جوجل تستحوذ على شركة Wiz الإسرائيلية مقابل 32 مليار دولار!

أعلن الرئيس التنفيذي لجوجل، ساندار بيتشاي، التوصل لصفقة للاستحواذ على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Wiz بمبلغ 32 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة على الإطلاق لدى جوجل بعد صفقة الاستحواذ على موتورلا في 2012 بـ 12.5 مليار دولار.

قال عساف رابابورت، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ويز، في منشور على مدونته: "نتوقع أن يُمكّننا هذا التغيير من التنفيذ والابتكار بشكل أسرع". وأضاف: "الانضمام إلى جوجل كلاود يُمثّل في الواقع دفعة قوية لنا: سيُسرّع وتيرة ابتكارنا بشكل أسرع مما يُمكننا تحقيقه كشركة مستقلة".

تأتي هذه الصفقة بعد رفض Wiz الإسرائيلية عرضًا من جوجل بقيمة 23 مليار دولار في شهر يوليو من العام الماضي، ويذكر أن القيمة السوقية للشركة في حينه كانت حوالي 13 مليار دولار.

سبب الرفض كما تقول الفاينانشال تايمز، هو تخوف لدى Wiz من قضايا الاحتكار، إذ أن صفقة ضخمة كهذه ستجلب بالتأكيد بعض التحقيقات والمشاكل لجوجل.

ولكن تتوقع جوجل و Wiz أن تكون  لجنة التجارة الفيدرالية الحالية (FTC) مع إدارة ترامب الحالية، أقل تشددًا من تلك في عهد العجوز الهرم بايدن.

شركة Wiz هي شركة تقدم حلول أمنية متكاملة للشركات في مجال الحوسبة السحابية، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لتحديد التهديدات الأمنية وتحليل المخاطر، وتقدم خدماتها لشركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون.

وتشتهر شركة ويز الإسرائيلية بنموها فائق السرعة، إذ وصلت إيرادات الشركة لـ 100 مليون دولار بعد عام ونصف من تأسيسها، ولـ 350 مليون في 2023، وتعتمد من قبل 45% من شركات Fortune 100.

ويفترض لهذا الاستحواذ أن يعزز من قوة الأمن السيبراني لدى جوجل، إذ تشهد جوجل منافسة شرسة في هذه المجال من قبل مايكروسوفت وأمازون.

وفي مارس 2022، استحوذت Alphabet -الشركة الأم لجوجل- على شركة الأمن السيبراني Mandiant مقابل 5.4 مليار دولار كجزء من جهودها لمُساعدة الشركات على مُعالجة التهديدات السيبرانية بشكل أفضل وتوسيع أعمال الحوسبة السحابية.

Wiz وجوجل والاحتلال

بالنسبة لـ Wiz فهي شركة اسرائيلية كما ذكرنا، وجميع مؤسسي الشركة قد عملوا في "وحدة النخبة" في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، الوحدة 8200.

ويقول المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Wiz، عساف رابابورت، "إن 90-95% من الفرق لدينا هم خريجوا الوحدة 8200" ويضيف "لذا، سواء دققت في ذلك أم لا، فهذا هو تجمع المواهب الذي أبحث عنه".

هل سيستفيد الاحتلال الاسرائيلي من هذه الصفقة؟ حسنًا، في 2023 نُقل مقر Wiz الرئيس ليكون في نيويورك بدلًا من تل أبيب، وذلك اعتراضًا على تغيير ما في السياسات الداخلية الإسرائيلية، ولكن لا يزال هناك عدد معتبر من الموظفين متواجد في الأراضي المحتلة.

إذن، النفع الذي سيحل سيكون على ضرائب هؤلاء الموظفين والمستثمرين المتواجدين في الأراضي المحتلة، والذي يتوقع أن يتراوح بين 3-5 مليار دولار على حسب عدة عوامل، بمعنى آخر نعم سيستفيد الاحتلال من هذه الصفقة، وستعمل على "إنعاش" الاقتصاد المتضرر بشدة بسبب العدوان على قطاع غزة.

وأحد أشكال الاستفادة هو النعيق، مثلًا، قالت يائيل بيلغراي كوهين، رئيسة قسم التكنولوجيا في شركة تحليلات الأعمال "دن آند برادستريت إسرائيل": "تُمثل هذه الصفقة إنجازًا هامًا في تاريخ قطاع التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلي، لا سيما في ظل تجدد القتال هذا الصباح وانهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس" وأضافت: "إنها شهادة ثقة استثنائية تُجسّد أن الصناعة الإسرائيلية لا تزال حاضرة رغم الحرب"

هذه هي أكبر صفقة استحواذ على شركة إسرائيلية، بعد صفقة استحواذ انتل الأمريكية على شركة أنظمة دفاع اسرائيلية مقابل 15 مليار دولار في 2017.

بالنسبة لجوجل، فهذه ليست الشركة الإسرائيلية الأولى التي تستحوذ عليها، أشهر الأمثلة هو تطبيق الخرائط Waze الذي استحوذت عليه جوجل مقابل مليار دولار في 2013.

وإذا كانت تلك الصفقات تساهم بشكل "غير مباشر" في دعم اقتصاد الاحتلال، فإن جوجل نفسها تدعم الاحتلال الاسرائيلي بشكل مباشر، وتساهم مباشرةً في عمليات القتل في قطاع غزة عن طريق توفير أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لجيش الاحتلال، مشروع نيمبوس مثالًا.

• لمزيد من المعلومات حول مشروع نيمبوس ومساعدة جوجل للاحتلال يمكنك الاطلاع على هذا المقال.

هل لاحظت هذه الجملة "لا سيما في ظل تجدد القتال هذا الصباح وانهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس" يحتفي الاسرائيليون بصفقة كهذه ويربطونها بنقض العهد الذي حصل منهم فجر أمس، الذي راح ضحيته حوالي 500 شهيد، في جولة أخرى من جولات الحرب الغاشمة التي ارتقى خلالها زهاء 50 ألف شهيد و100 ألف جريح، ومن جانب، تستمر الشركات -والإدارة- الأمريكية في الدعم الكامل للاحتلال الاسرائيلي وجيشه، فهل نتخلص من سيطرتهم قريبًا؟