• إيلون ماسك يرفع دعوى احتكار ضد آبل وOpenAI حول الذكاء الاصطناعي.
  • الدعوى تتهم آبل بفرض ChatGPT كخيار افتراضي في أجهزة آيفون.
  • ماسك يعتبر الشراكة خندقا يحمي OpenAI من المنافسة ويقوض الابتكار.
  • آبل وOpenAI ينفيان الاتهامات ويصفان الدعوى بالمضايقات المتكررة.

بدأ رجل الأعمال إيلون ماسك فصلا جديدا من صراعاته مع شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال رفع دعوى قضائية ضد آبل وOpenAI. وتتهم الدعوى الشركتين بممارسة احتكار غير قانوني في سوق الذكاء الاصطناعي عبر دمج ChatGPT في هواتف آيفون بطرق تعيق المنافسة.

تشير الدعوى التي رفعتها شركتا X وxAI المملوكتان لماسك إلى أن اتفاق آبل مع OpenAI خلق واقعا جديدا يمنع أي تطبيقات منافسة من الحصول على فرصة عادلة للانتشار بين المستخدمين. ويزعم ماسك أن متجر آبل للتطبيقات يلعب دورا أساسيا في هذا الاحتكار من خلال تفضيل ChatGPT على غيره من تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.

اتهامات ماسك ضد آبل وOpenAI

تتهم الدعوى آبل بأنها تجبر مستخدمي آيفون على التعامل مع ChatGPT باعتباره الخيار الافتراضي عند تفعيل خدمة Apple Intelligence. ويرى ماسك أن هذا السلوك يجعل المستخدمين لا يرون سببًا لتنزيل أي تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى مثل Grok أو تطبيق X.

يؤكد نص الدعوى أن آبل وOpenAI أغلقا الأسواق لصالحهما بهدف حماية هيمنتهما ومنع الشركات المبتكرة مثل xAI من المنافسة. وتضيف الوثائق أن اتفاق الشركتين منح OpenAI فرصة للوصول إلى مئات الملايين من أجهزة آيفون وبالتالي الحصول على مليارات من بيانات المحادثات، الأمر الذي يمنحه أفضلية غير عادلة على بقية اللاعبين.

تهديدات سابقة تحولت إلى دعوى

كان ماسك قد هدد في وقت سابق بمقاضاة آبل بعد أن اتهمها بالتلاعب بترتيب التطبيقات في متجرها لصالح OpenAI. وصرح حينها بأن آبل تتصرف بطريقة تجعل من المستحيل على أي شركة ذكاء اصطناعي أخرى أن تتصدر المرتبة الأولى في المتجر، معتبرًا ذلك انتهاكًا واضحا لقوانين مكافحة الاحتكار.

وتشير الدعوى الجديدة إلى أن تطبيقات X وGrok رغم حصولها على تقييمات مرتفعة لم تظهر في قسم التطبيقات الأساسية في متجر آبل. بينما كان تطبيق ChatGPT التطبيق الوحيد المصنف كخيار أساسي في هذا القسم بتاريخ الرابع والعشرين من أغسطس 2025.

اتهام آبل ببناء حصن حماية حول OpenAI

يرى ماسك أن شراكة آبل مع OpenAI تشكل ما يشبه الخندق الدفاعي الذي يحمي الشركة من أي منافسة محتملة. وبما أن آبل تسيطر على سوق الهواتف الذكية عبر آيفون، فإنها تمنح OpenAI ميزة غير متاحة لأي طرف آخر.

كما يحذر ماسك من أن هذا الوضع لا يضر بمنافسي OpenAI فقط بل يقوض فرص الابتكار في صناعة الذكاء الاصطناعي ككل. فالمستخدمون الذين يعتمدون على آيفون يجدون أنفسهم مرتبطين بشكل تلقائي بخدمة ChatGPT، بينما يتم تهميش البدائل الأخرى حتى لو كانت أكثر تطورًا أو ابتكارًا.

ردود الفعل الأولى

جاء الرد الأول من جانب OpenAI عبر متحدثتها كايلا وود التي وصفت الدعوى بأنها استمرار لنمط متكرر من المضايقات من جانب ماسك. أما آبل فقد صرحت في وقت سابق لوكالة بلومبرغ أن متجر التطبيقات صُمم ليكون عادلًا وخاليًا من أي انحياز.

ورغم هذه التصريحات الرسمية، لا يزال الجدل محتدمًا حول مدى حيادية متجر آبل وقدرته على التعامل بشكل متساوِ مع جميع الشركات. ويعتقد كثير من المراقبين أن القضية قد تعيد تسليط الضوء على الممارسات الاحتكارية لشركات التكنولوجيا العملاقة، خاصة في ظل تزايد القلق من سيطرتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أبعاد أوسع للصراع

تتجاوز هذه القضية مجرد نزاع قانوني بين ماسك وآبل وOpenAI، فهي تمثل حلقة جديدة من الجدل العالمي حول من يمتلك الحق في السيطرة على أدوات الذكاء الاصطناعي.

فمع دمج ChatGPT في أجهزة آيفون، يصبح الذكاء الاصطناعي في متناول مئات الملايين من المستخدمين يوميا، وهو ما يمنح OpenAI قوة هائلة في جمع البيانات وتحسين نماذجه بوتيرة غير مسبوقة.

لكن في المقابل يرى منافسون مثل ماسك أن هذا التركيز يهدد بتجفيف فرص الشركات الناشئة، ويجعل الابتكار في أيدي قلة من الشركات العملاقة التي تتحكم في البنية الأساسية للتكنولوجيا الحديثة. وهذا ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول القوانين الواجب وضعها لضمان المنافسة العادلة ومنع الاحتكار في سوق الذكاء الاصطناعي.

معركة طويلة الأمد

يبدو أن هذه الدعوى ليست سوى بداية لمعركة طويلة قد تمتد لسنوات في المحاكم. فآبل وOpenAI تملكان إمكانات قانونية ومالية ضخمة تمكنهما من الدفاع عن موقفيهما، بينما يصر ماسك على المضي في طريق المواجهة حتى النهاية.

ومهما كانت نتيجة هذا النزاع، فإن أثره سيتجاوز الأطراف الثلاثة ليعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. فإما أن تفتح القضية الباب أمام تنظيمات جديدة تفرض قيودا على الشراكات العملاقة، أو تكرس واقعا جديدا يعزز هيمنة الشركات الكبرى على المستقبل الرقمي.