعزعة أحد الثوابت الرئيسية عند تيار اليمين!

عصر X وتيك توك – نهاية وسائل الإعلام التقليدية!

في النهاية؛ لا يُمكن إنكار أن الثورة التقنية قد نجحت بامتياز في فضح وسائل الإعلام التقليدية. فمع وجود وسائل تواصل اجتماعي غير مُوجهة مثل X وتيك توك؛ أصبحت الحقيقة واضحةً أمام الجميع! وتأتي أهمية تيك توك هنا كونها شركة صينية؛ شركة غير خاضعة بأي شكل من الأشكال للأجندات الصهيو-أمريكية. وقد أثبتت هذه المنصة نجاحها بالفعل، خاصةً في أوساط الشباب والمراهقين؛ إلى أن فرضت وجودها على الساحة السياسية رغم النزاعات المستمرة لسنوات مع إدارة بايدن.

والآن، وفي خطوة مفاجئة؛ تُعلن المُرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس جو بايدن، كمالا هاريس، عن إنشاء حسابها الرسمي بمنصة تيك توك؛ لتؤكد بدورها على أهمية هذه المنصة في الوصول إلى الشباب الأمريكي.

وبما أننا وصلنا إلى نهاية المقالة؛ ربما يظن البعض أنها قائمة على مجموعة من نظريات المؤامرة؛ بل إن البعض يرى أن الأجندات اليسارية لا وجود لها أصلًا! ولهذا سأقدم بعض الأدلة التي تُثبت وجود هذه الأجندات. ونظرًا لأن دونالد ترامب هو أحد أبطال هذه المقالة؛ فهل تتذكرون حادثة إطلاق النار على ترامب؟ تلك الحادثة التي وقعت منذ عدة أيام، والتي رأى العديد من الخبراء السياسيين أنها حسمت نتيجة انتخابات نوفمبر 2024 لصالح المُرشح الجمهوري. دعونا نُلقي نظرةً على طريقة تعامل وسائل الإعلام مع هذه الحادثة!

هذه الصورة تضم مجموعةً من العناوين الرئيسية حول حادثة محاولة اغتيال ترامب، وتضم الصورة عددًا من كبار المنصات الإخبارية التي يُمكن وصفها بوسائل الإعلام الرئيسية أو (Mainstream Media):

تغطية وسائل الإعلام الرئيسية لمحاولة اغتيال ترامب

وكما تُلاحظ عزيزي القارئ؛ يبدو أن وسائل الإعلام الرئيسية المرموقة تستحي أن تذكر لفظ «إطلاق نار» على ترامب! إذ يرى صحفيو هذه المنصات أن ترامب تعرض فقط إلى بعض الضوضاء الصاخبة! الأمر مُضحك حقًا؛ ولكنه يُظهر أن هذه المنصات حريصةٌ كل الحرص ألا تصنع من دونالد ترامب بطلًا قوميًا في الولايات المتحدة. وبالمناسبة؛ هذه الصورة وجدتها مُتداولة بكثرة على منصة X عقب وقوع الحادث بساعات؛ وهنا أدركت حقًا الفرق بين إعلام الشعب، وإعلام الأجندات!

وعمومًا؛ لا تقتصر هذه الأجندات فقط على وسائل الإعلام الرئيسية. فإذا ذُكرت الأجندات اليسارية، ذُكرت ميتا بالطبع! هذه الشركة سيئة السُمعة ذات التاريخ الأسود من التعاون مع الكيان؛ الشركة التي وصل بها الفجور إلى تسليم بيانات مستخدميها من أهل غزة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي القاتلة الخاصة بجيش الاحتلال! فقد قررت ميتا الآن حجب وتقييد صورة ترامب البطولية الشهيرة عند قيامه بعض إطلاق النار عليه.

حجب ميتا لصورة ترامب الشهيرة بدعوى أنها معلومات مُضللة!

الطريف هنا أن الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، قد ذكر بإحدى اللقاءات التلفزيونية لشبكة بلومبرغ أن هذه الصورة تُعد واحدةً من أقوى الصور التي رآها على مدار حياته، وأكثرها إثارةً للإعجاب! ولكن عندما تُساهم هذه الصورة في زيادة شعبية المُرشح الجمهوري، يتدخل السيد زوكربيرغ لحجبها بدعوى أنها تضمن «معلومات مُضللة». ولهذا لا أتعجب أبدًا من عداء ترامب المستمر لشركة ميتا، ومارك زوكربيرغ تحديدًا!

وبما أنني صانع محتوى متخصص في مجال التقنية؛ لن أُفوت أبدًا فرصة الإشارة إلى مؤتمرات الشركات التقنية الكبرى! إذ تُقدم هذه المؤتمرات دليلًا واضحًا على الانحياز للأجندات اليسارية. فعلى سبيل المثال؛ لنُلقي نظرةً سريعةً على مؤتمر آبل الأخير WWDC24، ومؤتمر جوجل I/O 2024. ماذا تُلاحظ؟ نعم رموز الرينبو (Rainbow) تُحيط بكل أركان المؤتمر!

ولعلنا شاهدنا جميعًا الحفل الداعر الذي نظمته باريس لحدث الأولمبياد العريق؛ الحفل الذي تضمن كل أشكال الانحطاط والانحلال الأخلاقي؛ فقط لتطبيع وتمرير هذه الأفكار اليسارية. إنها ليست نظريات مؤامرة عزيزي القارئ؛ فهي حياة واقعية نعيشها بكل أسف!

في النهاية، ورغم سوداوية هذه الخاتمة؛ ما زال هناك بصيص أمل في مقاومة هذه الأفكار التي تستهدف أطفالنا. والأمل هنا في المنصات الحرة؛ المنصات التي تدعم حريتنا في التعبير عن آراءنا المستقيمة؛ والتي تقف حائلًا دون تفشي هذه الأجندات المسمومة!