في خطوة مفاجئة؛ أصدرت آبل قرارًا جديدًا ليُخفف من قبضتها على متجر التطبيقات App Store، إذ قررت آبل أخيرًا  فتح متجرها لتطبيقات مُحاكي منصات الألعاب الكلاسيكية. وعمومًا؛ تسعى آبل في هذه الأيام إلى تخفيف القيود الصارمة التي سبق وكانت علامةً مميزةً لكافة منتجاتها.

اعتادت الشركات التقنية في الماضي؛ خاصةً آبل، على تبرير سياساتها الاحتكارية بدعوى الحفاظ على أمن المستخدمين. ولطالما ادعت آبل أن سيطرتها المُحكمة على نظام التشغيل iOS هي ما يضمن قوة منظومتها الأمنية. ولكن واجهت هذه الحجة تحديات كبيرةً، إذ تتعرض آبل حاليًا إلى سلسلة من الدعاوى القضائية التي تُهدد صمود سياستها الاحتكارية. وأمام هذه الضغوط؛ بدأت آبل بالفعل في كسر هذه القبضة الحديدية شيئًا فشيئًا.

طالع أيضًا: الاحتكار في متجر تطبيقات App Store: لماذا تقاتل أبل من أجل نسبة 30%؟

محاكي الألعاب الكلاسيكية يصل إلى App Store

حظرت آبل تطبيقات المحاكي على متجر App Store بشكل كامل؛ وهي التطبيقات التي تعتمد على تشغيل ألعاب المنصات الكلاسيكية؛ مثل منصة نينتندو (NES) التي تضم لعبة ماريو الكلاسيكية الشهيرة، ومنصة سيغا (Sega)، وغيرها. وقررت آبل حظر هذه التطبيقات منذ اللحظة الأولى التي أطلقت فيها متجر App Store؛ إذ اعتبرتها الشركة تهديدًا على أنظمتها المغلقة.

محاكي الألعاب الكلاسيكية على الآيفون

ولهذا؛ يبدو أن آبل بدأت في التخلي عن سياستها الاحتكارية تدريجيًا؛ إذ تأتي هذه الخطوة بعد أيام من الدعوى المُقامة ضد الشركة في الولايات المتحدة بشأن سياسات الاحتكار التي تنتهجها آبل؛ والتي تدَّعي الشركة أنها بغرض حماية أمن وخصوصية المستخدمين؛ بالإضافة إلى الحفاظ على الملكية الفكرية للبرمجيات والأنظمة التي تُطورها.

أقامت وزارة العدل الأمريكية هذه الدعوى القضائية ضد شركة آبل، وشارك فيها ممثلون من 16 ولايةً أمريكيةً. وتتهم الدعوى آبل بانتهاك قانون مكافحة الاحتكار بالولايات المتحدة؛ إذ تزعم الدعوى أن آبل تُسيطر على 70% تقريبًا من السوق الأمريكي للهواتف الذكية؛ ما يجعلها قادرةً على اكتساح أي منافس في هذه السوق. وبهذه النسبة الضخمة أيضًا؛ تتمكن آبل من فرض سيطرتها على سوق البرمجيات؛ إذ يجد المطورون أنفسهم مُرغمين على الانصياع وراء سياسات آبل حتى يتمكنون من طرح تطبيقاتهم في سوق الولايات المتحدة.

تطرقت الدعوى أيضًا إلى أزمة تطبيق الرسائل النصية بآبل iMessege؛ إذ حاربت آبل بكل قوتها التطبيقات التي تُتيح استخدام هذه الخدمة عبر هواتف الأندرويد، مثل تطبيق Beeper Mini. ومع انتشار هذه الخدمة في الولايات المتحدة؛ قد يضطر بعض المواطنين إلى شراء هواتف الآيفون حتى يتمكنوا من استخدامها؛ وذلك بعد إيقاف كاقة البدائل المتاحة على الأندرويد؛ ما يُمثل انتهاكًا صارخًا لقوانين حظر الاحتكار بالولايات المتحدة.

في النهاية؛ يبدو أننا سنشهد حقبةً جديدةً وغير مسبوقة في تاريخ شركة آبل؛ فالشركة بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ثورية من شأنها تحويل سياسة آبل بالكامل؛ خاصةً بعد استغنائها أخيرًا عن منفذ Lightning واستبداله بمنفذ USB Type-C في هواتف الآيفون الأخيرة!