على مدار الشهور الماضية اتخذت صفقة استحواذ مايكروسوفت على شركة أكتفيجين العديد من المنحنيات القاسية، حيث بدأ عرض الصفقة أمام لجان مكافحة الاحتكار في أكبر الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مشكلة صفقة استحواذ مايكروسوفت على أكتفيجين لا تكم في عرض الصفقة على شركات مكافحة الاحتكار فقط، بل تكمن في شركة سوني وتوجهاتها حول الصفقة.

خلال الفترة الماضية تحاول سوني تشويه الصفقة بكل طريقة ممكنة، ومن الواضح أنها نجحت بشكل ما حيث بدأت التقارير الأولية لشركات مكافحة الاحتكار في الظهور للعلن ومن الواضح أنها غير مرحبة بهذه الصفقة.

معظم لجان مكافحة الاحتكار ترى في الصفقة مشكلة كبيرة لأنها قد تعطي ميزة احتكارية لمايكروسوفت والسبب هنا هو لعبة Call of Duty بالتحديد.

بعد العديد من الدراسات والتحليلات كشفت لجنة مكافحة الاحتكار في المملكة المتحدة أن لعبة مثل Call of Duty قد تكون سبب للتأثير على اللاعب في اختيار منصة اللعب الخاصة به.

وبسبب هذه التقارير بدأت سوني تدفع في هذا الاتجاه بقوة وتؤكد أن مايكروسوفت ستقوم بتحويل اللعبة إلى عنوان حصري بعد الانتهاء من الصفقة وهو ما قد يؤثر على صناعة الألعاب كلها.

في نفس الوقت بدأت بعض الشركات تسلك نفس نهج سوني مثل Nvidia وGoogle ومن الواضح أن هذا الاتجاه له أسباب خاصة بكل شركة فمثلًا شركة جوجل لديها معركة كبيرة مع مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب Chat GPT.

انفجار كبير بالأمس

بالأمس كان يوم مميز جدًا في هذه القضية، البداية كانت مع إعلان رئيس مايكروسوفت عن وصل شركته إلى اتفاق مع نينتيندو، وحسب الاتفاق فإن مايكروسوفت ستكون ملزمة بجلب ألعابها بما يتضمن Call of Duty على منصات السويتش لمدة 10 أعوام قادمة.

لكن المثير أكثر هو أنه انتشرت تقارير بالأمس حول وجود اجتماع سري يجمع بين فِل سبنسر وجيم رايان أمام المفوضية الأوروبية لمكافحة الاحتكار، والغرض من هذا الاجتماع هو عرض كل طرف وجهة نظره أمام لجنة مكافحة الاحتكار.

ليس مجرد اجتماع سري

المفاجأة كانت أن الاجتماع لم يكن سريًا بشكل كامل، لأن الاجتماع كان يوجد به جزء مُعلن أمام الصحفيين وبحضور رئيس مايكروسوفت نفسه، الذي انفجر غضبًا أثناء اللقاء وبدأ في الهجوم على سوني بشكل كبير.

خلال الاجتماع أمسك Brad Smith رئيس مايكروسوفت بعقد الاتفاق مع سوني وقال أنه مستعد حاليًا لتوقيع اتفاق ملزم لمدة 10 سنوات ولكن كل مرة ترفض سوني هذا العرض.

أيضًا قال أن سوني على مدار عقدين من الزمان وهي تحتكر صناعة الألعاب، والآن تريد استمرار هذا الاحتكار في الصناعة، وكذلك أشار إلى طريقة تعامل سوني مع فكرة العناوين الحصرية.

اتفاق مع Nvidia

ضربة أخرى قوية قامت مايكروسوفت بتوجيهها إلى سوني، حيث قام العملاق الأخضر بالاتفاق مع Nvidia والدخول في اتفاق ملزم مع Nvidia لجلب ألعاب إكس بوكس على خدمات اللعب السحابية الخاصة بالثانية، في اتفاق مشابه لاتفاق نينتيندو.

ويأتي هذا الاتفاق بعد مرحلة متوترة بين الطرفين حيث كانت تهاجم Nvidia الصفقة بشكل قوي، ولكن بعد هذا الاتفاق فيبدو أن الأخيرة بدأت تنضم إلى حلف مايكروسوفت وهو ما يمثل ضربة قوية لسوني صاحبة الموقف المتعنت.

لنرى ماذا سيحدث قريبًا

في الحقيقة الصفقة طوال هذه الفترة وهي تمر بالكثير من المنعطفات، ولكن ما حدث بالأمس كان الأكثر إثارة في ملف الصفقة، بالأمس مايكروسوفت غضبت وكشرت عن أنيابها.

نتوقع خلال الفترة القادمة أن تقوم مايكروسوفت بالمزيد من الاتفاقات حتى تبقى سوني وحيدة لتكون هي الطرف المتعنت، الآن لدى مايكروسوفت نينتيندو في صفها وكذلك Nvidia ونحن هنا نتحدث عن شركات هي أعمدة صناعة الألعاب.