بعد ساعات من حادث انفجار أجهزة النداء الآلي Pagers في لبنان؛ وقع حادث مشابه منذ دقائق جنوب الأراضي اللبنانية، ولكن هذه المرة في أجهزة الاتصال اللاسلكي Walkie Talkie. وطبقًا للتقارير اللبنانية؛ انفجرت مئات أجهزة اللاسلكي التي يستخدمها أفراد المقاومة اللبنانية «حزب الله»، مع تأكيد إصابة مئات الجرحى من المقاومة بجروح متفرقة واستشهاد 3 أفراد على الأقل، ولكن ما زالت الأعداد الدقيقة للجرحى جراء هذه الحادثة غير مؤكدة حتى الآن.

قد يُهمك أيضًا:

جهاز اللاسلكي المُنفجر الخاص بحزب الله

بالطبع نُفذت هذه العملية بواسطة جيش الاحتلال؛ من خلال تقنية متقدمة وغير معروفة إلى الآن؛ إذ انفجرت عشرات الأجهزة في توقيت متزامن دون أي سابق إنذار، تمامًا كما حدث بالأمس في أجهزة البيجر. وكشفت المصادر أن الموجة انطلقت في مناطق متفرقة بجنوب لبنان؛ أي أنها لم تنتشر على نطاق واسع كحادثة الأمس مع أجهزة النداء الآلي.

انفجار أجهزة اللاسلكي الخاصة بأفراد حزب الله

بلغ ضحايا انفجار أجهزة النداء الآلي بالأمس نحو 12 شهيدًا وأكثر من 3000 مصاب. ويعلم الجميع الآن أن الاحتلال هو المُنفذ الرئيسي لهذه الهجمات الواسعة، رغم رفضه إعلان مسؤوليته عن الحادث أو حتى التعليق عليه. واليوم؛ يُنفذ جيش الاحتلال الموجة الثانية من هجماته التي تضمنت أجهزة المحادثة اللاسلكية (Walkie-Talkie)، وهي أجهزة اتصال تعمل عبر موجات الراديو، وتعتمد عليها الجيوش، والشرطة، وفرق الإنقاذ، وغيرها من المجموعات النظامية التي تحتاج إلى تواصل مستمر في مختلف المناطق التي تقع خارج تغطية شبكات المحمول والإنترنت.

لا يعلم أحد حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء انفجار هذه الأجهزة، ولكن يرى الخبراء أنها عملية استخباراتية في المقام الأول؛ إذ تمكن جهاز الموساد الإسرائيلي من اعتراض صفقة الأجهزة وتفخيخها مُسبقًا ليتمكن من تفجيرها عن بُعد عند الحاجة. وهو نفس السيناريو المُرجح في واقعة انفجار أجهزة النداء الآلي؛ خاصةً وأن صفقة أجهزة اللاسلكي تمت في نفس وقت صفقة أجهزة النداء الآلي. ووجه بعض المسؤولين اتهامات إلى الشركة التايوانية التي صممت أجهزة النداء الآلي المُتفجرة بالأمس؛ ولكن نفت الشركة مسؤوليتها عن هذه الأجهزة، وألقت اللوم على شركة مجرية تُدعى BAC في تصنيع أجهزة هذه الصفقة تحديدًا.

وطبقًا للجارديان؛ كانت أجهزة اللاسلكي التي انفجرت اليوم ضمن صفقة أجهزة اتصال لاسلكي من نوع ICOM-V82، وهي أجهزة تُنتجها شركة يابانية مُتخصصة في اتصالات الراديو. ويُرجح الخبراء أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من الوصول إلى سلاسل التوريد الخاصة بهذه الأجهزة لتفخيخها قبل أن تستلمها المقاومة اللبنانية.

أجهزة الاتصال اللاسلكي ICOM-V82 التي انفجرت مع حزب الله

إذا صحت هذه النظرية؛ ستطرح الحادثة تساؤلات عدة حول مدى هيمنة الكيان الصهيوني على الشركات والحكومات العالمية. فهذه الحادثة تفضح مدى خضوع العالم الغربي للعصابات الإرهابية التي تُمارس أنشطتها الدموية تحت عباءة دولية. قد نكون الآن أمام جريمة بشعة؛ فالمُدان الأول هنا يتمثل في الشركات التقنية التي خانت ثقة عملائها وشاركت بشكل مباشر في العمليات القذرة لجهاز الموساد.

عمومًا؛ ما زالت هذه القضية قيد التحقيق من مختلف الجهات اللبنانية والعالمية، وسنوافيكم بأحدث التطورات لاحقًا.