يمتلك الشعب الأمريكي إيمانًا عميقًا أن لا شيء يأتي بالمجان؛ فإذا قدم لهم أحد أي شيء حتى لو كان حقهم الطبيعي يتسائلون ?What is the catch – ما هو الفخ؟ فهم لا يقدمون شيء دون فخ. منذ أسابيع أعلنت ميتا أنها رفعت الحظر عن كلمة "شهيد" على منصاتها؛ إذ وفقًا للجنة المستقلة والمُراجعة لقرارات ميتا كان الحظر مُبالغ فيه وتعسفي وتسبب في إزالة أكبر عدد من المنشورات والمشاركات في تاريخ الشركة.

لكن عند التدقيق في شروط رفع الحظر تجد الخدعة! أي ذكر لكلمة شهيد بجانبها أي اسم من الأسماء "المحظورة" يُحذف المنشور. فما هي الأسماء المحظورة؟ هي الأسماء التي تصنفها ميتا تابعة لجماعات إرهابية على حسب تصنيف الولايات المتحدة وبالطبع الكيان المُحتل وباقي الحاشية الغربية في القارة الأوروبية.

في 31 يوليو؛ اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران عندما كان في زيارة لها مشاركًا في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. هز اغتيال هنية العالم؛ إذ توجهت كل أصابع الاتهام للكيان الصهيوني على ذلك الغدر المعهود منه.

وببالغ الأسى توجب على قادة العالم الإسلامي وكل من يقف في جانب القضية الفلسطينية نعي وفاة إسماعيل هنية. لكن هنا ظهر دور ميتا؛ إذ حذفت آلاف المشاركات على منصاتها التي تنعي خبر وفاة هنية. نتيجةً لذلك أعلنت وزارة الاتصالات التركية حجب تطبيق إنستجرام من تركيا؛ خاصةً بعد شكوى العديد من المستخدمين الأتراك عن حذف مشاركاتهم على ذلك التطبيق.

لماذا يهرب السياسيون من منصات ميتا؟

نشرت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية (BTK) قرار الثاني من أغسطس على موقعها الإلكتروني. وجاءت هذه الخطوة بعد تعليقات أدلى بها يوم الأربعاء مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، منتقدًا المنصة لقرارها حظر منشورات التعزية بشأن مقتل إسماعيل هنية.

وقال السيد فخر الدين ألتون في منشور على منصة إكس، إنه يدين بشدة منصة التواصل الاجتماعي، إنستجرام، التي تمنع الناس من نشر التعازي في "استشهاد" هنية دون تقديم أي مبررات. ووصف ذلك بأنه محاولة واضحة وصريحة للرقبة.

وأشار السيد ألتون أن تركيا ستظل تدافع عن حرية التعبير ضد تلك المنصات التي أظهرت مرارًا وتكرارًا أنها تخدم النظام العالمي للاستغلال والظلم. وأضاف بأن تركيا ستقف بجانب إخوتنا الفلسطينيين في كل فرصة وعلى كل منصة. وبالفعل لا يوجد سبب في سياسات ميتا؛ إذ وفقًا لتصنيفها لحماس كـ"منظمة محظورة"؛ تحظر الشركة المحتوى الذي يشيد بها باستخدام مزيج من الكشف الآلي والمراجعة البشرية لإزالة أو تصنيف الصور الرسومية.

لكن ما الإشادة في النعي؟ هي نفس سياسة كلمة "شهيد" فلا يحق لنا الحزن والنعي على من تراه ميتا شريرًا من منظورها الفاسد

لم يتوقف الأمر على المسؤولين الأتراك؛ إذ وصف رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، منصة ميتا بالجُبن بعد إزالة منشور له على فيسبوك حول اغتيال إسماعيل هنية. وكان رئيس الوزراء قد نشر تسجيل فيديو لمكالمة هاتفية أجراها مع مسؤول في حماس لتقديم التعازي في وفاة هنية، وأُزيل أيضًا! وقال وزير الاتصالات الماليزي، فهمي فاضل، إنه طلب تفسيرًا من ميتا، وأضاف أنه لم يتضح ما إذا كانت المنشورات قد أزيلت تلقائيًا أم بعد تقديم شكوى.

لم تصدر أي تعليقات فورية من شركة ميتا، الشركة الأم لإنستجرام، بشأن الحظر أو تعليقات ألتون. ولكن يبدو أن ميتا تخطو خطًى سريعةً في طريق كراهية العالم لها؛ إذ يكرهها حتى أبناء جلدتها ويصفونها بأنها مؤدلجة! فمسؤولي تلك الشركة لا انتماء لهم حتى لدولتهم؛ إذ تتمادى ميتا بالتلاعب حتى بعقول الشباب الأمريكي!