كوالكوم تريد الاستحواذ على إنتل!
صدر تقرير من صحيفة وول ستريت جورنال يشير إلى أن شركة كوالكوم قد تواصلت مع إنتل لتقديم عرض للاستحواذ عليها، إنتل الشركة التي كانت تعد أكبر مصنع ومصمم للرقائق الإلكترونية في العالم، لا يزال الحديث في مراحل متقدمة، حيث لم تقدم كوالكوم عرضًا رسميًا.
يأتي هذا العرض في خضم المشاكل العميقة التي تمر بها إنتل حاليا، فقد انخفضت أسهمها إلى 60% من قيمتها السوقية منذ بداية العام، لتصبح القيمة السوقية الحالية للشركة 87 مليار دولا وذلك قبر صدور التقرير، حاليا ارتفعت اسهمها بحوالي 3% لتصبح 93 مليار دولار.
أما كوالكوم فتقدر قيمتها السوقية بـ 185 مليار دولار، وقد ارتفعت اسهمها 17% منذ بداية العام، وتعد كوالكوم من أكبر الشركات المهيمنة على سوق الرقائق المستخدمة في الهواتف الذكية، ومؤخرًا اقتحمت كوالكوم سوق رقائق الحواسيب ومع دخولها سوق الحواسيب المحمولة بإصدار معالجات Snapdragon X Elite و X PLUS المبنية على ARM، وعملية كالاستحواذ على إنتل قد توسع بشكل كبير من سوق Qualcomm.
تواجه انتل حاليا العديد من المشاكل، أهمها صعوبات في تشغيل مصانعها الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا، التي استثمرت فيها إنتل مبالغ طائلة، وحتى المصنع الجديد المقرر إنشاؤه في أراضي الاحتلال الإسرائيلي، والذي سيكلف 25 مليار دولار، لكن إنتل أوقفت تطويره حاليًا.
وقد سرحت إنتل حوالي 15000 عامل وموظف لديها في شهر أغسطس الماضي، كجزء من خطتها لتقليل النفقات. بجانب "إيقاف العمليات غير الضرورية" وتنوي إنتل تقليل النفقات بشكل أكبر مستقبلًا.
أما موجة الذكاء الاصطناعي الأخيرة، فلم تجنِ إنتل منها شيئًا، حيث يهيمن على سوق الذكاء الاصطناعي إنفيديا بشكل أساسي ومن بعدها ARM المنافسة لإنتل، وكلا الشركتين تضاعفت قيمتهما السوقية بشكل كبير.
وهناك أيضا مشاكل معالجات الجيل 13 والـ14 من انتل، التي لم تساعد أبدا في تحسين صورة الشركة التي بدأت بالتدهور منذ ترأس بات جيلسينجر للشركة في 2021، حيث منذ ذلك الحين وإنتل تتكبد الخسائر.
تقول رويترز أنها لم تستطع تحديد كيفية تمويل كوالكوم لهذه الصفقة، حيث تقدر قيمة إنتل بـ 122 مليار دولار بعد حساب الديون، وكوالكوم لديها حوالي 13 مليار دولار من النقد، الصفقة لا تزال مجرد عرضٍ حتى الآن، ربما يتم تقسيم إنتل وتستحوذ كوالكوم على جزء منها، أو تتعهد ببيع أجزاء بعد الاستحواذ.
من جانب آخر، قد لا تتم الصفقة بسبب دعاوى الاحتكار، ومن جانب آخر قد تزيد الصفقة من قبضة الولايات المتحدة على سوق الرقائق والمعالجات، الذي يقود تطور الذكاء الاصطناعي حاليًا وتمنع الولايات المتحدة شركاتها من تصدير الرقائق هذه إلى دول أخرى كالصين.
إذا تمت هذه الصفقة، ستكون صفقة الاستحواذ الأضخم على الإطلاق في مجال التكنولوجيا، بعد استحواذ مايكروسوفت على أكتفيجين بصفقة الـ 69 مليار دولار الشهيرة، وسيكون عرض كوالكوم هو الأكبر بعدما قدمت برودكوم عرضًا في 2018 للاستحواذ على كوالكوم بـ 188 مليار دولار، لكن الرئيس الأمريكي ترامب رفض الصفقة في حينه لمخاوف الأمن القومي.
هل ستنجو إنتل من مشاكلها الكثيرة بهذه الصفقة؟ أم أنها ستعود بقوة مع معالجات Lunar Lake المقرر إطلاقها في أكتوبر والتي يقال أنها تفوق معالجات كوالكوم الجديدة في الأداء؟ الوقت أمامنا وسنرى.
?xml>